تحت رعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، قام خمسون طفلًا من مشروع “بستان الإبداع”، بزيارة للكنيسة المُعلقة، بمنطقة مجمع الأديان بمصر القديمة.
وقد استقبل القائمون على الكنيسة التاريخية، فريق عمل المشروع،و أكد الفنان محمد كمال، المشرف على المبادرة، أن هذه الكنيسة تعد أحد أبرز معالم مدينة القاهرة، والتي يعود تاريخ بنائها إلى القرن الرابع الميلادي، حيث شُيدت على برجين من حصن بابليون الذي أقامه الإمبراطور الروماني “تراجان” في القرن الثاني الميلادي، كما أنها أيضاً أحد مواطئ رحلة العائلة المقدسة.
وأوضح الفنان محمد كمال، أن الجولة بدأت بحوار ثقافي من خلال د. مينا سامي، المرشد المعرفي للكنيسة، حول القواسم الثقافية المشتركة للمسلمين والمسيحيين، تحت مظلة مصرية واحدة، وتطرق الحوار إلى محتويات الكنيسة من الإيقونات ال ١١٠ التاريخية، والهياكل الثلاثة للسيدة مريم، ومار جرجس، ويوحنا المعمدان، وذهب الحوار للأطباق النجمية الموجودة فى الكنيسة ترميزاً للسيد المسيح، وتلاميذه، وكذلك الموجودة فى المساجد، وأيضاً الأعمدة ذات الطراز البازليكي، ومثيلتها في المساجد، وفي المعابد المصرية القديمة، ومصدر الجميع من النخلة داخل الطبيعة المصرية الساحرة، ثم اختتم الحوار حول العلاقة بين التراتيل المسيحية، والتواشيح الإسلامية، ومصدرهما المصري القديم من النشيد السنجاري، كحوار غني بكل التوجهات القومية المصرية المعتمدة على الأصل الديني الواحد لعبادة الإله الواحد.
مشيرًا أن فريق العمل قد انتقل بعدها إلى أحد أروقة الكنيسة المعلقة الملحقة بها، لينطلق الأطفال في ورشة لفن الرسم بالأكريلك أبيض وأسود فقط، فكانت تعبيراتهم وتكويناتهم البليغة من الأطباق النجمية والأعمدة والإيقونات والزخارف والنقوش والتفريغات الخشبية والنخيل ورحلة العائلة المقدسة، ما أنتج حوالي خمسين عملاً ستنضم إلى باق إنتاج جولات المشروع، حيث يستعد قطاع الفنون التشكيلية، لعرضها داخل المعرض الكبير الوشيك للمشروع.
“بستان الإبداع” أحد المشاريع التنويرية والثقافية المهمة والطموحة لقطاع الفنون التشكيلية، برئاسة الدكتور وليد قانوش، ويندرج ضمن استراتيجية وزارة الثقافة لنشر الوعي وتنمية المواهب، وتحقيق العدالة الثقافية، وغرس قيم المواطنة والتأصيل للهوية المصرية في شخصية الطفل المصري.