DAILY VERSE
“وَشَيَّدَ هُنَاكَ مَذْبَحاً دَعَاهُ إِيلَ (وَمَعْنَاهُ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ).” تكوين ٢٠:٣٣
“وَشَيَّدَ هُنَاكَ مَذْبَحاً دَعَاهُ إِيلَ  (وَمَعْنَاهُ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ).” تكوين ٢٠:٣٣ 
مافيش شك ان بناء المذابح و الكنائس هي خدمه جميله جدا لان الكنيسه هي المناره اللي بترشد كل تائه و هي الشورية اللي بتصعد منها بخور صلوات المؤمنين
و هي السلم اللي الملائكه بتصعد و بتنزل منه
لكن لو الكنيسه خلت من بناء النفوس و تأسيس الروحانيات في المؤمنين يبقي اهتمينا بالمذابح علي حساب اللي الذبيح اتذبح عنهم
و يعقوب في ايه النهارده عمل المذبح بعد ما شاف رؤيا في المكان ده بسنين و بعد ما اختبر العلاقه مع الله و بعد ما سأل كل اللي في بيته ينزعوا الالهه (الشهوات و الاهتمامات ) الغريبه
انت كمان اهتم روحانياتك و بحياتك مع الله و في نفس الوقت اهتم ببناء الكنائس و تأسيس الخدمات
الجذر يمد تحت و الساق تمد فوق في نفس الوقت
إذاعه اقباط العالم
DAILY SYNEXARIUM
8 طوبة 1740

ليوم 8 من الشهر المبارك طوبة, أحسن الله استقباله، وأعاده علينا وعليكم، ونحن في هدوء واطمئنان، مغفوري الخطايا والآثام، من قِبَل مراحم الرب، يا آبائي وأخوتي.
آمين.

08- اليوم الثامن - شهر طوبة

عودة راس القديس مار مرقس الرسول

في هذا اليوم تذكار عودة راس القديس مار مرقس الرسول إلى الديار المصرية. صلاته تكون معنا و لربنا المجد دائما ابديا امين .

نياحة البابا اندونيقوس ال37

في مثل هذا اليوم من سنة 617 م تنيح الاب القديس الانبا أندرونيقوس بابا الإسكندرية السابع والثلاثون . كان هذا الاب من عائلة عريقة في المجد . وكان ابن عمه رئيسا لديوان الإسكندرية ، فتعلم وتهذب ودرس الكتب المقدسة وبرع في معرفة معانيها . ونظرا لعلمه وتقواه وتصدقه علي الفقراء رسموه شماسا ، ثم اتفق الرأي علي اختباره بطريركا . وان لم يسكن الديارات كما فعل السلف الصالح ، وظل في الإسكندرية طوال ايام رئاسته ، غير مهتم بسطوة الملكيين . ولكن الجو لم يصفو له لان الفرس قد غزوا بلاد الشرق وجازوا نهر الفرات ، واستولوا علي حلب وإنطاكية وأورشليم وغيرها ، وقتلوا واسروا من المسيحيين عددا كبيرا . ثم استولوا علي مصر وجاءوا إلى الإسكندرية وكان حولها ستمائة دير عامرة بالرهبان فقتلوا من فيها ونهبوها وهدموها . فلما علم سكان الإسكندرية بما فعلوا فتحوا لهم أبواب المدينة ورأي قائد المعسكر في رؤيا الليل من يقول له قد سلمت لك هذه المدينة فلا تخربها ، بل اقتل أبطالها لأنهم منافقون. فقبض علي الوالي وقيده . ثم أمر أكابر المدينة ان يخرجوا إليه رجالها من ابن ثماني عشرة سنة إلى خمسين سنة ، ليعطي كل واحد عشرين دينارا وبرتبهم جنودا للمدينة . فخرج إليه ثمانون آلف رجل . فكتب أسماءهم ثم قتلهم جميعا بالسيف . وبعد ذلك قصد بجيشه الصعيد فمر في طريقه بمدينة نقيوس وسمع ان في المغائر التي حولها سبعمائة راهب فأرسل من قتلهم . وظل يعمل في القتل والتخريب إلى ان انتصر عليه هرقل وطرده من البلاد . أما الاب البطريرك فانه سار سيرة فاضلة . وبعد ما اكمل في الرئاسة ست سنين تنيح بسلام . صلاته تكون معنا امين.

نياحة البابا بنيامين الأول ال38

في مثل هذا اليوم من سنة 656 م تنيح الاب المغبوط القديس الانبا بنيامين بابا الإسكندرية الثامن والثلاثون . وهذا الاب كان من البحيرة من بلدة برشوط وكان أبواه غنيين ، وقد ترهب عند شيخ قديس يسمي ثاؤنا بدير القديس قنوبوس بجوار الإسكندرية . وكان ينمو في الفضيلة وحفظ كتب الكنيسة حتى بلغ درجة الكمال المسيحي . وذات ليلة سمع في رؤيا الليل من يقول له افرح يا بنيامين فانك سترعى قطيع المسيح . ولما اخبر أباه بالرؤيا قال له ان الشيطان يريد ان يعرقلك فإياك والكبرياء ، فازداد في الفضيلة ثم أخذه معه أبوه الروحاني إلى البابا اندرونيكوس واعلمه بالرؤيا ، فرسمه الاب البطريرك قسا وسلمه أمور الكنيسة فاحسن التدبير. ولما اختير للبطريركية حلت عليه شدائد كثيرة . وكان ملاك الرب قد كشف له عما سيلحق الكنيسة من الشدائد ، وأمره بالهرب هو وأساقفته ، فأقام الانبا بنيامين قداسا ، وناول الشعب من الأسرار الإلهية ، وأوصاهم بالثبات علي عقيدة آبائهم وأعلمهم بما سيكون . ثم كتب منشورا إلى سائر الأساقفة ورؤساء الأديرة بان يختفوا حتى تزول هذه المحنة . أما هو فمضي إلى برية القديس مقاريوس ثم إلى الصعيد . وحدث بعد خروج الاب البطريرك من الكنيسة ان وصل إليها المقوقس الخلقدوني متقلدا زمام الولاية والبطريركية علي الديار المصرية من قبل هرقل الملك فوضع يده علي الكنائس ، واضطهد المؤمنين وقبض علي مينا أخ القديس بنيامين وعذبه كثيرا واحرق جنبيه ثم أماته غرقا . وبعد قليل وصل عمرو بن العاص إلى ارض مصر وغزا البلاد وأقام بها ثلاث سنين . وفي سنة 360 للشهداء ذهب إلى الإسكندرية واستولي علي حصنها ، وحدث شغب واضطراب الأمن ، وانتهز الفرصة كثير من الأشرار فاحرقوا الكنائس ومن بينها كنيسة القديس مرقس القائمة علي شاطئ البحر وكذلك الكنائس والأديرة التي حولها ونهبوا كل ما فيها . ثم دخل واحد من نوتية السفن كنيسة القديس مرقس وأدلى يده في تابوت التقديس ظنا منه ان به مالا . فلم يجد إلا الجسد وقد اخذ ما عليه من الثياب . واخذ الرأس وخبأها في سفينته ولم يخبر أحدا بفعلته هذه . أما عمرو بن العاص فأذ علم باختفاء البابا بنيامين ، أرسل كتابا إلى سائر البلاد المصرية يقول فيه . الموضع الذي فيه بنيامين بطريرك النصارى القبط له العهد والأمان والسلام ، فليحضر آمنا مطمئنا ليدبر شعبه وكنائسه ، فحضر الانبا بنيامين بعد ان قضي ثلاثة عشرة سنة هاربا ، وأكرمه عمرو بن العاص إكراما زائدا وأمر ان يتسلم كنائسه وأملاكها. ولما قصد جيش عمرو مغادرة الإسكندرية إلى الخمس مدن ، توقفت إحدى السفن ولم تتحرك من مكانها فاستجوبوا ربانها واجروا تفتيشها فعثروا علي راس القديس مرقس . فدعوا الاب البطريرك فحملها وسار بها ومعه الكهنة والشعب وهم يرتلون فرحين حتى وصلوا إلى الإسكندرية ، ودفع رئيس السفينة مالا كثيرا للأب البطريرك ليبني به كنيسة علي اسم القديس مرقس . وكان هذا الاب كثير الجهاد في رد غير المؤمنين إلى الإيمان . وتنيح بسلام بعد ان أقام في الرياسة سبعا وثلاثين سنة .

صلاته تكون معنا . ولربنا المجد دائما ابديا امين .

نياحة البابا زخارياس ال64

في مثل هذا اليوم تذكار نياحة البابا زخارياس ال64. صلاته تكون معنا ولربنا المجد دائما ابديا امين .

نياحة البابا غبريال الخامس ال88

في مثل هذا اليوم تذكار نياحة البابا غبريال الخامس ال88. صلاته تكون معنا ولربنا المجد دائما ابديا امين .

تذكار تكريس كنيسة القديس مكاريوس الكبير

في مثل هذا اليوم كان تكريس كنيسة القديس مقاريوس بديره علي يد الاب الطاهر الانبا بنيامين بابا الإسكندرية الثامن والثلاثين . وذلك انه لما عين المقوقس حاكما وبطريركا علي مصر من قبل هرقل الملك . وكان الاثنان علي عقيدة مجمع خلقيدونية ، شرع المقوقس في اضطهاد الأقباط لأنهم لم ينقادوا لرأيه وطارد القديس بنيامين البطريرك الشرعي . فهرب هذا الاب إلى الصعيد . وكان يتنقل في الكنائس والأديرة ، يثبت رعيته علي الإيمان . ومكث علي هذا الحال عشر سنوات حتى فتح المسلمون مصر ومات المقوقس. ولما عاد الانبا بنيامين إلى مقر كرسيه حضر إليه شيوخ برية شيهيت المقدسة وسألوه ان يكرس لهم الكنيسة الجديدة التي بنوها هناك علي اسم القديس مقاريوس فقام معهم فرحا ولما اقترب من الدير استقبله الرهبان وبأيديهم سعف النخيل وأغصان الزيتون كما استقبلت أورشليم السيد المسيح عند دخوله إليها . وحدث انه لما كرس الكنيسة وبدا في تكريس المذبح رأي يد السيد المسيح تمسح المذبح معه فسقط علي وجهه خائفا فأقامه أحد الشاروبيم وأزال عنه الخوف . فقال الانبا بنيامين : حقا ان هذا بيت الرب ، وهذا هو باب السماء . وتطلع إلى الجهة الغربية من الكنيسة فرأي شيخا واقفا هناك تلوح عليه الهيبة والوقار ، ووجهه يضئ كوجه الملاك . فقال في نفسه حقا إذا خلا كرسي جعلت هذا أسقفا عليه .فقال له الملاك أتجعل هذا أسقفا وهو القديس مقاريوس أب البطاركة والأساقفة والرهبان جميعا . وقد حضر اليوم بالروح ليفرح مع أولاده حقا ليدم هذا المكان عامرا بالرهبان الصالحين فلا ينقطع منهم مقدم ولا رئيس ولا تعدم مساكنه الثمرة الروحانية . فقال الانبا بنيامين : طوباه وطوبى لأولاده . فقال الملاك ان حفظ بنوه وصاياه وتبعوا أوامره يكونون معه حيث يكون في المجد . وان خالفوا فليس لهم معه نصيب فقال القديس مقاريوس : لا تقطع يا سيدي علي أولادي هكذا . فان العنقود إذا بقيت فيه حبة واحدة ، فان بركة الرب تكون فيه . لأنه إذا بقيت فيهم المحبة فقط بعضهم لبعض ، فأنا أؤمن ان الرب لا يبعدهم عن ملكوته . فتعجب الانبا بنيامين من كثرة رحمة القديس مقاريوس . وكتب هذا الخبر ووضعه في الكنيسة تذكارا دائما . ثم سال السيد المسيح ان يجعل يوم نياحته في مثل هذا اليوم . فتم له ذلك وتنيح في الثامن من طوبة ، بعد ان أقام في البطريركية تسعا وثلاثين سنة . وقد سمي الهيكل الذي رأي فيه السيد المسيح باسمه . صلاته تكون معنا امين.

 

DAILY KATEMAROS
قراءات اليوم الثامن من شهر طوبه المبارك

العشية

مزمور العشية

من مزامير وتراتيل أبينا داود النبي.
بركاته علينا، آمين.

مزامير 110 : 4 , 5 , 7

الفصل 110

4 أقسم الرب ولن يندم : أنت كاهن إلى الأبد على رتبة ملكي صادق 
5 الرب عن يمينك يحطم في يوم رجزه ملوكا 
7 من النهر يشرب في الطريق ، لذلك يرفع الرأس 

مبارك الآتي باسم. الرب، ربنا وإلهنا ومخلصنا وملكنا كلنا، يسوع المسيح ابن الله الحي، له المجد من الآن وإلى الأبد.
آمين. 

إنجيل العشية

قفوا بخوف أمام الله، وانصتوا لسماع الإنجيل المقدس.
فصل شريف من بشارة معلمنا متى الإنجيلي.
بركته تكون مع جميعنا، آمين.

متى 16 : 13 - 19

الفصل 16

13 ولما جاء يسوع إلى نواحي قيصرية فيلبس سأل تلاميذه قائلا : من يقول الناس إني أنا ابن الإنسان 
14 فقالوا : قوم : يوحنا المعمدان ، وآخرون : إيليا ، وآخرون : إرميا أو واحد من الأنبياء 
15 قال لهم : وأنتم ، من تقولون إني أنا 
16 فأجاب سمعان بطرس وقال : أنت هو المسيح ابن الله الحي 
17 فأجاب يسوع وقال له : طوبى لك يا سمعان بن يونا ، إن لحما ودما لم يعلن لك ، لكن أبي الذي في السماوات 
18 وأنا أقول لك أيضا : أنت بطرس ، وعلى هذه الصخرة أبني كنيستي ، وأبواب الجحيم لن تقوى عليها 
19 وأعطيك مفاتيح ملكوت السماوات ، فكل ما تربطه على الأرض يكون مربوطا في السماوات . وكل ما تحله على الأرض يكون محلولا في السماوات 

والمجد لله دائماً. 

 

 

باكر

مزمو باكر

من مزامير وتراتيل أبينا داود النبي.
بركاته علينا،
آمين.

 

مزامير 73 : 23 - 24

الفصل 73

23 ولكني دائما معك . أمسكت بيدي اليمنى 
24 برأيك تهديني ، وبعد إلى مجد تأخذني 

 

 

مزامير 73 : 28

الفصل 73

28 أما أنا فالاقتراب إلى الله حسن لي . جعلت بالسيد الرب ملجإي ، لأخبر بكل صنائعك 

 

 

مزامير 9 : 14

الفصل 9

14 لكي أحدث بكل تسابيحك في أبواب ابنة صهيون ، مبتهجا بخلاصك 

 

مبارك الآتي باسم الرب، ربنا وإلهنا ومخلصنا وملكنا كلنا، يسوع المسيح ابن الله الحي، له المجد من الآن وإلى الأبد.
آمين. 

 

إنجيل باكر

قفوا بخوف أمام الله، وانصتوا لسماع الإنجيل المقدس.
فصل شريف من بشارة معلمنا يوحنا الإنجيلي.
بركته تكون مع جميعنا، آمين.

يوحنا 15 : 17 - 25

الفصل 15

17 بهذا أوصيكم حتى تحبوا بعضكم بعضا 
18 إن كان العالم يبغضكم فاعلموا أنه قد أبغضني قبلكم 
19 لو كنتم من العالم لكان العالم يحب خاصته . ولكن لأنكم لستم من العالم ، بل أنا اخترتكم من العالم ، لذلك يبغضكم العالم 
20 اذكروا الكلام الذي قلته لكم : ليس عبد أعظم من سيده . إن كانوا قد اضطهدوني فسيضطهدونكم ، وإن كانوا قد حفظوا كلامي فسيحفظون كلامكم 
21 لكنهم إنما يفعلون بكم هذا كله من أجل اسمي ، لأنهم لا يعرفون الذي أرسلني 
22 لو لم أكن قد جئت وكلمتهم ، لم تكن لهم خطية ، وأما الآن فليس لهم عذر في خطيتهم 
23 الذي يبغضني يبغض أبي أيضا 
24 لو لم أكن قد عملت بينهم أعمالا لم يعملها أحد غيري ، لم تكن لهم خطية ، وأما الآن فقد رأوا وأبغضوني أنا وأبي 
25 لكن لكي تتم الكلمة المكتوبة في ناموسهم : إنهم أبغضوني بلا سبب 

والمجد لله دائماً أبدياً، آمين. 

 

 

قراءات القداس

البولس

بولس، عبد يسوع المسيح، المدعوّ رسولاً، المُفرَز لإنجيل الله.
البولس، فصل من رسالة القديس بولس الرسول إلى كورنثوس .
بركته تكون مع جميعنا، آمين.

2 كورنثوس 4 : 5 - 5 : 11

الفصل 4

5 فإننا لسنا نكرز بأنفسنا ، بل بالمسيح يسوع ربا ، ولكن بأنفسنا عبيدا لكم من أجل يسوع 
6 لأن الله الذي قال : أن يشرق نور من ظلمة ، هو الذي أشرق في قلوبنا ، لإنارة معرفة مجد الله في وجه يسوع المسيح 
7 ولكن لنا هذا الكنز في أوان خزفية ، ليكون فضل القوة لله لا منا 
8 مكتئبين في كل شيء ، لكن غير متضايقين . متحيرين ، لكن غير يائسين 
9 مضطهدين ، لكن غير متروكين . مطروحين ، لكن غير هالكين 
10 حاملين في الجسد كل حين إماتة الرب يسوع ، لكي تظهر حياة يسوع أيضا في جسدنا 
11 لأننا نحن الأحياء نسلم دائما للموت من أجل يسوع ، لكي تظهر حياة يسوع أيضا في جسدنا المائت 
12 إذا الموت يعمل فينا ، ولكن الحياة فيكم 
13 فإذ لنا روح الإيمان عينه ، حسب المكتوب : آمنت لذلك تكلمت ، نحن أيضا نؤمن ولذلك نتكلم أيضا 
14 عالمين أن الذي أقام الرب يسوع سيقيمنا نحن أيضا بيسوع ، ويحضرنا معكم 
15 لأن جميع الأشياء هي من أجلكم ، لكي تكون النعمة وهي قد كثرت بالأكثرين ، تزيد الشكر لمجد الله 
16 لذلك لا نفشل ، بل وإن كان إنساننا الخارج يفنى ، فالداخل يتجدد يوما فيوما 
17 لأن خفة ضيقتنا الوقتية تنشئ لنا أكثر فأكثر ثقل مجد أبديا 
18 ونحن غير ناظرين إلى الأشياء التي ترى ، بل إلى التي لا ترى . لأن التي ترى وقتية ، وأما التي لا ترى فأبدية 

الفصل 5

1 لأننا نعلم أنه إن نقض بيت خيمتنا الأرضي ، فلنا في السماوات بناء من الله ، بيت غير مصنوع بيد ، أبدي 
2 فإننا في هذه أيضا نئن مشتاقين إلى أن نلبس فوقها مسكننا الذي من السماء 
3 وإن كنا لابسين لا نوجد عراة 
4 فإننا نحن الذين في الخيمة نئن مثقلين ، إذ لسنا نريد أن نخلعها بل أن نلبس فوقها ، لكي يبتلع المائت من الحياة 
5 ولكن الذي صنعنا لهذا عينه هو الله ، الذي أعطانا أيضا عربون الروح 
6 فإذا نحن واثقون كل حين وعالمون أننا ونحن مستوطنون في الجسد ، فنحن متغربون عن الرب 
7 لأننا بالإيمان نسلك لا بالعيان 
8 فنثق ونسر بالأولى أن نتغرب عن الجسد ونستوطن عند الرب 
9 لذلك نحترص أيضا - مستوطنين كنا أو متغربين - أن نكون مرضيين عنده 
10 لأنه لابد أننا جميعا نظهر أمام كرسي المسيح ، لينال كل واحد ما كان بالجسد بحسب ما صنع ، خيرا كان أم شرا 
11 فإذ نحن عالمون مخافة الرب نقنع الناس . وأما الله فقد صرنا ظاهرين له ، وأرجو أننا قد صرنا ظاهرين في ضمائركم أيضا 

نعمة ربنا يسوع المسيح فلتكن معكم ومعي، يا آبائي وأخوتي،
آمين. 

 

 

 

الكاثوليكون

فصل من رسالة 1 لمعلمنا بطرس .
بركته تكون مع جميعنا،
آمين.

1 بطرس 2 : 18 - 3 : 7

الفصل 2

18 أيها الخدام ، كونوا خاضعين بكل هيبة للسادة ، ليس للصالحين المترفقين فقط ، بل للعنفاء أيضا 
19 لأن هذا فضل ، إن كان أحد من أجل ضمير نحو الله ، يحتمل أحزانا متألما بالظلم 
20 لأنه أي مجد هو إن كنتم تلطمون مخطئين فتصبرون ؟ بل إن كنتم تتألمون عاملين الخير فتصبرون ، فهذا فضل عند الله 
21 لأنكم لهذا دعيتم . فإن المسيح أيضا تألم لأجلنا ، تاركا لنا مثالا لكي تتبعوا خطواته 
22 الذي لم يفعل خطية ، ولا وجد في فمه مكر 
23 الذي إذ شتم لم يكن يشتم عوضا ، وإذ تألم لم يكن يهدد بل كان يسلم لمن يقضي بعدل 
24 الذي حمل هو نفسه خطايانا في جسده على الخشبة ، لكي نموت عن الخطايا فنحيا للبر . الذي بجلدته شفيتم 
25 لأنكم كنتم كخراف ضالة ، لكنكم رجعتم الآن إلى راعي نفوسكم وأسقفها 

الفصل 3

1 كذلكن أيتها النساء ، كن خاضعات لرجالكن ، حتى وإن كان البعض لا يطيعون الكلمة ، يربحون بسيرة النساء بدون كلمة 
2 ملاحظين سيرتكن الطاهرة بخوف 
3 ولا تكن زينتكن الزينة الخارجية ، من ضفر الشعر والتحلي بالذهب ولبس الثياب 
4 بل إنسان القلب الخفي في العديمة الفساد ، زينة الروح الوديع الهادئ ، الذي هو قدام الله كثير الثمن 
5 فإنه هكذا كانت قديما النساء القديسات أيضا المتوكلات على الله ، يزين أنفسهن خاضعات لرجالهن 
6 كما كانت سارة تطيع إبراهيم داعية إياه سيدها . التي صرتن أولادها ، صانعات خيرا ، وغير خائفات خوفا البتة 
7 كذلكم أيها الرجال ، كونوا ساكنين بحسب الفطنة مع الإناء النسائي كالأضعف ، معطين إياهن كرامة ، كالوارثات أيضا معكم نعمة الحياة ، لكي لا تعاق صلواتكم 

لا تحبوا العالم ولا الأشياء التي في العالم؛ لأن العالم يمضي وشهوته. أما الذي يصنع إرادة الله فيثبت إلى الأبد.
آمين. 

 

 

الإبركسيس

فصل من اعمال آبائنأ الرسل الأطهار الحواريين المشمولين بنعمة الروح القدس،،
بركتهم تكون معنا. آمين.

اعمال 20 : 17 - 38

الفصل 20

17 ومن ميليتس أرسل إلى أفسس واستدعى قسوس الكنيسة 
18 فلما جاءوا إليه قال لهم : أنتم تعلمون من أول يوم دخلت أسيا ، كيف كنت معكم كل الزمان 
19 أخدم الرب بكل تواضع ودموع كثيرة ، وبتجارب أصابتني بمكايد اليهود 
20 كيف لم أؤخر شيئا من الفوائد إلا وأخبرتكم وعلمتكم به جهرا وفي كل بيت 
21 شاهدا لليهود واليونانيين بالتوبة إلى الله والإيمان الذي بربنا يسوع المسيح 
22 والآن ها أنا أذهب إلى أورشليم مقيدا بالروح ، لا أعلم ماذا يصادفني هناك 
23 غير أن الروح القدس يشهد في كل مدينة قائلا : إن وثقا وشدائد تنتظرني 
24 ولكنني لست أحتسب لشيء ، ولا نفسي ثمينة عندي ، حتى أتمم بفرح سعيي والخدمة التي أخذتها من الرب يسوع ، لأشهد ببشارة نعمة الله 
25 والآن ها أنا أعلم أنكم لا ترون وجهي أيضا ، أنتم جميعا الذين مررت بينكم كارزا بملكوت الله 
26 لذلك أشهدكم اليوم هذا أني بريء من دم الجميع 
27 لأني لم أؤخر أن أخبركم بكل مشورة الله 
28 احترزوا إذا لأنفسكم ولجميع الرعية التي أقامكم الروح القدس فيها أساقفة ، لترعوا كنيسة الله التي اقتناها بدمه 
29 لأني أعلم هذا : أنه بعد ذهابي سيدخل بينكم ذئاب خاطفة لا تشفق على الرعية 
30 ومنكم أنتم سيقوم رجال يتكلمون بأمور ملتوية ليجتذبوا التلاميذ وراءهم 
31 لذلك اسهروا ، متذكرين أني ثلاث سنين ليلا ونهارا ، لم أفتر عن أن أنذر بدموع كل واحد 
32 والآن أستودعكم يا إخوتي لله ولكلمة نعمته ، القادرة أن تبنيكم وتعطيكم ميراثا مع جميع المقدسين 
33 فضة أو ذهب أو لباس أحد لم أشته 
34 أنتم تعلمون أن حاجاتي وحاجات الذين معي خدمتها هاتان اليدان 
35 في كل شيء أريتكم أنه هكذا ينبغي أنكم تتعبون وتعضدون الضعفاء ، متذكرين كلمات الرب يسوع أنه قال : مغبوط هو العطاء أكثر من الأخذ 
36 ولما قال هذا جثا على ركبتيه مع جميعهم وصلى 
37 وكان بكاء عظيم من الجميع ، ووقعوا على عنق بولس يقبلونه 
38 متوجعين ، ولا سيما من الكلمة التي قالها : إنهم لن يروا وجهه أيضا . ثم شيعوه إلى السفينة 

لم تزل كلمة الرب تنمو وتعتز وتثبت في كنيسة الله المقدسة.
آمين. 

 

مزمور القداس

من مزامير وتراتيل أبينا داود النبي،
بركته تكون مع جميعنا، آمين.

مزامير 107 : 32 , 41 , 42

الفصل 107

32 وليرفعوه في مجمع الشعب ، وليسبحوه في مجلس المشايخ 
41 ويعلي المسكين من الذل ، ويجعل القبائل مثل قطعان الغنم 
42 يرى ذلك المستقيمون فيفرحون ، وكل إثم يسد فاه 

مبارك الآتي باسم.
الرب، ربنا وإلهنا ومخلصنا وملكنا كلنا، يسوع المسيح ابن الله الحي، له المجد من.
الآن وإلى الأبد آمين. 

 

إنجيل القداس

قفوا بخوف أمام الله، وانصتوا لسماع الإنجيل المقدس.
فصل شريف من بشارة معلمنا يوحنا الإنجيلي
بركته تكون مع جميعنا، آمين.

يوحنا 10 : 1 - 16

الفصل 10

1 الحق الحق أقول لكم : إن الذي لا يدخل من الباب إلى حظيرة الخراف ، بل يطلع من موضع آخر ، فذاك سارق ولص 
2 وأما الذي يدخل من الباب فهو راعي الخراف 
3 لهذا يفتح البواب ، والخراف تسمع صوته ، فيدعو خرافه الخاصة بأسماء ويخرجها 
4 ومتى أخرج خرافه الخاصة يذهب أمامها ، والخراف تتبعه ، لأنها تعرف صوته 
5 وأما الغريب فلا تتبعه بل تهرب منه ، لأنها لا تعرف صوت الغرباء 
6 هذا المثل قاله لهم يسوع ، وأما هم فلم يفهموا ما هو الذي كان يكلمهم به 
7 فقال لهم يسوع أيضا : الحق الحق أقول لكم : إني أنا باب الخراف 
8 جميع الذين أتوا قبلي هم سراق ولصوص ، ولكن الخراف لم تسمع لهم 
9 أنا هو الباب . إن دخل بي أحد فيخلص ويدخل ويخرج ويجد مرعى 
10 السارق لا يأتي إلا ليسرق ويذبح ويهلك ، وأما أنا فقد أتيت لتكون لهم حياة وليكون لهم أفضل 
11 أنا هو الراعي الصالح ، والراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف 
12 وأما الذي هو أجير ، وليس راعيا ، الذي ليست الخراف له ، فيرى الذئب مقبلا ويترك الخراف ويهرب ، فيخطف الذئب الخراف ويبددها 
13 والأجير يهرب لأنه أجير ، ولا يبالي بالخراف 
14 أما أنا فإني الراعي الصالح ، وأعرف خاصتي وخاصتي تعرفني 
15 كما أن الآب يعرفني وأنا أعرف الآب . وأنا أضع نفسي عن الخراف 
16 ولي خراف أخر ليست من هذه الحظيرة ، ينبغي أن آتي بتلك أيضا فتسمع صوتي ، وتكون رعية واحدة وراع واحد 

والمجد لله دائماً أبدياً، آمين. 

DAILY CONTEMPLATION
من‏ ‏دروس‏ ‏الميلاد.. مصالحة‏ ‏بين‏ ‏السماء‏ ‏والأرض”2″

* ‏أول‏ ‏ملاك‏ ‏ظهر‏ ‏وذكره‏ ‏الأنجيل‏ ‏المقدس‏, ‏كان‏ ‏هو‏ ‏الملاك‏ ‏الذي‏ ‏ظهر‏ ‏لزكريا‏ ‏الكاهن‏.. ‏أنها‏ ‏لفتة‏ ‏كريمة‏ ‏من‏ ‏الرب‏ ‏يعطي‏ ‏بها‏ ‏كرامة‏ ‏للكهنوت‏, ‏فيكون‏ ‏ظهور‏ ‏الملائكة‏ ‏أولا‏ ‏للكهنة‏, ‏بعد‏ ‏فترة‏ ‏الاحتجاب‏ ‏الطويلة‏. ‏ولفتة‏ ‏كريمة‏ ‏أخري‏ ‏للكهنوت‏, ‏أن‏ ‏يظهر‏ ‏الملاك‏ ‏في‏ ‏مكان‏ ‏مقدس‏ ‏واقف‏ ‏عن‏ ‏يمين‏ ‏مذبح‏ ‏البخور‏, ‏وفي‏ ‏لحظة‏ ‏مقدسة‏ ‏عندما‏ ‏كان‏ ‏زكريا‏ ‏البار‏ ‏يكهن‏ ‏للرب‏ ‏ويرفع‏ ‏البخور‏ ‏أمامه‏ (‏لو‏1 : 8 ‏ـ‏ 10).‏
جميل‏ ‏من‏ ‏الرب‏ ‏أنه‏ ‏عندما‏ ‏أرسل‏ ‏خدامه‏ ‏السمائيين‏, ‏أرسلهم‏ ‏أولا‏ ‏إلي‏ ‏بيته‏ ‏المقدس‏ ‏وإلي‏ ‏خدام‏ ‏مذبحه‏ ‏الطاهر‏.‏
ولا‏ ‏شك‏ ‏أن‏ ‏هذا‏ ‏كله‏ ‏يشعرنا‏ ‏بجمال‏ ‏المذبح‏ ‏الذي‏ ‏وقف‏ ‏الملاك‏ ‏عن‏ ‏يمينه‏ ‏في‏ ‏أول‏ ‏تباشير‏ ‏الصلح‏, ‏كم‏ ‏بالأكثر‏ ‏جدا‏ ‏مذبح‏ ‏العهد‏ ‏الجديد‏ ‏في‏ ‏قدسيته‏ ‏الفائقة‏ ‏للحد‏, ‏حيث‏ ‏ملاك‏ ‏الذبيحة‏ ‏الصاعد‏ ‏الي‏ ‏العلو‏ ‏يحمل‏ ‏إلي‏ ‏الله‏ ‏تضرعنا‏..‏
نعود‏ ‏إلي‏ ‏الملاك‏ ‏الطاهر‏ ‏الذي‏ ‏ظهر‏ ‏لزكريا‏ ‏الكاهن‏..‏
كان‏ ‏خذا‏ ‏الملاك‏ ‏يحمل‏ ‏بشارة‏ ‏مفرحة‏. ‏لقد‏ ‏عاد‏ ‏الرب‏ ‏يفرح‏ ‏وجه‏ ‏الأرض‏ ‏التي‏ ‏حرمت‏ ‏كثيرا‏ ‏من‏ ‏أفراحه‏ ‏في‏ ‏فترة‏ ‏القطيعة‏ ‏والخصومة‏.‏
وهل‏ ‏هناك‏ ‏فرح‏ ‏أعظم‏ ‏من‏ ‏تبشير‏ ‏زوج‏ ‏العاقر‏ ‏بأنها‏ ‏ستلد‏ ‏ابنا‏ ‏لم‏ ‏يقم‏ ‏بين‏ ‏المولودين‏ ‏من‏ ‏النساء‏ ‏من‏ ‏هو‏ ‏أعظم‏ ‏منه‏ (‏متي‏ 11:11). ‏ابن‏ ‏سيكون‏ ‏عظيما‏ ‏أمام‏ ‏الرب‏ (‏لو‏ 1:15)!!, ‏عبارات‏ ‏الفرح‏ ‏تدفقت‏ ‏من‏ ‏فهم‏ ‏الملاك‏, ‏فقال‏ ‏لا‏ ‏تخف‏ ‏يا‏ ‏زكريا‏, ‏لأن‏ ‏طلبتك‏ ‏قد‏ ‏سمعت‏, ‏وامرأتك‏ ‏أليصابات‏ ‏ستلد‏ ‏لك‏ ‏ابنا‏, ‏وتسميه‏ ‏يوحنا‏, ‏ويكون‏ ‏لك‏ ‏فرح‏ ‏وابتهاج‏, ‏وكثيرون‏ ‏سيفرحون‏ ‏بولادته‏.‏
وكانت‏ ‏إيحاءة‏ ‏جميلة‏ ‏من‏ ‏الرب‏ ‏في‏ ‏تباشير‏ ‏هذا‏ ‏الصلح‏, ‏أن‏ ‏يسمي‏ ‏الطفل‏ ‏يوحنا‏.. ‏وكلمة‏ ‏يوحنا‏ ‏معناها‏ ‏الله‏ ‏حنان‏!!‏
وكان‏ ‏الله‏ ‏يقصد‏ ‏أنه‏ ‏وإن‏ ‏تركنا‏ ‏زمنا‏, ‏إلا‏ ‏أن‏ ‏محبته‏ ‏دائمة‏ ‏إلي‏ ‏الأبد‏, ‏مياه‏ ‏كثيرة‏ ‏لا‏ ‏تستطيع‏ ‏أن‏ ‏تطفئها‏ (‏نش‏ 8: 7). ‏وأنه‏ ‏وإن‏ ‏حجب‏ ‏وجهه‏ ‏حينا‏, ‏فأنه‏ ‏لا‏ ‏يحجب‏ ‏قلبه‏ ‏الحنون‏.‏
فعلي‏ ‏الرغم‏ ‏من‏ ‏فترة‏ ‏القطيعة‏ ‏بين‏ ‏السماء‏ ‏والأرض‏ ‏التي‏ ‏سبقت‏ ‏ميلاد‏ ‏المسيح‏, ‏وعلي‏ ‏الرغم‏ ‏من‏ ‏الخصومة‏ ‏القائمة‏, ‏كان‏ ‏الله‏ ‏ما‏ ‏يزال‏ ‏كما‏ ‏هو‏, ‏كله‏ ‏حنان‏ ‏وشفقة‏… ‏الله‏ ‏حنان‏ ‏أو‏ ‏الله‏ ‏حنون‏ ‏لعل‏ ‏هذا‏ ‏يذكرنا‏ ‏بقول‏ ‏الرب‏ ‏من‏ ‏قبل‏ ‏لأنه‏ ‏كامرأة‏ ‏مهجورة‏ ‏ومحزونة‏ ‏الروح‏ ‏دعاك‏ ‏الرب‏, ‏وكزوجة‏ ‏الصبا‏… ‏لحيظة‏ ‏تركتك‏, ‏وبمراحم‏ ‏عظيمة‏ ‏سأجمعك‏. ‏بفيضان‏ ‏الغضب‏ ‏حجبت‏ ‏وجهي‏ ‏عنك‏ ‏لحظة‏, ‏وباحسان‏ ‏أبدي‏ ‏أرحمك‏… (‏إش‏ 54: 6 ‏ـ‏ 8) ‏إنها‏ ‏نبوءة‏ ‏إشعياء‏ ‏عن‏ ‏مصالحة‏ ‏الرب‏ ‏لشعبه‏ ‏وكنيسته‏, ‏قد‏ ‏بدأت‏ ‏تتحقق‏… ‏تلك‏ ‏النبوءة‏ ‏العجيبة‏, ‏الجميلة‏ ‏في‏ ‏موسيقاها‏, ‏التي‏ ‏بدأها‏ ‏الرب‏ ‏بنشيده‏ ‏العذب‏ ‏ترنمي‏ ‏أيتها‏ ‏العاقر‏ ‏التي‏ ‏لم‏ ‏تلد‏… (‏أ‏ ‏ش‏ 54: 1). ‏تري‏ ‏أكانت‏ ‏الصابات‏ ‏العاقر‏ ‏التي‏ ‏لم‏ ‏تلد‏ ‏رمزا‏ ‏للكنيسة‏ ‏في‏ ‏افتقاد‏ ‏الرب‏ ‏لها؟‏ ‏وهل‏ ‏كان‏ ‏اسم‏ ‏ابنها‏ ‏يوحنا‏ ‏الله‏ ‏حنان‏ ‏رمزا‏ ‏أيضا‏ ‏لمصالحة‏ ‏الله‏ ‏لكنيسته؟‏ ‏وهل‏ ‏ترنم‏ ‏ألبصابات‏ ‏العاقر‏ ‏لم‏ ‏تلد‏ ‏كان‏ ‏بشبرا‏ ‏بتحقيق‏ ‏باقي‏ ‏مواعيد‏ ‏الله‏ ‏إذ‏ ‏يقول‏ ‏لكنيسته‏ ‏في‏ ‏نفس‏ ‏النشيد‏: ‏كما‏ ‏حلفت‏ ‏أن‏ ‏لا‏ ‏تعبر‏ ‏بعد‏ ‏مياه‏ ‏نوح‏ ‏علي‏ ‏الأرض‏, ‏هكذا‏ ‏حتمت‏ ‏ألا‏ ‏أعضب‏ ‏عليك‏ ‏ولا‏ ‏أزجرك‏. ‏أما‏ ‏إحساني‏ ‏فلا‏ ‏يزول‏ ‏عنك‏, ‏وعهد‏ ‏سلامي‏ ‏لا‏ ‏يتزعزع‏, ‏قال‏ ‏أرحمك‏ ‏الرب‏.‏
أيتها‏ ‏الذليلة‏ ‏المضطربة‏ ‏غير‏ ‏المتعزبة‏, ‏هأتذا‏ ‏أبني‏ ‏بالأثمد‏ ‏حجارتك‏, ‏وبالياقوت‏ ‏الأزرق‏ ‏أؤسسك‏. ‏وأجعل‏ ‏شرفاتك‏ ‏ياقوتا‏, ‏وأبوابك‏ ‏حجارة‏ ‏بهرمانية‏, ‏وكل‏ ‏تخومك‏ ‏حجارة‏ ‏كريمة‏, ‏وكل‏ ‏بنيك‏ ‏تلاميذ‏ ‏للرب‏, ‏وسلام‏ ‏بنيك‏ ‏كثيرا‏.‏
‏(‏أش‏ 54: 6 ‏ـ‏ 12) ‏هل‏ ‏كان‏ ‏هذا‏ ‏الأصحاح‏ ‏الرابع‏ ‏والخمسون‏ ‏من‏ ‏نبوءة‏ ‏إشعياء‏ ‏موضع‏ ‏تأمل‏ ‏القديسة‏ ‏ألصابات‏ ‏في‏ ‏خلاص‏ ‏الرب‏ ‏القريب‏, ‏طوال‏ ‏الستة‏ ‏أشهر‏ ‏التي‏ ‏مرت‏ ‏ما‏ ‏بين‏ ‏بشارة‏ ‏الملاك‏ ‏لزكريا‏ ‏وبشارة‏ ‏الملاك‏ ‏للعذراء‏ ‏الفكرة‏ ‏تملأ‏ ‏قلبي‏, ‏وتضغط‏ ‏علي‏ ‏عقلي‏ ‏بإلحاح‏ ‏شديد‏… ‏ولا‏ ‏شك‏ ‏أن‏ ‏هذه‏ ‏القديسة‏ ‏الشيخة‏ ‏التي‏ ‏كانت‏ ‏تحمل‏ ‏ابنا‏ ‏نذيرا‏ ‏للرب‏ ‏في‏ ‏أحشائها‏, ‏كانت‏ ‏تشعر‏ ‏أنه‏ ‏ليس‏ ‏بأمر‏ ‏عادي‏ ‏هذا‏ ‏الذي‏ ‏حدث‏ ‏لها‏. ‏وأذ‏ ‏نتأمل‏ ‏في‏ ‏هذا‏ ‏الفصل‏ ‏من‏ ‏إشعياء‏ ‏ـ‏ ‏الذي‏ ‏ينطبق‏ ‏عليها‏ ‏وعلي‏ ‏الكنيسة‏ ‏ـ‏ ‏يهز‏ ‏كيانها‏ ‏كله‏ ‏هذا‏ ‏النبي‏ ‏الانجيلي‏ ‏إذ‏ ‏يقول‏ ‏ها‏ ‏العذراء‏ ‏تحبل‏ ‏وتلد‏ ‏ابنا‏ ‏وتدعو‏ ‏أسمه‏ ‏عمانوئيل‏ (‏أش‏ 7:14).‏
قلنا‏ ‏أنه‏ ‏من‏ ‏تباشير‏ ‏الصلح‏ ‏بين‏ ‏السماء‏ ‏والأرض‏ ‏كان‏ ‏ظهور‏ ‏الملائكة‏ ‏للبشر‏. ‏وكان‏ ‏الملاك‏ ‏الأول‏ ‏هو‏ ‏الذي‏ ‏بشر‏ ‏زكريا‏ ‏الكاهن‏.‏
‏* ‏أما‏ ‏الملاك‏ ‏الثاني‏, ‏فكان‏ ‏جبرائيل‏ ‏الذي‏ ‏بشر‏ ‏السيدة‏ ‏العذراء‏.‏
نلاحظ‏ ‏أن‏ ‏هذا‏ ‏الملاك‏ ‏كان‏ ‏له‏ ‏مع‏ ‏العذراء‏ ‏أسلوب‏ ‏معين‏, ‏لقد‏ ‏بدأها‏ ‏بالتحية‏, ‏بأسلوب‏ ‏كله‏ ‏توقير‏ ‏واحترام‏ ‏لها‏, ‏في‏ ‏بشارة‏ ‏زكريا‏ ‏لم‏ ‏يبدأه‏ ‏الملاك‏ ‏بالتحية‏, ‏وإنما‏ ‏قال‏ ‏له‏ ‏لا‏ ‏تخف‏ ‏يا‏ ‏زكريا‏ ‏فأن‏ ‏طلبتك‏ ‏قد‏ ‏سمعت‏.‏
أما‏ ‏في‏ ‏بشارة‏ ‏العذراء‏ ‏فقال‏ ‏لها‏ ‏الملاك‏ ‏السلام‏ ‏لك‏ ‏أيتها‏ ‏الممتلئة‏ ‏نعمة‏.‏
الرب‏ ‏معك‏. ‏وعندئذ‏ ‏ـ‏ ‏بعد‏ ‏هذه‏ ‏المقدمة‏ ‏ـ‏ ‏بدأ‏ ‏الملاك‏ ‏في‏ ‏إعلان‏ ‏رسالته‏.. ‏وحتي‏ ‏هذه‏ ‏الرسالة‏ ‏أدمجها‏ ‏بعبارة‏ ‏مديح‏ ‏أخري‏ ‏فقال‏ ‏لا‏ ‏تخافي‏ ‏يا‏ ‏مريم‏, ‏لأنك‏ ‏قد‏ ‏وجدت‏ ‏نعمة‏ ‏عند‏ ‏الله‏, ‏ثم‏ ‏بعد‏ ‏ذلك‏ ‏بشرها‏ ‏بالخبر‏ ‏الذي‏ ‏جاء‏ ‏من‏ ‏أجله‏ ‏ها‏ ‏أنت‏ ‏ستحبلين‏ ‏وتلدين‏ ‏ابنا‏ ‏ونسمينه‏ ‏يسوع‏….‏
إنه‏ ‏أسلوب‏ ‏احترام‏ ‏عجيب‏ ‏يليق‏ ‏بالتحدث‏ ‏مع‏ ‏والدة‏ ‏الإلة‏ ‏الممجدة‏, ‏الملكة‏ ‏الجالسة‏ ‏عن‏ ‏يمين‏ ‏الملك‏.‏
لم‏ ‏يستطع‏ ‏رئيس‏ ‏الملائكة‏ ‏جبرائيل‏ ‏أن‏ ‏ينسي‏ ‏أنه‏ ‏واقف‏ ‏أمام‏ ‏أقدس‏ ‏امرأة‏ ‏في‏ ‏الوجود‏, ‏إنه‏ ‏أمام‏ ‏أم‏ ‏سيده‏, ‏التي‏ ‏ستكون‏ ‏سماء‏ ‏ثانية‏ ‏لله‏ ‏الكلمة‏. ‏فخاطبها‏ ‏بأسلوب‏ ‏غير‏ ‏الذي‏ ‏خوطب‏ ‏به‏ ‏الكاهن‏ ‏البار‏ ‏زكريا‏…‏
‏ ‏هنا‏ ‏نلاحظ‏ ‏أنه‏ ‏لم‏ ‏يبدأ‏ ‏فقط‏ ‏صلح‏ ‏بين‏ ‏السمائيين‏ ‏والأرضيين‏, ‏بل‏ ‏بدأ‏ ‏تقدير‏ ‏وتوقير‏ ‏من‏ ‏سكان‏ ‏السماء‏ ‏لسكان‏ ‏الأرض‏ ‏في‏ ‏شخص‏ ‏أمنا‏ ‏وسيدتنا‏ ‏العذراء‏ ‏مريم‏… ‏فمرحبا‏ ‏بهذا‏ ‏الصلح‏.‏
‏* ‏أما‏ ‏الظهور‏ ‏الثالث‏, ‏فكان‏ ‏ظهور‏ ‏ملاك‏ ‏الرب‏ ‏للرعاة‏.‏
هنا‏ ‏نجد‏ ‏تقدما‏ ‏ملموسا‏ ‏في‏ ‏العلاقات‏, ‏إذ‏ ‏لم‏ ‏يقتصر‏ ‏الأمر‏ ‏علي‏ ‏أن‏ ‏ملاك‏ ‏الرب‏ ‏وقف‏ ‏بهم‏ ‏بل‏ ‏يقول‏ ‏الكتاب‏ ‏أكثر‏ ‏من‏ ‏هذا‏ ‏ومجد‏ ‏الرب‏.. ‏أضاء‏ ‏حولهم‏. ‏وبعد‏ ‏أن‏ ‏بشرهم‏ ‏الملاك‏ ‏بفرح‏ ‏عظيم‏ ‏يكون‏ ‏لجميع‏ ‏الشعب‏, ‏وبولادة‏ ‏مخلص‏, ‏ظهر‏ ‏بغتة‏ ‏ـ‏ ‏مع‏ ‏الملاك‏ ‏ـ‏ ‏جمهور‏ ‏من‏ ‏الجند‏ ‏السماوي‏ ‏مسبحين‏ ‏الله‏ ‏وقائلين‏: ‏المجد‏ ‏لله‏ ‏في‏ ‏الأعالي‏, ‏وعلي‏ ‏الأرض‏ ‏السلام‏, ‏وبالناس‏ ‏المسرة‏.‏
وهنا‏ ‏نسمع‏ ‏عبارات‏ ‏الفرح‏, ‏والمسرة‏, ‏والسلام‏, ‏والخلاص‏… ‏وبدلا‏ ‏من‏ ‏ظهور‏ ‏ملاك‏ ‏واحد‏, ‏نري‏ ‏جمهورا‏ ‏من‏ ‏الجند‏ ‏السماوي‏ ‏يسبحون‏.‏
إنها‏ ‏تباشير‏ ‏الصلح‏ ‏العظيم‏, ‏المزمع‏ ‏أن‏ ‏يتم‏ ‏علي‏ ‏الصليب‏.‏
ونلاحظ‏ ‏أن‏ ‏هذا‏ ‏الصلح‏ ‏قد‏ ‏بدأه‏ ‏الله‏ ‏لا‏ ‏الناس‏.‏
الله‏ ‏يصالح‏ ‏البشرية‏..‏
أول‏ ‏ما‏ ‏نتذكره‏ ‏في‏ ‏هذا‏ ‏المجال‏, ‏هو‏ ‏أن‏ ‏الله‏ ‏يسعي‏ ‏لخلاص‏ ‏الانسان‏, ‏حتي‏ ‏لو‏ ‏كان‏ ‏الإنسان‏ ‏لا‏ ‏يسعي‏ ‏لخلاص‏ ‏نفسه‏.‏
نلاحظ‏ ‏هذا‏ ‏منذ‏ ‏البدء‏: ‏عندما‏ ‏اخطأ‏ ‏آدم‏ ‏وسقط‏, ‏لم‏ ‏يسع‏ ‏لخلاص‏ ‏نفسه‏, ‏بل‏ ‏نراه‏ ‏ـ‏ ‏علي‏ ‏العكس‏ ‏من‏ ‏ذلك‏ ‏ـ‏ ‏قد‏ ‏هرب‏ ‏من‏ ‏لله‏, ‏وخاف‏ ‏من‏ ‏الله‏, ‏واختفي‏ ‏من‏ ‏الله‏, ‏لم‏ ‏يحدث‏ ‏أنه‏ ‏سعي‏ ‏الي‏ ‏الله‏, ‏طالبا‏ ‏الصفح‏ ‏المغفرة‏, ‏وطالبا‏ ‏النقاوة‏ ‏والطهارة‏, ‏بل‏ ‏أنه‏ ‏لما‏ ‏سمع‏ ‏صوت‏ ‏الرب‏ ‏الإله‏ ‏ماشيا‏ ‏في‏ ‏الجنة‏… ‏اختبأ‏ ‏هو‏ ‏وامرأته‏ ‏من‏ ‏وجه‏ ‏الرب‏ (‏تك‏ 3: 8).‏
وهكذا‏ ‏أوجد‏ ‏حجابا‏ ‏وحاجزا‏ ‏بينه‏ ‏وبين‏ ‏الله‏ ‏وبدأت‏ ‏الخصومة‏.‏
من‏ ‏الذي‏ ‏سعي‏ ‏لخلاص‏ ‏آدم؟‏ ‏إنه‏ ‏الله‏ ‏نفسه‏, ‏دون‏ ‏أن‏ ‏يطلب‏ ‏آدم‏ ‏منه‏ ‏ذلك‏. ‏آدم‏ ‏شغله‏ ‏الخوف‏ ‏عن‏ ‏الخلاص‏ ‏أو‏ ‏حتي‏ ‏عن‏ ‏مجرد‏ ‏التفكير‏ ‏فيه‏…‏
وهكذا‏ ‏بحث‏ ‏الله‏ ‏عن‏ ‏آدم‏, ‏وتحدث‏ ‏معه‏… ‏وإعطاه‏ ‏وعدا‏ ‏بأن‏ ‏نسل‏ ‏المرأة‏ ‏سوف‏ ‏يسحق‏ ‏رأس‏ ‏الحية‏ (‏تك‏ 3: 15).‏
لقد‏ ‏اعتبر‏ ‏الله‏ ‏أن‏ ‏المعركة‏ ‏الدائرة‏ ‏هي‏ ‏بينه‏ ‏وبين‏ ‏الشيطان‏, ‏وليست‏ ‏بين‏ ‏الشيطان‏ ‏والإنسان‏. ‏اعتبر‏ ‏أن‏ ‏قضيتنا‏ ‏هي‏ ‏قضيته‏ ‏هو‏. ‏وإذا‏ ‏بنسل‏ ‏المرأة‏ ‏الذي‏ ‏يسحق‏ ‏رأس‏ ‏الحية‏ ‏هو‏ ‏الله‏ ‏نفسه‏ ‏الذي‏ ‏آتي‏ ‏في‏ ‏ملء‏ ‏الزمان‏ ‏من‏ ‏نسل‏ ‏المرأة‏. ‏هو‏ ‏الله‏ ‏إذن‏ ‏الذي‏ ‏دبر‏ ‏قصة‏ ‏الخلاص‏ ‏كلها‏, ‏لأنه‏ ‏يريد‏ ‏أن‏ ‏الجميع‏ ‏يخلصون‏, ‏وإلي‏ ‏معرفة‏ ‏الحق‏ ‏يقبلون‏ (1‏تي‏ 2: 4).‏
هو‏ ‏يريد‏ ‏خلاصنا‏ ‏جميعا‏ ‏ويسعي‏ ‏إليه‏, ‏حتي‏ ‏إن‏ ‏كنا‏ ‏نحن‏ ‏ـ‏ ‏في‏ ‏تكاسلنا‏ ‏أو‏ ‏في‏ ‏شهواتنا‏ ‏ـ‏ ‏غافلين‏ ‏عن‏ ‏خلاص‏ ‏أنفسنا‏!‏
في‏ ‏قصة‏ ‏الخروف‏ ‏الضال‏, ‏نري‏ ‏أن‏ ‏هذا‏ ‏الخروف‏ ‏الضال‏ ‏لم‏ ‏يسع‏ ‏لخلاص‏ ‏نفسه‏, ‏وإنما‏ ‏ظل‏ ‏تائها‏ ‏وبعيدا‏.‏
والراعي‏ ‏الصالح‏ ‏هو‏ ‏الذي‏ ‏جري‏ ‏وراءه‏, ‏هو‏ ‏الذي‏ ‏فتش‏ ‏عليه‏ ‏وسعي‏ ‏إليه‏, ‏وهو‏ ‏الذي‏ ‏تعب‏ ‏من‏ ‏أجله‏ ‏إلي‏ ‏أن‏ ‏وجده‏, ‏وحمله‏ ‏علي‏ ‏منكبيه‏ ‏فرحا‏, ‏ورجع‏ ‏به‏ ‏سالما‏ ‏إلي‏ ‏الحظيرة‏…‏
وفي‏ ‏قصة‏ ‏الدرهم‏ ‏المفقود‏, ‏نجد‏ ‏نفس‏ ‏الوضع‏ ‏أيضا‏.. ‏الله‏ ‏إذن‏ ‏هو‏ ‏الذي‏ ‏يسعي‏ ‏جاهدا‏ ‏لخلاص‏ ‏الإنسان‏.‏
فإن‏ ‏تعطل‏ ‏خلاص‏ ‏الإنسان‏, ‏يكون‏ ‏السبب‏ ‏بلا‏ ‏شك‏ ‏راجعا‏ ‏إلي‏ ‏الإنسان‏ ‏ذاته‏ ‏وليس‏ ‏الي‏ ‏الله‏.‏
وهذا‏ ‏الأمر‏ ‏واضح‏ ‏في‏ ‏تبكيت‏ ‏الرب‏ ‏لأورشليم‏, ‏إذ‏ ‏قال‏ ‏لها‏ ‏يا‏ ‏أورشليم‏ ‏يا‏ ‏أورشليم‏, ‏يا‏ ‏قاتلة‏ ‏الأنبياء‏ ‏وراجمة‏ ‏المرسلين‏ ‏إليها‏. ‏كم‏ ‏مرة‏ ‏أردت‏ ‏أن‏ ‏أجمع‏ ‏أولادك‏ ‏كما‏ ‏تجمع‏ ‏الدجاجة‏ ‏فراخها‏ ‏تحت‏ ‏جناحيها‏, ‏ولم‏ ‏تريدوا‏ (‏متي‏ 23:27)… ‏أنا‏ ‏أردت‏, ‏وأنتم‏ ‏لم‏ ‏تريدوا‏…‏
مثال‏ ‏آخر‏ ‏هو‏ ‏عروس‏ ‏النشيد‏, ‏الله‏ ‏هو‏ ‏الذي‏ ‏سعي‏ ‏لخلاصها‏ ‏ظافرا‏ ‏علي‏ ‏الجبال‏, ‏وقافزا‏ ‏علي‏ ‏التلال‏. ‏وقال‏ ‏لها‏ ‏افتحي‏ ‏لي‏ ‏يا‏ ‏أختي‏ ‏يا‏ ‏حبيبتي‏ ‏يا‏ ‏حمامتي‏, ‏لأن‏ ‏رأسي‏ ‏قد‏ ‏أمتلأ‏ ‏من‏ ‏الطل‏ ‏وقصصي‏ ‏من‏ ‏ندي‏ ‏الليل‏ (‏أش‏ 5:2), ‏وتكاسلت‏ ‏النفس‏ ‏في‏ ‏الاستجابة‏, ‏وتعللت‏ ‏بالأعذار‏. ‏فماذا‏ ‏كانت‏ ‏النتيجة‏… ‏كانت‏ ‏أنها‏ ‏عطلت‏ ‏عمل‏ ‏النعمة‏ ‏فيها‏ ‏بعض‏ ‏الوقت‏, ‏وصاحت‏ ‏في‏ ‏ندم‏ ‏حبيبي‏ ‏تحول‏ ‏وعبر‏.‏
تأكد‏ ‏أنك‏ ‏أن‏ ‏كانت‏ ‏تريد‏ ‏الخلاص‏ ‏من‏ ‏الخطية‏, ‏فأن‏ ‏الله‏ ‏يريد‏ ‏لك‏ ‏ذلك‏ ‏أضعافا‏ ‏مضاعفة‏… ‏المهم‏ ‏أنك‏ ‏تبدي‏ ‏رغبتك‏ ‏المقدسة‏ ‏هذه‏. ‏هناك‏ ‏عبارة‏ ‏لطيفة‏ ‏قالها‏ ‏أحد‏ ‏القديسين‏. ‏إن‏ ‏الفضيلة‏ ‏تريدنا‏ ‏أن‏ ‏نريدها‏ ‏لا‏ ‏غير‏ ‏يكفي‏ ‏أن‏ ‏نريد‏, ‏إرادة‏ ‏جادة‏, ‏والله‏ ‏يتولي‏ ‏الباقي‏, ‏بل‏ ‏حتي‏ ‏هذه‏ ‏الإرادة‏ ‏هو‏ ‏يمنحها‏ ‏لنا‏, ‏لأجل‏ ‏خلاصنا‏.‏
ومن‏ ‏القصص‏ ‏العجيبة‏ ‏عن‏ ‏سعي‏ ‏الله‏ ‏لخلاصنا‏, ‏ما‏ ‏يقوله‏ ‏الله‏ ‏ـ‏ ‏في‏ ‏سفر‏ ‏حزقيال‏ ‏النبي‏ ‏ـ‏ ‏للنفس‏ ‏الخاطئة‏ ‏الملوثة‏ ‏مررت‏ ‏بك‏ ‏ورأيتك‏ ‏مدوسة‏ ‏بدمك‏… ‏وقد‏ ‏كنت‏ ‏عريانة‏ ‏وعارية‏. ‏فمررت‏ ‏بك‏ ‏ورأيتك‏ ‏وإذ‏ ‏زمنك‏ ‏زمن‏ ‏الحب‏…‏
فبسطت‏ ‏ذيلي‏ ‏عليك‏… ‏ودخلت‏ ‏معك‏ ‏في‏ ‏عهد‏ ‏ـ‏ ‏يقول‏ ‏السيد‏ ‏الرب‏ ‏ـ‏ ‏فحممتك‏ ‏بالماء‏, ‏وغسلت‏ ‏عنك‏ ‏دماءك‏, ‏ومسحتك‏ ‏بالزيت‏, ‏وألبستك‏ ‏مطرزة‏..‏
وجملت‏ ‏جدا‏ ‏جدا‏, ‏فصلحت‏ ‏لمملكة‏ (‏حز‏ 16).‏
تلك‏ ‏القس‏ ‏المسكينة‏ ‏ـ‏ ‏لو‏ ‏تركت‏ ‏لذاتها‏ ‏ـ‏ ‏لبقيت‏ ‏علي‏ ‏حالها‏ ‏مطروحة‏ ‏وملوثة‏, ‏عريانة‏ ‏وعارية‏, ‏ولكن‏ ‏الله‏ ‏فعل‏ ‏من‏ ‏أجلها‏ ‏الكثير‏, ‏وأنفذها‏ ‏مما‏ ‏هي‏ ‏فيه‏…‏
‏ ‏ولكن‏ ‏ليس‏ ‏معني‏ ‏سعي‏ ‏الله‏ ‏لخلاصنا‏, ‏أننا‏ ‏نتكل‏ ‏علي‏ ‏ذلك‏ ‏ونكسل‏! ‏كلا‏ ‏وإلا‏ ‏فأنه‏ ‏يتحول‏ ‏ويعبر‏ ‏كما‏ ‏حدث‏ ‏مع‏ ‏عروس‏ ‏التشيد‏, ‏إنما‏ ‏يجب‏ ‏أن‏ ‏تتحد‏ ‏إرادتنا‏ ‏بأرادته‏, ‏وعملتا‏ ‏بعمله‏, ‏هو‏ ‏ينزل‏ ‏إلي‏ ‏عالمنا‏, ‏ونحن‏ ‏نقدم‏ ‏له‏ ‏ولو‏ ‏مزودا‏ ‏ليستريح‏ ‏فيه‏…‏
إن‏ ‏الله‏ ‏يسعي‏ ‏لخلاصنا‏, ‏ويسعي‏ ‏ليصالحنا‏ ‏معه‏. ‏عجيب‏ ‏في‏ ‏هذه‏ ‏المصالحة‏, ‏إننا‏ ‏نري‏ ‏الصلح‏ ‏يبدأ‏ ‏من‏ ‏جانب‏ ‏الله‏, ‏أكثر‏ ‏مما‏ ‏يبدأ‏ ‏من‏ ‏جانب‏ ‏البشر‏… ‏إنه‏ ‏درس‏ ‏لنا‏ ‏حينما‏ ‏تكبر‏ ‏قلوبنا‏ ‏علي‏ ‏إخوتنا‏ ‏الصغار‏, ‏فلا‏ ‏نسعي‏ ‏لمصالحتهم‏ ‏بحجة‏ ‏أننا‏ ‏الكبار‏!! ‏بينما‏ ‏قد‏ ‏وضع‏ ‏لنا‏ ‏الله‏ ‏مثالا‏ ‏حسنا‏….‏