DAILY VERSE
“فقال له نثنائيل : أمن الناصرة يمكن أن يكون شيء صالح ؟ قال له فيلبس : تعال وانظر “ يوحنا ٤٦:١

 

من انجيل قداس اليوم

فقال له نثنائيل : أمن الناصرة يمكن أن يكون شيء صالح ؟ قال له فيلبس : تعال وانظريوحنا ٤٦:١ 

نثنائيل مثل لناس كثير بتحكم قبل ان تعاشر 

حاطين ورقه لتسهيل تصنيف البشر علي كل نوع 

علي اساس بلد الولاده 

المنياويه ....الاسايطه....الاسكندرانيه ....الشراقوهً

الأمريكان فيهم ...الصينين فيهم ....الخ 

او علي أساس المهنه 

كل السباكين كذا ...و التجار كذا و الدكاتره كذا

او علي أساس العيله 

عيله فلان كلهم كذا...الخ 

و كأن الله خلق كل مجموعه بشر بتشابه غريب و عجيب 

ده كلام غير سليم بالمره 

و مينفعش حتي نقول اصلها قواعد و ليها شواذ 

غلط تماما 

احكم علي نفسك 

و لو حكمت علي الناس ...انزع الورق اللي بتصنف بيه البشر و اتعلَّم (علي رأي البابا كيرلس) لا تذم و لا تشكر غير بعد سنه و ست أشهر...النغكفس البشرية غويطه قوي انك تعرفها من عيله الانسان او من محافظته او من لونه و شكله

ربنا كان يقدر يخلق كل الناس من حته واحده و شبه بعض 

بس سمح بالتنوع علشان يشوفنا كلنا ازاي هنقبل بعض رغم اختلافاتنا 

 

إذاعه اقباط العالم 

DAILY SYNEXARIUM
12 طوبة 1741

اليوم 12 من الشهر المبارك طوبة, أحسن الله استقباله، وأعاده علينا وعليكم، ونحن في هدوء واطمئنان، مغفوري الخطايا والآثام، من قِبَل مراحم الرب، يا آبائي وأخوتي.
آمين.

12- اليوم الثانى عشر - شهر طوبة

ثانى ايام عيد الغطاس المجيد

+ إذا وافق اليوم أحد ، تقرأ قراءاته ولا تقرأ قراءات الأحد الثاني من طوبة

+ الطقس فرابحي فإذا وافق يوم أحد أو جمعة يصام بغير انقطاع

التذكار الشهري لرئيس الملائكة الجليل ميخائيل

فى مثل هذا اليوم تحتفل الكنيسة بتذكار رئيس جند السماء الملاك الجليل ميخائيل الشفيع فى جنس البشر. شفاعته تكون معنا . آمين.

استشهاد القديس تادرس المشرقى

في مثل هذا اليوم من سنة 306 م تعيد الكنيسة بتذكار استشهاد القديس الشجاع القديس ثاؤدورس المشرقي . وقد ولد بمدينة صور سنة 275 م . ولما بلغ دور الشباب ، انتظم في الجندية ، وارتقي إلى رتبة قائد . وكان أبوه صداريخوس وزيرا في عهد نوماريوس ، وأمه أخت واسيليدس الوزير . فلما مات الملك نورماريوس في حرب الفرس ، وكان ولده يسطس في الجيش المحارب جهة الغرب . فقد ظل الوزيران صداريخوس وواسيليدس يدبران شئون المملكة ، إلى ان ملك دقلديانوس الوثني سنة 303 م وأثار الاضطهاد علي المسيحيين . أما القديس ثاؤدورس فكان في هذه الأثناء متوليا قيادة الجيش المحارب ضد الفرس . وقد رأي في رؤيا الليل كان سلما من الأرض إلى السماء ، وفوق السلم جلس الرب علي منبر عظيم وحوله ربوات من الملائكة يسبحون . ورأي تحت السلم تنينا عظيما هو الشيطان . وقال الرب للقديس ثاؤذورس سيسفك دمك علي اسمي ، فقال له وصديقي لاونديوس ؟ فقال له الرب ليس هو فقط . بل وبانيقاروس الفارسي ايضا ، وعندما عقدت هدنة بين جيش الروم وجيش الفرس ، وأرشده إلى الدين المسيحي فآمن بالمسيح . ثم رأي دقلديانوس ان يستقدم الأمير ثاؤذورس فحضر بجيشه ومعه لاونديوس وبانيقارروس ، وإذا علم ثاؤذورس ان الملك سيدعوه إلى عبادة الأوثان قال لجنوده من أراد منكم الجهاد علي اسم السيد المسيح فليقم معي . فصاحوا جميعا بصوت واحد نحن نموت معك ، وإلهك هو إلهنا . ولما وصل المدينة ترك جنوده خارجا ، ودخل علي الملك الذي احسن استقباله . وسأله عن الحرب بشجاعة الإيمان انا لا اعرف لي إلها اسجد له سوي سيدي يسوع المسيح . فأمر دقلديانوس الجنود ان يسمروه علي شجرة وان يشددوا في عذابه ، ولكن الرب كان يقويه ويعزيه . وأخيرا اسلم روحه الطاهرة بيد الرب الذي احبه ، ونال إكليل المجد الأبدي في ملكوت السموات ، ثم أرسل الملك كهنة ابللون إلى جنود القديس يدعونهم إلى عبادة الأوثان . فصرخوا جميعا قائلين ليس لنا ملك إلا سيدنا يسوع المسيح ، ملك الملوك ورب الأرباب . فلما بلغ مسامع دقلديانوس أرسل فقطع رؤوسهم جميعا ، ونالوا الأكاليل النورانية والسعادة الدائمة . صلواتهم تكون معنا امين .

استشهاد القديس انا طوليوس

في مثل هذا اليوم استشهد القديس أناطوليوس . ولد في بلاد الفرس ، ولما نشا التحق بالجندية بمملكة الروم ، وارتقي إلى ان صار قائدا في الجيش ، وظل كذلك خمس عشرة سنة إلى ان كانت ايام دقلديانوس ، فاحب ان يختار المملكة السمائية ، مفضلا إياها علي مجد هذا العالم الزائل . فأتى وخلع ثياب الجندية أمام الملك واعترف بالإيمان بالسيد المسيح . فدهش الملك من جرأته . وإذ علم انه من الفرس لاطفه وسلمه إلى رومانوس لعله يثنيه عن عزمه . قد عجز رومانوس عن ذلك فأعاده إلى الملك ، فعذبه بأنواع العذاب ، تارة بالعصر ، وتارة بالضرب والطرح للوحوش ، وتارة بقطع لسانه . وكان السيد المسيح يرسل له ملاكه يعزيه في جميع شدائده . ومكث تحت العذاب مدة طويلة. وإذ ضاق الملك بتعذيبه أمر بقطع رأسه. فنال إكليل الشهادة في الملكوت الأبدي صلاته تكون معنا . ولربنا المجد دائما ابديا امين .

 

DAILY KATEMAROS
قراءات اليوم الثاني عشر من شهر طوبه المبارك

العشية

مزمور العشية

من مزامير وتراتيل أبينا داود النبي.
بركاته علينا، آمين.

مزامير 42 : 1 , 6

الفصل 42

1 لإمام المغنين . قصيدة لبني قورح . كما يشتاق الإيل إلى جداول المياه ، هكذا تشتاق نفسي إليك يا الله 
6 يا إلهي ، نفسي منحنية في ، لذلك أذكرك من أرض الأردن وجبال حرمون ، من جبل مصعر 

مبارك الآتي باسم. الرب، ربنا وإلهنا ومخلصنا وملكنا كلنا، يسوع المسيح ابن الله الحي، له المجد من الآن وإلى الأبد.
آمين. 

إنجيل العشية

قفوا بخوف أمام الله، وانصتوا لسماع الإنجيل المقدس.
فصل شريف من بشارة معلمنا لوقا الإنجيلي.
بركته تكون مع جميعنا، آمين.

لوقا 3 : 21 - 22

الفصل 3

21 ولما اعتمد جميع الشعب اعتمد يسوع أيضا . وإذ كان يصلي انفتحت السماء 
22 ونزل عليه الروح القدس بهيئة جسمية مثل حمامة . وكان صوت من السماء قائلا : أنت ابني الحبيب ، بك سررت 

والمجد لله دائماً. 

 

 

باكر

مزمو باكر

من مزامير وتراتيل أبينا داود النبي.
بركاته علينا،
آمين.

مزامير 34 : 11 , 5

الفصل 34

11 هلم أيها البنون استمعوا إلي فأعلمكم مخافة الرب 
5 نظروا إليه واستناروا ، ووجوههم لم تخجل 

مبارك الآتي باسم الرب، ربنا وإلهنا ومخلصنا وملكنا كلنا، يسوع المسيح ابن الله الحي، له المجد من الآن وإلى الأبد.
آمين. 

 

إنجيل باكر

قفوا بخوف أمام الله، وانصتوا لسماع الإنجيل المقدس.
فصل شريف من بشارة معلمنا متى الإنجيلي.
بركته تكون مع جميعنا، آمين.

متى 3 : 13 - 17

الفصل 3

13 حينئذ جاء يسوع من الجليل إلى الأردن إلى يوحنا ليعتمد منه 
14 ولكن يوحنا منعه قائلا : أنا محتاج أن أعتمد منك ، وأنت تأتي إلي 
15 فأجاب يسوع وقال له : اسمح الآن ، لأنه هكذا يليق بنا أن نكمل كل بر . حينئذ سمح له 
16 فلما اعتمد يسوع صعد للوقت من الماء ، وإذا السماوات قد انفتحت له ، فرأى روح الله نازلا مثل حمامة وآتيا عليه 
17 وصوت من السماوات قائلا : هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت 

والمجد لله دائماً أبدياً، آمين. 

 

قراءات القداس

البولس

بولس، عبد يسوع المسيح، المدعوّ رسولاً، المُفرَز لإنجيل الله.
البولس، فصل من رسالة القديس بولس الرسول إلى افسس .
بركته تكون مع جميعنا، آمين.

افسس 1 : 1 - 14

الفصل 1

1 بولس ، رسول يسوع المسيح بمشيئة الله ، إلى القديسين الذين في أفسس ، والمؤمنين في المسيح يسوع 
2 نعمة لكم وسلام من الله أبينا والرب يسوع المسيح 
3 مبارك الله أبو ربنا يسوع المسيح ، الذي باركنا بكل بركة روحية في السماويات في المسيح 
4 كما اختارنا فيه قبل تأسيس العالم ، لنكون قديسين وبلا لوم قدامه في المحبة 
5 إذ سبق فعيننا للتبني بيسوع المسيح لنفسه ، حسب مسرة مشيئته 
6 لمدح مجد نعمته التي أنعم بها علينا في المحبوب 
7 الذي فيه لنا الفداء بدمه ، غفران الخطايا ، حسب غنى نعمته 
8 التي أجزلها لنا بكل حكمة وفطنة 
9 إذ عرفنا بسر مشيئته ، حسب مسرته التي قصدها في نفسه 
10 لتدبير ملء الأزمنة ، ليجمع كل شيء في المسيح ، ما في السماوات وما على الأرض ، في ذاك 
11 الذي فيه أيضا نلنا نصيبا ، معينين سابقا حسب قصد الذي يعمل كل شيء حسب رأي مشيئته 
12 لنكون لمدح مجده ، نحن الذين قد سبق رجاؤنا في المسيح 
13 الذي فيه أيضا أنتم ، إذ سمعتم كلمة الحق ، إنجيل خلاصكم ، الذي فيه أيضا إذ آمنتم ختمتم بروح الموعد القدوس 
14 الذي هو عربون ميراثنا ، لفداء المقتنى ، لمدح مجده 

نعمة ربنا يسوع المسيح فلتكن معكم ومعي، يا آبائي وأخوتي،
آمين. 

 

 

الكاثوليكون

فصل من رسالة 1 لمعلمنا بطرس .
بركته تكون مع جميعنا،
آمين.

1 بطرس 3 : 15 - 22

الفصل 3

15 بل قدسوا الرب الإله في قلوبكم ، مستعدين دائما لمجاوبة كل من يسألكم عن سبب الرجاء الذي فيكم ، بوداعة وخوف 
16 ولكم ضمير صالح ، لكي يكون الذين يشتمون سيرتكم الصالحة في المسيح ، يخزون في ما يفترون عليكم كفاعلي شر 
17 لأن تألمكم إن شاءت مشيئة الله ، وأنتم صانعون خيرا ، أفضل منه وأنتم صانعون شرا 
18 فإن المسيح أيضا تألم مرة واحدة من أجل الخطايا ، البار من أجل الأثمة ، لكي يقربنا إلى الله ، مماتا في الجسد ولكن محيى في الروح 
19 الذي فيه أيضا ذهب فكرز للأرواح التي في السجن 
20 إذ عصت قديما ، حين كانت أناة الله تنتظر مرة في أيام نوح ، إذ كان الفلك يبنى ، الذي فيه خلص قليلون ، أي ثماني أنفس بالماء 
21 الذي مثاله يخلصنا نحن الآن ، أي المعمودية . لا إزالة وسخ الجسد ، بل سؤال ضمير صالح عن الله ، بقيامة يسوع المسيح 
22 الذي هو في يمين الله ، إذ قد مضى إلى السماء ، وملائكة وسلاطين وقوات مخضعة له 

لا تحبوا العالم ولا الأشياء التي في العالم؛ لأن العالم يمضي وشهوته. أما الذي يصنع إرادة الله فيثبت إلى الأبد.
آمين. 

 

 

الإبركسيس

فصل من اعمال آبائنأ الرسل الأطهار الحواريين المشمولين بنعمة الروح القدس،،
بركتهم تكون معنا. آمين.

اعمال 8 : 26 - 39

الفصل 8

26 ثم إن ملاك الرب كلم فيلبس قائلا : قم واذهب نحو الجنوب ، على الطريق المنحدرة من أورشليم إلى غزة التي هي برية 
27 فقام وذهب . وإذا رجل حبشي خصي ، وزير لكنداكة ملكة الحبشة ، كان على جميع خزائنها . فهذا كان قد جاء إلى أورشليم ليسجد 
28 وكان راجعا وجالسا على مركبته وهو يقرأ النبي إشعياء 
29 فقال الروح لفيلبس : تقدم ورافق هذه المركبة 
30 فبادر إليه فيلبس ، وسمعه يقرأ النبي إشعياء ، فقال : ألعلك تفهم ما أنت تقرأ 
31 فقال : كيف يمكنني إن لم يرشدني أحد ؟ . وطلب إلى فيلبس أن يصعد ويجلس معه 
32 وأما فصل الكتاب الذي كان يقرأه فكان هذا : مثل شاة سيق إلى الذبح ، ومثل خروف صامت أمام الذي يجزه هكذا لم يفتح فاه 
33 في تواضعه انتزع قضاؤه ، وجيله من يخبر به ؟ لأن حياته تنتزع من الأرض 
34 فأجاب الخصي فيلبس وقال : أطلب إليك : عن من يقول النبي هذا ؟ عن نفسه أم عن واحد آخر 
35 ففتح فيلبس فاه وابتدأ من هذا الكتاب فبشره بيسوع 
36 وفيما هما سائران في الطريق أقبلا على ماء ، فقال الخصي : هوذا ماء . ماذا يمنع أن أعتمد 
37 فقال فيلبس : إن كنت تؤمن من كل قلبك يجوز . فأجاب وقال : أنا أومن أن يسوع المسيح هو ابن الله 
38 فأمر أن تقف المركبة ، فنزلا كلاهما إلى الماء ، فيلبس والخصي ، فعمده 
39 ولما صعدا من الماء ، خطف روح الرب فيلبس ، فلم يبصره الخصي أيضا ، وذهب في طريقه فرحا 

لم تزل كلمة الرب تنمو وتعتز وتثبت في كنيسة الله المقدسة.
آمين. 

 

مزمور القداس

من مزامير وتراتيل أبينا داود النبي،
بركته تكون مع جميعنا، آمين.

مزامير 104 : 1 - 2

الفصل 104

1 باركي يا نفسي الرب . يارب إلهي ، قد عظمت جدا . مجدا وجلالا لبست 
2 اللابس النور كثوب ، الباسط السماوات كشقة 

مبارك الآتي باسم.
الرب، ربنا وإلهنا ومخلصنا وملكنا كلنا، يسوع المسيح ابن الله الحي، له المجد من.
الآن وإلى الأبد آمين. 

 

إنجيل القداس

قفوا بخوف أمام الله، وانصتوا لسماع الإنجيل المقدس.
فصل شريف من بشارة معلمنا يوحنا الإنجيلي
بركته تكون مع جميعنا، آمين.

يوحنا 1 : 35 - 51

الفصل 1

35 وفي الغد أيضا كان يوحنا واقفا هو واثنان من تلاميذه 
36 فنظر إلى يسوع ماشيا ، فقال : هوذا حمل الله 
37 فسمعه التلميذان يتكلم ، فتبعا يسوع 
38 فالتفت يسوع ونظرهما يتبعان ، فقال لهما : ماذا تطلبان ؟ فقالا : ربي الذي تفسيره يا معلم . أين تمكث 
39 فقال لهما : تعاليا وانظرا . فأتيا ونظرا أين كان يمكث ، ومكثا عنده ذلك اليوم . وكان نحو الساعة العاشرة 
40 كان أندراوس أخو سمعان بطرس واحدا من الاثنين اللذين سمعا يوحنا وتبعاه 
41 هذا وجد أولا أخاه سمعان ، فقال له : قد وجدنا مسيا الذي تفسيره : المسيح 
42 فجاء به إلى يسوع . فنظر إليه يسوع وقال : أنت سمعان بن يونا . أنت تدعى صفا الذي تفسيره : بطرس 
43 في الغد أراد يسوع أن يخرج إلى الجليل ، فوجد فيلبس فقال له : اتبعني 
44 وكان فيلبس من بيت صيدا ، من مدينة أندراوس وبطرس 
45 فيلبس وجد نثنائيل وقال له : وجدنا الذي كتب عنه موسى في الناموس والأنبياء يسوع ابن يوسف الذي من الناصرة 
46 فقال له نثنائيل : أمن الناصرة يمكن أن يكون شيء صالح ؟ قال له فيلبس : تعال وانظر 
47 ورأى يسوع نثنائيل مقبلا إليه ، فقال عنه : هوذا إسرائيلي حقا لا غش فيه 
48 قال له نثنائيل : من أين تعرفني ؟ أجاب يسوع وقال له : قبل أن دعاك فيلبس وأنت تحت التينة ، رأيتك 
49 أجاب نثنائيل وقال له : يا معلم ، أنت ابن الله أنت ملك إسرائيل 
50 أجاب يسوع وقال له : هل آمنت لأني قلت لك : إني رأيتك تحت التينة ؟ سوف ترى أعظم من هذا 
51 وقال له : الحق الحق أقول لكم : من الآن ترون السماء مفتوحة ، وملائكة الله يصعدون وينزلون على ابن الإنسان 

والمجد لله دائماً أبدياً، آمين. 

DAILY CONTEMPLATION
من‏ ‏دروس‏ ‏الميلاد.. مصالحة‏ ‏بين‏ ‏السماء‏ ‏والأرض”2″

* ‏أول‏ ‏ملاك‏ ‏ظهر‏ ‏وذكره‏ ‏الأنجيل‏ ‏المقدس‏, ‏كان‏ ‏هو‏ ‏الملاك‏ ‏الذي‏ ‏ظهر‏ ‏لزكريا‏ ‏الكاهن‏.. ‏أنها‏ ‏لفتة‏ ‏كريمة‏ ‏من‏ ‏الرب‏ ‏يعطي‏ ‏بها‏ ‏كرامة‏ ‏للكهنوت‏, ‏فيكون‏ ‏ظهور‏ ‏الملائكة‏ ‏أولا‏ ‏للكهنة‏, ‏بعد‏ ‏فترة‏ ‏الاحتجاب‏ ‏الطويلة‏. ‏ولفتة‏ ‏كريمة‏ ‏أخري‏ ‏للكهنوت‏, ‏أن‏ ‏يظهر‏ ‏الملاك‏ ‏في‏ ‏مكان‏ ‏مقدس‏ ‏واقف‏ ‏عن‏ ‏يمين‏ ‏مذبح‏ ‏البخور‏, ‏وفي‏ ‏لحظة‏ ‏مقدسة‏ ‏عندما‏ ‏كان‏ ‏زكريا‏ ‏البار‏ ‏يكهن‏ ‏للرب‏ ‏ويرفع‏ ‏البخور‏ ‏أمامه‏ (‏لو‏1 : 8 ‏ـ‏ 10).‏
جميل‏ ‏من‏ ‏الرب‏ ‏أنه‏ ‏عندما‏ ‏أرسل‏ ‏خدامه‏ ‏السمائيين‏, ‏أرسلهم‏ ‏أولا‏ ‏إلي‏ ‏بيته‏ ‏المقدس‏ ‏وإلي‏ ‏خدام‏ ‏مذبحه‏ ‏الطاهر‏.‏
ولا‏ ‏شك‏ ‏أن‏ ‏هذا‏ ‏كله‏ ‏يشعرنا‏ ‏بجمال‏ ‏المذبح‏ ‏الذي‏ ‏وقف‏ ‏الملاك‏ ‏عن‏ ‏يمينه‏ ‏في‏ ‏أول‏ ‏تباشير‏ ‏الصلح‏, ‏كم‏ ‏بالأكثر‏ ‏جدا‏ ‏مذبح‏ ‏العهد‏ ‏الجديد‏ ‏في‏ ‏قدسيته‏ ‏الفائقة‏ ‏للحد‏, ‏حيث‏ ‏ملاك‏ ‏الذبيحة‏ ‏الصاعد‏ ‏الي‏ ‏العلو‏ ‏يحمل‏ ‏إلي‏ ‏الله‏ ‏تضرعنا‏..‏
نعود‏ ‏إلي‏ ‏الملاك‏ ‏الطاهر‏ ‏الذي‏ ‏ظهر‏ ‏لزكريا‏ ‏الكاهن‏..‏
كان‏ ‏خذا‏ ‏الملاك‏ ‏يحمل‏ ‏بشارة‏ ‏مفرحة‏. ‏لقد‏ ‏عاد‏ ‏الرب‏ ‏يفرح‏ ‏وجه‏ ‏الأرض‏ ‏التي‏ ‏حرمت‏ ‏كثيرا‏ ‏من‏ ‏أفراحه‏ ‏في‏ ‏فترة‏ ‏القطيعة‏ ‏والخصومة‏.‏
وهل‏ ‏هناك‏ ‏فرح‏ ‏أعظم‏ ‏من‏ ‏تبشير‏ ‏زوج‏ ‏العاقر‏ ‏بأنها‏ ‏ستلد‏ ‏ابنا‏ ‏لم‏ ‏يقم‏ ‏بين‏ ‏المولودين‏ ‏من‏ ‏النساء‏ ‏من‏ ‏هو‏ ‏أعظم‏ ‏منه‏ (‏متي‏ 11:11). ‏ابن‏ ‏سيكون‏ ‏عظيما‏ ‏أمام‏ ‏الرب‏ (‏لو‏ 1:15)!!, ‏عبارات‏ ‏الفرح‏ ‏تدفقت‏ ‏من‏ ‏فهم‏ ‏الملاك‏, ‏فقال‏ ‏لا‏ ‏تخف‏ ‏يا‏ ‏زكريا‏, ‏لأن‏ ‏طلبتك‏ ‏قد‏ ‏سمعت‏, ‏وامرأتك‏ ‏أليصابات‏ ‏ستلد‏ ‏لك‏ ‏ابنا‏, ‏وتسميه‏ ‏يوحنا‏, ‏ويكون‏ ‏لك‏ ‏فرح‏ ‏وابتهاج‏, ‏وكثيرون‏ ‏سيفرحون‏ ‏بولادته‏.‏
وكانت‏ ‏إيحاءة‏ ‏جميلة‏ ‏من‏ ‏الرب‏ ‏في‏ ‏تباشير‏ ‏هذا‏ ‏الصلح‏, ‏أن‏ ‏يسمي‏ ‏الطفل‏ ‏يوحنا‏.. ‏وكلمة‏ ‏يوحنا‏ ‏معناها‏ ‏الله‏ ‏حنان‏!!‏
وكان‏ ‏الله‏ ‏يقصد‏ ‏أنه‏ ‏وإن‏ ‏تركنا‏ ‏زمنا‏, ‏إلا‏ ‏أن‏ ‏محبته‏ ‏دائمة‏ ‏إلي‏ ‏الأبد‏, ‏مياه‏ ‏كثيرة‏ ‏لا‏ ‏تستطيع‏ ‏أن‏ ‏تطفئها‏ (‏نش‏ 8: 7). ‏وأنه‏ ‏وإن‏ ‏حجب‏ ‏وجهه‏ ‏حينا‏, ‏فأنه‏ ‏لا‏ ‏يحجب‏ ‏قلبه‏ ‏الحنون‏.‏
فعلي‏ ‏الرغم‏ ‏من‏ ‏فترة‏ ‏القطيعة‏ ‏بين‏ ‏السماء‏ ‏والأرض‏ ‏التي‏ ‏سبقت‏ ‏ميلاد‏ ‏المسيح‏, ‏وعلي‏ ‏الرغم‏ ‏من‏ ‏الخصومة‏ ‏القائمة‏, ‏كان‏ ‏الله‏ ‏ما‏ ‏يزال‏ ‏كما‏ ‏هو‏, ‏كله‏ ‏حنان‏ ‏وشفقة‏… ‏الله‏ ‏حنان‏ ‏أو‏ ‏الله‏ ‏حنون‏ ‏لعل‏ ‏هذا‏ ‏يذكرنا‏ ‏بقول‏ ‏الرب‏ ‏من‏ ‏قبل‏ ‏لأنه‏ ‏كامرأة‏ ‏مهجورة‏ ‏ومحزونة‏ ‏الروح‏ ‏دعاك‏ ‏الرب‏, ‏وكزوجة‏ ‏الصبا‏… ‏لحيظة‏ ‏تركتك‏, ‏وبمراحم‏ ‏عظيمة‏ ‏سأجمعك‏. ‏بفيضان‏ ‏الغضب‏ ‏حجبت‏ ‏وجهي‏ ‏عنك‏ ‏لحظة‏, ‏وباحسان‏ ‏أبدي‏ ‏أرحمك‏… (‏إش‏ 54: 6 ‏ـ‏ 8) ‏إنها‏ ‏نبوءة‏ ‏إشعياء‏ ‏عن‏ ‏مصالحة‏ ‏الرب‏ ‏لشعبه‏ ‏وكنيسته‏, ‏قد‏ ‏بدأت‏ ‏تتحقق‏… ‏تلك‏ ‏النبوءة‏ ‏العجيبة‏, ‏الجميلة‏ ‏في‏ ‏موسيقاها‏, ‏التي‏ ‏بدأها‏ ‏الرب‏ ‏بنشيده‏ ‏العذب‏ ‏ترنمي‏ ‏أيتها‏ ‏العاقر‏ ‏التي‏ ‏لم‏ ‏تلد‏… (‏أ‏ ‏ش‏ 54: 1). ‏تري‏ ‏أكانت‏ ‏الصابات‏ ‏العاقر‏ ‏التي‏ ‏لم‏ ‏تلد‏ ‏رمزا‏ ‏للكنيسة‏ ‏في‏ ‏افتقاد‏ ‏الرب‏ ‏لها؟‏ ‏وهل‏ ‏كان‏ ‏اسم‏ ‏ابنها‏ ‏يوحنا‏ ‏الله‏ ‏حنان‏ ‏رمزا‏ ‏أيضا‏ ‏لمصالحة‏ ‏الله‏ ‏لكنيسته؟‏ ‏وهل‏ ‏ترنم‏ ‏ألبصابات‏ ‏العاقر‏ ‏لم‏ ‏تلد‏ ‏كان‏ ‏بشبرا‏ ‏بتحقيق‏ ‏باقي‏ ‏مواعيد‏ ‏الله‏ ‏إذ‏ ‏يقول‏ ‏لكنيسته‏ ‏في‏ ‏نفس‏ ‏النشيد‏: ‏كما‏ ‏حلفت‏ ‏أن‏ ‏لا‏ ‏تعبر‏ ‏بعد‏ ‏مياه‏ ‏نوح‏ ‏علي‏ ‏الأرض‏, ‏هكذا‏ ‏حتمت‏ ‏ألا‏ ‏أعضب‏ ‏عليك‏ ‏ولا‏ ‏أزجرك‏. ‏أما‏ ‏إحساني‏ ‏فلا‏ ‏يزول‏ ‏عنك‏, ‏وعهد‏ ‏سلامي‏ ‏لا‏ ‏يتزعزع‏, ‏قال‏ ‏أرحمك‏ ‏الرب‏.‏
أيتها‏ ‏الذليلة‏ ‏المضطربة‏ ‏غير‏ ‏المتعزبة‏, ‏هأتذا‏ ‏أبني‏ ‏بالأثمد‏ ‏حجارتك‏, ‏وبالياقوت‏ ‏الأزرق‏ ‏أؤسسك‏. ‏وأجعل‏ ‏شرفاتك‏ ‏ياقوتا‏, ‏وأبوابك‏ ‏حجارة‏ ‏بهرمانية‏, ‏وكل‏ ‏تخومك‏ ‏حجارة‏ ‏كريمة‏, ‏وكل‏ ‏بنيك‏ ‏تلاميذ‏ ‏للرب‏, ‏وسلام‏ ‏بنيك‏ ‏كثيرا‏.‏
‏(‏أش‏ 54: 6 ‏ـ‏ 12) ‏هل‏ ‏كان‏ ‏هذا‏ ‏الأصحاح‏ ‏الرابع‏ ‏والخمسون‏ ‏من‏ ‏نبوءة‏ ‏إشعياء‏ ‏موضع‏ ‏تأمل‏ ‏القديسة‏ ‏ألصابات‏ ‏في‏ ‏خلاص‏ ‏الرب‏ ‏القريب‏, ‏طوال‏ ‏الستة‏ ‏أشهر‏ ‏التي‏ ‏مرت‏ ‏ما‏ ‏بين‏ ‏بشارة‏ ‏الملاك‏ ‏لزكريا‏ ‏وبشارة‏ ‏الملاك‏ ‏للعذراء‏ ‏الفكرة‏ ‏تملأ‏ ‏قلبي‏, ‏وتضغط‏ ‏علي‏ ‏عقلي‏ ‏بإلحاح‏ ‏شديد‏… ‏ولا‏ ‏شك‏ ‏أن‏ ‏هذه‏ ‏القديسة‏ ‏الشيخة‏ ‏التي‏ ‏كانت‏ ‏تحمل‏ ‏ابنا‏ ‏نذيرا‏ ‏للرب‏ ‏في‏ ‏أحشائها‏, ‏كانت‏ ‏تشعر‏ ‏أنه‏ ‏ليس‏ ‏بأمر‏ ‏عادي‏ ‏هذا‏ ‏الذي‏ ‏حدث‏ ‏لها‏. ‏وأذ‏ ‏نتأمل‏ ‏في‏ ‏هذا‏ ‏الفصل‏ ‏من‏ ‏إشعياء‏ ‏ـ‏ ‏الذي‏ ‏ينطبق‏ ‏عليها‏ ‏وعلي‏ ‏الكنيسة‏ ‏ـ‏ ‏يهز‏ ‏كيانها‏ ‏كله‏ ‏هذا‏ ‏النبي‏ ‏الانجيلي‏ ‏إذ‏ ‏يقول‏ ‏ها‏ ‏العذراء‏ ‏تحبل‏ ‏وتلد‏ ‏ابنا‏ ‏وتدعو‏ ‏أسمه‏ ‏عمانوئيل‏ (‏أش‏ 7:14).‏
قلنا‏ ‏أنه‏ ‏من‏ ‏تباشير‏ ‏الصلح‏ ‏بين‏ ‏السماء‏ ‏والأرض‏ ‏كان‏ ‏ظهور‏ ‏الملائكة‏ ‏للبشر‏. ‏وكان‏ ‏الملاك‏ ‏الأول‏ ‏هو‏ ‏الذي‏ ‏بشر‏ ‏زكريا‏ ‏الكاهن‏.‏
‏* ‏أما‏ ‏الملاك‏ ‏الثاني‏, ‏فكان‏ ‏جبرائيل‏ ‏الذي‏ ‏بشر‏ ‏السيدة‏ ‏العذراء‏.‏
نلاحظ‏ ‏أن‏ ‏هذا‏ ‏الملاك‏ ‏كان‏ ‏له‏ ‏مع‏ ‏العذراء‏ ‏أسلوب‏ ‏معين‏, ‏لقد‏ ‏بدأها‏ ‏بالتحية‏, ‏بأسلوب‏ ‏كله‏ ‏توقير‏ ‏واحترام‏ ‏لها‏, ‏في‏ ‏بشارة‏ ‏زكريا‏ ‏لم‏ ‏يبدأه‏ ‏الملاك‏ ‏بالتحية‏, ‏وإنما‏ ‏قال‏ ‏له‏ ‏لا‏ ‏تخف‏ ‏يا‏ ‏زكريا‏ ‏فأن‏ ‏طلبتك‏ ‏قد‏ ‏سمعت‏.‏
أما‏ ‏في‏ ‏بشارة‏ ‏العذراء‏ ‏فقال‏ ‏لها‏ ‏الملاك‏ ‏السلام‏ ‏لك‏ ‏أيتها‏ ‏الممتلئة‏ ‏نعمة‏.‏
الرب‏ ‏معك‏. ‏وعندئذ‏ ‏ـ‏ ‏بعد‏ ‏هذه‏ ‏المقدمة‏ ‏ـ‏ ‏بدأ‏ ‏الملاك‏ ‏في‏ ‏إعلان‏ ‏رسالته‏.. ‏وحتي‏ ‏هذه‏ ‏الرسالة‏ ‏أدمجها‏ ‏بعبارة‏ ‏مديح‏ ‏أخري‏ ‏فقال‏ ‏لا‏ ‏تخافي‏ ‏يا‏ ‏مريم‏, ‏لأنك‏ ‏قد‏ ‏وجدت‏ ‏نعمة‏ ‏عند‏ ‏الله‏, ‏ثم‏ ‏بعد‏ ‏ذلك‏ ‏بشرها‏ ‏بالخبر‏ ‏الذي‏ ‏جاء‏ ‏من‏ ‏أجله‏ ‏ها‏ ‏أنت‏ ‏ستحبلين‏ ‏وتلدين‏ ‏ابنا‏ ‏ونسمينه‏ ‏يسوع‏….‏
إنه‏ ‏أسلوب‏ ‏احترام‏ ‏عجيب‏ ‏يليق‏ ‏بالتحدث‏ ‏مع‏ ‏والدة‏ ‏الإلة‏ ‏الممجدة‏, ‏الملكة‏ ‏الجالسة‏ ‏عن‏ ‏يمين‏ ‏الملك‏.‏
لم‏ ‏يستطع‏ ‏رئيس‏ ‏الملائكة‏ ‏جبرائيل‏ ‏أن‏ ‏ينسي‏ ‏أنه‏ ‏واقف‏ ‏أمام‏ ‏أقدس‏ ‏امرأة‏ ‏في‏ ‏الوجود‏, ‏إنه‏ ‏أمام‏ ‏أم‏ ‏سيده‏, ‏التي‏ ‏ستكون‏ ‏سماء‏ ‏ثانية‏ ‏لله‏ ‏الكلمة‏. ‏فخاطبها‏ ‏بأسلوب‏ ‏غير‏ ‏الذي‏ ‏خوطب‏ ‏به‏ ‏الكاهن‏ ‏البار‏ ‏زكريا‏…‏
‏ ‏هنا‏ ‏نلاحظ‏ ‏أنه‏ ‏لم‏ ‏يبدأ‏ ‏فقط‏ ‏صلح‏ ‏بين‏ ‏السمائيين‏ ‏والأرضيين‏, ‏بل‏ ‏بدأ‏ ‏تقدير‏ ‏وتوقير‏ ‏من‏ ‏سكان‏ ‏السماء‏ ‏لسكان‏ ‏الأرض‏ ‏في‏ ‏شخص‏ ‏أمنا‏ ‏وسيدتنا‏ ‏العذراء‏ ‏مريم‏… ‏فمرحبا‏ ‏بهذا‏ ‏الصلح‏.‏
‏* ‏أما‏ ‏الظهور‏ ‏الثالث‏, ‏فكان‏ ‏ظهور‏ ‏ملاك‏ ‏الرب‏ ‏للرعاة‏.‏
هنا‏ ‏نجد‏ ‏تقدما‏ ‏ملموسا‏ ‏في‏ ‏العلاقات‏, ‏إذ‏ ‏لم‏ ‏يقتصر‏ ‏الأمر‏ ‏علي‏ ‏أن‏ ‏ملاك‏ ‏الرب‏ ‏وقف‏ ‏بهم‏ ‏بل‏ ‏يقول‏ ‏الكتاب‏ ‏أكثر‏ ‏من‏ ‏هذا‏ ‏ومجد‏ ‏الرب‏.. ‏أضاء‏ ‏حولهم‏. ‏وبعد‏ ‏أن‏ ‏بشرهم‏ ‏الملاك‏ ‏بفرح‏ ‏عظيم‏ ‏يكون‏ ‏لجميع‏ ‏الشعب‏, ‏وبولادة‏ ‏مخلص‏, ‏ظهر‏ ‏بغتة‏ ‏ـ‏ ‏مع‏ ‏الملاك‏ ‏ـ‏ ‏جمهور‏ ‏من‏ ‏الجند‏ ‏السماوي‏ ‏مسبحين‏ ‏الله‏ ‏وقائلين‏: ‏المجد‏ ‏لله‏ ‏في‏ ‏الأعالي‏, ‏وعلي‏ ‏الأرض‏ ‏السلام‏, ‏وبالناس‏ ‏المسرة‏.‏
وهنا‏ ‏نسمع‏ ‏عبارات‏ ‏الفرح‏, ‏والمسرة‏, ‏والسلام‏, ‏والخلاص‏… ‏وبدلا‏ ‏من‏ ‏ظهور‏ ‏ملاك‏ ‏واحد‏, ‏نري‏ ‏جمهورا‏ ‏من‏ ‏الجند‏ ‏السماوي‏ ‏يسبحون‏.‏
إنها‏ ‏تباشير‏ ‏الصلح‏ ‏العظيم‏, ‏المزمع‏ ‏أن‏ ‏يتم‏ ‏علي‏ ‏الصليب‏.‏
ونلاحظ‏ ‏أن‏ ‏هذا‏ ‏الصلح‏ ‏قد‏ ‏بدأه‏ ‏الله‏ ‏لا‏ ‏الناس‏.‏
الله‏ ‏يصالح‏ ‏البشرية‏..‏
أول‏ ‏ما‏ ‏نتذكره‏ ‏في‏ ‏هذا‏ ‏المجال‏, ‏هو‏ ‏أن‏ ‏الله‏ ‏يسعي‏ ‏لخلاص‏ ‏الانسان‏, ‏حتي‏ ‏لو‏ ‏كان‏ ‏الإنسان‏ ‏لا‏ ‏يسعي‏ ‏لخلاص‏ ‏نفسه‏.‏
نلاحظ‏ ‏هذا‏ ‏منذ‏ ‏البدء‏: ‏عندما‏ ‏اخطأ‏ ‏آدم‏ ‏وسقط‏, ‏لم‏ ‏يسع‏ ‏لخلاص‏ ‏نفسه‏, ‏بل‏ ‏نراه‏ ‏ـ‏ ‏علي‏ ‏العكس‏ ‏من‏ ‏ذلك‏ ‏ـ‏ ‏قد‏ ‏هرب‏ ‏من‏ ‏لله‏, ‏وخاف‏ ‏من‏ ‏الله‏, ‏واختفي‏ ‏من‏ ‏الله‏, ‏لم‏ ‏يحدث‏ ‏أنه‏ ‏سعي‏ ‏الي‏ ‏الله‏, ‏طالبا‏ ‏الصفح‏ ‏المغفرة‏, ‏وطالبا‏ ‏النقاوة‏ ‏والطهارة‏, ‏بل‏ ‏أنه‏ ‏لما‏ ‏سمع‏ ‏صوت‏ ‏الرب‏ ‏الإله‏ ‏ماشيا‏ ‏في‏ ‏الجنة‏… ‏اختبأ‏ ‏هو‏ ‏وامرأته‏ ‏من‏ ‏وجه‏ ‏الرب‏ (‏تك‏ 3: 8).‏
وهكذا‏ ‏أوجد‏ ‏حجابا‏ ‏وحاجزا‏ ‏بينه‏ ‏وبين‏ ‏الله‏ ‏وبدأت‏ ‏الخصومة‏.‏
من‏ ‏الذي‏ ‏سعي‏ ‏لخلاص‏ ‏آدم؟‏ ‏إنه‏ ‏الله‏ ‏نفسه‏, ‏دون‏ ‏أن‏ ‏يطلب‏ ‏آدم‏ ‏منه‏ ‏ذلك‏. ‏آدم‏ ‏شغله‏ ‏الخوف‏ ‏عن‏ ‏الخلاص‏ ‏أو‏ ‏حتي‏ ‏عن‏ ‏مجرد‏ ‏التفكير‏ ‏فيه‏…‏
وهكذا‏ ‏بحث‏ ‏الله‏ ‏عن‏ ‏آدم‏, ‏وتحدث‏ ‏معه‏… ‏وإعطاه‏ ‏وعدا‏ ‏بأن‏ ‏نسل‏ ‏المرأة‏ ‏سوف‏ ‏يسحق‏ ‏رأس‏ ‏الحية‏ (‏تك‏ 3: 15).‏
لقد‏ ‏اعتبر‏ ‏الله‏ ‏أن‏ ‏المعركة‏ ‏الدائرة‏ ‏هي‏ ‏بينه‏ ‏وبين‏ ‏الشيطان‏, ‏وليست‏ ‏بين‏ ‏الشيطان‏ ‏والإنسان‏. ‏اعتبر‏ ‏أن‏ ‏قضيتنا‏ ‏هي‏ ‏قضيته‏ ‏هو‏. ‏وإذا‏ ‏بنسل‏ ‏المرأة‏ ‏الذي‏ ‏يسحق‏ ‏رأس‏ ‏الحية‏ ‏هو‏ ‏الله‏ ‏نفسه‏ ‏الذي‏ ‏آتي‏ ‏في‏ ‏ملء‏ ‏الزمان‏ ‏من‏ ‏نسل‏ ‏المرأة‏. ‏هو‏ ‏الله‏ ‏إذن‏ ‏الذي‏ ‏دبر‏ ‏قصة‏ ‏الخلاص‏ ‏كلها‏, ‏لأنه‏ ‏يريد‏ ‏أن‏ ‏الجميع‏ ‏يخلصون‏, ‏وإلي‏ ‏معرفة‏ ‏الحق‏ ‏يقبلون‏ (1‏تي‏ 2: 4).‏
هو‏ ‏يريد‏ ‏خلاصنا‏ ‏جميعا‏ ‏ويسعي‏ ‏إليه‏, ‏حتي‏ ‏إن‏ ‏كنا‏ ‏نحن‏ ‏ـ‏ ‏في‏ ‏تكاسلنا‏ ‏أو‏ ‏في‏ ‏شهواتنا‏ ‏ـ‏ ‏غافلين‏ ‏عن‏ ‏خلاص‏ ‏أنفسنا‏!‏
في‏ ‏قصة‏ ‏الخروف‏ ‏الضال‏, ‏نري‏ ‏أن‏ ‏هذا‏ ‏الخروف‏ ‏الضال‏ ‏لم‏ ‏يسع‏ ‏لخلاص‏ ‏نفسه‏, ‏وإنما‏ ‏ظل‏ ‏تائها‏ ‏وبعيدا‏.‏
والراعي‏ ‏الصالح‏ ‏هو‏ ‏الذي‏ ‏جري‏ ‏وراءه‏, ‏هو‏ ‏الذي‏ ‏فتش‏ ‏عليه‏ ‏وسعي‏ ‏إليه‏, ‏وهو‏ ‏الذي‏ ‏تعب‏ ‏من‏ ‏أجله‏ ‏إلي‏ ‏أن‏ ‏وجده‏, ‏وحمله‏ ‏علي‏ ‏منكبيه‏ ‏فرحا‏, ‏ورجع‏ ‏به‏ ‏سالما‏ ‏إلي‏ ‏الحظيرة‏…‏
وفي‏ ‏قصة‏ ‏الدرهم‏ ‏المفقود‏, ‏نجد‏ ‏نفس‏ ‏الوضع‏ ‏أيضا‏.. ‏الله‏ ‏إذن‏ ‏هو‏ ‏الذي‏ ‏يسعي‏ ‏جاهدا‏ ‏لخلاص‏ ‏الإنسان‏.‏
فإن‏ ‏تعطل‏ ‏خلاص‏ ‏الإنسان‏, ‏يكون‏ ‏السبب‏ ‏بلا‏ ‏شك‏ ‏راجعا‏ ‏إلي‏ ‏الإنسان‏ ‏ذاته‏ ‏وليس‏ ‏الي‏ ‏الله‏.‏
وهذا‏ ‏الأمر‏ ‏واضح‏ ‏في‏ ‏تبكيت‏ ‏الرب‏ ‏لأورشليم‏, ‏إذ‏ ‏قال‏ ‏لها‏ ‏يا‏ ‏أورشليم‏ ‏يا‏ ‏أورشليم‏, ‏يا‏ ‏قاتلة‏ ‏الأنبياء‏ ‏وراجمة‏ ‏المرسلين‏ ‏إليها‏. ‏كم‏ ‏مرة‏ ‏أردت‏ ‏أن‏ ‏أجمع‏ ‏أولادك‏ ‏كما‏ ‏تجمع‏ ‏الدجاجة‏ ‏فراخها‏ ‏تحت‏ ‏جناحيها‏, ‏ولم‏ ‏تريدوا‏ (‏متي‏ 23:27)… ‏أنا‏ ‏أردت‏, ‏وأنتم‏ ‏لم‏ ‏تريدوا‏…‏
مثال‏ ‏آخر‏ ‏هو‏ ‏عروس‏ ‏النشيد‏, ‏الله‏ ‏هو‏ ‏الذي‏ ‏سعي‏ ‏لخلاصها‏ ‏ظافرا‏ ‏علي‏ ‏الجبال‏, ‏وقافزا‏ ‏علي‏ ‏التلال‏. ‏وقال‏ ‏لها‏ ‏افتحي‏ ‏لي‏ ‏يا‏ ‏أختي‏ ‏يا‏ ‏حبيبتي‏ ‏يا‏ ‏حمامتي‏, ‏لأن‏ ‏رأسي‏ ‏قد‏ ‏أمتلأ‏ ‏من‏ ‏الطل‏ ‏وقصصي‏ ‏من‏ ‏ندي‏ ‏الليل‏ (‏أش‏ 5:2), ‏وتكاسلت‏ ‏النفس‏ ‏في‏ ‏الاستجابة‏, ‏وتعللت‏ ‏بالأعذار‏. ‏فماذا‏ ‏كانت‏ ‏النتيجة‏… ‏كانت‏ ‏أنها‏ ‏عطلت‏ ‏عمل‏ ‏النعمة‏ ‏فيها‏ ‏بعض‏ ‏الوقت‏, ‏وصاحت‏ ‏في‏ ‏ندم‏ ‏حبيبي‏ ‏تحول‏ ‏وعبر‏.‏
تأكد‏ ‏أنك‏ ‏أن‏ ‏كانت‏ ‏تريد‏ ‏الخلاص‏ ‏من‏ ‏الخطية‏, ‏فأن‏ ‏الله‏ ‏يريد‏ ‏لك‏ ‏ذلك‏ ‏أضعافا‏ ‏مضاعفة‏… ‏المهم‏ ‏أنك‏ ‏تبدي‏ ‏رغبتك‏ ‏المقدسة‏ ‏هذه‏. ‏هناك‏ ‏عبارة‏ ‏لطيفة‏ ‏قالها‏ ‏أحد‏ ‏القديسين‏. ‏إن‏ ‏الفضيلة‏ ‏تريدنا‏ ‏أن‏ ‏نريدها‏ ‏لا‏ ‏غير‏ ‏يكفي‏ ‏أن‏ ‏نريد‏, ‏إرادة‏ ‏جادة‏, ‏والله‏ ‏يتولي‏ ‏الباقي‏, ‏بل‏ ‏حتي‏ ‏هذه‏ ‏الإرادة‏ ‏هو‏ ‏يمنحها‏ ‏لنا‏, ‏لأجل‏ ‏خلاصنا‏.‏
ومن‏ ‏القصص‏ ‏العجيبة‏ ‏عن‏ ‏سعي‏ ‏الله‏ ‏لخلاصنا‏, ‏ما‏ ‏يقوله‏ ‏الله‏ ‏ـ‏ ‏في‏ ‏سفر‏ ‏حزقيال‏ ‏النبي‏ ‏ـ‏ ‏للنفس‏ ‏الخاطئة‏ ‏الملوثة‏ ‏مررت‏ ‏بك‏ ‏ورأيتك‏ ‏مدوسة‏ ‏بدمك‏… ‏وقد‏ ‏كنت‏ ‏عريانة‏ ‏وعارية‏. ‏فمررت‏ ‏بك‏ ‏ورأيتك‏ ‏وإذ‏ ‏زمنك‏ ‏زمن‏ ‏الحب‏…‏
فبسطت‏ ‏ذيلي‏ ‏عليك‏… ‏ودخلت‏ ‏معك‏ ‏في‏ ‏عهد‏ ‏ـ‏ ‏يقول‏ ‏السيد‏ ‏الرب‏ ‏ـ‏ ‏فحممتك‏ ‏بالماء‏, ‏وغسلت‏ ‏عنك‏ ‏دماءك‏, ‏ومسحتك‏ ‏بالزيت‏, ‏وألبستك‏ ‏مطرزة‏..‏
وجملت‏ ‏جدا‏ ‏جدا‏, ‏فصلحت‏ ‏لمملكة‏ (‏حز‏ 16).‏
تلك‏ ‏القس‏ ‏المسكينة‏ ‏ـ‏ ‏لو‏ ‏تركت‏ ‏لذاتها‏ ‏ـ‏ ‏لبقيت‏ ‏علي‏ ‏حالها‏ ‏مطروحة‏ ‏وملوثة‏, ‏عريانة‏ ‏وعارية‏, ‏ولكن‏ ‏الله‏ ‏فعل‏ ‏من‏ ‏أجلها‏ ‏الكثير‏, ‏وأنفذها‏ ‏مما‏ ‏هي‏ ‏فيه‏…‏
‏ ‏ولكن‏ ‏ليس‏ ‏معني‏ ‏سعي‏ ‏الله‏ ‏لخلاصنا‏, ‏أننا‏ ‏نتكل‏ ‏علي‏ ‏ذلك‏ ‏ونكسل‏! ‏كلا‏ ‏وإلا‏ ‏فأنه‏ ‏يتحول‏ ‏ويعبر‏ ‏كما‏ ‏حدث‏ ‏مع‏ ‏عروس‏ ‏التشيد‏, ‏إنما‏ ‏يجب‏ ‏أن‏ ‏تتحد‏ ‏إرادتنا‏ ‏بأرادته‏, ‏وعملتا‏ ‏بعمله‏, ‏هو‏ ‏ينزل‏ ‏إلي‏ ‏عالمنا‏, ‏ونحن‏ ‏نقدم‏ ‏له‏ ‏ولو‏ ‏مزودا‏ ‏ليستريح‏ ‏فيه‏…‏
إن‏ ‏الله‏ ‏يسعي‏ ‏لخلاصنا‏, ‏ويسعي‏ ‏ليصالحنا‏ ‏معه‏. ‏عجيب‏ ‏في‏ ‏هذه‏ ‏المصالحة‏, ‏إننا‏ ‏نري‏ ‏الصلح‏ ‏يبدأ‏ ‏من‏ ‏جانب‏ ‏الله‏, ‏أكثر‏ ‏مما‏ ‏يبدأ‏ ‏من‏ ‏جانب‏ ‏البشر‏… ‏إنه‏ ‏درس‏ ‏لنا‏ ‏حينما‏ ‏تكبر‏ ‏قلوبنا‏ ‏علي‏ ‏إخوتنا‏ ‏الصغار‏, ‏فلا‏ ‏نسعي‏ ‏لمصالحتهم‏ ‏بحجة‏ ‏أننا‏ ‏الكبار‏!! ‏بينما‏ ‏قد‏ ‏وضع‏ ‏لنا‏ ‏الله‏ ‏مثالا‏ ‏حسنا‏….‏