![](http://www.copt4g.com/uploads/web/images/48f4a6df291d1.jpg)
اليوم 24 من الشهر المبارك كيهك, أحسن الله استقباله، وأعاده علينا وعليكم، ونحن في هدوء واطمئنان، مغفوري الخطايا والآثام، من قِبَل مراحم الرب، يا آبائي وأخوتي.
آمين.
24- اليوم الرابع والعشرين - شهر كيهك
استشهاد القديس اغناطيوس الثيئوفوروس بطريرك انطاكيه
في مثل هذا اليوم استشهد القديس الجليل أغناطيوس بطريرك مدينة إنطاكية ، وكان تلميذا للقديس يوحنا الإنجيلي ، وطاف معه بلادا كثيرة ، فقدمه بطريركا علي إنطاكية ، فبشر فيها بالبشارة المحيية ، ورد كثيرين إلى معرفة الله ، ثم عمدهم وأنارهم بالعلم ، وبين لهم ضلالة عبادة الاوثان ، فاغتاظ منه الوثنيون وامسكوه وعذبوه بجميع انواع العذاب ، منها انهم وضعوا في يده جمرة وضغطوا عليها بالكلبتين مقدار ساعتين ،ثم احرقوا جنبيه بكبريت وزيت مشتعل بالنار ، ومشطوا جسده بامشاط من حديد ، ولما حاروا في تعذيبه طرحوه في السجن أقام به زمانا طويلا ، ولما تذكروه أخرجوه ووعدوه بمواعيد جزيلة ثم توعدوه ، وإذ لم يتزعزع عن إيمانه طرحوه للوحوش فمزقته تمزيقا ، واسلم روحه الطاهرة بيد الرب الذي احبه ، صلاته تكون معنا امين.
ميلاد القديس تكلاهيمانوت الحبشى
في هذا اليوم تذكار ميلاد القديس العظيم تكلاهيمانوت الحبشي. وتذكار نياحته في يوم 24 مسرى.
صلاته تكون معنا و لربنا المجد دائما ابديا امين
استشهاد القديس فيلوغونيوس بطريرك انطاكيه
في مثل هذا اليوم تنيح القديس فيلوغونيوس بطريرك إنطاكية ، وكان هذا القديس متزوجا ، وقد رزق ابنة ، ثم توفيت زوجته فترهب ، ولتزايد فضله ووفرة علمه ونسكه وورعه اختير لرتبة البطريركية علي مدينة إنطاكية ، فرعي رعية السيد المسيح احسن رعاية ، وحرسها من الذئاب الأريوسية ومن شيعة مقدونيوس وسبيليوس ، وعاش في البطريركية عيشة الزهد والنسك ، ولم يقتن فيها درهما ولا دينارا ولا ثوبا زائدا ، واكمل سعيه وتنيح بسلام ، قد مدحه القديس يوحنا ذهبي الفم ، صلاته تكون معنا امين .
العشية
مزمور العشية
من مزامير وتراتيل أبينا داود النبي.
بركاته علينا، آمين.
مزامير 19 : 1 , 4
الفصل 19
1 | لإمام المغنين . مزمور لداود . السماوات تحدث بمجد الله ، والفلك يخبر بعمل يديه |
4 | في كل الأرض خرج منطقهم ، وإلى أقصى المسكونة كلماتهم . جعل للشمس مسكنا فيها |
مبارك الآتي باسم. الرب، ربنا وإلهنا ومخلصنا وملكنا كلنا، يسوع المسيح ابن الله الحي، له المجد من الآن وإلى الأبد.
آمين.
إنجيل العشية
قفوا بخوف أمام الله، وانصتوا لسماع الإنجيل المقدس.
فصل شريف من بشارة معلمنا يوحنا الإنجيلي.
بركته تكون مع جميعنا، آمين.
يوحنا 15 : 7 - 16
الفصل 15
7 | إن ثبتم في وثبت كلامي فيكم تطلبون ما تريدون فيكون لكم |
8 | بهذا يتمجد أبي : أن تأتوا بثمر كثير فتكونون تلاميذي |
9 | كما أحبني الآب كذلك أحببتكم أنا . اثبتوا في محبتي |
10 | إن حفظتم وصاياي تثبتون في محبتي ، كما أني أنا قد حفظت وصايا أبي وأثبت في محبته |
11 | كلمتكم بهذا لكي يثبت فرحي فيكم ويكمل فرحكم |
12 | هذه هي وصيتي أن تحبوا بعضكم بعضا كما أحببتكم |
13 | ليس لأحد حب أعظم من هذا : أن يضع أحد نفسه لأجل أحبائه |
14 | أنتم أحبائي إن فعلتم ما أوصيكم به |
15 | لا أعود أسميكم عبيدا ، لأن العبد لا يعلم ما يعمل سيده ، لكني قد سميتكم أحباء لأني أعلمتكم بكل ما سمعته من أبي |
16 | ليس أنتم اخترتموني بل أنا اخترتكم ، وأقمتكم لتذهبوا وتأتوا بثمر ، ويدوم ثمركم ، لكي يعطيكم الآب كل ما طلبتم باسمي |
والمجد لله دائماً.
باكر
مزمو باكر
من مزامير وتراتيل أبينا داود النبي.
بركاته علينا،
آمين.
مزامير 45 : 1 - 2
الفصل 45
1 | لإمام المغنين . على السوسن . لبني قورح . قصيدة . ترنيمة محبة . فاض قلبي بكلام صالح . متكلم أنا بإنشائي للملك . لساني قلم كاتب ماهر |
2 | أنت أبرع جمالا من بني البشر . انسكبت النعمة على شفتيك ، لذلك باركك الله إلى الأبد |
مبارك الآتي باسم الرب، ربنا وإلهنا ومخلصنا وملكنا كلنا، يسوع المسيح ابن الله الحي، له المجد من الآن وإلى الأبد.
آمين.
إنجيل باكر
قفوا بخوف أمام الله، وانصتوا لسماع الإنجيل المقدس.
فصل شريف من بشارة معلمنا يوحنا الإنجيلي.
بركته تكون مع جميعنا، آمين.
يوحنا 1 : 1 - 17
الفصل 1
1 | في البدء كان الكلمة ، والكلمة كان عند الله ، وكان الكلمة الله |
2 | هذا كان في البدء عند الله |
3 | كل شيء به كان ، وبغيره لم يكن شيء مما كان |
4 | فيه كانت الحياة ، والحياة كانت نور الناس |
5 | والنور يضيء في الظلمة ، والظلمة لم تدركه |
6 | كان إنسان مرسل من الله اسمه يوحنا |
7 | هذا جاء للشهادة ليشهد للنور ، لكي يؤمن الكل بواسطته |
8 | لم يكن هو النور ، بل ليشهد للنور |
9 | كان النور الحقيقي الذي ينير كل إنسان آتيا إلى العالم |
10 | كان في العالم ، وكون العالم به ، ولم يعرفه العالم |
11 | إلى خاصته جاء ، وخاصته لم تقبله |
12 | وأما كل الذين قبلوه فأعطاهم سلطانا أن يصيروا أولاد الله ، أي المؤمنون باسمه |
13 | الذين ولدوا ليس من دم ، ولا من مشيئة جسد ، ولا من مشيئة رجل ، بل من الله |
14 | والكلمة صار جسدا وحل بيننا ، ورأينا مجده ، مجدا كما لوحيد من الآب ، مملوءا نعمة وحقا |
15 | يوحنا شهد له ونادى قائلا : هذا هو الذي قلت عنه : إن الذي يأتي بعدي صار قدامي ، لأنه كان قبلي |
16 | ومن ملئه نحن جميعا أخذنا ، ونعمة فوق نعمة |
17 | لأن الناموس بموسى أعطي ، أما النعمة والحق فبيسوع المسيح صارا |
والمجد لله دائماً أبدياً، آمين.
قراءات القداس
البولس
بولس، عبد يسوع المسيح، المدعوّ رسولاً، المُفرَز لإنجيل الله.
البولس، فصل من رسالة القديس بولس الرسول إلى رومية .
بركته تكون مع جميعنا، آمين.
رومية 10 : 4 - 18
الفصل 10
4 | لأن غاية الناموس هي : المسيح للبر لكل من يؤمن |
5 | لأن موسى يكتب في البر الذي بالناموس : إن الإنسان الذي يفعلها سيحيا بها |
6 | وأما البر الذي بالإيمان فيقول هكذا : لا تقل في قلبك : من يصعد إلى السماء ؟ أي ليحدر المسيح |
7 | أو : من يهبط إلى الهاوية ؟ أي ليصعد المسيح من الأموات |
8 | لكن ماذا يقول ؟ الكلمة قريبة منك ، في فمك وفي قلبك أي كلمة الإيمان التي نكرز بها |
9 | لأنك إن اعترفت بفمك بالرب يسوع ، وآمنت بقلبك أن الله أقامه من الأموات ، خلصت |
10 | لأن القلب يؤمن به للبر ، والفم يعترف به للخلاص |
11 | لأن الكتاب يقول : كل من يؤمن به لا يخزى |
12 | لأنه لا فرق بين اليهودي واليوناني ، لأن ربا واحدا للجميع ، غنيا لجميع الذين يدعون به |
13 | لأن كل من يدعو باسم الرب يخلص |
14 | فكيف يدعون بمن لم يؤمنوا به ؟ وكيف يؤمنون بمن لم يسمعوا به ؟ وكيف يسمعون بلا كارز |
15 | وكيف يكرزون إن لم يرسلوا ؟ كما هو مكتوب : ما أجمل أقدام المبشرين بالسلام ، المبشرين بالخيرات |
16 | لكن ليس الجميع قد أطاعوا الإنجيل ، لأن إشعياء يقول : يا رب من صدق خبرنا |
17 | إذا الإيمان بالخبر ، والخبر بكلمة الله |
18 | لكنني أقول : ألعلهم لم يسمعوا ؟ بلى إلى جميع الأرض خرج صوتهم ، وإلى أقاصي المسكونة أقوالهم |
نعمة ربنا يسوع المسيح فلتكن معكم ومعي، يا آبائي وأخوتي،
آمين.
الكاثوليكون
فصل من رسالة 1 لمعلمنا يوحنا .
بركته تكون مع جميعنا،
آمين.
1 يوحنا 1 : 1 - 2 : 6
الفصل 1
1 | الذي كان من البدء ، الذي سمعناه ، الذي رأيناه بعيوننا ، الذي شاهدناه ، ولمسته أيدينا ، من جهة كلمة الحياة |
2 | فإن الحياة أظهرت ، وقد رأينا ونشهد ونخبركم بالحياة الأبدية التي كانت عند الآب وأظهرت لنا |
3 | الذي رأيناه وسمعناه نخبركم به ، لكي يكون لكم أيضا شركة معنا . وأما شركتنا نحن فهي مع الآب ومع ابنه يسوع المسيح |
4 | ونكتب إليكم هذا لكي يكون فرحكم كاملا |
5 | وهذا هو الخبر الذي سمعناه منه ونخبركم به : إن الله نور وليس فيه ظلمة البتة |
6 | إن قلنا : إن لنا شركة معه وسلكنا في الظلمة ، نكذب ولسنا نعمل الحق |
7 | ولكن إن سلكنا في النور كما هو في النور ، فلنا شركة بعضنا مع بعض ، ودم يسوع المسيح ابنه يطهرنا من كل خطية |
8 | إن قلنا : إنه ليس لنا خطية ، نضل أنفسنا وليس الحق فينا |
9 | إن اعترفنا بخطايانا فهو أمين وعادل ، حتى يغفر لنا خطايانا ويطهرنا من كل إثم |
10 | إن قلنا : إننا لم نخطئ نجعله كاذبا ، وكلمته ليست فينا |
الفصل 2
1 | يا أولادي ، أكتب إليكم هذا لكي لا تخطئوا . وإن أخطأ أحد فلنا شفيع عند الآب ، يسوع المسيح البار |
2 | وهو كفارة لخطايانا . ليس لخطايانا فقط ، بل لخطايا كل العالم أيضا |
3 | وبهذا نعرف أننا قد عرفناه : إن حفظنا وصاياه |
4 | من قال : قد عرفته وهو لا يحفظ وصاياه ، فهو كاذب وليس الحق فيه |
5 | وأما من حفظ كلمته ، فحقا في هذا قد تكملت محبة الله . بهذا نعرف أننا فيه |
6 | من قال : إنه ثابت فيه ينبغي أنه كما سلك ذاك هكذا يسلك هو أيضا |
لا تحبوا العالم ولا الأشياء التي في العالم؛ لأن العالم يمضي وشهوته. أما الذي يصنع إرادة الله فيثبت إلى الأبد.
آمين.
الإبركسيس
فصل من اعمال آبائنأ الرسل الأطهار الحواريين المشمولين بنعمة الروح القدس،،
بركتهم تكون معنا. آمين.
اعمال 3 : 1 - 16
الفصل 3
1 | وصعد بطرس ويوحنا معا إلى الهيكل في ساعة الصلاة التاسعة |
2 | وكان رجل أعرج من بطن أمه يحمل ، كانوا يضعونه كل يوم عند باب الهيكل الذي يقال له الجميل ليسأل صدقة من الذين يدخلون الهيكل |
3 | فهذا لما رأى بطرس ويوحنا مزمعين أن يدخلا الهيكل ، سأل ليأخذ صدقة |
4 | فتفرس فيه بطرس مع يوحنا ، وقال : انظر إلينا |
5 | فلاحظهما منتظرا أن يأخذ منهما شيئا |
6 | فقال بطرس : ليس لي فضة ولا ذهب ، ولكن الذي لي فإياه أعطيك : باسم يسوع المسيح الناصري قم وامش |
7 | وأمسكه بيده اليمنى وأقامه ، ففي الحال تشددت رجلاه وكعباه |
8 | فوثب ووقف وصار يمشي ، ودخل معهما إلى الهيكل وهو يمشي ويطفر ويسبح الله |
9 | وأبصره جميع الشعب وهو يمشي ويسبح الله |
10 | وعرفوه أنه هو الذي كان يجلس لأجل الصدقة على باب الهيكل الجميل ، فامتلأوا دهشة وحيرة مما حدث له |
11 | وبينما كان الرجل الأعرج الذي شفي متمسكا ببطرس ويوحنا ، تراكض إليهم جميع الشعب إلى الرواق الذي يقال له رواق سليمان وهم مندهشون |
12 | فلما رأى بطرس ذلك أجاب الشعب : أيها الرجال الإسرائيليون ، ما بالكم تتعجبون من هذا ؟ ولماذا تشخصون إلينا ، كأننا بقوتنا أو تقوانا قد جعلنا هذا يمشي |
13 | إن إله إبراهيم وإسحاق ويعقوب ، إله آبائنا ، مجد فتاه يسوع ، الذي أسلمتموه أنتم وأنكرتموه أمام وجه بيلاطس ، وهو حاكم بإطلاقه |
14 | ولكن أنتم أنكرتم القدوس البار ، وطلبتم أن يوهب لكم رجل قاتل |
15 | ورئيس الحياة قتلتموه ، الذي أقامه الله من الأموات ، ونحن شهود لذلك |
16 | وبالإيمان باسمه ، شدد اسمه هذا الذي تنظرونه وتعرفونه ، والإيمان الذي بواسطته أعطاه هذه الصحة أمام جميعكم |
لم تزل كلمة الرب تنمو وتعتز وتثبت في كنيسة الله المقدسة.
آمين.
مزمور القداس
من مزامير وتراتيل أبينا داود النبي،
بركته تكون مع جميعنا، آمين.
مزامير 139 : 17 - 18
الفصل 139
17 | ما أكرم أفكارك يا الله عندي ما أكثر جملتها |
18 | إن أحصها فهي أكثر من الرمل . استيقظت وأنا بعد معك |
مبارك الآتي باسم.
الرب، ربنا وإلهنا ومخلصنا وملكنا كلنا، يسوع المسيح ابن الله الحي، له المجد من.
الآن وإلى الأبد آمين.
إنجيل القداس
قفوا بخوف أمام الله، وانصتوا لسماع الإنجيل المقدس.
فصل شريف من بشارة معلمنا يوحنا الإنجيلي
بركته تكون مع جميعنا، آمين.
يوحنا 21 : 15 - 25
الفصل 21
15 | فبعد ما تغدوا قال يسوع لسمعان بطرس : يا سمعان بن يونا ، أتحبني أكثر من هؤلاء ؟ قال له : نعم يا رب ، أنت تعلم أني أحبك . قال له : ارع خرافي |
16 | قال له أيضا ثانية : يا سمعان بن يونا ، أتحبني ؟ قال له : نعم يا رب ، أنت تعلم أني أحبك . قال له : ارع غنمي |
17 | قال له ثالثة : يا سمعان بن يونا ، أتحبني ؟ فحزن بطرس لأنه قال له ثالثة : أتحبني ؟ فقال له : يا رب ، أنت تعلم كل شيء . أنت تعرف أني أحبك . قال له يسوع : ارع غنمي |
18 | الحق الحق أقول لك : لما كنت أكثر حداثة كنت تمنطق ذاتك وتمشي حيث تشاء . ولكن متى شخت فإنك تمد يديك وآخر يمنطقك ، ويحملك حيث لا تشاء |
19 | قال هذا مشيرا إلى أية ميتة كان مزمعا أن يمجد الله بها . ولما قال هذا قال له : اتبعني |
20 | فالتفت بطرس ونظر التلميذ الذي كان يسوع يحبه يتبعه ، وهو أيضا الذي اتكأ على صدره وقت العشاء ، وقال : يا سيد ، من هو الذي يسلمك |
21 | فلما رأى بطرس هذا ، قال ليسوع : يا رب ، وهذا ما له |
22 | قال له يسوع : إن كنت أشاء أنه يبقى حتى أجيء ، فماذا لك ؟ اتبعني أنت |
23 | فذاع هذا القول بين الإخوة : إن ذلك التلميذ لا يموت . ولكن لم يقل له يسوع إنه لا يموت ، بل : إن كنت أشاء أنه يبقى حتى أجيء ، فماذا لك |
24 | هذا هو التلميذ الذي يشهد بهذا وكتب هذا . ونعلم أن شهادته حق |
25 | وأشياء أخر كثيرة صنعها يسوع ، إن كتبت واحدة واحدة ، فلست أظن أن العالم نفسه يسع الكتب المكتوبة . آمين |
والمجد لله دائماً أبدياً، آمين.
إذن لتكن لك رقابة دائمة علي نفسك:
نصيحة مهمة قالها القديس بولس الرسول لتلميذه تيموثاوس الأسقف وهي: لاحظ نفسك والتعليم, وداوم علي ذلك (اتي 4:16). اذكر هذه العبارة باستمرار لاحظ نفسك. فلا تجعل مشغوليات الحياة, ودوامة اللقاءات والعمل تلهيك عن نفسك. بل لاحظ نفسك… وداوم علي ذلك.
ملاحظة النفس تقود إلي محاسبة النفس, ثم إلي إدانة النفس, وإلي تبكيت النفس ومعاقبتها علي أخطائها وكل هذا يقود إلي علاج النفس.
إذن محاسبة النفس ليست هدفا في حد ذاته, إنما هي وسيلة أو هي نقطة البدء التي تؤدي إلي فضائل عديدة, منها إصلاح النفس, وتنقيتها من خطايا عديدة, وقيادتها من حياة التوبة إلي القداسة والكمال… وطبعا كل هذا لا يتم إلا إذا كانت محاسبة النفس في جدية, وفي حزم وبموازين سليمة وسامية في غير مجاملة وتحيز. لأن مجاملة النفس تؤدي إلي ضياعها. وإدانتها تؤدي إلي تقويمها وإصلاحها.
ألست تقول في كل يوم في الصلاة الربية: اغفر لنا؟…
هل تقول هذه الطلبة بطريقة روتينية, وليس في ذهنك شيء تطلب من الله أن يغفره؟ أم أنك ـ في محاسبتك لنفسك ـ تعرف تماما ما تصلي لأجل مغفرته… وتذكره أمام الله, من عمق قلبك وفكرك.
إن القديسين كانوا يذكرون خطاياهم حتي بعد مغفرتها.
القديس بولس الرسول الذي دعاه الرب بنفسه ليكرز للأمم والذي تعب أكثر من جميع الرسل, تراه يقول أنا الذي لست أهلا لأن أدعي رسولا, لأني اضطهدت كنيسة الله, (كو 15:9). ويكتب أيضا إلي تلميذه تيموثاوس ويقول أنا الذي كنت قليلا مجدفا ومضطهدا ومفتريا. ولكنني رحمت, لأني, لأني فعلت بجهل في عدم إيمان (1 تي 1:13). وعلي الرغم من أنه فعل ذلك بجهل وفي أيام عدم الإيمان, وعلي الرغم من رحمة الله له ومغفرته, ودعوته لأن يكون من أبطال الإيمان, إلا أنه ظل منسحقا يتذكر خطاياه.. محاسبة النفس إذن تقود إلي الانسحاق والاتضاع.
فإن لم يحاسب الإنسان نفسه, قد ينسي خطاياه, ويفقد اتضاعه.. أما داود النبي فإنه يقول في المزمور الواحد والخمسين خطيتي أمامي في كل حين.
فإن لم يحاسب الإنسان نفسه, قد ينسي خطاياه, ويفقد اتضاعه.. أما داود النبي فإنه يقول في المزمور الخمسين خطيتي أمام في كل حين. قال هذا بعد مغفرة الرب له, (2صم 12:13). وظل هكذا في اتضاعه, حتي أنه حينما شتمه شمعي بن جيرا بشتائم موجعة, وأراد رجاله أن ينتقموا منه, منعهم قائلا دعوه يسب, لأن الله قال له سب داود (2 صم 16:10).
الذي يحاسب نفسه, لا يدين غيره, بل يركز علي إدانة نفسه باستمرار ينظر إلي الخشبة التي في عينه, فلا يتفرغ لنظر القذي التي في عين أخيه (من 7: 1ـ3). إنه يخاف من قول الرب بالكيل الذي به تكيلون, يكال لكم, وبالدينونة التي بها تدينون تدانون (مت 7:2). وهكذا وبخ السيد المسيح الكتبة والفريسيين الذين أرادوا رجم المرأة المضبوطة في ذات الفعل وقال لهم من كان منكم بلا خطية, فليرمها بأول حجر (يو 8:7).
قطعا أرادوا رجمها, لأنهم ما كانوا يحاسبون أنفسهم علي خطاياهم! كما يقول المثل من كان بيته من زجاج, لا يقذف الناس بالحجارة.
العشار كان يحاسب نفسه علي خطاياه, لذلك وقف منسحقا أمام الله يقول ارحمني يارب, فإني خاطئ (لو 18:13). وهكذا أخرج مبررا دون ذلك الفريسي, الذي نسي خطاياه, ووقف أمام الله مفتخرا يدين غيره.
حقا إن محاسبة الإنسان لنفسه, تمنعه من الافتخار والمجد الباطل.
لأنه كيف يفتخر, وخطيته أمامه, تسحق نفسه؟! لذلك فهو لا يمدح نفسه. ولا يقبل المديح من الآخرين. بل يسهل عليه الاعتراف بخطاياه وهكذا فعل القديس موسي الأسود. الذي لما دعي لأدانة راهب حمل جوالا مملوءا بالرمل وبه ثقب, وقال لمن سألوه هذه خطاياي من وراء ظهري تجري وقد جئت لإدانة أخي!! لذلك من يحاسب نفسه علي خطاياه, يشفق علي غيره.
عارفا أن الخطية طرحت كثيرين جرحي, وكل قتلاها أقوياء (أم 7: 26) وهكذا يضع أمامه قول الرسول اذكروا المقيدين كأنكم مقيدون معهم. والمذلين كأنكم أيضا في الجسد (عب 13:3).
وهكذا كان يفعل القديس يوحنا القصير كان إن رأي إنسانا ساقطا. يبكي ويقول الشيطان أسقط أخي اليوم وقد يتوب غدا. وربما يسقطني أنا أيضا ولا أتوب!! ويبكي.
إن من يحاسب نفسه, يشعر بضعفه, ويفعل, ويصل إلي مخافة الله يكتسب هذه المخافة, ويقول كما نصلي في الأجبية في صلاة النوم هوذا أنا عتيد أن أقف أمام الديان العادل مرعوبا ومرتعدا من كثرة ذنوبي. وكما نقول في صلاة نصف الليل إذا ما تفطنت في كثرة أعمالي الردية, ويأتي علي قلبي فكر تلك الدينونة الرهيبة, تأخذني رعدة. فأهرب إليك يا الله محب البشر, فلا تصرف وجهك عني…
إذن محاسبة النفس, تقود إلي الصلاة.
لأن من يشعر بخطاياه, يصلي طالبا من الله المغفرة. لأن هذا هو الملجأ الوحيد له. كما قال داود في المزمور السادس يارب لا تبكتني بغضبك ولا تؤدبني بسخطك.
بل تقود إلي الدموع أيضا, كما قال داود في نفس المزمور السادس. في كل ليلة أعوم سريري, وبدموعي أبل فراشي.
ومحاسبة النفس تقود أيضا إلي التوبة وإلي التداريب الروحية.
فإذ يحاسب الإنسان نفسه وتتكشف له خطاياه, يدخل في تداريب روحية لكي يدرب نفسه علي ترك تلك الخطايا. وهكذا تقوده المحاسبة إلي التوبة. كما تقوده أيضا إلي النمو الروحي, حينما يتذكر نقائصه في محاسبته لنفسه ويتعود الحرص في حياته الروحية.
ختاما أرجو لكم ـ في محاسبتكم لأنفسكم ـ أن تضعوا كل الخطايا والضعفات أمام الله وأنتم تصلون في ليلة رأس السنة وأن تذكروا أيضا ضعفي, وتطلبوا لي من الله معونة ومغفرة وكل عام وجميعكم بخير.