قال البابا تواضروس الثاني بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية في عظة القداس بـ"عذراء الزيتون" في فيينا، إنه منذ بدء أزمة السودان ونحن نتابع كل صغيرة وكبيرة فيها وقدمنا دعما من خلال أسقفية الخدمات وخدمة القمص داود لمعي.
ويتولى رعاية الكنيسة القبطية في السودان الأنبا إيليا أسقف الخرطوم وجنوب السودان، وهو من مواليد 24 ديسمبر 1951 م، وترهب في مارس 1982 م، وسيم أسقفا في 3 يونيو 2001 م، بيد البابا الراحل الأنبا شنودة الثالث رقم 117 في تعداد باباوات الكنيسة القبطية، وذلك خلفا للأنبا دانيال مطران الخرطوم وأوغندا وجنوب إفريقيا.
وفي حبرية البابا الراحل شنودة الثالث كان في لجان المجمع المقدس مثل لجنة الإيمان والتعليم والتشريع، لجنة الرعاية والخدمة، لجنة شئون الأديرة.
وذلك بالإضافة إلى الأنبا صرابامون أسقف عطبرة وأم درمان وشمال السودان، وهو من مواليد 30 مارس 1954 م، بقنا، باسم وجيه حليم، و تخرَّج في كلية الهندسة، جامعة المنيا سنة 1978.
وترهب في 15 ديسمبر 1985 م، في دير السريان، وادي النطرون، مصر باسم الراهب القمص إبراهيم السرياني، سيم قسًا يوم 18 يناير 1989، ثم رُقِّيَ قمصًا، ثم صار أمينا لدير السريان في 17 يوليو 1992، ثم عيَّنه البابا شنوده الثالث سكرتيرًا له في 20 سبتمبر 1993، وسيم أسقفًا في 14 نوفمبر 1993 م، بيد البابا الراحل الأنبا شنوده الثالث، خلفا للأنبا اسطفانوس أسقف النوبة بمصر وأم درمان وعطبرة بالسودان.
وكان قد تحدث البابا الراحل شنودة الثالث، في كتابه ناظر الإله الإنجيلي مرقس الرسول القديس والشهيد عن كنائس مارمرقس في السودان، وقال إن كنيسة مار مرقس (القديمة) بأم درمان. تقع بجوار كنيسة المطرانية الحالية بأم درمان بمنطقة المسالة، وهي بنيت في نحو عام 1910 م. في عهد المتنيح الأنبا صرابامون، وتستعمل الآن كمقبرة للأساقفة.
كما أن هناك كنيسة مار مرقس ومار جرجس بالامتداد بالخرطوم، وهي تقع في أرقي أحياء العاصمة السودانية علي أرض واسعة تبلغ 2400 متر قدمتها حكومة السودان لبنائها، واحتفل بوضع حجر أساسها في عهد حكومة سر الختم خليفة وحضور الوزراء السودانيين وقاضي القضاة هناك، وأشرفت الجمعية القبطية بالخرطوم علي جمع التبرعات للبناء، وقام المتنيح الأنبا يؤانس مطران الخرطوم السابق بتدشينها يوم السبت 6 ابريل 1968، وأقيم بها أول قداس في اليوم التالي الأحد 7 ابريل.
وكان قد قال البابا تواضروس خلال عظته ان أزمة شديدة تلك التي تعرّض لها السودان وأبناؤنا الأحباء السودانيون والأقباط في السودان، والبعض صاروا ضحايا لهذه الصراعات، وعشرات من الناس أصيبوا.
وتابع: ندين بشدة الاعتداء على كنائسنا ومطرانياتنا في السودان، حيث أُخِذَت بعض الكنائس وتم تحويلها إلى ثكنات عسكرية هو أمر مؤلم جدًّا، فما حدث للكنائس في السودان أمر لا يليق، لأن البيت الذي يُذكر فيه اسم الله لا يليق أن يُعتَدَى عليه من بشر، ومنذ بدء الأزمة في السودان ونحن نتابع كل صغيرة وكبيرة فيها، وحتى أثناء سفري، كنت باستمرار متابعًا، وتحدثت تليفونيًّا مع نيافة الأنبا صرابامون أكثر من مرة، واطمأنيت على الأحوال هناك، وكذلك كنت أتابع ما نستطيع تقديمه لخدمة إخوتنا في السودان.
وكثير من السودانيين نزحوا إلى مصر ونحن نحاول أن نساعدهم وندعمهم من خلال أسقفية الخدمات ومن خلال خدمة الأنبا أبرآم، ونرحب باتفاق الهدنة الذي بدأ يصل إليه الطرفان في المفاوضات الجارية حاليًّا في السعودية، وأتمنى أن تكون هدنة حقيقية، حيث أن السودان هو الشقيق القريب جدًّا لنا. وعلى المستوى القومي تُعتبر مصر والسودان حماية وسند لبعضهما البعض.