اعتبرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن استعداد القوات الأوكرانية التي تقاتل داخل روسيا، للاشتباك مع القوات الكورية الشمالية، حيث حذر المسئولون في كييف من أن القتال مع حلفاء روسيا الجدد قد "بدأ بالفعل"، يشير إلى أن مرحلة جديدة خطيرة من الحرب مع انتخاب دونالد ترامب رئيسًا للولايات المتحدة الذي يزيد من عدم اليقين بشأن مستقبل أوكرانيا.
وتكافح القوات الأوكرانية داخل منطقة كورسك الروسية، حيث استولت على مئات الأميال المربعة في هجوم مفاجئ في أغسطس، لكنها فقدت منذ ذلك الحين حوالي نصف تلك الأراضي.
وأفادت وكالات الاستخبارات الأمريكية بوجود ما لا يقل عن عشرة آلاف جندي كوري شمالي في منطقة كورسك، ربما لدعم المحاولة الروسية لاستعادة موطئ القدم الأوكراني الأخير الذي أزعج موسكو.
وقالت واشنطن بوست، في تقريرها اليوم، إن التهديد الجديد يأتي في خضم فترة من عدم اليقين الكبير بالنسبة لأوكرانيا والدعم العسكري الحيوي الذي تتلقاه من الولايات المتحدة، مع فوز دونالد ترامب في الانتخابات هذا الأسبوع.
وأضافت: "كان الرئيس المنتخب ينتقد المليارات التي أعطيت لأوكرانيا، وقد يدفع من أجل السلام أقرب إلى شروط روسيا".
وقال يوري فيدورينكو، قائد كتيبة أخيل في اللواء 92 الأوكراني، المتمركز في منطقة خاركيف شمال شرق أوكرانيا، إنه راجع معلومات استخباراتية ــ بما في ذلك اتصالات تم اعتراضها ــ تؤكد أن القوات الكورية الشمالية ليست في كورسك فحسب، بل وأيضًا في منطقة بيلجورود المجاورة لروسيا.
ولمدة ثلاث سنوات تقريبًا، شنت روسيا هجمات على أوكرانيا من بيلجورود، بما في ذلك هجوم مفاجئ في الربيع بهدف تطويق مدينة خاركوف. وأرسلت أوكرانيا قوات عبر الحدود إلى منطقة بيلجورود في أغسطس، لكنها فشلت في الاستيلاء على الأراضي كما فعلت في كورسك.
تعاون روسيا وكوريا الشمالية إشارة سياسية جريئة للعالم
وقال فيدورينكو في تصريحه لـ"واشنطن بوست" إنه يعتقد أن القوات الكورية الشمالية في بيلجورود سوف تستخدم لتعزيز خطوط الدفاع الثانية لروسيا، مما يتيح للجنود الروس الضغط من أجل شن هجمات جديدة على شمال شرق أوكرانيا، فيما وصفه بأنه "تهديد هائل".
وأوضح فيدورينكو أن وجود الكوريين الشماليين هنا هو إشارة سياسية جريئة لبقية العالم. وإذا كان العالم يستطيع أن يتقبل هذا الوجود الآن، فسوف يكون من الصعب للغاية العودة إلى الوضع الذي كان لدينا فيه نفوذ للفوز بهذه الحرب بشروط أوكرانيا.
وأضاف: "حاليًا نحن نقع في وضع، حيث سننهي هذه الحرب بشروط روسيا، وقد يؤدي ذلك حتى إلى تفكك الدولة الأوكرانية".