قال وليد النور سكرتير نقابة الصحفيين السودانيين، إن النزاعات والحروب تؤثر على الشكل القانوني والتنظيمي للأوضاع في الدول بطرق متعددة، ففي أوقات الصراعات تتعطل القوانين المحلية والدولية، مما يخلق بيئة ملائمة لتجار الأزمات والحروب وظهور مافيا الفساد.
وتابع إن هذه الظروف تجعل من الصعب السيطرة على الوضع، ويستغل البعض الفوضى لزيادة ثرواتهم بشكل سريع وفاحش.
وأضاف النور في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، وفي السودان، أدت النزاعات إلى نهب الموارد الطبيعية، سواء تلك الموجودة في باطن الأرض مثل النفط، أو الموارد الخارجية، كما توقفت الزراعة بشكل كبير، مما أثر سلباً على الإنتاج الكلي للبلاد.
وتابع: في السابق كان الناتج الإجمالي المحلي للسودان يقدر بنحو 60 مليار دولار، لكن الوضع الحالي أدى إلى تعطيل هذا الرقم بشكل كبير.
وأشار النور إلى أن وزير المالية يعبر بانتظام عن قلقه من قلة الموارد بسبب الصراعات المستمرة، كما أن البنية التحتية تضررت بشكل كبير، حيث توقفت مشاريع الطرق، سواء السريعة أو غير المعبدة، وسكة الحديد.
وأضاف: توقفت صادرات الماشية والحبوب، مما زاد من تفاقم الأزمة الاقتصادية في البلاد.
الصراع المستمر في السودان
منذ 15 أبريل 2023، تجتاح السودان صراعًا شرسًا، حيث تتقاتل القوات المسلحة السودانية، بقيادة الرئيس عبدالفتاح البرهان، تعارضها مليشيا الدعم السريع، التي يقودها محمد حمدان دقلو، تاجر الإبل السابق المعروف باسم حميدتي، الذي تُتهم قواته بارتكاب التطهير العرقي.
وقد اتُهم الجانبان بارتكاب جرائم حرب، حذرت الأمم المتحدة من أن السودان يواجه أزمة نزوح لا مثيل لها، حيث فر أكثر من 10 ملايين شخص، أي خمس سكان البلاد، من منازلهم.
ويعاني أكثر من نصف هؤلاء السكان البالغ عددهم 49 مليونًا من انعدام الأمن الغذائي الحاد الذي يهدد حياتهم، وهي من أسوأ الظروف التي تم تسجيلها في البلاد.