لم تتوقع تلك الزوجة أن ينقلب عيد الميلاد إلى مأتم، ويتلون بدماء زوجها الشاب الذي لم يتجاوز العقد الثالث من العمر، وتنتهي حياته بطريقة مأساوية بعدما تلقي طعنة نافذة بالبطن أفقدته الحياة بعد أكثر من ساعة في صراع مع الموت البطيء؛ جريمة بشعة بدأت بشراء حذاء جديد وانتهت بمشاجرة داخل السوق راح ضحيتها "نشأت.ع" قبل ليلة عيد الميلاد المجيد.
أنتقل محرر "بوابة الأهرام" إلى مسرح الجريمة لنقل تفاصيل الجريمة التي وقعت داخل سوق "النوارة" أحد الشوارع المكتظة بالمارة ومحلات الملابس بمنطقة عزبة النخل الغربية، حيث بدأت تلك الجريمة بفرحة عيد الميلاد، وبعد ساعات انتهت بالقتل الذي راح ضحيته شاب في مقتبل العمر، غارقًا في دمائه وسط أعين الجميع، الكل ينظر بعين الرحمة دون مبالاة، الكل يقف مكتوفي الأيدي غير قادرين على محاولة فض تلك المشاجرة، وينقلب عيد الميلاد المجيد إلى مأتم.
"الحكاية بدأت بشراء الكوتش من داخل محل الجاني" .بدأ أحد شهود العيان في سرد تفاصيل الواقعة التي حدثت عصر أول أمس الأحد، بعدما دخلت زوجة شقيق المجني عليه محل لبيع الأحذية وسط السوق، لشراء "كوتش" لنجلها الصغير الأمور تسير بشكلها الطبيعي، حتى رجعت الزوجة إلى البيت ومعها نجلها الذي رسمت على وجهه ابتسامة الفرحة بحذائه الجديد، ولكن لسوء الحظ وبعد محاولة الأم في تجربة الحذاء مرة أخري، لم يكن علي مقاسه كما ذكر شاهد العيان خلال حديثه قائلا " بعد حوالي ساعة رجعت الزوجة إلى محل الجاني في محاولة منها لإرجاع الحذاء وأخذ المال الذي دفعته، ولكن كان للجاني رد أخر".
"صاحب المحل سوابق ولسه خارج من السجن".. أكمل شاهد العيان حديثه مشيرًا إلى أن صاحب المحل من أصحاب السابقة ولم تمر فترة طويلة على خروجه من السجن، قائلا " طول عمره بتاع مشاكل..وفي يوم الواقعة وبعد رجوع الزوجة إلى المحل لإرجاع الحذاء وأخذ المال رفض الجاني إعطائها المالي مرددًا (يا ترجعيه وتاخدي مكانه كوتش تاني..يا تمشي) ولكن الزوجة رفضت استبدال الحذاء وصممت علي أخذ المال، وبعد دقائق معدودة نشبت بينهما مشادة كلامية قام على إثرها صاحب المحل بتهديدها بالضرب إذا لم تخرج من المجل، وفي غضون ثوان قام بصفعها وضربها".
"مكنتش أول مرة صاحب المحل يتخانق مع الزباين"..أمسك أحد أصحاب المحلات المجاورة لمحل الأحذية طرف الحديث قائلا " لم تكن تلك المرة الأولي التي يقوم فيها صاحب المحل بالتشاجر مع الزبائن، حيث أنه وقبل شهرين من الواقعة قام بالتعدي على أحد الزبائن بالضرب"..مشيرًا إلى أنه دائم التشاجر مع غيره، منوهًا إلى أن المحل لم يكن لبيع الأحذية فقد كان قبل فترة مخصص لبيع الملابس، قائلًا " كل فترة يغير النشاط، وبعد خروجه من السجن قرر يفتح المحل لبيع الأحذية".
وأضاف " بعد حوالي نصف ساعة من واقعة التعدي علي الزوجة، فوجئ الجميع بالزوج وشقيقه (المجني عليه) داخل السوق يهرولون في اتجاه المحل، وبعد دقائق وقعت المشاجرة الأولي بينهما وبين صاحب المحل والتي تم فضها بمساعدة المتواجدين بالسوق من الزبائن وأصحاب المحلات، وبعد أقل من ساعة رجع الزوج وشقيقه إلى صاحب المحل مرة أخرى وتقع المشاجرة التي تم فيها سحب الأسلحة البيضاء وبدأت العركة التي حاول الجميع الابتعاد عنها بسبب كثرة الأسلحة البيضاء التي كانت فيها، حتى وقع الزوج مصابًا بضربة في منتصف الرأس سائحًا في دمائه، وبعدها تلقي المجني عليه عدة شربات أصابته في الفخذ والبطن بطعنه نافذة أوديت بحياته في غضون دقائق قبل وصوله للمستشفى".
حالة من الفوضى أصابت السوق، ولكن الغريب لم تكن تلك واقعة التشاجر الأولي التي حدث داخل سوق "النوارة"، فحسب كلام أصحاب المحلات دائمًا ما تحدث تلك المشاجرات التي تنتهي بإصابة وفقدان حياة أطرافها لأسباب تافهة قد تكون بسبب "حذاء" لا يتعدى ثمنه 200 جنيها.