تحدث تغيرات في حياة الشعوب وسلوكها نتيجة تغيرات اجتماعية أو اقتصادية أو ثقافية، وتتسلل إلى تلك المجتمعات سلوكيات تتصارع مع القيم القديمة التي كانت راسخة لتظهر قيم جديدة في تلك المجتمعات.
وقد يفطن إلى ذلك من يقود المجتمعات من طبقة السياسيين والمثقفين والعلماء، أو قد لا يهتم أحد فتصبح القيم القديمة تاريخًا قد يراها الجيل الجديد من سمات التخلف بل ويحاربوها أيضاً.
وهذا ما حدث في أوروبا بداية من القرن السادس عشر حتى عصر التنوير والثورات السياسية والاجتماعية.
ففي المجتمع الإنجليزي في القرن التاسع عشر خاضت إنجلترا حروباً شرسة وهجمات على بلاد أخرى بنزعة استعمارية. ولم يكن هذا فقط سلوك حكومات وجيوش ولكن صار سلوك مجتمعي أيضاً، وكانت تلك الفترة صراع للقوى الكبرى للسيطرة على العالم.
فظهرت طبقة برجوازية تحكمت في الاقتصاد، وكان من نتائج هذا ظهور الأنانية والشراسة في المجتمع الإنجليزي، وأصبح الفقراء والمشردون لا يجدون ما يجعلهم أحياء وكثير من المآسي والقصص الدامية في تلك الفترة مثلما ما حدث لـ "ماري آن بروان" عام 1874م في لندن.