الت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، اليوم الاثنين، إن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا، ستكلف الاقتصاد العالمي نحو 2.8 تريليون دولار من الإنتاج المفقود بحلول نهاية العام المقبل، بل وأكثر من ذلك إذا أدى الشتاء القاسي إلى تقنين الطاقة في أوروبا، وفقا لما أوردته صحيفة «وول ستريت جورنال».وكشف مركز الاقتصادات المتقدمة، ومقره باريس، عن حجم التداعيات الاقتصادية لغزو موسكو لجارتها قبل سبعة أشهر، مشيرا إلى أنه أسوأ صراع عسكري في القارة العجوز منذ الحرب العالمية الثانية، حيث تحاول روسيا إعادة رسم خريطة أوروبا بالقوة.
نقص الغذاء وهز الأسواق
ووفقا للمركز، فإن العمليات العسكرية لورسيا لم تقتصر تداعيتها على ارتفاع أسعار الطاقة، الذي أضعف إنفاق الأسر وقوض ثقة رجال الأعمال، لا سيما في أوروبا، بل أدى أيضا الهجوم إلى خلع سلاسل التوريد، وتسبب في نقص الغذاء والضروريات الأخرى وهز الأسواق في جميع أنحاء العالم.
كما تخشى أيضا الحكومات الغربية، من أن يؤدي ترتيب روسيا للتعبئة الجزئية واستعداداتها لضم أجزاء من أوكرانيا، إلى إطالة أمد الصراع لعدة أشهر، وربما سنوات، مما يزيد من حالة عدم اليقين التي تؤثر الآن على الاقتصاد العالمي.
ويقول ألفارو سانتوس بيريرا، كبير الاقتصاديين بالإنابة، في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية: «نحن ندفع ثمناً باهظاً للغاية مقابل الحرب».
انخفاض نمو الاقتصاد العالمي بنسبة من 4.5% إلى 3%
وفي أحدث توقعاتها، قالت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، إن الاقتصاد العالمي من المقرر أن ينمو بنسبة 3٪ هذا العام، و2.2٪ العام المقبل، بينما كان من المتوقع أن ينمو الاقتصاد بنسبة 4.5٪ في عام 2022 و3.2٪ في عام 2023 قبل الحرب.
ويشير الفرق بين هذين التقديرين، إلى أن الحرب ونتائجها ستكلف العالم ما يعادل الناتج الاقتصادي، الذي ولّده الاقتصاد الفرنسي بأكمله خلال هذين العامين.
وفي منطقة اليورو، تتوقع منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، أن ينمو الاقتصاد بنسبة 0.3٪ فقط في عام 2023، وهذه نسبة ضئيلة جدا مقارنة بتوقعات نمو الاقتصاد قبل الحرب، والتي وصلت نسبتها إلى 1.6%.
انكماش نمو الاقتصاد الألماني بسبب تداعيات الحرب
وأشارت المنظمة أيضا، إلى أن الحرب كان لها تأثير محدق على الاقتصاد الألماني، حيث كان من المتوقع أن يحقق الاقتصاد الألماني نمواً بنسبة 1.7%، ولكن مع اندلاع الحرب تراجع النمو إلى 7.%.
وفي نفس السياق، حذرت منظمة التعاون الاقتصادي والتنميةأ من أن الاقتصاد الأوروبي قد يعاني من انكماش أكثر حدةأ إذا ارتفعت أسعار الطاقة مرة أخرى، متوقعا أنه إذا ارتفعت أسعار الغاز الطبيعي بنسبة 50٪ خلال الفترة المتبقية من العام، فقد ينخفض الناتج الاقتصادي الأوروبي بنسبة 1.3٪ في عام 2023، بينما سينمو الاقتصاد العالمي بنسبة 1.7٪ فقط.