توتر غير مسبوق مع الصين وكندا والمكسيك.. قرارات ترامب تُشعل الحرب التجارية
04.03.2025 07:01
اهم اخبار العالم World News
الدستور
توتر غير مسبوق مع الصين وكندا والمكسيك.. قرارات ترامب تُشعل الحرب التجارية
حجم الخط
الدستور

أشعل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب شرارة الحرب التجارية بعد عدة قرارات بشأن الرسوم الجمركية على كل من الصين وكندا والمكسيك.

وبهذا التصعيد، تدخل الولايات المتحدة وكندا والمكسيك والصين مرحلة غير مسبوقة من التوتر الاقتصادي، وسط توقعات بأن يؤثر هذا النزاع التجاري بشكل مباشر على سلاسل الإمداد وأسعار السلع الأساسية في الأسواق الأمريكية.

رد فوري من الصين على رسوم ترامب

وأشارت شبكة "سي إن إن" الأمريكية إلى أن المواجهة التجارية بين الولايات المتحدة والصين دخلت منعطفًا خطيرًا بعد أن أعلنت الصين أنها ستقاتل حتى النهاية ردًا على قرار ترامب بمضاعفة الرسوم الجمركية على جميع الواردات الصينية لتصل إلى 20%، في تصعيد كبير للحرب التجارية بين أكبر اقتصاديين في العالم.

وفي رد فوري وقوي، فرضت بكين رسومًا جمركية انتقامية تصل إلى 15% على مجموعة من السلع الأمريكية، مع توسيع نطاق القيود التصديرية لتشمل عشرات الشركات الأمريكية. 

كما رفعت الصين دعوى رسمية ضد الولايات المتحدة لدى منظمة التجارة العالمية، معتبرة أن السياسات الأمريكية عدائية وغير قانونية. 

وأصدرت الحكومة الصينية بيانًا شديد اللهجة أكدت فيه أن الشعب الصيني لن يرضخ أبدًا لأي هيمنة أو تنمر اقتصادي.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، لين جيان، في مؤتمر صحفي دوري عقد الثلاثاء في بكين، إن "الضغط والإكراه والتهديدات ليست الأسلوب الصحيح للتعامل مع الصين".

تصعيد كبير مع كندا والمكسيك

ولفتت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية إلى أن ترامب يهدد بإشعال فتيل حرب تجارية واسعة النطاق في أمريكا الشمالية، بعد فرض تعريفات جمركية بنسبة 25% على الواردات القادمة من كندا والمكسيك اعتبارًا من يوم الثلاثاء، ما أثار موجة من المخاوف الاقتصادية في الأسواق وأعاد القلق من تفاقم التضخم وتباطؤ النمو.

وخلال مؤتمر صحفي في قاعة روزفلت بالبيت الأبيض، قال ترامب: ابتداءً من الغد ستُفرض تعريفات بنسبة 25% على كندا والمكسيك، عليهم أن يتقبلوا هذا الواقع.

 

وأضاف أن الهدف الرئيسي لهذه الرسوم الجمركية هو إجبار الجارتين على اتخاذ إجراءات أكثر صرامة في مكافحة تهريب مادة الفنتانيل ومنع تدفق المهاجرين غير الشرعيين عبر الحدود المشتركة. 

كما أشار إلى أن هذه الخطوة تهدف أيضًا إلى القضاء على اختلال الميزان التجاري بين الولايات المتحدة وجيرانها، وتشجيع الشركات والمصانع على العودة إلى الأراضي الأمريكية.

وتابعت الوكالة الأمريكية أنه رغم المخاوف، لا تزال إدارة ترامب واثقة بأن سياسة الرسوم الجمركية هي الخيار الأمثل لتعزيز الصناعة الأمريكية وجذب الاستثمارات الأجنبية. 

وصرح وزير التجارة الأمريكي، هوارد لوتنيك، بأن شركة TSMC، أحد أكبر مصنعي أشباه الموصلات في العالم، قامت بتوسيع استثماراتها في الولايات المتحدة نتيجة للتهديد بفرض تعريفات جمركية بنسبة 25% على واردات الشرائح الإلكترونية.

وكان ترامب قد فرض في فبراير الماضي رسومًا جمركية بنسبة 10% على الواردات القادمة من الصين، وأكد يوم الإثنين أنه سيرفع تلك الرسوم إلى 20% بدءًا من الثلاثاء، في خطوة أخرى ضمن استراتيجيته التصعيدية في الحرب التجارية.

وأعطى ترامب كلًا من كندا والمكسيك مهلة لمدة شهر في فبراير، عقب تعهدات منهما بتقديم تنازلات، إلا أنه أكد الإثنين أنه لم يعد هناك مجال أمام البلدين لتجنب الرسوم الجديدة. 

وأشار إلى أن الرسوم ستشمل منتجات الطاقة الكندية مثل النفط والكهرباء، ولكن بمعدل أقل نسبيًا يبلغ 10%.

من جانبه، أعرب رئيس الوزراء الكندي، جاستن ترودو، عن رفضه التام هذه الرسوم، قائلًا إنه لا يوجد أي مبرر اقتصادي أو سياسي لها، محذرًا من تداعياتها السلبية على الاقتصاد الأمريكي نفسه. 

وأضاف ترودو أن حكومته سترد بشكل فوري من خلال فرض تعريفات جمركية انتقامية بنسبة 25% على بضائع أمريكية بقيمة 155 مليار دولار كندي (ما يعادل 107 مليارات دولار أمريكي)، تبدأ بفرض رسوم على سلع بقيمة 30 مليار دولار كندي (21 مليار دولار أمريكي) اعتبارًا من منتصف ليلة الثلاثاء.

ما في المكسيك، فقد فضلت الرئيسة كلوديا شينباوم انتظار ما سيعلنه ترامب قبل اتخاذ أي خطوة رسمية، مؤكدة أن بلادها لديها خطة متكاملة للتعامل مع أي تصعيد أمريكي. 

وقالت شينباوم: هذا القرار بيد الحكومة الأمريكية والرئيس الأمريكي، وسنتخذ قراراتنا وفقًا لما يعلن عنه، ونحن في المكسيك متحدون وجاهزون.

وأوضحت الوكالة الأمريكية أنه على الرغم من التوتر المتصاعد، تحاول كل من كندا والمكسيك إظهار التزامهما باتخاذ إجراءات لمعالجة المخاوف الأمريكية. 

ففي الأسابيع الماضية، أرسلت المكسيك عشرة آلاف من أفراد الحرس الوطني إلى حدودها الشمالية لتكثيف عمليات مكافحة تهريب المخدرات والهجرة غير الشرعية. 

وفي الوقت نفسه، عينت كندا مسئولًا خاصًا للإشراف على جهود مكافحة تهريب الفنتانيل، رغم أن حجم تهريب هذه المادة من كندا إلى الولايات المتحدة يُعد محدودًا نسبيًا مقارنة بالمسارات الأخرى.

وفي محاولة لتهدئة بعض المخاوف، كشف وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت أن المكسيك عرضت فرض رسوم جمركية بنسبة 20% على جميع الواردات القادمة من الصين، في إطار محادثات جرت مؤخرًا مع الولايات المتحدة.

ورغم تطمينات الإدارة الأمريكية بأن الصين ستتحمل العبء الأكبر من الرسوم، إلا أن العديد من الشركات الأمريكية الكبرى، من بينها فورد وولمارت، حذرت من أن تلك الرسوم ستؤدي في النهاية إلى رفع الأسعار على المستهلكين الأمريكيين. 

كما أظهرت دراسات أجراها معهد بيترسون للاقتصاد الدولي وجامعة ييل أن متوسط الأسرة الأمريكية قد يواجه زيادة في التكاليف تتجاوز 1000 دولار سنويًا.

وأثار الإعلان انتقادات واسعة من الديمقراطيين، الذين حذروا من أن سياسات ترامب التجارية لن تؤدي إلا إلى تفاقم أزمة التضخم وعزل الولايات المتحدة عن أقرب حلفائها. 

وفي إطار سياسته التجارية الشاملة، يعتزم ترامب تطبيق سياسة تعريفات "المعاملة بالمثل" اعتبارًا من شهر أبريل، والتي تهدف إلى فرض تعريفات تتطابق مع تلك التي تفرضها الدول الأخرى على المنتجات الأمريكية، بما في ذلك أي ضرائب مضافة أو دعم حكومي تقدمه تلك الدول لصناعاتها.

كما قرر ترامب إنهاء الإعفاءات التي منحها في 2018 على واردات الصلب والألمنيوم، بالإضافة إلى فرض تعريفات جديدة على السيارات وأشباه الموصلات والنحاس والأدوية.

اترك تعليقا
تعليقات
Comments not found for this news.