يحتفل العالم فى الـ 18 من شهر أبريل من كل عام بـ يوم التراث العالمي، الذي أقرته اليونسكو في 1983، ويعتقد الكثير من المصريين أن كلمة تراث تقتصر على الآثار المصرية القديمة «الفرعونية» وغيرها من الحضارات المتعاقبة، ولكنها تشمل الأشياء البسيطة الغالية على النفس مثل الهدايا التذكارية والصور الفوتوغرافية والمقتنيات النفيسة كالمجوهرات والتحف الفنية ذات القيمة.
من جهته، قال مجدي شاكر كبير آثاريين بوزارة السياحة والآثار، إن تعريف التراث نعني به ما بقى على الأرض من دلالات حضارية وأطلال أثرية ترجع للعصور الماضية، وتعرف بالأثار الثابتة كالمعابد والمقابر، بجانب الأثار المنقولة التي توجد في المتاحف والمخازن، والتراث المعنوى المرتبط بالعادات والتقاليد والحرف التقليدية وفنون الأداء، والتراث هو امتداد لكلمة الإرث فى العربية التى تشمل الحسب والنسب والميراث وفى الإنجليزية عبر عنه «heritage» أي ما يتوارثه الإنسان ويحافظ عليه لينقله للآخرين من بعده.
وأكد شاكر، أن مصر تمتلك أهم أول وأكبر تراث عالمى الذى أستمد منه العالم معظم تراثه، ولمصر عدة مواقع فى قائمة التراث العالمي ضمن شروط محددة للمنظمة، ويكفي مصر أن بها المعجزة الوحيدة الباقية من عجائب الدنيا السبع وهي الهرم الأكبر، فضلًا عن جبانة منف في النوبة وطيبة ودير سانت كاترين وأبومينا ووادي الحيتان كأول موقع تراث طبيعي والمتحف المصري على القائمة التمهيدية.
وأشار إلى أن مصر البلد الوحيد الذى يمتد تراثه آلاف السنوات بلا انقطاع من الفرعونى لليونانى للروماني للقبطي للإسلامي، وكانت ملاذا الأنبياء والرسل وجاءها كثير من الغزاة أثروا وتأثروا بها مما جعل لمصر تراث مادى ومعنوى متميز عن سائر العالم.
ولكن رغم ذلك هناك هجمة على تدمير وسرقة هذا التراث بسبب قلة الوعى المجتمعى بأهمية التراث نجد أن هناك بعض الجهات التي تشغل المبانى التراثية بطريقة عشوائية، بجانب غياب التشريعات والقوانين الكافية لحماية التراث، و تشتت مهام الحفاظ عليه بين عدة جهات وعدم وجود جهة واحدة مهمتها الحفاظ عليه خاصة أن التراث الذي قد ينضب مع الوقت، وفقًا لما قاله مجدي شاكر كبير الآثاريين.
حماية التراث
وتابع أنه لكي نحمي تراثنا يجب عمل جهة موحدة ولتكن الهيئة العليا للتراث تكون تابعة لمجلس الوزراء تضع خطة طويلة وقصيرة لحمايته وإعادة استغلالة سياحيا، تضمين مناهج الدراسة تعريف بالتراث وأهميته وعمل زيارة لبعض المناطق التراثية، وعمل قناة تلفزيونية خاصة بالأثار والتراث، تأهيل المواقع التراثية لتكون مناطق جذب سياحي وأستغلالها من خلال إعادة الدور التى كانت تقوم به.
وأشار إلى أن عمل متحف في كل مدينة يضم التراث الخاص بها من موسيقى وأغاني وملابس وأطعمة وأمثال شعبية وفلكور للمحافظة على الهوية الوطنية لكل إقليم، وتنظيم ندوات وإقامة حفلات في كل محافظة وتشجيع الشباب والنشئ على حضورها لزيادة وعي الشباب بأهمية التراث، تضمين الدراما المعالم التراثية المصرية لتكون حاضرة فى ذهن المشاهد.