فادت صحيفة "الجارديان" البريطانية، الخميس، بأن الدعوة التي وجهها المستشار الألماني، فريدريش ميرتس، إلى الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، بشأن مزاعم الفساد الأخيرة تظهر مدى القلق لدى بعض أقرب حلفاء أوكرانيا في أوروبا، إزاء التحقيقات الجارية والعزم الأوكراني على مكافحة الفساد، وهي قضية أشار إليها أيضًا تقرير مرحلي صادر عن الاتحاد الأوروبي مؤخرًا.
ومن المقرر أن تبدأ المفوضية الأوروبية إحاطتها اليومية في منتصف النهار خلال الدقائق القليلة المقبلة، ومن المرجح أن تتناول هذه النقطة تحديدًا في تصريحاتها الرسمية، في ضوء حساسية الملف بالنسبة لمستقبل العلاقات بين كييف وبروكسل.
وقالت الصحيفة إن مزاعم الفساد الأخيرة ضد حكومة كييف قد تضع ميرتس في مواجهة انتقادات داخلية، خاصة من حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني المتطرف، بسبب دعمه المستمر لأوكرانيا، ما دفعه إلى توجيه رسالة واضحة تُبرز قلقه البالغ، ومطالبته الحازمة بأن تتخذ كييف إجراءات عاجلة بشأن هذه القضية.
وأعربت مصادر في برلين عن أملها في أن تُحقق هذه الدعوة نتائج ملموسة خلال المرحلة المقبلة.
وكان ميرتس قد أجرى صباح اليوم مكالمة هاتفية مع زيلينسكي، تناولت آخر تطورات التحقيقات المتعلقة باتهامات الفساد التي طالت أعضاء سابقين في الحكومة الأوكرانية.
ونقل ستيفان كورنيليوس، المتحدث باسم ميرتس، أن زيلينسكي "أطلع المستشار الألماني على تفاصيل تحقيقات الفساد ضد أعضاء حكومته الذين استقالوا منذ ذلك الحين، متعهدًا بالشفافية الكاملة والدعم طويل الأمد لهيئات مكافحة الفساد المستقلة، واتخاذ المزيد من الإجراءات السريعة لاستعادة ثقة الشعب الأوكراني والشركاء الأوروبيين والمانحين الدوليين".
من جانبه، أكد ميرتس "توقع الحكومة الألمانية أن تواصل أوكرانيا بقوة مكافحة الفساد وإجراء المزيد من الإصلاحات، لا سيما في مجال سيادة القانون"، مشددًا على أهمية استمرار التزام كييف بالمعايير الأوروبية في هذا الشأن.
الدفع باتجاه محادثات سلام مع روسيا
كما ناقش الزعيمان، خلال الاتصال، ضرورة زيادة الضغط على موسكو لإجبارها على الدخول في مفاوضات جادة بشأن تسوية سلمية، مشيرين بشكل خاص إلى أهمية الاستخدام الفعال لأصول الدولة الروسية المجمدة.
وتطرقت المحادثات، كذلك، حسبما نقلت الصحيفة، إلى استمرار المساعدات المقدمة لأوكرانيا، خصوصًا في مجالي الدفاع الجوي والبنية التحتية للطاقة، إلى جانب ملاحظة تزايد عدد الشباب الأوكرانيين الراغبين في مغادرة البلاد نحو الاتحاد الأوروبي خلال الأشهر الأخيرة.