وأوضحت الصفحة في نشرة تعريفية عن المكان أن قطع رأس القدّيس يوحنّا المعمدان كان في قلعة ماخاروس (مكاور – الآن)، بقرب البحر الميت من الجانب الأردني، وتقع قلعة مكاور في الأردن على بعد 32 كم جنوب غرب مدينة مادبا، بالقرب من قرية مكاور.
قرية مكاور
وقرية مكاور هي قرية صغيرة، تقع في الجنوب الشرقي من حمامات ماعين، وتقوم القلعة على تلة متوسطة ترتفع ٧٣٠ م عن سطح البحر. وتطل على البحر الميت وتلال وسط فلسطين والجبال الممتدة باتجاه القدس.
بنيت هذه القلعة سنة 90 قبل الميلاد، وقام ببنائها ألكسندر جانيوس، اتخذها هيرودس في بداية القرن الأول للميلاد قصراً للاستجمام والراحة، وقام بتوسعتها، وتعود شهرة هذه القلعة إلى الاعتقاد بكونها المكان الذي سجن فيه القديس يوحنّا المعمدان، وحيث قطع رأسه هيرودوس.
القلعة اليوم غير موجودة ولكن بقايا القلعة وأسوارها وأبراجها وقنواتها وأعمدتها وضخامة حجارتها على قمة التلة، يدل على عظمة المكان، وقد عثر فيه على أقدم قطعة فسيفسائية في الأردن يعود تاريخها إلى أواخر القرن الأول قبل الميلاد.
ما زال القبو الذي يوجد به السجن الذي قضى به القديس يوحنا المعمدان أيامه الأخيرة بعد أن ألقى هيرودس أنتيباس القبض عليه موجودا أسفل بقايا القلعة، وهناك مذبحا باسم القديس تقام عليه الصلوات في ذكرى يوحنا المعمدان.
وقال السنكسار الكنسي، إنه استشهد القديس السابق، والنبي العظيم يوحنا المعمدان ابن زكريا الكاهن ، على يد هيرودس الملك لما بكته النبي يوحنا من أجل هيروديا زوجة أخيه فيلبس آلتي اتخذها له زوجه.
وقال له: لا يحل لك أن تأخذ امرأة أخيك، فقبض على القديس ودفعه إلى السجن، ومع ذلك فقد كان يهابه فلما اتفق عيد ميلاد هيرودس صنع وليمة لأكابر مملكته ومقدمي الجليل، وحضرت ابنة أخيه، فرقصت في الوسط.. فأعجبت الملك.. فوعدها أن يعطيها كل ما تسأله، ولو إلى نصف المملكة.
فخرجت إلى أمها . فقالت لها أمها: اطلبي رأس يوحنا المعمدان على طبق . فلما سمع الملك ذلك حزن . ولأجل المتكئين معه لم يرد أن يردها . فأرسل لوقته وقطع رأس يوحنا، وأعطاه للصبية، فأعطته لأمها.
وكان قلق عظيم في ذلك اليوم وتبدل فرحهم حزنا، وقيل إن الرأس المقدس قد طار من بين أيديهم ،وهو يصرخ في الجو قائلا: لا يحل لك أن تأخذ امرأة أخيك، وقيل أن الرأس الآن بأعمال حمص.. أما الجسد المقدس، فقد حمله تلاميذه ووضعوه في قبر إلى أيام أثناسيوس البطريرك حيث أراد الرب إظهاره.