قال ممثلو النيابة العامة، خلال مرافعتهم، اليوم السبت، في القضية المتهم فيها الطبيب أحمد عبدالله زكي بقتل أسرته في كفر الشيخ، إن المتهم ارتكب جريمته استنادا لأسباب واهية، وشبهته بأنه "شيطان الإنس"، الذي سفك دماء 4 أرواح بريئة دون ذنب منهم، هم زوجته وأطفاله الثلاثة، وأنه عوضا عن بناء مستقبل أسرته قتلهم جميعا، ولم تشفع توسلاتهم له.

وجاء بمرافعة ممثلي النيابة العامة، أن الزوجة شاركت الزوج -المتهم بقتلها وأبنائها- في السعي لتوفير الرزق، وقضت معه 10 سنوات في الغربة، وأن جميع الأدلة تثبت أن المتهم هو مرتكب الجريمة البشعة، حيث بيت النية وعقد الغزم على قتل زوجته منذ أكثر من 6 أشهر، على ارتكاب الجريمة، وأعد الأدوات التي استخدمها فى جريمته بعناية، وخنق وذبح زوجته أولا، ثم خنق وذبح ابنته ليلى وهى نائمة ثم ذبح ابنه عمر وهو نائم ثم ذبح ابنه عبدالله الذى استيقظ وحاول الدفاع عن نفسه، إلا أن المتهم تمكن منه وذبحه هو الآخر.

وأوضح ممثلو النيابة في مرافعتهم، أن المتهم أخفى أدوات الجريمة، ومصوغات زوجته لتضليل العدالة والهروب من العقاب، ولكن العميد عبدالفتاح المنشاوي، رئيس مباحث كفر الشيخ، استطاع الحصول على اعترافه بجريمته فى ذات يوم ارتكابها، عقب اكتشاف دماء على ملابسه الداخلية - تبين فيما بعد أنها تخص الضحايا- فاعترف تفصيليا بجريمته ومثّلها، وأرشد عن أدوات الجريمة والمصوغات التى أخفاها، كما اعترف بأنه حاول إبعاد الشبهات عنه عقب ارتكابه الجريمة، حيث قام بارتداء ملابس رياضية أعلى ملابسه التى ارتكب بها الجريمة، وغسل الدماء التى كانت على يديه، ثم ذهب إلى النجار الذى كان يصنع الأثاث الخاص بشقيق زوجته، والذى كان من المقرر أن يتزوج بعد 11 يوما من وقوع الجريمة.

وتابع ممثلو النيابة، ثم ذهب المتهم إلى فرع البنك الأهلى وحصل على رقم بدوره، وطلب طبيبة زميلة له بالوحدة الصحية التى يعمل بها، لتقوم بالتوقيع له لإثبات حضوره، ولم تكن على علم بما ارتكبه.

وأشارت النيابة، إلى أن والدة المجنى عليها تعرفت على المصوغات التى أرشد عنها المتهم، وأكدت أنها لابنتها المقتولة، وأوضحت النيابة، أن المتهم اعترف بكافة التهم الموجهة إليه دون إكراه، ولم يدفع أنه أجبر على تلك الاعترافات، وطالبت النيابة بتوقيع أقصى عقوبة على المتهم والقصاص منه بالإعدام شنقا، تنفيذا لحكم الله والشرع والقانون.

وقد اكتفى المحامى الحاضر عن المجني عليهم بجملة واحدة، تمثلت في المطالبة بتعويض 10001 جنيه.

ثم بدأ المحامي الحاضر عن المتهم مرافعته، وقال لموكله "ارفع رأسك يا أحمد.. كلنا أنت.. وأنا كنت هاعمل اللي أنت عملته بس كنت هانتحر بعدها".

وأوضح الدفاع، أن موكله ارتكب جريمته تحت تاثير عوامل نفسية، أفقدته القدرة على الاختيار، وكان لا يوجد أمامه حل آخر، بعد أن اكتشف وجود علاقة عاطفية بين زوجته وشخص آخر، وعلم بهذه العلاقة من خلال اكتشافه رسائل مسجلة على هاتف زوجته، تؤكد وجود هذه العلاقة، وقد اعترفت له بأنها علاقة قديمة، مما أثر عليه نفسيا ودفعه لقتل زوجته.

وقال محامي المتهم: "موكلي استشرف مستقبل أبنائه فقام بتفكير نبيل وقام بالقتل الرحيم لهم"، ودفع بانتفاء المسئولية الجنائية عن موكله، لأنه عانى وقت ارتكاب الحادث من اضطراب نفسي، وضغط معنوي أفقده حرية الاختيار، وطلب عرض موكله على لجنة مختصة في الطب النفسي، تضم أيضا 3 من علماء الاجتماع، لبيان مدى خضوع موكله لضغط نفسي وعقلي وهرموني ومعرفي وسلوكي، أفقده حرية الاختيار لحساب إرادة المجتمع والعرف والدين والغيرة الفطرية.

كما طالب المحكمة، بأن تقضي ببراءة موكله لهذه الأسباب، مؤكدا أننا أمام جريمة نفسية ذات أبعاد اجتماعية، وأن موكله ليس قاتلا بل إنسانا رقيق الإحساس.

وشهدت الجلسة، مشادات بين هيئة الدفاع عن المتهم، وأسرة المجني عليها، كادت أن تصل إلى اشتباكات، وتدخلت أجهزة الأمن وتم التفريق بينهما، وذلك بسبب كلام الدفاع عن المتهم في حق المجني عليها زوجة الطبيب المتهم. 

وشهدت المحكمة إجراءات أمنية مشددة بإشراف اللواء محمد عمار، مدير المباحث الجنائية، اللواء جمال سامون، مساعد مدير الأمن، تنفيذًا لتوجيهات اللواء فريد مصطفى، مساعد وزير الداخلية، مدير الأمن، حيث سمح الأمن بدخول الصحفيين والإعلاميين بناءً على تعليمات رئيس الدائرة الأولى، بمحكمة جنايات كفر الشيخ، وتم إحضار المتهم من محبسه بسجن طنطا العمومي، في سيارة ترحيلات تحت حراسة مشددة، وتم إيداعه قفص الاتهام. 

وكان المستشار نبيل أحمد صادق، النائب العام، قد قرر إحالة الطبيب المتهم إلى محاكمة عاجلة أمام محكمة جنايات كفرالشيخ، وذلك لاتهامه بقتل زوجته "مني ف.ش."، (36 عاما)، وأطفاله الثلاثة، عبدالله 8 أعوام، وعمر 6 أعوام، وليلى 4 أعوام، بسبب خلافات زوجية بينهما.

وقرّرت الدائرة الأولى بمحكمة جنايات كفر الشيخ، برئاسة المستشار بهاء المري، رئيس الدائرة، تأجيل محاكمة المتهم بقتل زوجته وأطفاله الثلاثة بسخا إلى جلسة غد الأحد، للنطق بالحكم على المتهم الطبيب أحمد عبدالله زكي (42 عاما)، المتهم بقتل زوجته وأطفاله الثلاثة.