DAILY VERSE
“أنا الرب حارسها . أسقيها كل لحظة . لئلا يوقع بها أحرسها ليلا ونهارا” اشعياء ٣:٢٦

 

أنا الرب حارسها . أسقيها كل لحظة . لئلا يوقع بها أحرسها ليلا ونهارااشعياء ٣:٢٦ 

 

طبيعي جدا ان اي واحد فينا يحرس ممتلكاته و يحميها من اي شر 

حتي ربنا بيعمل كده 

كل كنيسه او كل كنيسه في بيت ربنا يحميها و يحرسها و يسقيها لانها كرمته يعني شجره العنب بتاعته 

و يحرسها بالليل قبل النهار 

و انت مش مركز روحيا هو مركز جدا معاك و يسكنك في ستره و انت تلاقي الناس ماشيه جنبك و تقع من حروب و ضيقات سببتها ليهم خطاياهم 

اما انت فتفضل في امام و سهام العدو لا تصيبك و لا تؤذيك 

يبقي الشاطر هو اللي يجري و يدخل في حضن ربنا 

و متستناش الحرب علشان تجري له 

خليك علطول في حضنه و قول له "انت اللي تحرسني و انت سهمي و ترسي و سيفي و مجني .....الحرب ليك ...الحرب للرب "

 

إذاعه اقباط العالم

DAILY SYNEXARIUM
6 برمهات 1738

ليوم 6 من الشهر المبارك برمهات, أحسن الله استقباله، وأعاده علينا وعليكم، ونحن في هدوء واطمئنان، مغفوري الخطايا والآثام، من قِبَل مراحم الرب، يا آبائي وأخوتي.
آمين.

06- اليوم السادس - شهر برمهات

استشهاد ديسقورس فى زمن العرب

فى مثل هذا اليوم استشهد القديس ديسقورس فى زمان العرب وكان من مدينة الإسكندرية ، وحدث له ما دعا الى خروجه من دين آبائه ودخوله فى دين العرب . . ومكث كذلك مدة من الزمان . وكانت له أخت متزوجة بمدينة الفيوم . إذ علمت بما صار إليه أرسلت له قائلة : " لقد كنت اشتهى أن يأتيني خبر موتك وأنت مسيحي ، فكنت أفرح بذلك ، ولا يأتيني خبرك بأنك قد تركت المسيح إلهك " . وختمت كلامها بقولها : " واعلم أن هذا الكتاب آخر صلة بيني وبينك ، فمن الآن لاتعد ترينى وجهك ولا تكاتبنى ، . فلما قرأ كتاب أخته بكى بكاءا مرا ، ولطم وجهه ونتف لحيته ثم قام مسرعا وشد وسطه بزنار ، وصلى متضرعا بحرارة ، ورشم نفسه بعلامة الصليب ، وخرج يسير فى المدينة . وأبصره الناس على هذه الحال فاقتادوه الى الوالي وهذا قال له : " لقد تركت دين النصارى ودخلت فى ديننا ، فما الذي جرى ! ؟ فأجابه قائلا : " أنا ولدت مسيحيا وأموت مسيحيا ، ولا أعرف دينا غير هذا " . فهدده كثيرا وضربه ضربا موجعا ، فلم يرجع عن رأيه ، فأودعه السجن ، وأرسل الى ملك مصر يعرض عليه حالته أمره أن يعرض عليه الخروج من دين النصارى والدخول فى دين الملك . فان أطاع وهبه هبات جزيلة ، وإلا فيحرقه . فأخرجه من الحبس وعرض عليه الجحود فأبى قائلا : " لقد قلت سابقا ولدت مسيحيا وأموت مسيحيا " . فأمر بحرقه . فحفروا له خارج المدينة حفرة كبيرة ، وملأوها بالحطب وأوقدوها . ولما علا لهيبها فى طرحوه فيها بعد أن ضربه أهل البد ضربا موجعا وطعنوه بالسكاكين . فنال إكليل الشهادة في ملكوت السموات. صلاته تكون معنا . آمين . 2 – وفى مثل هذا اليوم أيضا : تذكار نياحة القديس ثاؤضوطس (ورد فى مخطوط بشبين الكوم " طاوطوس ") أسقف مدينة قورنثية التي في جزيرة قبرص . وقد عذب كثيرا أيام الاضطهاد . وذلك أن يوليوس حاكم هذه الجزيرة من قبل دقلديانوس استحضر هذأ القديس وطلب ! منه أن ينكر المسيح ، ويقدم البخور للأصنام . وإذ لم يذعن لأمره نزع عنه ثيابه ، وضربه ضربا شديدا موجعا بسياط من جلد البقر ، ثم علقه ومشط جسمه بأمشاط من حديد ثم سمر جسمه بالمسامير وجروه الى الحبس . فمكث فيه الى أن أهلك الله دقاديانوس وتملك قسطنطين البار . فأطلقه مع جملة المحبوسين . فرجع الى كرسيه ورعى رعيته التى أؤتمن عليها الى أن تنيح بسلام . شفاعته تكون معنا. ولربنا المجد دائما . آمين .

 

DAILY KATEMAROS
الثلاثاء, 15-مارس-2022 --- 6 برمهات 1738

باكر

 


امثال 2 : 1 - 15 اشعياء 10 : 12 - 20 يشوع 7 : 1 - 26

 

امثال 2 : 1 - 15

الفصل 2

1 يا ابني ، إن قبلت كلامي وخبأت وصاياي عندك 
2 حتى تميل أذنك إلى الحكمة ، وتعطف قلبك على الفهم 
3 إن دعوت المعرفة ، ورفعت صوتك إلى الفهم 
4 إن طلبتها كالفضة ، وبحثت عنها كالكنوز 
5 فحينئذ تفهم مخافة الرب ، وتجد معرفة الله 
6 لأن الرب يعطي حكمة . من فمه المعرفة والفهم 
7 يذخر معونة للمستقيمين . هو مجن للسالكين بالكمال 
8 لنصر مسالك الحق وحفظ طريق أتقيائه 
9 حينئذ تفهم العدل والحق والاستقامة ، كل سبيل صالح 
10 إذا دخلت الحكمة قلبك ، ولذت المعرفة لنفسك 
11 فالعقل يحفظك ، والفهم ينصرك 
12 لإنقاذك من طريق الشرير ، ومن الإنسان المتكلم بالأكاذيب 
13 التاركين سبل الاستقامة للسلوك في مسالك الظلمة 
14 الفرحين بفعل السوء ، المبتهجين بأكاذيب الشر 
15 الذين طرقهم معوجة ، وهم ملتوون في سبلهم 

 

 

اشعياء 10 : 12 - 20

الفصل 10

12 فيكون متى أكمل السيد كل عمله بجبل صهيون وبأورشليم ، أني أعاقب ثمر عظمة قلب ملك أشور وفخر رفعة عينيه 
13 لأنه قال : بقدرة يدي صنعت ، وبحكمتي . لأني فهيم . ونقلت تخوم شعوب ، ونهبت ذخائرهم ، وحططت الملوك كبطل 
14 فأصابت يدي ثروة الشعوب كعش ، وكما يجمع بيض مهجور ، جمعت أنا كل الأرض ، ولم يكن مرفرف جناح ولا فاتح فم ولا مصفصف 
15 هل تفتخر الفأس على القاطع بها ، أو يتكبر المنشار على مردده ؟ كأن القضيب يحرك رافعه كأن العصا ترفع من ليس هو عودا 
16 لذلك يرسل السيد ، سيد الجنود ، على سمانه هزالا ، ويوقد تحت مجده وقيدا كوقيد النار 
17 ويصير نور إسرائيل نارا وقدوسه لهيبا ، فيحرق ويأكل حسكه وشوكه في يوم واحد 
18 ويفني مجد وعره وبستانه ، النفس والجسد جميعا . فيكون كذوبان المريض 
19 وبقية أشجار وعره تكون قليلة حتى يكتبها صبي 
20 ويكون في ذلك اليوم أن بقية إسرائيل والناجين من بيت يعقوب لا يعودون يتوكلون أيضا على ضاربهم ، بل يتوكلون على الرب قدوس إسرائيل بالحق 

 

 

يشوع 7 : 1 - 26

الفصل 7

1 وخان بنو إسرائيل خيانة في الحرام ، فأخذ عخان بن كرمي بن زبدي بن زارح من سبط يهوذا من الحرام ، فحمي غضب الرب على بني إسرائيل 
2 وأرسل يشوع رجالا من أريحا إلى عاي التي عند بيت آون شرقي بيت إيل ، وكلمهم قائلا : اصعدوا تجسسوا الأرض . فصعد الرجال وتجسسوا عاي 
3 ثم رجعوا إلى يشوع وقالوا له : لا يصعد كل الشعب ، بل يصعد نحو ألفي رجل أو ثلاثة آلاف رجل ويضربوا عاي . لا تكلف كل الشعب إلى هناك لأنهم قليلون 
4 فصعد من الشعب إلى هناك نحو ثلاثة آلاف رجل ، وهربوا أمام أهل عاي 
5 فضرب منهم أهل عاي نحو ستة وثلاثين رجلا ، ولحقوهم من أمام الباب إلى شباريم وضربوهم في المنحدر . فذاب قلب الشعب وصار مثل الماء 
6 فمزق يشوع ثيابه وسقط على وجهه إلى الأرض أمام تابوت الرب إلى المساء ، هو وشيوخ إسرائيل ، ووضعوا ترابا على رؤوسهم 
7 وقال يشوع : آه يا سيد الرب لماذا عبرت هذا الشعب الأردن تعبيرا لكي تدفعنا إلى يد الأموريين ليبيدونا ؟ ليتنا ارتضينا وسكنا في عبر الأردن 
8 أسألك يا سيد : ماذا أقول بعدما حول إسرائيل قفاه أمام أعدائه 
9 فيسمع الكنعانيون وجميع سكان الأرض ويحيطون بنا ويقرضون اسمنا من الأرض . وماذا تصنع لاسمك العظيم 
10 فقال الرب ليشوع : قم لماذا أنت ساقط على وجهك 
11 قد أخطأ إسرائيل ، بل تعدوا عهدي الذي أمرتهم به ، بل أخذوا من الحرام ، بل سرقوا ، بل أنكروا ، بل وضعوا في أمتعتهم 
12 فلم يتمكن بنو إسرائيل للثبوت أمام أعدائهم . يديرون قفاهم أمام أعدائهم لأنهم محرومون ، ولا أعود أكون معكم إن لم تبيدوا الحرام من وسطكم 
13 قم قدس الشعب وقل : تقدسوا للغد . لأنه هكذا قال الرب إله إسرائيل : في وسطك حرام يا إسرائيل ، فلا تتمكن للثبوت أمام أعدائك حتى تنزعوا الحرام من وسطكم 
14 فتتقدمون في الغد بأسباطكم ، ويكون أن السبط الذي يأخذه الرب يتقدم بعشائره ، والعشيرة التي يأخذها الرب تتقدم ببيوتها ، والبيت الذي يأخذه الرب يتقدم برجاله 
15 ويكون المأخوذ بالحرام يحرق بالنار هو وكل ما له ، لأنه تعدى عهد الرب ، ولأنه عمل قباحة في إسرائيل 
16 فبكر يشوع في الغد وقدم إسرائيل بأسباطه ، فأخذ سبط يهوذا 
17 ثم قدم قبيلة يهوذا فأخذت عشيرة الزارحيين . ثم قدم عشيرة الزارحيين برجالهم فأخذ زبدي 
18 فقدم بيته برجاله فأخذ عخان بن كرمي بن زبدي بن زارح من سبط يهوذا 
19 فقال يشوع لعخان : يا ابني ، أعط الآن مجدا للرب إله إسرائيل ، واعترف له وأخبرني الآن ماذا عملت . لا تخف عني 
20 فأجاب عخان يشوع وقال : حقا إني قد أخطأت إلى الرب إله إسرائيل وصنعت كذا وكذا 
21 رأيت في الغنيمة رداء شنعاريا نفيسا ، ومئتي شاقل فضة ، ولسان ذهب وزنه خمسون شاقلا ، فاشتهيتها وأخذتها . وها هي مطمورة في الأرض في وسط خيمتي ، والفضة تحتها 
22 فأرسل يشوع رسلا فركضوا إلى الخيمة وإذا هي مطمورة في خيمته والفضة تحتها 
23 فأخذوها من وسط الخيمة وأتوا بها إلى يشوع وإلى جميع بني إسرائيل ، وبسطوها أمام الرب 
24 فأخذ يشوع عخان بن زارح والفضة والرداء ولسان الذهب وبنيه وبناته وبقره وحميره وغنمه وخيمته وكل ما له ، وجميع إسرائيل معه ، وصعدوا بهم إلى وادي عخور 
25 فقال يشوع : كيف كدرتنا ؟ يكدرك الرب في هذا اليوم . فرجمه جميع إسرائيل بالحجارة وأحرقوهم بالنار ورموهم بالحجارة 
26 وأقاموا فوقه رجمة حجارة عظيمة إلى هذا اليوم . فرجع الرب عن حمو غضبه . ولذلك دعي اسم ذلك المكان وادي عخور إلى هذا اليوم 

 

 

 

 

 


 

باكر

مزمو باكر

من مزامير وتراتيل أبينا داود النبي.
بركاته علينا،
آمين.

مزامير 32 : 10 - 10

الفصل 32

10 كثيرة هي نكبات الشرير ، أما المتوكل على الرب فالرحمة تحيط به 

مبارك الآتي باسم الرب، ربنا وإلهنا ومخلصنا وملكنا كلنا، يسوع المسيح ابن الله الحي، له المجد من الآن وإلى الأبد.
آمين. 

 

إنجيل باكر

قفوا بخوف أمام الله، وانصتوا لسماع الإنجيل المقدس.
فصل شريف من بشارة معلمنا لوقا الإنجيلي.
بركته تكون مع جميعنا، آمين.

لوقا 12 : 54 - 59

الفصل 12

54 ثم قال أيضا للجموع : إذا رأيتم السحاب تطلع من المغارب فللوقت تقولون : إنه يأتي مطر ، فيكون هكذا 
55 وإذا رأيتم ريح الجنوب تهب تقولون : إنه سيكون حر ، فيكون 
56 يا مراؤون تعرفون أن تميزوا وجه الأرض والسماء ، وأما هذا الزمان فكيف لا تميزونه 
57 ولماذا لا تحكمون بالحق من قبل نفوسكم 
58 حينما تذهب مع خصمك إلى الحاكم ، ابذل الجهد وأنت في الطريق لتتخلص منه ، لئلا يجرك إلى القاضي ، ويسلمك القاضي إلى الحاكم ، فيلقيك الحاكم في السجن 
59 أقول لك : لا تخرج من هناك حتى توفي الفلس الأخير 

والمجد لله دائماً أبدياً، آمين. 

 

 

 


 

قراءات القداس

البولس

بولس، عبد يسوع المسيح، المدعوّ رسولاً، المُفرَز لإنجيل الله.
البولس، فصل من رسالة القديس بولس الرسول إلى رومية .
بركته تكون مع جميعنا، آمين.

رومية 4 : 1 - 8

الفصل 4

1 فماذا نقول إن أبانا إبراهيم قد وجد حسب الجسد 
2 لأنه إن كان إبراهيم قد تبرر بالأعمال فله فخر ، ولكن ليس لدى الله 
3 لأنه ماذا يقول الكتاب ؟ فآمن إبراهيم بالله فحسب له برا 
4 أما الذي يعمل فلا تحسب له الأجرة على سبيل نعمة ، بل على سبيل دين 
5 وأما الذي لا يعمل ، ولكن يؤمن بالذي يبرر الفاجر ، فإيمانه يحسب له برا 
6 كما يقول داود أيضا في تطويب الإنسان الذي يحسب له الله برا بدون أعمال 
7 طوبى للذين غفرت آثامهم وسترت خطاياهم 
8 طوبى للرجل الذي لا يحسب له الرب خطية 

نعمة ربنا يسوع المسيح فلتكن معكم ومعي، يا آبائي وأخوتي،
آمين. 

 

 

 




الكاثوليكون

فصل من رسالة 1 لمعلمنا يوحنا .
بركته تكون مع جميعنا،
آمين.

1 يوحنا 2 : 1 - 11

الفصل 2

1 يا أولادي ، أكتب إليكم هذا لكي لا تخطئوا . وإن أخطأ أحد فلنا شفيع عند الآب ، يسوع المسيح البار 
2 وهو كفارة لخطايانا . ليس لخطايانا فقط ، بل لخطايا كل العالم أيضا 
3 وبهذا نعرف أننا قد عرفناه : إن حفظنا وصاياه 
4 من قال : قد عرفته وهو لا يحفظ وصاياه ، فهو كاذب وليس الحق فيه 
5 وأما من حفظ كلمته ، فحقا في هذا قد تكملت محبة الله . بهذا نعرف أننا فيه 
6 من قال : إنه ثابت فيه ينبغي أنه كما سلك ذاك هكذا يسلك هو أيضا 
7 أيها الإخوة ، لست أكتب إليكم وصية جديدة ، بل وصية قديمة كانت عندكم من البدء . الوصية القديمة هي الكلمة التي سمعتموها من البدء 
8 أيضا وصية جديدة أكتب إليكم ، ما هو حق فيه وفيكم : أن الظلمة قد مضت ، والنور الحقيقي الآن يضيء 
9 من قال : إنه في النور وهو يبغض أخاه ، فهو إلى الآن في الظلمة 
10 من يحب أخاه يثبت في النور وليس فيه عثرة 
11 وأما من يبغض أخاه فهو في الظلمة ، وفي الظلمة يسلك ، ولا يعلم أين يمضي ، لأن الظلمة أعمت عينيه 

لا تحبوا العالم ولا الأشياء التي في العالم؛ لأن العالم يمضي وشهوته. أما الذي يصنع إرادة الله فيثبت إلى الأبد.
آمين. 

 

 

 


 

الإبركسيس

فصل من اعمال آبائنأ الرسل الأطهار الحواريين المشمولين بنعمة الروح القدس،،
بركتهم تكون معنا. آمين.

اعمال 27 : 9 - 12

الفصل 27

9 ولما مضى زمان طويل ، وصار السفر في البحر خطرا ، إذ كان الصوم أيضا قد مضى ، جعل بولس ينذرهم
10 قائلا : أيها الرجال ، أنا أرى أن هذا السفر عتيد أن يكون بضرر وخسارة كثيرة ، ليس للشحن والسفينة فقط ، بل لأنفسنا أيضا 
11 ولكن كان قائد المئة ينقاد إلى ربان السفينة وإلى صاحبها أكثر مما إلى قول بولس 
12 ولأن المينا لم يكن موقعها صالحا للمشتى ، استقر رأي أكثرهم أن يقلعوا من هناك أيضا ، عسى أن يمكنهم الإقبال إلى فينكس ليشتوا فيها . وهي مينا في كريت تنظر نحو الجنوب والشمال الغربيين 

لم تزل كلمة الرب تنمو وتعتز وتثبت في كنيسة الله المقدسة.
آمين. 

 

 


 

 

مزمور القداس

من مزامير وتراتيل أبينا داود النبي،
بركته تكون مع جميعنا، آمين.

مزامير 32 : 2 - 3

الفصل 32

2 طوبى لرجل لا يحسب له الرب خطية ، ولا في روحه غش 
3 لما سكت بليت عظامي من زفيري اليوم كله 

مبارك الآتي باسم.
الرب، ربنا وإلهنا ومخلصنا وملكنا كلنا، يسوع المسيح ابن الله الحي، له المجد من.
الآن وإلى الأبد آمين. 

 

إنجيل القداس

قفوا بخوف أمام الله، وانصتوا لسماع الإنجيل المقدس.
فصل شريف من بشارة معلمنا يوحنا الإنجيلي
بركته تكون مع جميعنا، آمين.

يوحنا 8 : 31 - 39

الفصل 8

31 فقال يسوع لليهود الذين آمنوا به : إنكم إن ثبتم في كلامي فبالحقيقة تكونون تلاميذي 
32 وتعرفون الحق ، والحق يحرركم 
33 أجابوه : إننا ذرية إبراهيم ، ولم نستعبد لأحد قط كيف تقول أنت : إنكم تصيرون أحرارا 
34 أجابهم يسوع : الحق الحق أقول لكم : إن كل من يعمل الخطية هو عبد للخطية 
35 والعبد لا يبقى في البيت إلى الأبد ، أما الابن فيبقى إلى الأبد 
36 فإن حرركم الابن فبالحقيقة تكونون أحرارا 
37 أنا عالم أنكم ذرية إبراهيم . لكنكم تطلبون أن تقتلوني لأن كلامي لا موضع له فيكم 
38 أنا أتكلم بما رأيت عند أبي ، وأنتم تعملون ما رأيتم عند أبيكم 
39 أجابوا وقالوا له : أبونا هو إبراهيم . قال لهم يسوع : لو كنتم أولاد إبراهيم ، لكنتم تعملون أعمال إبراهيم 

والمجد لله دائماً أبدياً، آمين. 

 

DAILY CONTEMPLATION
الصوم‏ ‏يفيد‏ ‏الجسد‏ ‏كما‏ ‏يفيد‏ ‏الروح‏ ‏أيضا “2”

إن‏ ‏دانيال‏ ‏والثلاثة‏ ‏فتية‏ ‏لم‏ ‏يأكلوا‏ ‏لحما‏ ‏من‏ ‏مائدة‏ ‏الملك‏, ‏واكتفوا‏ ‏بأكل‏ ‏البقول‏ ‏فصارت‏ ‏صحتهم‏ ‏أفضل‏ ‏من‏ ‏غيرهم‏ (‏دا‏ 1:15).‏
والآباء‏ ‏السواح‏, ‏وآباء‏ ‏الرهبنة‏ ‏الكبار‏, ‏كانوا‏ ‏متشددين‏ ‏جدا‏ ‏في‏ ‏صومهم‏, ‏ولم‏ ‏نسمع‏ ‏أبدا‏ ‏أن‏ ‏الصوم‏ ‏أضعف‏ ‏صحتهم‏, ‏بل‏ ‏كانت‏ ‏قوية‏ ‏حتي‏ ‏في‏ ‏سن‏ ‏الشيخوخة‏.‏وأبونا‏ ‏آدم‏ ‏لم‏ ‏يقل‏ ‏أحد‏ ‏إنه‏ ‏مرض‏ ‏وضعف‏ ‏بسبب‏ ‏الطعام‏ ‏النباتي‏, ‏وكذلك‏ ‏أمنا‏ ‏حواء‏, ‏وكل‏ ‏الآباء‏ ‏قبل‏ ‏فلك‏ ‏نوح‏… ‏فاطمأنوا‏ ‏إذن‏ ‏علي‏ ‏صحتكم‏ ‏الجسدية‏…‏

الذي‏ ‏يتعب‏ ‏الجسد‏ ‏ليس‏ ‏هو‏ ‏الصوم‏, ‏بل‏ ‏الأكل‏.‏
تتعب‏ ‏الجسد‏ ‏كثرة‏ ‏الأكل‏, ‏والتخمة‏, ‏وعدم‏ ‏الضوابط‏ ‏في‏ ‏الطعام‏, ‏وكثرة‏ ‏الإخلاط‏ ‏غير‏ ‏المتجانس‏ ‏في‏ ‏الطعام‏ ‏ودخول‏ ‏أكل‏ ‏جديد‏ ‏علي‏ ‏أكل‏ ‏لم‏ ‏يهضم‏ ‏داخل‏ ‏الجسد‏, ‏كما‏ ‏يتعب‏ ‏الجسد‏ ‏أيضا‏ ‏الطاقات‏ ‏الحرارية‏ ‏الزائدة‏ ‏التي‏ ‏تأتي‏ ‏من‏ ‏أغذية‏ ‏فوق‏ ‏حاجة‏ ‏الإنسان‏, ‏وما‏ ‏أكثر‏ ‏الأمراض‏ ‏التي‏ ‏سببها‏ ‏الأكل‏.‏
لذلك‏ ‏يجب‏ ‏أن‏ ‏تتحرروا‏ ‏من‏ ‏فكرة‏ ‏أن‏ ‏الصوم‏ ‏يتعب‏ ‏الصحة‏.‏
إنها‏ ‏فكرة‏ ‏خاطئة‏, ‏ربما‏ ‏نبتت‏ ‏أولا‏ ‏من‏ ‏حنو‏ ‏الأمهات‏ ‏الزائد‏ ‏علي‏ ‏صحة‏ ‏أبنائهن‏, ‏حينما‏ ‏كانت‏ ‏الأم‏ ‏تفرح‏ ‏إذ‏ ‏تري‏ ‏ابنها‏ ‏سمينا‏ ‏وممتلئ‏ ‏الجسم‏, ‏وتظن‏ ‏أن‏ ‏هذه‏ ‏هي‏ ‏الصحة‏! ‏بينما‏ ‏قد‏ ‏يكون‏ ‏السمين‏ ‏أضعف‏ ‏صحة‏ ‏من‏ ‏الرفيع‏.‏
حنو‏ ‏الأمهات‏ ‏الخاطئ‏ ‏كان‏ ‏يمنع‏ ‏الأبناء‏ ‏من‏ ‏الصوم‏, ‏أو‏ ‏كان‏ ‏يخيفهم‏ ‏من‏ ‏الصوم‏, ‏وتقول‏ ‏إنه‏ ‏حنو‏ ‏خاطئ‏, ‏لأنه‏ ‏كان‏ ‏يهتم‏ ‏بروح‏ ‏الابن‏ ‏كما‏ ‏يهتم‏ ‏بجسده‏, ‏كما‏ ‏لو‏ ‏كانت‏ ‏أولئك‏ ‏الأمهات‏ ‏أمهات‏ ‏لأجساد‏ ‏أبنائهن‏ ‏فقط‏, ‏وفي‏ ‏إشفاق‏ ‏الأم‏ ‏علي‏ ‏جسد‏ ‏ابنها‏ ‏تهتم‏ ‏بغذاء‏ ‏هذا‏ ‏الجسد‏ ‏دون‏ ‏أن‏ ‏تلتفت‏ ‏إلي‏ ‏غذاء‏ ‏روحه‏!‏
ومع‏ ‏ذلك‏ ‏سمعنا‏ ‏عن‏ ‏أطفال‏ ‏قديسين‏ ‏كانوا‏ ‏يصومون‏ ‏ولعل‏ ‏من‏ ‏أمثلة‏ ‏هؤلاء‏ ‏القديس‏ ‏مرقس‏ ‏المتوحد‏ ‏بجبل‏ ‏أنطونيوس‏ ‏الذي‏ ‏بدأ‏ ‏صومه‏ ‏منذ‏ ‏طفولته‏ ‏المبكرة‏, ‏واستمر‏ ‏معه‏ ‏الصوم‏ ‏كمنهج‏ ‏حياة‏.‏
وكذلك‏ ‏القديس‏ ‏الأنبا‏ ‏شنودة‏ ‏رئيس‏ ‏المتوحدين‏ ‏الذي‏ ‏كان‏ ‏في‏ ‏طفولته‏ ‏يعطي‏ ‏طعامه‏ ‏للرعاة‏, ‏ويظل‏ ‏منتصبا‏ ‏في‏ ‏الصلاة‏ ‏وهو‏ ‏صائم‏ ‏حتي‏ ‏الغروب‏ ‏وهو‏ ‏بعد‏ ‏في‏ ‏التاسعة‏ ‏من‏ ‏عمره‏.كان‏ ‏الصوم‏ ‏للكل‏ ‏كبارا‏ ‏وصغارا‏, ‏منحهم‏ ‏جميعا‏ ‏صحة‏ ‏وقوة‏ ‏وقد‏ ‏خلص‏ ‏أجسادهم‏ ‏من‏ ‏الدهن‏ ‏والماء‏ ‏الزائدين‏.‏

وهكذا‏ ‏حفظت‏ ‏لنا‏ ‏كثير‏ ‏من‏ ‏أجساد‏ ‏القديسين‏ ‏دون‏ ‏أن‏ ‏تتعفن‏, ‏بسبب‏ ‏البركة‏ ‏التي‏ ‏حفظ‏ ‏بها‏ ‏الرب‏ ‏هذه‏ ‏الأجساد‏ ‏مكافأة‏ ‏علي‏ ‏قداستها‏, ‏هذا‏ ‏من‏ ‏جهة‏, ‏ومن‏ ‏جهة‏ ‏أخري‏ ‏لأن‏ ‏هذه‏ ‏الأجساد‏ ‏كانت‏ ‏بعيدة‏ ‏عن‏ ‏أسباب‏ ‏التعفن‏, ‏بسبب‏ ‏قلة‏ ‏ما‏ ‏فيها‏ ‏من‏ ‏رطوبة‏ ‏ومن‏ ‏دهن‏.‏
قد‏ ‏تحفظ‏ ‏اللحوم‏ ‏فترة‏ ‏طويلة‏ ‏بلا‏ ‏تعفن‏, ‏إذا‏ ‏شوحوها‏ (‏قددوها‏) ‏أي‏ ‏عرضوها‏ ‏للحرارة‏ ‏التي‏ ‏تطرد‏ ‏ما‏ ‏فيها‏ ‏من‏ ‏ماءوتذيب‏ ‏ما‏ ‏فيها‏ ‏من‏ ‏دهن‏, ‏فتصبح‏ ‏في‏ ‏جفاف‏ ‏يساعد‏ ‏علي‏ ‏حفظها‏, ‏إلي‏ ‏حد‏ ‏ما‏, ‏هكذا‏ ‏كانت‏ ‏أجساد‏ ‏القديسين‏ ‏بالصوم‏, ‏بلا‏ ‏دهن‏, ‏بلا‏ ‏ماء‏ ‏زائد‏, ‏فلم‏ ‏يجد‏ ‏التلف‏ ‏طريقا‏ ‏إليها‏…‏
ولكن‏ ‏لماذا‏ ‏نركز‏ ‏علي‏ ‏الجسد؟‏ ‏هل‏ ‏الصوم‏ ‏فضيلة‏ ‏للجسد‏ ‏فقط؟
الصوم‏ ‏ليس‏ ‏مجرد‏ ‏فضيلة‏ ‏للجسد
الصوم‏ ‏ليس‏ ‏مجرد‏ ‏فضيلة‏ ‏للجسد‏ ‏بعيدا‏ ‏عن‏ ‏الروح‏, ‏فكل‏ ‏عمل‏ ‏لا‏ ‏تشترك‏ ‏فيه‏ ‏الروح‏ ‏لا‏ ‏يعتبر‏ ‏فضيلة‏ ‏علي‏ ‏الإطلاق‏, ‏فما‏ ‏هو‏ ‏عمل‏ ‏الجسد‏ ‏في‏ ‏الصوم؟‏ ‏وما‏ ‏هو‏ ‏عمل‏ ‏الروح؟
الصوم‏ ‏الحقيقي‏ ‏هو‏ ‏عمل‏ ‏روحي‏ ‏داخل‏ ‏القلب‏ ‏أولا‏وعمل‏ ‏الجسد‏ ‏في‏ ‏الصوم‏. ‏هو‏ ‏تمهيد‏ ‏لعمل‏ ‏الروح‏. ‏أو‏ ‏تعبير‏ ‏عن‏ ‏مشاعر‏ ‏الروح‏.‏

الروح‏ ‏تسمو‏ ‏فوق‏ ‏مستوي‏ ‏المادة‏ ‏والطعام‏, ‏وفوق‏ ‏مستوي‏ ‏الجسد‏, ‏فتقود‏ ‏الجسد‏ ‏معها‏ ‏في‏ ‏موكب‏ ‏نصرتها‏, ‏وفي‏ ‏رغباتها‏ ‏الروحية‏. ‏ويعبر‏ ‏الجسد‏ ‏عن‏ ‏هذا‏ ‏بممارسة‏ ‏الصوم‏.‏
إن‏ ‏قصرنا‏ ‏تعريفنا‏ ‏للصوم‏ ‏علي‏ ‏إنه‏ ‏إذلال‏ ‏للجسد‏ ‏بالجوع‏ ‏والامتناع‏ ‏عما‏ ‏يشتهيه‏, ‏نكون‏ ‏قد‏ ‏أخذنا‏ ‏من‏ ‏الصوم‏ ‏سلبياته‏, ‏وتركنا‏ ‏عمله‏ ‏الإيجابي‏ ‏الروحي‏.‏
الصوم‏ ‏ليس‏ ‏جوعا‏ ‏للجسد‏, ‏بل‏ ‏هو‏ ‏غذاء‏ ‏للروح‏.‏
ليس‏ ‏الصوم‏ ‏تعذيبا‏ ‏للجسد‏. ‏أو‏ ‏استشهادا‏ ‏للجسد‏. ‏أو‏ ‏صليبا‏ ‏له‏. ‏كما‏ ‏يظن‏ ‏البعض‏, ‏إنما‏ ‏الصوم‏ ‏هو‏ ‏تسامي‏ ‏الجسد‏ ‏ليصل‏ ‏إلي‏ ‏المستوي‏ ‏الذي‏ ‏يتعاون‏ ‏فيه‏ ‏مع‏ ‏الروح‏. ‏ونحن‏ ‏في‏ ‏الصوم‏ ‏لا‏ ‏نقصد‏ ‏أن‏ ‏نعذب‏ ‏الجسد‏. ‏إنما‏ ‏نقصد‏ ‏ألا‏ ‏نسلك‏ ‏حسب‏ ‏الجسد‏. ‏فيكون‏ ‏الصائم‏ ‏إنسانا‏ ‏روحيا‏ ‏وليس‏ ‏إنسانا‏ ‏جسدانيا‏.‏
الصوم‏ ‏هو‏ ‏روح‏ ‏زاهدة‏, ‏تشرك‏ ‏الجسد‏ ‏معها‏ ‏في‏ ‏الزهد‏.‏
والصوم‏ ‏ليس‏ ‏هو‏ ‏الجسد‏ ‏الجائع‏, ‏بل‏ ‏الجسد‏ ‏الزاهد‏ ‏وليس‏ ‏الصوم‏ ‏هو‏ ‏جوع‏ ‏الجسد‏, ‏إنما‏ ‏بالأكثر‏ ‏هو‏ ‏تسامي‏ ‏الجسد‏ ‏وطهارة‏ ‏الجسد‏, ‏ليس‏ ‏هو‏ ‏حالة‏ ‏الجسد‏ ‏الذي‏ ‏يجوع‏ ‏ويشتهي‏ ‏أن‏ ‏يأكل‏. ‏بل‏ ‏الجسد‏ ‏الذي‏ ‏يتخلص‏ ‏من‏ ‏شهوة‏ ‏الأكل‏, ‏ويفقد‏ ‏الأكل‏ ‏قيمته‏ ‏في‏ ‏نظره‏…‏
الصوم‏ ‏فترة‏ ‏ترتفع‏ ‏فيها‏ ‏الروح‏. ‏وتجذب‏ ‏الجسد‏ ‏معها‏.‏
تخلصه‏ ‏من‏ ‏أحماله‏ ‏وأثقاله‏. ‏وتجذبه‏ ‏معها‏ ‏إلي‏ ‏فوق‏, ‏لكي‏ ‏يعمل‏ ‏معها‏ ‏عمل‏ ‏الرب‏ ‏بلا‏ ‏عائق‏. ‏والجسد‏ ‏الروحي‏ ‏يكون‏ ‏سعيدا‏ ‏بهذا‏ ‏الصوم‏ ‏هو‏ ‏فترة‏ ‏روحية‏. ‏يقضيها‏ ‏الجسد‏ ‏والروح‏ ‏معا‏ ‏في‏ ‏عمل‏ ‏روحي‏, ‏يشترك‏ ‏الجسد‏ ‏مع‏ ‏الروح‏ ‏في‏ ‏عمل‏ ‏واحد‏ ‏هو‏ ‏عمل‏ ‏الروح‏ ‏يشترك‏ ‏معها‏ ‏في‏ ‏الصلاة‏ ‏والتآمل‏ ‏والتسبيح‏ ‏والعشرة‏ ‏الإلهية‏.‏
نصلي‏ ‏ليس‏ ‏فقط‏ ‏بجسد‏ ‏صائم‏, ‏إنما‏ ‏أيضا‏ ‏بنفس‏ ‏صائمة‏.‏
بفكر‏ ‏صائم‏ ‏وقلب‏ ‏صائم‏ ‏عن‏ ‏الشهوات‏ ‏والرغبات‏. ‏وبروح‏ ‏صائمة‏ ‏عن‏ ‏المحبة‏ ‏العالم‏, ‏فهي‏ ‏ميتة‏ ‏عنه‏. ‏وكلها‏ ‏حياة‏ ‏مع‏ ‏الله‏ ‏تتغذي‏ ‏به‏ ‏وبمحبته‏.‏
الصوم‏ ‏بهذا‏ ‏الشكل‏ ‏هو‏ ‏الوسيلة‏ ‏الصالحة‏ ‏للعمل‏ ‏الروحي‏, ‏هو‏ ‏الجو‏ ‏الروحي‏ ‏الذي‏ ‏يحيا‏ ‏فيه‏ ‏الإنسان‏ ‏جميعه‏, ‏بقلبه‏ ‏ونفسه‏ ‏وروحه‏ ‏وفكره‏ ‏وحواسه‏ ‏وعواطفه‏.‏
الصوم‏ ‏هو‏ ‏تعبير‏ ‏الجسد‏ ‏عن‏ ‏زهده‏ ‏في‏ ‏المادة‏ ‏والماديات‏. ‏واشتياقه‏ ‏إلي‏ ‏الحياة‏ ‏مع‏ ‏الله‏. ‏وهذا‏ ‏الزهد‏ ‏دليل‏ ‏علي‏ ‏اشتراك‏ ‏الجسد‏ ‏في‏ ‏عمل‏ ‏الروح‏, ‏وفي‏ ‏صفاتها‏ ‏الروحية‏. ‏وبه‏ ‏يصبح‏ ‏الجسد‏ ‏روحيا‏ ‏في‏ ‏منهجه‏, ‏وتكون‏ ‏له‏ ‏صورة‏ ‏الروح‏.‏
في‏ ‏الصوم‏ ‏لا‏ ‏يهتم‏ ‏الإنسان‏ ‏بما‏ ‏للجسد‏, ‏لا‏ ‏تهتم‏ ‏الروح‏ ‏بهذا‏, ‏ولا‏ ‏يهتم‏ ‏الجسد‏ ‏به‏ ‏أيضا‏ ‏في‏ ‏حالته‏ ‏الروحية‏.‏
لا‏ ‏تهتموا‏ ‏بما‏ ‏للجسد
في‏ ‏حديث‏ ‏الرب‏ ‏عن‏ ‏الغذاء‏ ‏الروحي‏, ‏نسمعه‏ ‏يقول‏:‏
اعملوا‏ ‏لا‏ ‏للطعام‏ ‏البائد‏, ‏بل‏ ‏للطعام‏ ‏الباقي‏ ‏للحياة‏ ‏الأبدية‏ (‏يو‏ 6:27) ‏وبعد‏ ‏هذا‏ ‏يحدثهم‏ ‏عن‏ ‏الخبز‏ ‏النازل‏ ‏من‏ ‏السماء‏. ‏الخبز‏ ‏الحقيقي‏, ‏خبر‏ ‏الله‏, ‏خبز‏ ‏الحياة‏ (‏يو‏ 6: 32‏ـ‏35). ‏إنه‏ ‏هنا‏ ‏يوجه‏ ‏إلي‏ ‏الروح‏ ‏وغذائها‏, ‏ويقود‏ ‏تفكيرنا‏ ‏في‏ ‏اتجاه‏ ‏روحي‏, ‏حتي‏ ‏لا‏ ‏ننشغل‏ ‏بالجسد‏ ‏وطعامه‏.‏
وحينما‏ ‏ذكر‏ ‏عبارة‏ ‏ليس‏ ‏بالخبز‏ ‏وحده‏ ‏يحيا‏ ‏الإنسان‏ (‏مت‏ 4:4). ‏إنما‏ ‏بهذا‏ ‏أنه‏ ‏ينبغي‏ ‏للإنسان‏ ‏ألا‏ ‏يحيا‏ ‏جسدنيا‏ ‏يعتمد‏ ‏علي‏ ‏الخبز‏ ‏كطعام‏ ‏له‏. ‏ناسيا‏ ‏الروح‏ ‏وطعامها‏ ‏وعن‏ ‏طعام‏ ‏الروح‏ ‏هذا‏ ‏قال‏ ‏لتلاميذه‏ ‏لي‏ ‏طعام‏ ‏لأكل‏ ‏لستم‏ ‏تعرفونه‏ (‏يو‏4:32). ‏وهنا‏ ‏يخطر‏ ‏علي‏ ‏فكرنا‏ ‏سؤال‏ ‏هو‏:‏
هل‏ ‏كان‏ ‏المسيح‏ ‏علي‏ ‏الجبل‏ ‏صائما‏ ‏أم‏ ‏يتغذي؟
والجواب‏ ‏هو‏: ‏كان‏ ‏صائما‏, ‏وكان‏ ‏أيضا‏ ‏يتغذي‏.‏
كان‏ ‏صائما‏ ‏من‏ ‏جهة‏ ‏الجسد‏, ‏وكان‏ ‏يتغذي‏ ‏من‏ ‏جهة‏ ‏الروح‏.‏