شهد طريق القاهرة الإسماعيلية الصحراوي حادث ضخم، أمس الثلاثاء، نتيجة كسر ماسورة مازودت ما أدى إلى اندلاع حريق هائل أسفر عن تفحم 31 سيارة وإصابة 17 شخص، ولكن ما السبب الحقيقي وراء الحريق؟. 

ففي الرابعة من عصر أمس الثلاثاء، نشب الحريق بخط مازوت بطريق القاهرة - الإسماعيلية الصحراوي، بمنطقة الهايكستيب، في نطاق دائرة قسم شرطة السلام، نتيجة كسر ماسورة مواد بترولية، تم السيطرة عليها بالاستعانة بـ35 سيارة إطفاء تابعة للحماية المدنية ووزارة البترول والقوات المسلحة، فضلا عن 8 خزانات مياه ضخمة.

بلاغ بالتسريب

اختلفت الأقاويل حول أسباب الحادث، فرواية تقول إن كان هناك تسريب حدث قبل اندلاع الحريق بنحو ساعتين، وروايات أخرى شير إلى انقلاب سيارة محملة بمواد بترولية، وثالثة تقول إنه نتيجة كسر ماسورة مازوت. وبحسب حمدى عبدالعزيز، المتحدث باسم البترول، فإن لجنة فنية تبحث سبب حادث حريق خط المواد البترولية على طريق القاهرة الإسماعيلية الصحراوي، لافتا إلى أنه تم إبلاغ شركة الأنابيب المسؤولة وقت التسريب الساعة الثانية ظهرا.

وأضاف عبد العزيز، خلال مداخلة هاتفية لبرنامج "مساء دي إم سي"، أن كل منطقة بترولية بها خطة طوارئ وقت الحرائق،  ولولا ذلك لما تم السيطرة على الحريق، موضحا أن محاولات بعض أصحاب السيارات استكمال السير تسبب في اشتعال خط المواد البترولية.

واستطرد :"وجدنا سيارات تسير بجوار خط تسرب المواد البترولية، وفجأة حدث الاشتعال للحريق، ونحن لا نستطيع التكهن بأي سبب للحريق حتى الآن لحين الانتهاء من التحقيق".

كما أن حريق خط المواد البترولية لم يستمر كثيرا، موضحا أنه سيتم حصر التلفيات الناتجة عن خط المواد البترولية والدولة ستقوم بدورها تجاهه.بسبب مرور السيارات 

وفي السياق نفسه كشف المهندس عماد عبدالقادر، رئيس شركة أنابيب البترول، إن الشركة تلقت بلاغا بوجود كسر بخط المازوت في أول طريق الإسماعيلية بعد نفق السلام، وتم اتخاذ الإجراءات وتم غلق الخط تماما، إلا أن طبقة من المازوت انتشرت على الأسفلت.

وأضاف عبد القادر، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامية عزة مصطفى ببرنامج صالة التحرير، المذاع على فضائية صدى البلد، أنه مع تسرب المازوت للأسفلت اشتعل الحريق بسبب شرارة من إحدى السيارات ، ما أدى إلى امتداد الحريق للطبقة الموجودة على الأسفلت واشتعلت النيران.

ووفقا للمتحدث باسم وزارة البترول والثروة المعدنية، فإنه بمجرد إبلاغ إدارة أمن شركة أنابيب البترول بحدوث تسريب، انتقلت فرق الصيانة والطوارء، كما أن الشرطة قامت بعمل "كردونات" لعدم مرور السيارات،  إلا أن هناك العديد من السيارات التي كانت تحاول المرور وبمجرد ما حدث الاشتعال تم التعامل مع الحريق مباشرة. 

تشكيل لجنة لمعرفة الأسباب 

وبعد بضعة ساعات، تمكنت الحماية المدنية من السيطرة على الحريق الذي شب في خط خام ( شقير - مسطرد) في أول طريق القاهرة-الإسماعيلية الصحراوي، نتيجة حدوث كسر بالخط، وحدوث شرارة ناتجة عن تزاحم السيارات بالطريق.

وكان المهندس عماد عبدالقادر، رئيس شركة أنابيب البترول، قد صرح بأن الحادث  نتج عن الكسر بخط البترول اشتعال الخام المتسرب، موضحا أنه تم علي الفور غلق بلوف الخط قبل وبعد مكان الحريق، والتحرك الفورى للقيام بإخماد الاشتعال بواسطة سيارات إطفاء المناطق الجغرافية البترولية المحيطة، وسيارات إطفاء القوات المسلحة والحماية المدنية.

ولفت إلى أن المهندس طارق الملا، وزير البترول والثروة المعدنية، قد انتقل إلى موقع الحريق، لمتابعة جهود السيطرة والإخماد والوقوف على الوضع على الطبيعة، واتخاذ كافة الإجراءات اللازمة.

ونوه رئيس شركة أنابيب البترول، إلى أنه قد تم تشكيل لجنة فنية تختص بالوقوف على أسباب الحادث، وإبلاغ الجهات الأمنية بما ستتوصل إليه اللجنة من معلومات.

النائب العام يحقق في الواقعة

وفي الوقت نفسه أمر النائب العام المستشار حماده الصاوي، بالتحقيق في واقعة حريق خط المازوت بطريق القاهرة الإسماعيلية، حيث انتقل فريق من أعضاء «النيابة العامة» لمعاينة مسرح الحادث، وفريق آخر لسؤال المصابين، وستعلن «النيابة العامة» لاحقًا ما ستسفر عنه التحقيقات.

وانتقل فريق من أعضاء النيابة العامة لمعاينة مسرح الحادث، وفريق آخر لسؤال المصابين، وأفادت النيابة العامة في بيانها الذي نشرته عبر صفحتها الرسمية أنها ستعلن  لاحقًا ما ستسفر عنه التحقيقات.

خسائر الحريق 

وأعلنت وزارة الصحة والسكان، أمس، ارتفاع عدد إصابات حريق طريق القاهرة - الإسماعيلية الصحراوي إلى ١٧ إصابة، تم نقلهم إلى مستشفى السلام العام، في حين لم يتسبب الحادث في وقوع  وفيات.

وأوضح الدكتور خالد مجاهد مستشار وزيرة الصحة والسكان لشئون الإعلام والمتحدث الرسمي للوزارة، في بيان، أنّ الوزيرة الدكتورة هالة زايد تتابع الحالة الصحية للمصابين، ووجهت بتوفير كل سبل الرعاية الطبية اللازمة لهم، ورفع تقرير تفصيلي بحالة المصابين والإجراءات الطبية المتخذة، وذلك بمتابعة الدكتور محمد شوقي وكيل وزارة الصحة بالقاهرة، والدكتور سامح عشماوي رئيس أمانة المراكز الطبية المتخصصة.

وأشار مجاهد إلى أنّها اطمأنت على توافر مخزون أكياس الدم بمستشفى السلام العام والمستشفيات المحيطة بموقع الحادث وتشمل (قليوب، معهد ناصر، البنك الأهلي والمنيرة)، حيث بلغ الإجمالي حوالي ٤٠٠ كيس دم و ١٧٢٠ كيس بلازما الدم، موضحًا أهمية بلازما الدم التي تستخدم لمصابي الحروق.