زار قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، أمس، والوفد المرافق لقداسته دير القديس يوحنا كاسيان بمارسيليا، وكان في استقبالهم رئيس الأساقفة أرشيفاك جان مارك إيفيلين، فمن هو القديس يوحنا كاسيان والمعروف بمؤسس رهبنة الغرب؟
ولد القديس يوحنا كاسيان نحو عام 360 م وحصل على تعليما أدبيًا في شبابه، ومن ثم انضم كاسيان وصديقه جرمانوس إلى دير في بيت لحم 380 م حيث قضى هناك عدة سنوات وتأدب بآداب أديرة سوريا.
ذهب إلى مصر هذا القديس مرتين مرة مع صديقه جرمانوس ليتتلمذ على أيدي قديسيها وبعد أن قضى الصديقان سبع سنوات في مصر، عادا إلى ديرهما في بيت لحم ومن ثم زار مصر مرة ثانية وبعد ذلك ذهب كاسيان إلى القسطنطينية حيث سيم بيد القديس يوحنا فم الذهب شماسًا، وهناك شهد كاسيان وجرمانوس الأحداث التاريخية المؤدية إلى خلع ونفى فم الذهب وفي عام 404 م.
ولما كان لكاسيان من خبرة ودراية بالأنظمة الرهبانية في مصر، كان يُنظر إليه كمرجع ومصدر ثقة، ويُعد هو المنظم والمدبر الأول للرهبنة الغربية إذ نقل كل التراث القبطي من تعاليم وتسابيح وصلوات إلى الغرب.
لعب هذا القديس دور تأريخي هام حيث ظهر ذلك وبقوة فى كتابيه "المناظرات"و "المؤسسات" والمناظرات: أو المقابلات هي أحاديث كاسيان وجرمانوس مع مشاهير الآباء الأقباط والتي يقدمون فيها التعاليم الرهبانية القبطية.
بالإضافة إلى المؤسسات وفيه شرح كاسيان القوانين الرهبانية، والخطايا الثمانية التي تعيق الإنسان في جهاده الروحي.
ويُعد هذان العملان من الأعمال الهامة في التأريخ للرهبنة والنسك القبطي في القرن الرابع، إذ يمدنا بصورة حية عن الأنظمة والتقاليد الرهبانية في ذلك الوقت مع التعريف بآباء تلك الفترة".
وذهب القديس يوحنا إلى روما حاملًا رسالة التماس إلى البابا أنوسنت من أكليروس القسطنطينية يؤيدون فيها القديس يوحنا فم الذهب، ومكث هناك لفترة من الوقت.
ومن روما عاد كاسيان إلى فرنسا حيث استقر في مرسيليا وأسس ديرين وسط الغابات الكثيفة أحدهما للرهبان ويُقال أنه بُني على قبر القديس بقطر وهو شهيد من عصر دقلديانوس والآخر دير للعذارى.
ورافق البابا تواضروس السفير هشام ماهر القنصل المصري العام بجنوب فرنسا فى رحلته إلى دير القديس يوحنا كاسيان،وتبارك قداسة البابا ومرافقوه من رفات القديس الموجودة بالدير وكتب فى سجل الدير "المحبة لا تسقط أبدا".