+ شفاعة السيد المسيح.
ومن الضروري أن نتحدث أيضاً عن شفاعة السيد المسيح من أجل البشرية فيقول الكتاب:"إن أخطأ أحد فلنا شفيع عند الآب يسوع المسيح البار وهو كفارة لخطايانا" (1 يوحنا 2 : 1 ، 2). وكلمة شفيع هنا مترجمة عن الكلمة اليونانية (باراكليتوس) بمعنى (محامي ، مدافع ، معزي) فالسيد المسيح هو المعزي الأول، وهو المحامي عنا الذي يدافع عنا ويطلب من أجل غفران خطايانا، وهذه الشفاعة هي شفاعة كفارية أساسها عمله الكفاري الكامل على عود الصليب حينما أكمل الفداء (يو 19 : 30). ولا يستطيع آخر مهما علت أو سمت مكانته أن يقدم هذه الشفاعة التي نحصل من خلالها على خلاصنا من الخطية.
ولا ننكر على السيد المسيح أيضاً شفاعته الوقائية من أجلنا حينما يطلب من الآب أن يحفظنا من الشرير (يو 17 : 15 ، لوقا 22 : 31 و 32).
وفي الرسالة إلى تيموثاوس نستمع إلى هذه الآية الرائعة التي تتحدث عن عمل السيد المسيح ووساطته الكفارية من أجل الجنس البشري، من أجل العالم كله حينما يقول:"لأنه يوجد اله واحد ووسيط واحد بين الله والناس الإنسان يسوع المسيح" (1 تي 2 : 5). والكلمة المترجمة وسيط في هذه الآية هي الكلمة اليونانية(ميسيتيس) وتدل على الشخص الذي يتدخل بين اثنين بغرض صنع أو استعادة السلام والصداقة بينهما، وهو الشخص الذي يصادق على عهد معين.
والسيد المسيح هو الوحيد الذي بدم صليبه استطاع أن يصالح السماء والأرض ويجعل الاثنين واحداً ، هو الوحيد الذي استطاع بكفارته الغير محدودة أن يرفع عنا لعنة الخطية وعقوبتها المميتة.
أما كلمة واحد المذكورة في الآية هنا فلا تلغي شفاعة الروح القدس أو شفاعة القديسين من أجلنا حيث أنها تدل على نوعية مميزة من الشفاعة.