“وأرد يدي عليك ، وأنقي زغلك كأنه بالبورق ، وأنزع كل قصديرك “ اشعياء ٢٥:١
كل واحد فينا ربنا خلقه كمعدن و كل معدن لو تلامس مع معادن اخري بيتفاعل و ممكن يتأكسد
و الشاطر اللي يحاول ينقي نفسه دائماً
طيب و احنا في الصيام ننقي نفسنا ازاي ؟ ده احنا معندناش حتي في أيدينا طرق تطهير و تنقيه ذواتنا !
ف بما ان معادننا لا تنتقي غير بالله اللي خلقها يبقي الواجب اننا نطل من الله و الله فقط ان ينقينا
و هو مستعد تماما يعمل كده
يشيل الزغل(الرواسب القديمة من تربيتنا من طفولتنا و من ثقافات تغلغت في بيوتنا و ملهاش دعوه بمسيحيتنا) و يشيل كل القصدير (كل شوائب بسبب خطايانا و عاداتنا اللي حبيناها و مش هنعرف نشيلها غير بأننا نحط عادات حلوه بدالها)
انا يارب في إيدك ...اعمل فيّ...نقيني...و اقبل صومي و صلاتي كنداء مني ليك بصراخ "انزع مني زغلي و قصديري...اجعلني مستاهلا الابديه معك"
إذاعه اقباط العالم
اليوم 14 من الشهر المبارك أمشير, أحسن الله استقباله، وأعاده علينا وعليكم، ونحن في هدوء واطمئنان، مغفوري الخطايا والآثام، من قِبَل مراحم الرب، يا آبائي وأخوتي.
آمين.
14- اليوم الرابع عشر - شهر أمشير
نياحة القديس ساويرس بطريرك انطاكية
في مثل هذا اليوم من سنة 538 م تنيح الأب القديس ساويرس بطريرك إنطاكية الذي كان من أسيا الصغرى وكان جده يسمي ساويرس وقد رأي في رؤيا من يقول له : إن الولد الذي لابنك سيثبت الأرثوذكسية ، ويدعي اسمه علي اسمك ولما رزق ابنه هذا القديس اسماه ساويرس فتعلم الحكمة اليونانية ثم العلوم الكنسية وفيما هو سائر خارج المدينة إذ بقديس حبيس يخرج من مغارته ويصيح به قائلا : مرحبا بك يا ساويرس معلم الأرثوذكسية وبطريرك إنطاكية . فتعجب ساويرس كيف يدعوه باسمه وهو لم يعرفه ، وكيف علم بما سيكون منه . وقد نما ساويرس في الفضيلة وترهب بدير القديس رومانوس وذراع بره ونسكه . فلما تنيح بطريرك إنطاكية اتفق رأي الأساقفة علي تقدمه بطريركا علي المدينة وذلك سنة 512 م فاستضاءت الكنيسة بتعاليمه التي ذاعت في المسكونة كلها كما كان من الأباء الذين حضروا مجمع أفسس ولم يلبث قليلا حتى مات الملك أنسطاسيوس وملك بعده يوسطينيانوس وكان علي عقيدة مجمع خلقيدونية . فاستدعي هذا الأب وأكرمه كثيرا عساه يذعن لرأيه فلم يقبل . فغضب عليه غضبا شديدا ولكنه لم يخش غضب الملك فأمر بقتله . وعلمت بذلك تاؤدورة زوجة الملك وكانت أرثوذكسية المعتقد فأشارت علي القديس إن يهرب من وجهه . فخرج سرا وجاء إلى ارض مصر وطاف البلاد والأديرة في زي راهب وكان يثبت المؤمنين علي الأيمان المستقيم ، وأقام في مدينة سخا عند أرخن قديس يسمي دوروثاؤس وقد اجري الله علي يديه أيات كثيرة وتنيح بمدينة سخا ونقل جسده إلى دير الزجاج. صلاته تكون معنا آمين.
نياحة القديس الأنبا يعقوب بابا الإسكندرية الخمسون
في مثل هذا اليوم من سنة 821 م تنيح القديس العظيم الأنبا يعقوب بابا الإسكندرية الخمسون . كان هذا الأب راهبا بدير القديس مقاريوس ونظرا قداسته وتقواه اجمع الكل علي انتخابه بطريركا بعد نياحة البابا مرقس التاسع والأربعين وجلس علي الكرسي في شهر بشنس سنة 810م فجدد الكنائس وعمر الأديرة وقد وهبه الله عمل الآيات . من ذلك إن شماسا بالإسكندرية تجرا عليه بوقاحة قائلا ادفع ما عليك للكنائس أو امض إلى ديرك فأجابه البابا قائلا انك لا تعود تراني منذ الآن فمضي الشماس إلى بيته ومرض لوقته ومات بعد حين ، ومنها أيضا إن أرخنا اسمه مقاريوس من نبروه كان قد طعن في السن ولم يرزق نسلا ، وبعد زمن رزقه الله ولدا فأقام وليمة دعا إليها هذا القديس وحدث أثناء الوليمة إن مات الطفل فلم يضطرب والده ، بل حمله بإيمان ووضعه أمام البابا واثقا إن الله يسمع لصفيه ويعيد نفس الطفل إليه فاخذ البابا الطفل ورشمه بعلامة الصليب علي جبهته وصدره وقلبه ، وهو يصلي قائلا : يا سيدي يسوع المسيح الواهب الحياة . أقم بقدرتك هذا الطفل حيا لأبيه ثم نفخ في وجهه فعادت نفس الطفل إليه ودفعه إلى أبيه . ولما اكمل جهاده الحسن تنيح بسلام بعد إن أقام علي الكرسي المرقسي عشر سنين وتسعة اشهر وثمانية وعشرون يوما . صلاته تكون معنا . ولربنا المجد دائما أبديا آمين.
العشية
مزمور العشية
من مزامير وتراتيل أبينا داود النبي.
بركاته علينا، آمين.
مزامير 15 : 1 - 2
الفصل 15
1 | مزمور لداود يارب ، من ينزل في مسكنك ؟ من يسكن في جبل قدسك |
2 | السالك بالكمال ، والعامل الحق ، والمتكلم بالصدق في قلبه |
مبارك الآتي باسم. الرب، ربنا وإلهنا ومخلصنا وملكنا كلنا، يسوع المسيح ابن الله الحي، له المجد من الآن وإلى الأبد.
آمين.
إنجيل العشية
قفوا بخوف أمام الله، وانصتوا لسماع الإنجيل المقدس.
فصل شريف من بشارة معلمنا يوحنا الإنجيلي.
بركته تكون مع جميعنا، آمين.
يوحنا 4 : 46 - 53
الفصل 4
46 | فجاء يسوع أيضا إلى قانا الجليل ، حيث صنع الماء خمرا . وكان خادم للملك ابنه مريض في كفرناحوم |
47 | هذا إذ سمع أن يسوع قد جاء من اليهودية إلى الجليل ، انطلق إليه وسأله أن ينزل ويشفي ابنه لأنه كان مشرفا على الموت |
48 | فقال له يسوع : لا تؤمنون إن لم تروا آيات وعجائب |
49 | قال له خادم الملك : يا سيد ، انزل قبل أن يموت ابني |
50 | قال له يسوع : اذهب . ابنك حي . فآمن الرجل بالكلمة التي قالها له يسوع ، وذهب |
51 | وفيما هو نازل استقبله عبيده وأخبروه قائلين : إن ابنك حي |
52 | فاستخبرهم عن الساعة التي فيها أخذ يتعافى ، فقالوا له : أمس في الساعة السابعة تركته الحمى |
53 | ففهم الأب أنه في تلك الساعة التي قال له فيها يسوع : إن ابنك حي . فآمن هو وبيته كله |
والمجد لله دائماً.
باكر
مزمو باكر
من مزامير وتراتيل أبينا داود النبي.
بركاته علينا،
آمين.
مزامير 24 : 3 - 4
الفصل 24
3 | من يصعد إلى جبل الرب ؟ ومن يقوم في موضع قدسه |
4 | الطاهر اليدين ، والنقي القلب ، الذي لم يحمل نفسه إلى الباطل ، ولا حلف كذبا |
مبارك الآتي باسم الرب، ربنا وإلهنا ومخلصنا وملكنا كلنا، يسوع المسيح ابن الله الحي، له المجد من الآن وإلى الأبد.
آمين.
إنجيل باكر
قفوا بخوف أمام الله، وانصتوا لسماع الإنجيل المقدس.
فصل شريف من بشارة معلمنا يوحنا الإنجيلي.
بركته تكون مع جميعنا، آمين.
يوحنا 3 : 17 - 21
الفصل 3
17 | لأنه لم يرسل الله ابنه إلى العالم ليدين العالم ، بل ليخلص به العالم |
18 | الذي يؤمن به لا يدان ، والذي لا يؤمن قد دين ، لأنه لم يؤمن باسم ابن الله الوحيد |
19 | وهذه هي الدينونة : إن النور قد جاء إلى العالم ، وأحب الناس الظلمة أكثر من النور ، لأن أعمالهم كانت شريرة |
20 | لأن كل من يعمل السيآت يبغض النور ، ولا يأتي إلى النور لئلا توبخ أعماله |
21 | وأما من يفعل الحق فيقبل إلى النور ، لكي تظهر أعماله أنها بالله معمولة |
والمجد لله دائماً أبدياً، آمين.
قراءات القداس
البولس
بولس، عبد يسوع المسيح، المدعوّ رسولاً، المُفرَز لإنجيل الله.
البولس، فصل من رسالة القديس بولس الرسول إلى عبرانيين .
بركته تكون مع جميعنا، آمين.
عبرانيين 7 : 1 - 17
الفصل 7
1 | لأن ملكي صادق هذا ، ملك ساليم ، كاهن الله العلي ، الذي استقبل إبراهيم راجعا من كسرة الملوك وباركه |
2 | الذي قسم له إبراهيم عشرا من كل شيء . المترجم أولا ملك البر ثم أيضا ملك ساليم أي ملك السلام |
3 | بلا أب ، بلا أم ، بلا نسب . لا بداءة أيام له ولا نهاية حياة . بل هو مشبه بابن الله . هذا يبقى كاهنا إلى الأبد |
4 | ثم انظروا ما أعظم هذا الذي أعطاه إبراهيم رئيس الآباء ، عشرا أيضا من رأس الغنائم |
5 | وأما الذين هم من بني لاوي ، الذين يأخذون الكهنوت ، فلهم وصية أن يعشروا الشعب بمقتضى الناموس ، أي إخوتهم ، مع أنهم قد خرجوا من صلب إبراهيم |
6 | ولكن الذي ليس له نسب منهم قد عشر إبراهيم ، وبارك الذي له المواعيد |
7 | وبدون كل مشاجرة : الأصغر يبارك من الأكبر |
8 | وهنا أناس مائتون يأخذون عشرا ، وأما هناك فالمشهود له بأنه حي |
9 | حتى أقول كلمة : إن لاوي أيضا الآخذ الأعشار قد عشر بإبراهيم |
10 | لأنه كان بعد في صلب أبيه حين استقبله ملكي صادق |
11 | فلو كان بالكهنوت اللاوي كمال - إذ الشعب أخذ الناموس عليه - ماذا كانت الحاجة بعد إلى أن يقوم كاهن آخر على رتبة ملكي صادق ؟ ولا يقال على رتبة هارون |
12 | لأنه إن تغير الكهنوت ، فبالضرورة يصير تغير للناموس أيضا |
13 | لأن الذي يقال عنه هذا كان شريكا في سبط آخر لم يلازم أحد منه المذبح |
14 | فإنه واضح أن ربنا قد طلع من سبط يهوذا ، الذي لم يتكلم عنه موسى شيئا من جهة الكهنوت |
15 | وذلك أكثر وضوحا أيضا إن كان على شبه ملكي صادق يقوم كاهن آخر |
16 | قد صار ليس بحسب ناموس وصية جسدية ، بل بحسب قوة حياة لا تزول |
17 | لأنه يشهد أنك : كاهن إلى الأبد على رتبة ملكي صادق |
نعمة ربنا يسوع المسيح فلتكن معكم ومعي، يا آبائي وأخوتي،
آمين.
الكاثوليكون
فصل من رسالة 2 لمعلمنا يوحنا .
بركته تكون مع جميعنا،
آمين.
2 يوحنا 1 : 1 - 13
الفصل 1
1 | الشيخ ، إلى كيرية المختارة ، وإلى أولادها الذين أنا أحبهم بالحق ، ولست أنا فقط ، بل أيضا جميع الذين قد عرفوا الحق |
2 | من أجل الحق الذي يثبت فينا وسيكون معنا إلى الأبد |
3 | تكون معكم نعمة ورحمة وسلام من الله الآب ومن الرب يسوع المسيح ، ابن الآب بالحق والمحبة |
4 | فرحت جدا لأني وجدت من أولادك بعضا سالكين في الحق ، كما أخذنا وصية من الآب |
5 | والآن أطلب منك يا كيرية ، لا كأني أكتب إليك وصية جديدة ، بل التي كانت عندنا من البدء : أن يحب بعضنا بعضا |
6 | وهذه هي المحبة : أن نسلك بحسب وصاياه . هذه هي الوصية ، كما سمعتم من البدء أن تسلكوا فيها |
7 | لأنه قد دخل إلى العالم مضلون كثيرون ، لا يعترفون بيسوع المسيح آتيا في الجسد . هذا هو المضل ، والضد للمسيح |
8 | انظروا إلى أنفسكم لئلا نضيع ما عملناه ، بل ننال أجرا تاما |
9 | كل من تعدى ولم يثبت في تعليم المسيح فليس له الله . ومن يثبت في تعليم المسيح فهذا له الآب والابن جميعا |
10 | إن كان أحد يأتيكم ، ولا يجيء بهذا التعليم ، فلا تقبلوه في البيت ، ولا تقولوا له سلام |
11 | لأن من يسلم عليه يشترك في أعماله الشريرة |
12 | إذ كان لي كثير لأكتب إليكم ، لم أرد أن يكون بورق وحبر ، لأني أرجو أن آتي إليكم وأتكلم فما لفم ، لكي يكون فرحنا كاملا |
13 | يسلم عليك أولاد أختك المختارة . آمين |
لا تحبوا العالم ولا الأشياء التي في العالم؛ لأن العالم يمضي وشهوته. أما الذي يصنع إرادة الله فيثبت إلى الأبد.
آمين.
الإبركسيس
فصل من اعمال آبائنأ الرسل الأطهار الحواريين المشمولين بنعمة الروح القدس،،
بركتهم تكون معنا. آمين.
اعمال 18 : 9 - 12
الفصل 18
9 | فقال الرب لبولس برؤيا في الليل : لا تخف ، بل تكلم ولا تسكت |
10 | لأني أنا معك ، ولا يقع بك أحد ليؤذيك ، لأن لي شعبا كثيرا في هذه المدينة |
11 | فأقام سنة وستة أشهر يعلم بينهم بكلمة الله |
12 | ولما كان غاليون يتولى أخائية ، قام اليهود بنفس واحدة على بولس ، وأتوا به إلى كرسي الولاية |
لم تزل كلمة الرب تنمو وتعتز وتثبت في كنيسة الله المقدسة.
آمين.
مزمور القداس
من مزامير وتراتيل أبينا داود النبي،
بركته تكون مع جميعنا، آمين.
مزامير 96 : 7 - 9
الفصل 96
7 | قدموا للرب يا قبائل الشعوب ، قدموا للرب مجدا وقوة |
8 | قدموا للرب مجد اسمه . هاتوا تقدمة وادخلوا دياره |
9 | اسجدوا للرب في زينة مقدسة . ارتعدي قدامه ياكل الأرض |
مبارك الآتي باسم.
الرب، ربنا وإلهنا ومخلصنا وملكنا كلنا، يسوع المسيح ابن الله الحي، له المجد من.
الآن وإلى الأبد آمين.
إنجيل القداس
قفوا بخوف أمام الله، وانصتوا لسماع الإنجيل المقدس.
فصل شريف من بشارة معلمنا يوحنا الإنجيلي
بركته تكون مع جميعنا، آمين.
يوحنا 6 : 5 - 14
الفصل 6
5 | فرفع يسوع عينيه ونظر أن جمعا كثيرا مقبل إليه ، فقال لفيلبس : من أين نبتاع خبزا ليأكل هؤلاء |
6 | وإنما قال هذا ليمتحنه ، لأنه هو علم ما هو مزمع أن يفعل |
7 | أجابه فيلبس : لا يكفيهم خبز بمئتي دينار ليأخذ كل واحد منهم شيئا يسيرا |
8 | قال له واحد من تلاميذه ، وهو أندراوس أخو سمعان بطرس |
9 | هنا غلام معه خمسة أرغفة شعير وسمكتان ، ولكن ما هذا لمثل هؤلاء |
10 | فقال يسوع : اجعلوا الناس يتكئون . وكان في المكان عشب كثير ، فاتكأ الرجال وعددهم نحو خمسة آلاف |
11 | وأخذ يسوع الأرغفة وشكر ، ووزع على التلاميذ ، والتلاميذ أعطوا المتكئين . وكذلك من السمكتين بقدر ما شاءوا |
12 | فلما شبعوا ، قال لتلاميذه : اجمعوا الكسر الفاضلة لكي لا يضيع شيء |
13 | فجمعوا وملأوا اثنتي عشرة قفة من الكسر ، من خمسة أرغفة الشعير ، التي فضلت عن الآكلين |
14 | فلما رأى الناس الآية التي صنعها يسوع قالوا : إن هذا هو بالحقيقة النبي الآتي إلى العالم |
والمجد لله دائماً أبدياً، آمين.
قال السيد الرب في العظة علي الجبل كونوا أنتم أيضا كاملين, كما أن أباكم الذي في السموات هو كامل (مت 5: 48).
إذن الشخصية من المفروض أن تكون كاملة في كل شيء, لتحتفظ بصورة الله التي خلقت بها منذ البدء تك1.
غير أن الأنسان ـ وهو سائر في طريق الحياة ـ كثيرا ما يصطدم بمشكلة في حياة البر, وهو أن فضيلة تبدو أمامه كما لو كانت تصطدم بفضيلة أخري أو تتناقض معها!! فلا يدري في أيهما يسلك, وبأيهما يضحي..!
فهو قد يجد أن فضيلة الوداعة ضد فضيلة الشجاعة! ويري أن الطيبة ضد الحزم, وأن التواضع ضد قوة الشخصية, وأن البساطة ضد الحكمة, وأن حياة الخدمة لا تساعد علي حياة التأمل..!!
وهكذا يرتبك في أي الطرق يسلك! وإن سلك في فضيلة علي حساب فضيلة أخري, فإنه يضيع واحدة منهما! ونحن ندعو إلي تكامل الفضائل لا إلي تناقضها..
ونري أنه يجب علي الإنسان الروحي أن يتصرف بحكمة, ويعرف الوقت المناسب الذي يتصرف فيه حسب فضيلة معينة.
فالصمت مثلا حين يحسن الصمت. والكلام حين يحسن الكلام.
وكذلك الطيبة في الوقت الذي تصلح له. وأما الحزم فحين يلزم الحزم. وهكذا مع باقي الفضائل.
فلا يسلك في فضيلة واحدة بغير حكمة, مهما كانت الظروف والأسباب وإنما يكون سلوكه بإفراز, مراعيا ما يناسب الحال, وما تدعو إليه الحاجة.
ولنتناول مثلا موضوع الطيبة وقوة الشخصية, ولنأخذ السيد المسيح له المجد كمثال لنا..
لقد كان السيد المسيح طيب القلب, وما في ذلك شك, هذا الذي إنه كان لا يخاصم ولا يصيح ولا يسمع أحد في الشوارع صوته قصبة مرضوضة لا يقصف, وفتيلة مدخنة لا يطفئ (مت 12: 19ـ 20) وكأن ايضا طيب القلب, يحب الأطفال ويحتضنهم مر 10: 16 وقد سامح المرأة الخاطئة ودافع عنها يو8: 3 ـ 11. بل وصل الأمر به أن سمح للشيطان أن يجربه, وأن يختار مكان ونوع التجربة (مت 4).
ومع كل ذلك, فإن طيبة المسيح لم تمنع قوته وهيبته سمح للشيطان أن يجربه, ولكن لما خرج ذاك عن حده انتهره وطرده من حضرته وقال له أذهب يا شيطان فذهب (مت 4:10ـ 11), كان السيد المسيح طيبا, وكان قويا أيضا, قويا في كلامه وفي تأثيره وفي اقناعه, قويا في تصرفه, كما يظهر ذلك في تطهيره للهيكل إذ طرد الباعة وقلب موائد الصيارفة وقال لهم: مكتوب بيتي بيت الصلاة يدعي, وأنتم جعلتموه مغارة لصوص (مت 21: 12ـ 13).
في بعض الأوقات كان يحاور الكتبة والفريسيين, ويقنعهم في هدوء وفي وقت آخر وبخهم بشدة, وقال لهم ويل لكم أيها الكتبة والفريسيون المراءون.. 23. كما وبخ الكهنة وقال لهم ملكوت الله ينزع منكم, ويعطي لأمة تصنع ثماره (مت 21: 43).
كان متواضعا, وحازما, وفي حزمه كان محبا أيضا, إنه متواضع ووديع, كما قال لتلاميذه تعلموا مني فإني وديع ومتواضع القلب (مت 11: 29). ومع ذلك كان في منتهي الحزم في مواقف متعددة صفة الحب مع الحزم, تتضح في ذلك البيت من الشعر:
يا قويا ممسكا بالسوط في
كفه والحب يدمي مدمعك
كان يحب تلاميذه, وكان ينتهرهم أيضا متي استدعي الأمر, وهكذا قيل إنه أحب خاصته الذين في العالم, أحبهم حتي المنتهي (يو 13: 1). وفي حبه لهم تواضع وغسل أرجلهم يو 13:5 ومع ذلك لما أراد بطرس أن يمنعه عن الصليب, قال له اذهب عني يا شيطان أنت معثرة لي (مت 16:23).
وبنفس الحزم وبخ تلميذيه لما قالا له أتشاء أن تنزل نار من السماء وتحرق هذه المدينة (لو 9: 55).
إن الحب والحزم يمكن أن يجتمعا معا. ولكن من الأشياء الغريبة في محيط الأسرة أن الوالدين قد يوزعان الحب والحزم فيما بينهما..!
فيكون للأم الحب, وللأب الحزم, بينما ينبغي أن يكون الحب والحزم لكل منهما. ولكن يحدث إن أخطأ الابن أو حاول أن يخطئ تقول له الأم لا تفعل هكذا لئلا يغضب أبوك ويعاقبك دون أن تقول له إنها أيضا لا ترضي عن ذلك الأمر! ويختلط الأمر علي الابن, ولا يعرف أين الحق. كل ما في الأمر أمامه أنه يتقي غضب الأب!.
مثال آخر للحب والحزم, في معاملة يوسف الصديق لإخوته, كانوا إخوته أكبر منه سنا. وكانت لهم أخطاؤهم. أولئك لم يربهم أبوهم يعقوب, فتولي يوسف تربيتهم. سواهم علي نار هادئة, وبحكمة وبحزم شديدين, حتي تذكروا خطاياهم وبكوا أمامه. وحتي قال بعضهم لبعض حقا أننا مذنبون إلي أخينا, الذي رأينا ضيقة نفسه لما استرحمنا ولم نسمع له. لذلك جاءت علينا هذه الضيقة (تك 42:21).
ومع حزم يوسف, نري محبته لإخوته واضحة, إذ يقول الكتاب إنه لما رأي مذلتهم أمامه تحول عنهم وبكي ثم رجع اليهم وكلمهم وأخذ منهم شمعون وقيده أمامهم (تك 42: 4) وأخيرا لما أدرك النتيجة التي وصل إليها بحزمه, يقول الكتاب إن يوسف لم يستطع أن يضبط نفسه.. وأنه أطلق صوته بالبكاء.. وقال لأخوته: أنا يوسف. أحي أبي بعد؟ (تك 45: 1ـ 3).
وعلي الرغم من حزمه الشديد في معاملة أخوته, وخوفهم منه لأنهم سبقوا أن باعوه, نراه يطمئنهم علي مستقبلهم وبخاصة بعد موت أبيهم لما سجدوا أمامه وطلبوا صفحه عنهم. يقول الكتاب فبكي يوسف حين كلموه.. وقال لهم لا تخافوا أنتم قصدتم لي شرا, أما الله فقصد بي خيرا.. وقال لهم لا تخافوا أنا أعولكم وأولادكم, فعزاهم وطيب قلوبهم (تك 50: 16, 21).
ننتقل إلي نقطة أخري, وهي الوداعة والشجاعة:
ليست الوادعة ضد الشجاعة, ولا الشجاعة ضد الوداعة, ويمكن للإنسان الروحي أن يجمع بينهما, كما نري في قصص الآباء والأنبياء.. كان داود شجاعا جدا, إذ وقف ضد جليات الجبار وهزمه, في وقت كان فيه كل الجيش خائفا منه, وكان وديعا إذ يقال عنه في المزمور: اذكر يا رب داود وكل دعته (مز 131:1) ومع أنه كان قائدا في الجيش, كان كل الشعب يحبه لأنه كان يخرج ويدخل أمامهم (اصم 18: 16). ولما كلموه عن مصاهرة الملك شاول, أجابهم هل هو مستخف في أعينكم مصاهرة الملك, وأنا رجل مسكين وحقير (اصم 18: 23).