اليوم 20 من الشهر المبارك برمودة, أحسن الله استقباله، وأعاده علينا وعليكم، ونحن في هدوء واطمئنان، مغفوري الخطايا والآثام، من قِبَل مراحم الرب، يا آبائي وأخوتي.
آمين.
20- اليوم العشرين - شهر برمودة
استشهاد القديس ببنودة من دندرة
في مثل هذا اليوم استشهد القديس ببنوده الذي من دندره هذا القديس كان راهبا متوحدا . فظهر له ملاك الرب وقال له البس ثياب الخدمة الكهنوتية ، واذهب لمقابلة أريانوس الوالي . الذي كان قد رسا بمركبه علي دندره يجد في طلب هذا القديس . فجاء إليه وصرخ في وجهه بأعلى صوته قائلا " أنا نصراني مؤمن بالسيد المسيح " فلما عرفه الوالي أنه ذلك المتوحد ، الذي يجد في طلبه عذبه عذابا كثيرا ثم كبله بالحديد وطرحه في سجن مظلم . فأشرق عليه نور سماوي وظهر له ملاك الرب وشفاه من جراحاته وعزاه وكان في المدينة رجل اسمه كيرلس وزوجته وابنته واثنا عشر صبيا فوعظهم القديس وثبتهم فاستشهدوا جميعا بقطع رؤوسهم ونالوا إكليل الشهادة وغضب الوالي عليه فأمر بأن يعلق في رقبته حجر ويطرح في البحر فنال إكليل الشهادة .صلاته تكون معنا ولربنا المجد دائما . آمين
استشهاد السعيد يوحنا أبو نجاح الكبير
في مثل هذا اليوم من سنة 719 للشهداء استشهد السعيد الذكر يوحنا أبو نجاح الكبير وقد كان من عظماء الأقباط في الجيلين العاشر والحادي عشر للميلاد . وكان كبير الكتاب المباشرين في عصره . كما كان مقدم الأراخنة في عهد الحاكم بأمر الله الخليفة الفاطمي . وكان هذا الشيخ الكبير يعاصر البابا فيلوثاؤس البطريرك ( 63 ) الذي تولي الكرسي من 28 مارس سنة 979 م إلى 8 نوفمبر سنة 1003 م .
وكان يوحنا هذا مسيحيا تقيا وبارا محسنا كبيرا ، ومحبا للكنيسة غيورا علي الإيمان الأرثوذكسي . ولما انتهي الحاكم بأمر الله من إفناء خواصه ومقدمي جيشه ، عاد إلى مقدمي الأراخنة ورؤساء الكتاب فأخذ منهم عشرة وعرض عليهم الإسلام وكان أولهم يوحنا أبو نجاح رئيس المقدمين ، فأحضره إليه وقال له " أريد أن تترك دينك وتعود إلى ديني وأجعلك وزيري فتقوم بتدبير أمور مملكتي " فأجابه يوحنا قائلا " أمهلني إلى غد حتى أشاور نفسي " فأمهله وأطلقه فمضي يوحنا إلى منزله وأحضر أصدقاءه وعرفهم ما جرى له مع الخليفة وقال لهم " أنا مستعد أن أموت علي اسم السيد المسيح وان غرضي من طلب المهلة إلى الغد لم يكن لمشاورة نفسي بل قلت هذا حتى اجتمع بكم وبأهلي فأودعكم وأوصيكم" ، ثم أوصاهم قائلا "والآن يا أخوتي لا تطلبوا هذا المجد الفاني فتضيعوا عليكم مجد السيد المسيح الدائم الباقي فقد اشبع نفوسنا من خيرات الأرض وهوذا برحمته قد دعانا إلى ملكوت السموات فقووا قلوبكم " .
وقد كان من أثر كلامه الذهبي المملوء حكمة أن تشددت قلوب سامعيه أجمعين وعزموا علي أن يموتوا علي اسم السيد المسيح ، ثم صنع لهم في ذلك اليوم وليمة عظيمة وأقاموا عنده إلى المساء ثم مضوا إلى منازلهم .
وفي الصباح مضي يوحنا إلى الحاكم بأمر الله فقال له الخليفة : " يا نجاح ، أتري هل طابت نفسك ؟ " أجابه يوحنا قائلا : " نعم " قال الخليفة : " علي أية قضية ؟ " قال يوحنا بشجاعة وثبات : بقائي علي ديني " .
فاجتهد الحاكم بكل أنواع الترغيب والوعيد أن ينقله من النصرانية فكان يوحنا كالصخرة لا يتزعزع ، وثبت متمسكا بالإيمان المسيح ولم يقو الحاكم - مع ما أوتي من قوة - علي أن يزحزحه عن دين آبائه .
ولما فشل الحاكم أمام يوحنا أمر بنزع ثيابه وأن يشد في المعصرة ويضرب ، فضربوه خمسمائة سوط علي ذلك الجسم الناعم حتى أنتثر لحمه وسأل دمه مثل الماء وكانت السياط المستعملة في الضرب مصنوعة من عروق البقر لا تقوي الجبابرة علي احتمال سوط منها علي أجسامهم فكم يكون الحال في هذا العود الرطب .ثم أمر الحاكم بأن يضرب إلى تمام الآلف سوط فلما ضرب ثلاثمائة أخري قال مثل سيده " أنا عطشان " فأوقفوا عنه الضرب وأعلموا الحاكم بذلك فقال " اسقوه بعد أن تقولوا له أن يرجع عن دينه " فلما جاءوا إليه بالماء وقالوا له ما أمرهم به الخليفة ، أجابهم يوحنا بكل أباء وشمم قائلا : " أعيدوا له ماءه فآني غير محتاج إليه لأن سيدي يسوع المسيح قد سقاني وأطفأ ظمأى " وقد شهد قوم من الأعوان وغيرهم ممن كانوا هناك أنهم أبصروا الماء يسقط في هذه اللحظة من لحيته . ولما قال هذا اسلم الروح فأعلموا الخليفة الجبار بوفاته فأمر أن يضرب وهو جثة هامدة حتى تمام الآلف سوط وهكذا تمت شهادته ونال الإكليل المعد له من الملك العظيم يسوع المسيح ولم يذكر تاريخ البطاركة اليوم الذي استشهد فيه إلا أن المقريزي في خططه قال : " ان الرئيس فهد بن إبراهيم وهو أحد العشرة وزميل يوحنا بن نجاح قتل في 8 جمادى الآخر سنة 393 هجرية الموافق 19 برمودة سنة 719 ش و 14 أبريل سنة 1003 م " .
وقد جاء استشهاد السعيد الذكر يوحنا بن نجاح في تاريخ البطاركة ، قبل ذكر استشهاد الرئيس فهد بن إبراهيم كما أن يوحنا في وليمة أصدقائه وأهله الذين كان من بينهم التسعة المختارون الآخرون - لم يذكر خبر استشهاد هذا القديس في نفس اليوم الذي استشهد فيه الرئيس فهد فيما تكلم به أثناء الوليمة وعلي ذلك يكون استشهاد هذا القديس في نفس اليوم الذي استشهد فيه الرئيس فهد.
استشهاد الرئيس أبو العلا فهد بن إبراهيم وزملائه
تحتفل الكنيسة بتذكار الشيخ الرئيس أبو العلا فهد بن إبراهيم الذي نبغ في النصف الأخير من الجيل العاشر وأول الجيل الحادي عشر وقد عاصر أيضا البابا فيلوثاوس البطريرك (63) كما عاصر من الملوك الخلفاء الفاطميين الأمام العزيز بالله وابنه الحاكم بأمر الله .
وكان أرخنا أرثوذكسيا متمسكا بدينه مخلصا لكنيسته كثير الإحسان فلم يرد في حياته سائلا تقدم إليه حتى أنه كان يجتاز الشوارع راكبا فيليفاه طالب الصدقة فيمد إليه كم جبته فيجد فيه السائل خيرا جزيلا وذلك إمعانا في إخفاء عطائه .
وكان هذا الرئيس من أكابر رجال الدولة في العهد الفاطمي حتى أن الحاكم بأمر الله قدمه علي جميع الكتاب وأصحاب الدواوين ، وأنشا الرئيس أبو العلاء كنيسة الشهيد مرقوريوس بدير أنبا رويس الحالي الذي كان معروفا وقتئذ بدر الخندق
وجاء في تاريخ البطاركة أنه لما أراد الحاكم بأمر الله أن يجعل كبار الكتاب الأقباط يتخلون عن دينهم كان الرئيس فهد من بين الرؤساء العشرة الذين اختارهم لهذا الغرض فأحضره بين يديه وقال له : " أنت تعلم أني اصطفيتك وقدمتك علي كل من في دولتي فاسمع مني وكن معي في ديني فأرفعك أكثر مما أنت فيه وتكون لي مثل أخ " فلم يجبه إلى قوله فأمر أن يضرب عنقه وأحرق جسده بالنار وظلت النار مشتعلة ثلاثة أيام ولم يحترق وبقيت يده اليمني التي كان يمدها للصدقة في كل وقت سليمة كأن النار لم تكن منها البتة .
وجاء في كتاب الخطط التوفيقية أن الرئيس أبو العلاء فهد بن إبراهيم كان ينظر في أمر المملكة مع قائد القواد الحسين بن جوهر وكان الحاكم بأمر الله يرغبه في ترك مذهبه بوعود عظيمة فلم يقبل فقطع رقبته وأمر بحرق جسمه ولكن الله حماه من الاحتراق ودفن في الركن القبلي من كنيسة القديس مرقوريوس إلى شيدها في دير الخندق .
وذكر المقريزي في خططه : وقتل فهد بن إبراهيم بعد أن أستمر في الرئاسة خمس سنين وتسعة أشهر وأثنا عشر يوما .
وقد انتقم الله شر انتقام من الأشرار الذين سعوا بالرئيس أبي العلاء فهد لدي الخليفة وغيروا قلبه عليه فقد كان علي بن عمر بن العداس هو الذي حرك قلب الحاكم بأمر الله عليه فلم يمض علي وفاة الرئيس فهد 29 يوما حتى قتل علي ثم قتل شريكه طاهر محمود بن النحوي
وتحتفل الكنيسة أيضا بباقي الرؤساء العشرة الذين لما طالبهم الحاكم بترك دينهم لم يفعلوا ذلك ولم يطيعوه فأمر بتعذيبهم فضربوا بالسياط ولما تزايد عليهم الضرب أسلم منهم أربعة مات أحدهم في ليلته بعينها وأما الثلاثة الآخرون فانهم بعد انقضاء زمان الاضطهاد عادوا إلى دينهم المسيحي وأما الباقون فقد ماتوا وهم يعذبون ونالوا إكليل الشهادة استحقوا الحياة الدائمة.
استشهاد داود الراهب
في مثل هذا اليوم استشهد داود الراهب (ورد ذلك في مخطوط شبين الكوم بن غبريال البرجي من بركة قرموط) وقد عذب كثيرا ولم ينكر الإيمان ونال إكليل الشهادة سنة 1099 للشهداء . شفاعة الجميع تكون معنا ولربنا المجد دائما . أمين
العشية
مزمور العشية
من مزامير وتراتيل أبينا داود النبي.
بركاته علينا، آمين.
مزامير 16 : 9
الفصل 16
9 | لذلك فرح قلبي ، وابتهجت روحي . جسدي أيضا يسكن مطمئنا |
مبارك الآتي باسم. الرب، ربنا وإلهنا ومخلصنا وملكنا كلنا، يسوع المسيح ابن الله الحي، له المجد من الآن وإلى الأبد.
آمين.
إنجيل العشية
قفوا بخوف أمام الله، وانصتوا لسماع الإنجيل المقدس.
فصل شريف من بشارة معلمنا متى الإنجيلي.
بركته تكون مع جميعنا، آمين.
متى 17 : 14 - 18
الفصل 17
14 | ولما جاءوا إلى الجمع تقدم إليه رجل جاثيا له |
15 | وقائلا : يا سيد ، ارحم ابني فإنه يصرع ويتألم شديدا ، ويقع كثيرا في النار وكثيرا في الماء |
16 | وأحضرته إلى تلاميذك فلم يقدروا أن يشفوه |
17 | فأجاب يسوع وقال : أيها الجيل غير المؤمن ، الملتوي ، إلى متى أكون معكم ؟ إلى متى أحتملكم ؟ قدموه إلي ههنا |
18 | فانتهره يسوع ، فخرج منه الشيطان . فشفي الغلام من تلك الساعة |
والمجد لله دائماً.
باكر
مزمو باكر
من مزامير وتراتيل أبينا داود النبي.
بركاته علينا،
آمين.
مزامير 16 : 10 - 11
الفصل 16
10 | لأنك لن تترك نفسي في الهاوية . لن تدع تقيك يرى فسادا |
11 | تعرفني سبيل الحياة . أمامك شبع سرور . في يمينك نعم إلى الأبد |
مبارك الآتي باسم الرب، ربنا وإلهنا ومخلصنا وملكنا كلنا، يسوع المسيح ابن الله الحي، له المجد من الآن وإلى الأبد.
آمين.
إنجيل باكر
قفوا بخوف أمام الله، وانصتوا لسماع الإنجيل المقدس.
فصل شريف من بشارة معلمنا متى الإنجيلي.
بركته تكون مع جميعنا، آمين.
متى 16 : 21 - 23
الفصل 16
21 | من ذلك الوقت ابتدأ يسوع يظهر لتلاميذه أنه ينبغي أن يذهب إلى أورشليم ويتألم كثيرا من الشيوخ ورؤساء الكهنة والكتبة ، ويقتل ، وفي اليوم الثالث يقوم |
22 | فأخذه بطرس إليه وابتدأ ينتهره قائلا : حاشاك يا رب لا يكون لك هذا |
23 | فالتفت وقال لبطرس : اذهب عني يا شيطان أنت معثرة لي ، لأنك لا تهتم بما لله لكن بما للناس |
والمجد لله دائماً أبدياً، آمين.
قراءات القداس
البولس
بولس، عبد يسوع المسيح، المدعوّ رسولاً، المُفرَز لإنجيل الله.
البولس، فصل من رسالة القديس بولس الرسول إلى رومية .
بركته تكون مع جميعنا، آمين.
رومية 1 : 19 - 21
الفصل 1
19 | إذ معرفة الله ظاهرة فيهم ، لأن الله أظهرها لهم |
20 | لأن أموره غير المنظورة ترى منذ خلق العالم مدركة بالمصنوعات ، قدرته السرمدية ولاهوته ، حتى إنهم بلا عذر |
21 | لأنهم لما عرفوا الله لم يمجدوه أو يشكروه كإله ، بل حمقوا في أفكارهم ، وأظلم قلبهم الغبي |
نعمة ربنا يسوع المسيح فلتكن معكم ومعي، يا آبائي وأخوتي،
آمين.
الكاثوليكون
فصل من رسالة 1 لمعلمنا يوحنا .
بركته تكون مع جميعنا،
آمين.
1 يوحنا 2 : 11 - 14
الفصل 2
11 | وأما من يبغض أخاه فهو في الظلمة ، وفي الظلمة يسلك ، ولا يعلم أين يمضي ، لأن الظلمة أعمت عينيه |
12 | أكتب إليكم أيها الأولاد ، لأنه قد غفرت لكم الخطايا من أجل اسمه |
13 | أكتب إليكم أيها الآباء ، لأنكم قد عرفتم الذي من البدء . أكتب إليكم أيها الأحداث ، لأنكم قد غلبتم الشرير . أكتب إليكم أيها الأولاد ، لأنكم قد عرفتم الآب |
14 | كتبت إليكم أيها الآباء ، لأنكم قد عرفتم الذي من البدء . كتبت إليكم أيها الأحداث ، لأنكم أقوياء ، وكلمة الله ثابتة فيكم ، وقد غلبتم الشرير |
لا تحبوا العالم ولا الأشياء التي في العالم؛ لأن العالم يمضي وشهوته. أما الذي يصنع إرادة الله فيثبت إلى الأبد.
آمين.
الإبركسيس
فصل من اعمال آبائنأ الرسل الأطهار الحواريين المشمولين بنعمة الروح القدس،،
بركتهم تكون معنا. آمين.
اعمال 4 : 19 - 21
الفصل 4
19 | فأجابهم بطرس ويوحنا وقالا : إن كان حقا أمام الله أن نسمع لكم أكثر من الله ، فاحكموا |
20 | لأننا نحن لا يمكننا أن لا نتكلم بما رأينا وسمعنا |
21 | وبعدما هددوهما أيضا أطلقوهما ، إذ لم يجدوا البتة كيف يعاقبونهما بسبب الشعب ، لأن الجميع كانوا يمجدون الله على ما جرى |
لم تزل كلمة الرب تنمو وتعتز وتثبت في كنيسة الله المقدسة.
آمين.
مزمور القداس
من مزامير وتراتيل أبينا داود النبي،
بركته تكون مع جميعنا، آمين.
مزامير 9 : 10 - 11
الفصل 9
10 | ويتكل عليك العارفون اسمك ، لأنك لم تترك طالبيك يارب |
11 | رنموا للرب الساكن في صهيون ، أخبروا بين الشعوب بأفعاله |
مبارك الآتي باسم.
الرب، ربنا وإلهنا ومخلصنا وملكنا كلنا، يسوع المسيح ابن الله الحي، له المجد من.
الآن وإلى الأبد آمين.
إنجيل القداس
قفوا بخوف أمام الله، وانصتوا لسماع الإنجيل المقدس.
فصل شريف من بشارة معلمنا يوحنا الإنجيلي
بركته تكون مع جميعنا، آمين.
يوحنا 6 : 54 - 58
الفصل 6
54 | من يأكل جسدي ويشرب دمي فله حياة أبدية ، وأنا أقيمه في اليوم الأخير |
55 | لأن جسدي مأكل حق ودمي مشرب حق |
56 | من يأكل جسدي ويشرب دمي يثبت في وأنا فيه |
57 | كما أرسلني الآب الحي ، وأنا حي بالآب ، فمن يأكلني فهو يحيا بي |
58 | هذا هو الخبز الذي نزل من السماء . ليس كما أكل آباؤكم المن وماتوا . من يأكل هذا الخبز فإنه يحيا إلى الأبد |
والمجد لله دائماً أبدياً، آمين.
وبهذا الاحد تنتهي الخماسين المقدسة، وهكذا تدرجت بنا الكنيسة من القيامة الي الثبات الي السير في الطريق واخيرا الي الامتلاء، حيث تنفتح حياتنا لتفيض، حيث تجري من حياتنا انهار ماء حي تفيض من الكنيسة وعلى الكنيسة وهنا يبدأ صوم الرسل الأطهار، وهو صوم مقدم منا للكنيسة لأجل الكرازة وانتشار ملكوت الله.