اعترف مسؤولون إسرائيليون سرًا بأن الجيش الإسرائيلي ليس لديه استراتيجية "دقيقة" لغزو مدينة رفح جنوب غزة، كما أرسلت مصر تحذيرات جديدة للاحتلال تحذره من عواقب أي غزو بري للمدينة الحدودية، حسبما ذكرت وكالة بلومبرج الأمريكية.
إسرائيل بلا خطة في رفح ومصر ترسل تحذيرات جديدة
وبحسب الوكالة، فإن المسؤولين اعترفوا سرًا بأنه ليس لديهم استراتيجية محددة حول كيفية الهجوم في رفح، أو المدة التي سيستغرقها الأمر أو إلى أين سيذهب الناس.
وفي حديثه للوكالة أمس، كرر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو دعوته للجيش الإسرائيلي لوضع خطة لإجلاء المدنيين الفلسطينيين من المدينة الواقعة في أقصى جنوب القطاع.
وفي وقت سابق من اليوم، أفادت الأنباء بأن المسؤولين المصريين أخبروا نظراءهم الإسرائيليين أن التوغل في رفح "سيزيد من المخاطر على حياة" المحتجزين الـ132 المتبقين في غزة ومئات الآلاف من المدنيين الفلسطينين ودعوا جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى "الاستعداد لتحمل عواقب" هذا الغزو من كافة الجهات.
على جانب آخر، أكدت الوكالة الأمريكية أن إسرائيل عازمة على المضي قدمًا في هدف نقل مليون مدني أو أكثر من رفح قبل الهجوم على المدينة التي تسيطر عليها حماس في غزة، على الرغم من أن المسؤولين يعترفون سرًا بأنه ليس لديهم استراتيجية محددة لكيفية القيام بذلك، وإلى متى سيستمر ذلك أو أين سيذهب الناس.
وتضغط الولايات المتحدة وحلفاء آخرون من أجل وقف إطلاق النار، لكن مسؤولين إسرائيليين يقولون إن الشروط التي وضعتها حماس مؤخرا للتوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن مقابل إطلاق سراح الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية كانت متطرفة للغاية لدرجة أن المحادثات أصبحت غير مجدية.
وتستمر الجهود التي تقودها الولايات المتحدة للتوصل إلى اتفاق في القاهرة، على الرغم من أن إسرائيل سحبت مندوبيها الأسبوع الماضي ولم تعيد أي منهم، وعرضت إسرائيل وقف القتال لمدة أسابيع لتحرير المحتجزين، وهو ما رفضته حماس حتى الآن، ويقول مسؤولون إن إنهاء الحرب أصبح الآن، الهدف الوحيد لحركة المقاومة وهو أمر لن تفعله إسرائيل.
وتابعت الوكالة، أنه بالإضافة إلى التهديد الذي يتعرض له المدنيون، فإن الهجوم على رفح يمكن أن يثير أعمال عنف من قبل الفلسطينيين في الضفة الغربية والميليشيات المدعومة من إيران في لبنان والعراق واليمن وسوريا ويخلق اضطرابات جيوسياسية أكبر، حيث أصبحت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة أصبحت مصدر ذعر للعديد من الحكومات، وخاصة في العالم العربي.
ويشعر الحلفاء بالقلق من أنه كلما طال أمد الحرب، كلما زاد احتمال أن تفقد إسرائيل كل الدعم الذي كانت تتمتع به في السابق بين الدول العربية، وقالت إسرائيل إنها ستشن هجوما بريا في رفح ما لم يتم إطلاق سراح المحتجزين بحلول شهر رمضان، وهو الشهر الكريم الذي من المتوقع أن يبدأ في العاشر من مارس.
ويشعر المسؤولون الغربيون بقلق متزايد إزاء الوضع الإنساني في غزة، وتضغط الولايات المتحدة وحلفاؤها على إسرائيل للحصول على تفاصيل حول كيفية خططها لنقل السكان المدنيين شمال رفح، التي تقع بالقرب من الحدود المصرية في جنوب الأراضي الفلسطينية، وبينما يعتقد المسؤولون أن إسرائيل ستنفذ عمليتها العسكرية في رفح مهما حدث، وفقا لأشخاص مطلعين على الأمر، هناك قلق بشأن الموعد النهائي في شهر رمضان والوضع الإنساني الأوسع.
ويقول مسؤولون إسرائيليون إن رمضان لن يعيق عملياتهم العسكرية، وهم يؤكدون أنه كلما أسرعوا في إعلان النصر على حماس، كلما أسرع المواطنون في الشعور بالأمان مرة أخرى، ومن الممكن أن تبدأ المناقشات حول استراتيجيات الأمن الإقليمي.