ليتك تفتح إنجيلك على هذه الآيات المرشدة لموضوع المغفرة:
+ فإنه إن غفرتم للناس زلاتهم، يغفر لكم أيضاً أبوكم السماوي. وإن لم تغفروا للناس زلاتهم، لا يغفر لكم أبوكم أيضاً زلاتكم (مت6: 15،14)
+ إنْ قلنا إنه ليس لنا خطية نُضِلُّ أنفسنا وليس الحقُّ فينا. إنْ اعترفنا بخطايانا فهو أمين وعادل حتى يغفر لنا خطايانا ويُطهِّرنا من كل إثم. إنْ قلنا إننا لم نُخطئ نجعله كاذباً، وكلمته ليست فينا» (1يو 1: 8-10)
***
هل أنت واحد من الذين تأذوا في مشاعرهم، أو ربما في جسمهم على أيدي الآخرين؟
وهل دخلتْ إلى قلبك وعقلك وفكرك مشاعر غضب، أو غيظ، أو كُره، أو عداوة، أو مرارة، ورغبة في الانتقام؟
وبالتالي هل امتلأت نفسك بروح عدم المغفرة؟
إن عدم المغفرة يمكن أن يتحوَّل داخلك إلى لصٍّ مختفي. إنه قادر أن يجعلك سجيناً داخل نفسك
حينما يُعشِّش روح عدم المغفرة داخلك، فهو لن يؤذي الذي أخطأ في حقك، فهو سيمضي إلى حال سبيله؛ أما أنت فستظل ممسوكاً ومُقيَّداً بما تملَّك على أفكارك وقلبك وتصرفاتك وكلامك. إنه ينخر داخلك كمثل سرطان سام، وإذا بك تكتشف أنك مربوط بالعداوة، وقد فارقك السلام القلبي الداخلي
ولكن حالما أنت تعزم على المغفرة في لحظة إشراق نعمة المسيح الغافر داخل قلبك، فإنك تحسُّ بالحال بآثار المغفرة
أقول: ”في لحظة إشراق نعمة المسيح الغافر داخل قلبك“، لأنك إن حاولت أن تغفر مدفوعاً بمشاعر بشرية شخصية بحتة، فلن يكون وراء ذلك من طائل. لابد أولاً أن يتنقَّى قلبك من كل ما أتى به عدم المغفرة إلى داخل قلبك
لذلك، فنعمة المسيح هي وحدها القادرة أن تُدخِل في قلبك روح المغفرة، لأن المسيح حينما أخلى نفسه ووضع ذاته، استطاع أن يهبنا عطية الخلاص ويُطهِّر قلوبنا. فبنعمة المسيح هذه سننال الحرية والنصرة على مشاعر عدم المغفرة.
يقول الرب لنا: «تعالوا إليَّ يا جميع المُتعبين والثقيلي الأحمال، وأناأُريحكم» (مت 11: 28)