يحتفل أقباط مصر في الكنائس الأرثوذكسية والكاثوليكية بمصر وبلاد المهجر، بأول قداسات العام القبطي الجديد 1741 للشهداء وعيد النيروز ،حيث بدأت احتفالات الأقباط في الكنائس من مساء الثلاثاء وانتهت صباح الأربعاء بقداسات أول أيام العام الجديد .

وفي كنيسة القديس الأنبا بيشوي بالمنيا الجديدة، التابعة لايبارشية شرق المنيا للأقباط الارثوذكس برئاسة نيافة الحبر الجليل الأنبا فام، رصدت “وطني” الاحتفالات التي بدأت منذ باكر الثلاثاء حتي اليوم الاربعاء، وتحولت الكنيسة القابعة في مدينة المنيا الجديدة خلية نحل، وقسم الخدام انفسهم لقطاعات وفرق ، فهؤلاء يعدون لتجهيز حفل الخريجين من كافة المراحل، بما يتطلب ذلك من تجهيز ملابس التخرج والهدايا، وآخرون لفقرات الاحتفالية، وفرق للنظام وتجهيز المسرح والمقاعد، وفرق لإعداد البلح والجوافة بدءا من مرحلة تنظيف وتنقية الثمرات حتي التعبئة في “أكياس” ثم التوزيع علي المصلين عقب القداس الالهي .

فقاد الدكتور ارساني رضا، أمين عام الخدمة بكنيسة الانبا بيشوي بالمنيا الجديدة، الإشراف علي الحفل وفقراته بما في ذلك ترتيب المكرمين من ابناء الكنيسة وإعداد “الفيديو” لكل مرحلة، بينما قاد مايكل وديع ، نائب أمين عام الخدمة بالكنيسة، الإشراف علي تنظيم وإعداد مراحل تجهيز معايدة ” البلح والجوافة” ، فيما أعد خدام الكشافة بقيادة مينا فرنسيس، عروض منظمة ومبهجة بالأعلام الكشفية .

وكان ضيف الاحتفال حضور الفنان الممثل أيمن أمير، نجم الأفلام القبطية، الذي ألقي كلمة بعنوان ” أنت تقدر”، وقادت المرنمة أماني روماني ، فريق الكورال وقدمت عدد من الترانيم الخاصة بالاستشهاد وعيد النيروز.

ووسط ترانيم النجاح والشكر لله، تم تكريم 127 من ابناء الكنيسة من كافة المراحل من المرحلة الابتدائية وحتي الجامعية.

واختتمت الحفل وبدأت الكنيسة تقرع أجراسها لبدء أول قداسات العام الجديد، والذي ترأسه نيافة الحبر الجليل الأنبافام، أسقف إيبارشية شرق المنيا، في أجواء روحية احتفالية وسط أولاده بكنيسة الأنبا بيشوي بالمنيا الجديدة، ثم اختتم اليوم في الساعات الأولي من صباح الأربعاء بتوزيع المعايدة علي المصلين من ثمرات البلح والجوافة .

واحتفال هو احتفال مصري ممتد الجذور ومناسبة لا تتكرر في العالم كله، فالمصريون هم أصحاب ومنشؤا هذا الاحتفال وهو احتفال رأس السنة المصرية القديمة أو “عيد النيروز” حسب التقويم المصري القديم أو التقويم القبطي، فيبدأ العام 1741 ش أو ق “شهداء أو قبطية

ويقول القس يوساب عزت،راعي كنيسة الأنبا بيشوي بالمنيا الجديدة و أستاذ القانون الكنسي، ان “عصر‏ ‏الشهداء”‏حيث‏ ‏استبدلوه‏ ‏من‏ ‏ذكري‏ ‏فيضان‏ ‏النيل‏ بذكري‏ ‏فيضان‏ ‏دماء‏ ‏الشهداء‏ ‏الغزيرة‏ في عهد دقلديانوس الإمبراطور الروماني الدموي الذي اضطهد المسيحيين وقتل الملايين منهم أكثرهم من الأقباط ‏فبركات‏ ‏النيل‏ ‏كانت‏ ‏عند‏ ‏الفراعنة‏ ‏أعظم‏ ‏عيد‏ ‏لارتباطه‏ ‏بحياة‏ ‏مصر‏ ‏الزراعية‏

‏واستمر‏ ‏هذا‏ ‏التقويم‏ ‏القبطي‏ ‏ومايزال‏ ‏موجودا‏ ‏في‏ ‏الريف‏ ‏ومحافظات‏ ‏الصعيد‏ ‏لارتباطه‏ ‏بالزراعة‏ ‏علي‏ ‏مدار‏ ‏أشهر‏ ‏السنة‏.‏

ويقول الدكتور ارساني رضا، أمين عام الخدمة بكنيسة الأنبا بيشوي بالمنيا الجديدة، تناول الأقباط للبلح‏ ‏والجوافة‏ له معنى رمزي وبعد روحي حيث‏ ‏يرمز‏ ‏البلح‏ ‏إلي‏ ‏دم‏ ‏الشهداء‏، ‏وقلبه‏ ‏الأبيض‏ ‏يدل‏ ‏علي‏ ‏نقاء‏ ‏سيرتهم‏، ‏أما‏ ‏نواته‏ ‏فصلبة‏ ‏لا‏ ‏تنكسر‏ ‏رمزا‏ ‏لصمود الشهداء ‏رغم‏ ‏العذابات‏ ‏الكثيرة‏، ‏ونفس‏ ‏الرمز‏ ‏بالنسبة‏ ‏لثمرة الجوافة‏ ‏التي‏ ‏تمتاز‏ ‏بقلبها‏ ‏الأبيض‏ ‏وبذورها‏ ‏كثيرة‏ ‏مثل‏ ‏عدد‏ ‏الأقباط‏ ‏الشهداء، وتبادل الأقباط بطاقات التهاني لعيد رأس السنة القبطية، وكانت عبارة عن صور للبلح والجوافة وتصميمها بأشكال قبطية مثل الصلبان ‏.‏

وقال ابانوب مدحت، خادم بالنظام بالكنيسة، سعيد بمشاركتي في تهيز وتعبئة البلح والجوافة، من السنة للسنة لأننا تسلمناه ممن سبقونا وتعلمناه، فنحن مستمرون في احياؤه ولمن بعدنا ايضا، ولانه له مدلول رةحي وتاريخي وبمثابة معايدة تبث السعادة والمحبة لدي افراد الشعب .