Previous Day Next Day Select Date
DAILY VERSE
No Content for This Date
DAILY SYNEXARIUM
No Content for This Date
DAILY KATEMAROS
No Content for This Date
DAILY CONTEMPLATION
سنكسار يوم 16 من شهر أمشير لسنة 1732 لتقويم الشهداء الموافق 24 من شهر فبراير لسنة 2016 بالتقويم الميلادى

الفصل الثالث في تعليم الحق 1. طوبى لمن يعلمه الحق بذاته، لا برموز والفاظ عابرة بل كما هو في ذاته. إن رأينا وحكمنا كثيرا ما يخدعاننا ولا يريان الا القليل. ماذا يفيد الجدال العنيف في امور خفية غامضة، لمن نوبخ في الدينونة على جهلنا لها؟ إنها لحماقة عظيمة ان نهمل النافع الضروري ونبالغ في الاقبال على الامور الغريبة المضرة ((لنا عيون ولا تبصر)). 2. ما لنا والاهتمام بالاجناس والانواع؟ إن من يكلمه الكلمة الازلي ينجو من تعدد الآراء . من الكلمة وحده كل شئ وعنه وحده يتكلم كل شئ : هو المبدأ ((وهو الذي يكلمنا)) ما من احد بدونه يفهم او يحكم بالصواب. من كانت عنده كل الأشياء واحدا، ورد كل شيء إلى واحد، ورأى كل شيء في الواحد يستطيع ان يكون ثابت القلب، وان يستمر في الله بسلام. . اللهم ايها الحق إجعلني وإياك واحدا في محبة دائمة. إني أسأم غالبا لكثرة القراءة والاستماع، ففيك أنت كل ما أريد واشتهي. ليصمت جميع المعلمين ولتسكت الخلائق كلها في حضرتك، وأنت وحدك كلمني. 3. بمقدار ما يخلو الإنسان بنفسه ، وتخلص طويته يدرك أمورا أوفر وأسمى، من غير ما عناء، لأنه من العلاء ينال نور الفهم. الروح الطاهر الخالص غير المتقلقل ، لا تشتته كثرة الأعمال ، لأنه يعمل كل شيء لمجد الله، ويجتهد أن يحجم في ذاته ، عن كل سعي لمنفعة ذاته. ما الذي يعوقك ويزعجك، أكثر من أميال قلبك غير المماتة؟ الرجل الصالح العابد يرتب أولا في داخله ما يجب أن يعمل في الخارج، فلا تجره أعماله إلى شهوات الميل الرديء بل هو يخضعها لحكم العقل السديد . أي جهاد أشد من جهاد الإنسان الدائب على قهر نفسه، فهذا ما يجب أن يكون شغلنا: أن نقهر ذواتنا، وأن نزداد قوة في كل يوم، ونحرز بعض التقدم في الصلاح. 4. كل كمال في هذه الحياة يلازمه شيء من النقص ، وكل معرفة لنا لا تخلو من بعض الغموض. إن معرفتك لنفسك بالتواضع، لطريق إلى الله ، آمن من البحث العميق في العلم. لا ينبغي ذم العلم، ولا أي معرفة بسيطة للأمور لأن ذلك حسن في ذاته، ومرتب من قبل الله، إنما يجب دائما أن يؤثر الضمير النقي، والسيرة الفاضلة. على أن كثيرين، لكونهم يهتمون للعلم، أكثر من اهتمامهم لسيرة صالحة، يضلون غالبا فلا يكادون يثمرون البتة، أو قلما يثمرون. 5. آه! لو كانوا يبذلون لاستئصال الرذائل وغرس الفضائل، ما يبذلون من النشاط لإثارة المناقشات ، لما حدثت تلك الشرور والمعاثر الجسيمة في الشعب، ولا ذلك التراخي في الأديار. من الثابت أننا إذا حل يوم الدين، لن نسأل عما قرأنا بل عما فعلنا، ولا عن درجة فصاحتنا في الكلام بل عن مقادر تقوانا في الحياة. قل لي : أين هم الآن جميع أولئك السادة والمعلمين الذين عرفتهم جيدا وهم أحياء زاهرون بالعلوم؟ إن وظائفهم يشغلها الآن آخرون، ولا أدري هل هم يخطرون على بال هؤلاء. لقد كانوا في حياتهم يبدون كأنهم شيء عظيم أما الآن فليس من يأتي بذكرهم.(( سرعان ما يزول مجد العالم)). ليت سيرتهم كانت على وفق علومهم إذن لكانوا أحسنوا الدرس والمطالعة. ما أكثرهم في العالم، أولئك الذين يهلكون بسبب العلم الباطل، وقلة اهتمامهم بعبادة الله! فإنهم لإيثارهم العظمة على التواضع، يضمحلون في أفكارهم. العظيم حقا ، من كانت محبته عظيمة. العظيم حقا ، من كان صغيرا عند نفسه، وحسب كل ذرى المجد كلا شيء. الحكيم حقا ، من عد الأرضيات كلها أقذارا ليربح المسيح. والعالم العالم حقا ، من يعمل إرادة الله، ويهمل إرادة نفسه.