البابا تواضروس ناعيًا أسقف المحلة: كان محبًا للجميع
15.10.2021 15:08
اخبار الكنيسه في مصر Church news in Egypt
الدستور
البابا تواضروس ناعيًا أسقف المحلة: كان محبًا للجميع
حجم الخط
الدستور

قال قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، إن الكنيسة تودع اليوم على رجاء القيامة وبقلوب وإن امتلأت بالألم وبالحزن وبالدموع ولكن لنا رجاء ولا نحزن كالباقين نودّع مثلث الرحمات الأنبا كاراس الأسقف العام بالمحلة الكبرى وكل توابعها، نودّعه خادمًا أمينًا وراهبًا تقيًّا وأسقفًا جليلاً.

 وتابع البابا تواضروس خلال كلمته بصلوات جناز الراحل الأنبا كاراس: “عندما نقف يا إخوتي الأحباء أمام الموت فهو الحقيقة الصادقة الوحيدة في حياتنا نحن البشر، نعيش على الأرض ونمارس حياتنا وأعمالنا وخدماتنا ونمارس أعمارنا كلها، ولكننا نتقابل مع الحقيقة الصادقة والوحيدة وهي حقيقة الموت، وهو الذي ينقل الإنسان إلى الشاطئ الآخر من الحياة، ونقف أمامه لأنه نهاية كل البشر، ونرى أن الله يختار ويقبل إليه النفوس بعد أن تكون قد أكملت مشوار حياتها على الأرض، ونرى أن الموت وهو الحقيقة التي تظهر أمامنا في كل مرة نودّع أحد أحبائنا إنما هي رسالة لكل منّا لنستعد فاليوم آتٍ”.

وأضاف أنه على الرغم من أن مشاغل الحياة وهمومها وكل ما فيها أحيانًا يصرف الإنسان عن هذه الحقيقة، ويتناسى في دوامة الحياة أنه مدعو أن يكون في السماء، وسيأتي يوم يترك هذه الأرض وكل ما فيها، وإذا تذكّر الإنسان منّا هذه الحقيقة، فإنه يتنازل عن كل ما يسبب ألمًا وتعبًا وصراعًا وحروبًا في حياته، لأنه يأتي يوم يترك كل شيء وينطلق.

واستكمل: "قد أخفى الله عنّا نهاية كل إنسان ومتى يترك هذه الحياة لكي ما يعطينا دافعًا قويًّا للاستعداد كل يوم، فقد تنتهي الحياة اليوم أو غدًا أو بعد غد، ويكون الإنسان دائمًا متطلعًا إلى السماء لئلا تأخذه مباهج الحياة، ويكون متطلعًا للسماء لأنه ما المنفعة يا إخوتي إن ربح الإنسان العالم كله وخسر نفسه، ما المنفعة، يربح العالم كله ويخسر نفسه في السماء، وهذه الأمور في كل مرة نودّع حبيبًا عِشنا معه وعاش معنا وتلاقينا في أمور كثيرة نودّعه وها هو يسبقنا على السماء".

وأضاف البابا قائلاً: “الأنبا كاراس في حياته وخدمته ورهبنته ودوره في الكنيسة كأسقف عام للمحلة – الحقيقة كان إنسانًا نبيلاً وخادمًا أمينًا في خدمته، لقد كانت خدمته حبًّا واتضاعًا، حبًّا واتضاعًا، أحب الجميع سواء في المحلة الكبرى التي خدمها في السنوات الثماني الأخيرة كأسقف عام، أو فيما قبل عندما خدم في إيبارشية نقادة وقوص مع نيافة الأنبا بيمن، كانت خدمته حبًّا، أحب الكبير والصغير وأحب البعيد والقريب وأحب كل إنسان، وكان حبه يمتاز بالبساطة وبوداعة، وأيضًا خدمته امتلأت اتضاعًا، وهذا الاتضاع هو الذي نجده في القلوب التي تأثرت كثيرًا لانتقاله وبحضوركم في هذا اليوم” مشيرا إلى أن  الأنبا كاراس في خدمته في إيبارشية المحلة الكبرى منذ ثماني سنوات ومنذ أن أُقيم أسقفًا في نوفمبر عام ٢٠١٣ خدم واِمتاز أولاً بالرعاية، أحب الرعاية جدًّا، وخدم كل الاحتياجات في قطاعات الشعب، وتعلّم الرعاية الكاملة عندما كان وكيلاً لمطرانية وإيبارشية نقادة وقوص مع نيافة الأنبا بيمن منذ أن صار الأنبا بيمن نفسه أسقفًا لنقادة وقوص فكان هو وكيلاً معه للإيبارشية منذ اليوم الأول، وخلال ٢٢ سنة خدم معه بهذه الأمانة وبهذا الحب وبهذا الاتضاع في الرعاية، وتعلّم الرعاية بصورة جيدة وطيبة أهّلته ان يكون راعيًا في إيبارشية المحلة".

وأكد البابا أن رعايته كانت تمتاز بالبساطة ولكن كان يهتم بكل إنسان، ولكن الأهم من هذا وذاك أنه كان دائمًا صانع سلام، يصنع سلامًا في كل عمل واجهته مشكلات كثيرة وعقبات كثيرة وبعض الأشخاص كانوا من الذين ينتقدوه ولكنه كان يواجه كل هذا بحب وباتضاع وبصنع السلام، رعايته في المحلة الكبرى خلال الثماني سنوات كانت رعاية مباركة ومثمرة وهادئة وصانعة للسلام، وهذه الأمور كلها كنّا نلمسها في كل مرة نقابله، أيضًا الأنبا كاراس كان يتميز كثيرًا بمحبته للقراءة والدراسة والتأمل والوعظ، وكان وعظهُ ذو نكهة خاصة، كان وعظًا بسيطًا ولكن كثيرًا ما تكلّم عن السماء وعن الاستعداد للسماء وعن التوبة وعن الحياة النقية وعن الإيمان المستقيم وعن خدمة الآخر، فكان حلو اللسان، وكانت كلماته وعظاته وتعاليمه تصل إلى الجميع، وكانت مؤثرة ومعبرة، وكانت عظات يفهمها الرجل البسيط ويفهمها الإنسان الدارس، وكلها تقوم على الكتاب المقدس وتعاليم الآباء المقدسة، فكان بالحقيقة إنسانًا كأنه كنيسة متحركة فيما يقدمه من تعاليم وفيما يقدمه من رعاية، ليس فقط الرعاية والتعليم، كان فيها يقدمها بالأسلوب الهادئ".

اترك تعليقا
تعليقات
Comments not found for this news.