
قال الدكتور نزار نزال، المحلل السياسي الفلسطيني والخبير في الشأن الإسرائيلي، إن "عربات جدعون 1" فشلت لأن الدافع منها كان إطلاق سراح الأسرى وكسر ظهر المقاومة الفلسطينية، ومن ثم أعتبرها فاشلة.
وأضاف أنه يعتقد أن "عربات جدعون 2" إذا فشلت في الوقت الحاضر فستتجه إسرائيل نحو احتلال مدينة غزة لتتويج هذه الخطة، وأن فشلها سيحدث زلزالًا داخل إسرائيل.
وأشار "نزال"، في تصريحات خاصة لـ"الدستور" إلى أن الولايات المتحدة تدعم الإسرائيليين بشكل مطلق فيما يتعلق بهذه العملية، لافتًا إلى أن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، منح ضمانة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بأن العملية العسكرية "جدعون 2" ستحقق أهدافها في إطلاق سراح الأسرى وتحقيق رؤية ترامب في شأن التهجير، وألّا تتخلى واشنطن عن دعمها لإسرائيل بهذا الشأن.
وبين "نزال" أن اجتماع الكابينت حول اجتياح غزة يعد تتويجًا لاجتماعات متواصلة، وأن إسرائيل مستمرة في عملياتها العسكرية وقد تحاول اجتياح غزة كما هى، لكنه أشار إلى عدة إشكاليات تواجه هذا التوجه: الأولى أن جميع السكان قد لا ينهضمون إلى موجة نزوح واحدة، والثانية أن غزة مدينة كبيرة تضم نحو مليون و300 ألف فلسطيني، والبنية التحتية فيها ستحتاج وقتًا طويلًا لتدمير الأبراج والمباني، والثالثة أن المقاومة الفلسطينية ستكون مستعدة للقتال حتى الموت داخل غزة.
ولفت إلى أن اجتماعات الكابينت تهدف لسماع تقديرات القادة والجنرالات حول مدى تقدم العملية، مشيرًا إلى أن الحديث يدور حول أن إسرائيل قد احتلت نحو 40% من مدينة غزة، وأنه حتى الآن لا توجد تأكيدات تشير إلى قدرة جيش الاحتلال الإسرائيلي على إضعاف المقاومة داخل المدينة.
تحقيق رؤية ترامب
وخلص "نزال" إلى أن الهدف المركزي للإجراءات العسكرية الإسرائيلية في غزة يتمثل في تحقيق رؤية ترامب المتعلقة بتهجير السكان الفلسطينيين، مشددًا على أن المراكز التي أُنشئت تعد مراكز “لموت الفلسطينيين” وأن إسرائيل تسعى لطرد السكان إلى هذه المراكز لتهجيرهم، وتساءل: “إلى أين سيُهجرون؟”.
وأشار إلى أن حكومة نتنياهو عقدت قبل أيام اجتماعًا لمناقشة وجهات نقل الفلسطينيين جوًا أو بحرًا، في ظل رفض مصر لفكرة التهجير، معتبرًا أن إسرائيل تفكر في هذا المسار وتتجه نحوه.