رغم تحذير البابا الراحل شنودة الثالث له بعدم المشاركة في احتفالات نصر أكتوبر عام 1981، إلا أنه رفض نصيحة البطريرك وذهب مصرًا على المشاركة مع الرئيس الراحل أنور السادات في تلك الاحتفالات، ولقى استشهاده.
الأنبا صموائيل، الذي لقب بـ"الأسقف الطائر"؛ لأنه كان أسقفًا للخدمات العامة، وكان يخدم بالمهجر بنشاط منقطع النظير، وكان القائم مقام بطريرك الكرازة المرقسية بقرار من الرئيس انو السادات عقب تحديد إقامة البابا شنودة وعزله من منصبه بقرار جمهوري خلال حملة اعتقالات سبتمبر 1981.
والأنبا صموائيل، هو من مواليد القاهرة في 8 ديسمبر 1920م باسم سعد عزيز، حصل على ليسانس الحقوق عام 1942 م، ثم حصل على دبلوم الكلية الإكليريكية عام 1944، وعمل مدرسًا للإكليريكية بأديس أبابا بالحبشة من 1944 وحتى 1946.
وترهبن في 1950 في دير السريان باسم الراهب القس مكاري السرياني، ثم رقي إلى درجة القمصية في عام 1952، ثم أصبح سكرتيرًا خاصًا للبابا الراحل كيرلس السادس، حتى أن رسمه البابا كيرلس أسقفًا للخدمات العامة.
وعقب نياحة البابا كيرلس السادس، كان من ضمن الأساقفة الثلاثة المرشحيين لمنصب البطريرك وحصل على أعلى الأصوات إلا أن القرعة الهيكلية اختارت الأنبا شنودة أسقف الخدمات ليكون بابا الاسكندرية خليفة للبابا كيرلس السادس.
ويقول أسامة عيد كاتب وباحث في الشأن القبطي، إن الأنبا صموائيل كان قويًا، حيث قاد الكنيسة وقت اعتقال البابا شنودة الثالث ولم يوافق على اقتراح السادات بتعينه بطريرك خلفًا للبابا شنودة بعد اعتقاله.
وأضاف "عيد"، لبوابة الفجر، أن الأنبا صموائيل كان يحترم ويقدر البابا شنودة الثالث، حيث طلب الانبا صموائيل من الرئيس السادات بعدم ذكر اسم البابا شنودة بدون لقب في خطاباته لأنه يجرح مشاعر الأقباط، كما أنه لا يصح أن ينصب بطريرك بدلًا من البابا شنودة وهو مازال على قيد الحياة.
وتابع: أن الأنبا صموائيل شدد على الرئيس السادات أن البابا شنودة قامة روحية وسلطة دينية كبيرة لها كل الاحترام، مؤكدا أن طوال فترة تحديد إقامة البابا شنودة الثالث الاجبارية في دير الانبا بيشوي، كان الانبا صموائيل يخبره بكل ما يحدث حتى أن استشهد على المنصة مع الرئيس انور السادات في احتفالات السادس من اكتوبر عام 1981.