Previous Day Next Day Select Date
DAILY VERSE
No Content for This Date
DAILY SYNEXARIUM
No Content for This Date
DAILY KATEMAROS
No Content for This Date
DAILY CONTEMPLATION
سنكسار يوم 15 من شهر أمشير لسنة 1732 لتقويم الشهداء الموافق 23 من شهر فبراير لسنة 2016 بالتقويم الميلادى

الفصل الثاني في إستحقار الإنسان نفسه 1- كل إنسان ، من طبعه ، يرغب في العلم ولكن ماذا ينفع العلم من غير مخافة الله؟ إن الأمي الوضيع ، المتعبد لله ، لأفضل ، حقا من الفيلسوف المتكبر ، الذي يرصد دوران الفلك، وهو غافل عن نفسه. من يحسن معرفة نفسه ، يحتقر ذاته ، ولا يلتذ بمديح الناس. لو كنت أعرف كل ما في العالم ، ولم تكن في المحبة ، فماذا يفيدني ذلك أمام الله، الذي سوف يدينني على أعمالي؟ 2- كف عن الرغبة المفرطة في العلم ، فإن فيها كثيرا من التشتت والغرور. إن أهل العلم يرومون أن يظهروا وأن يدعوا حكماء. كثيرة الأمور التي قلما تفيد النفس معرفتها ، وقد لا تفيدها البتة. إنه لعلى جانب عظيم من الحماقة ، من يهتم بغير ما بأول إلى خلاصه. كثرة الكلام لا تشبع النفس، بل العيشة الصالحة تثلج القلب ، ونقاوة الضمير تنشئ ثقة بالله عظيمة. 3- بمقدار ما تزداد توسعا وتعمقا في العلم ، تكون دينونتك أشد قسوة، إن لم تزدد سيرتك قداسة. فلا يزهونك علم أو فن ، بل خف بالأحرى لما أوتيت من معرفة. (( لا تستكبر )) بل بالأحرى أقرر بجهلك. لم تريد أن تفضل نفسك على غيرك ، وكثيرون هم أعلم منك، وأفقه في شريعة الله؟ إن أردت أن تتعلم وتعرف شيئا مفيدا ، فارغب في أن تكون مجهولا ومعدودا كلا شئ. 4- إن أسمى الدروس وأجزلها فائدة ، أن يعرف الإنسان نفسه معرفة حقة ، ويزدري ذاته. إنها لحكمة سامية، وكمال عظيم ، أن لا يحسب الإنسان نفسه شيئا، وأن يحسن الظن دوما بالآخرين ويحل قدرهم. إن رأيت أحدا يخطأ جهرا – وإن خطأ جسيما – فلا يحق لك ، مع ذلك ، أن تعد نفسك أفضل منه، لأنك لا تعلم كم تستطيع أن تثبت على الصلاح. كلنا ضعفاء ، أما أنت فلا تحسب أحدا أضعف منك.