أعلنت الكنيسة الأرثوذكسية صباح أمس الأربعاء نياحة مثلث الرحمات الأنبا بيشوى إثر أزمة قلبية مفاجئة.
وأقيمت صلوات التجنيز ظهر اليوم الخميس بدير القديسة دميانة بالبراري، بحضور عدد كبير من أحبار الكنيسة والآباء الكهنة والرهبان وأعداد كبيرة من الشعب القبطي حيث بدأ توافدهم منذ مساء أمس.
البوابة تستعرض معلومات عن هذا الدير الذى ترك بصمة فى حياة الراحل مثلث الرحمات.
يقع دير الشهيدة دميانة بجوار قرية لها نفس الأسم هى قرية دميانة بالقرب من بلقاس ومبانى الكنيسة الأثرية القديمة من ثلاث مبان هي: الكنيسة الأثرية للقديسة الشهيدة دميانة ويطلق عليها كنيسة الظهور والكنيسة الأحدث للأنبا أنطونيوس - وفى الغرب مزار مدفن الشهيدة دميانة
كانت منطقة شمال الدلتا عامرة بالأديرة القديمة والكنائس الكثيرة المنتشرة فى كل مكان.
أثناء زيارة العائلة المقدسة لمصر، مرّت بمنطقة البرلس آتية من سمنود- حيث منطقة البراري التي أُريقت فيها -فيما بعد- دماء القديسة دميانة والأربعين عذراء. ولقد تقدّست هذه المنطقة وتباركت بهذه الزيارة.
فى القرن الرابع، نشأ الدير بحرى مدينة الزعفرانة التي كانت بمثابة عاصمة لمنطقة البرلس وبها كرسى أسقفى، سكن فيها والدا القديسة دميانة وكان والدها مرقس هو الحاكم عليها.. وبنى فيها قصرًا للقديسة دميانة لتتعبد فيه خارج مدينة الزعفرانة بحرى البلد. وبعد استشهاد القديسة دميانة مع العذراى دُفنت أجسادهن فى المكان الذى تعبدت فيه.
هلك دقلاديانوس وملك الملك قسطنطين.. فأمر ببناء البِيَعْ وهدم البرابى بكل مكان، وأن يجمعوا جميع الأجساد التى للشهداء إلى البيَع وتكون النفقات من الملك ورتّب لهم أرزاقًا لتصرف عليهم. فلما كان فى بعض الأيام جرى خبر القديسة الست دميانة فى مجلسه، وما جرى لها وكيف احتملت شدة العذاب القاسى مدة طويلة صابرة حتى أخذت إكليل الشهادة بالزعفرانة بوادى السيسبان، وبدأ كل من كان بمجلسه أن يخبره بما صنعت من العجائب والآيات. وللوقت جهّز والدته المباركة هيلانة وقال لها: قومى خذى أكفانً غالية وكساوى مثمنة، وتوجّهى إلى أن تصلى إلى الزعفرانة بوادى السيسبان وابنى هناك كنيسة للست العفيفة دميانة ومن معها من العذارى الشهيدات.
توالى تعمير الباباوات للبيعة المقدسة فى القرن العشرين فى عهد نيافة الأنبا بطرس قام ببناء كنيسة القديسة دميانة الكبرى التى فى مدخل الدير إلى الجهة الشرقية من الكنائس الأثرية.
منذ أن تسلم نيافة الأنبا أندراوس رئاسة الدير فى ديسمبر 1969م وضع فى نفسه أن يعيد ذلك المكان المقدس إلى مجده القديم روحيًا ومعماريًا
بعد رحيل الأنبا أندراوس؛ حرص قداسة البابا شنودة الثالث على استطلاع رأى الشعب بنفسه، فحضر خصيصًا إلى دير القديسة دميانة واتفق الجميع على اختيار الراهب القس توما السريانى. وقام قداسة البابا بسيامته أسقفًا باسم الأنبا بيشوى فى 24/9/1972م خلفًا للمتنيح الأنبا أندراوس
فى يوم 24 سبتمبر 1978م وبناءً على طلب من نيافة الأنبا بيشوى أعاد البابا شنودة الثالث وأحبار الكنيسة الأجلاء الحياة الرهبانية إلى الدير، وقد اختار قداسة البابا يوم الزيارة بنفسه؛ فجاء فى العيد السادس لسيامة نيافة الأنبا بيشوى وكتبوا وثيقة بذلك؛ وقّع عليها قداسة البابا والآباء الأحبار الأجلاء.
وفى جلسة المجمع المقدس فى 20 فبراير 1979م برئاسة قداسة البابا شنودة الثالث؛ أصدر المجمع قرارًا بالاعتراف بدير القديسة دميانة،
لا يوجد مكان فى الدير لم تمتد إليه يد نيافة الأنبا بيشوى بالتعمير والترميم.. هذا بالإضافة إلى كثير من المباني العديدة المستجدة التي تم إنشاؤها.
انشأ الانبا بيشوى مدفن للآباء الأساقفة يليق بكرامتهم وزيّنه بالأيقونات الجميلة، وقام نيافته بنقل أجساد الآباء الأحبار أصحاب النيافة الأنبا بطرس والأنبا تيموثاؤس والأنبا أندراوس.
هذا المدفن أوصى الأنبا بيشوى أن يدفن فيه....