قال الناشط والصحفي السوداني محمد زاهر، إن الحرب المشتعلة في السودان منذ منتصف أبريل 2023 خلفت آثارًا إنسانية كارثية، مشيرًا إلى توقف برنامج الأغذية العالمي عن عمله في البلاد، ما فاقم من الأزمة المعيشية في المناطق الأكثر تضررًا، لاسيما إقليم دارفور وكردفان.
وأوضح "زاهر" في تصريحات خاصة لـ "الدستور" أن نقص الغذاء والدواء أصبح يؤثر بشكل مباشر على المدنيين الذين يعيشون تحت مرمى نيران العمليات العسكرية.
الوضع الإنساني يتسم بترد حاد في مستوى المعيشة
وأكد زاهر أن الوضع الإنساني في هذه المناطق يتسم بتردٍ حاد في مستوى المعيشة، حيث تواجه الأسر تحديات يومية في الحصول على الغذاء والماء النظيف والخدمات الطبية الأساسية، وسط صمت مريب من المجتمع الدولي تجاه معاناة السكان المدنيين.
وأضاف أن هذه الأزمة تفاقمت بعد الأحداث الدموية التي شهدتها مدينة الفاشر، والتي أدت إلى زيادة الحصار على المدن والقرى، خاصة تلك الواقعة تحت سيطرة مليشيا الدعم السريع.
تصاعد المعارك بصورة مكثفة في إقليم كردفان
وأشار الناشط والصحفي السوداني إلى تصاعد المعارك بصورة مكثفة في إقليم كردفان، لا سيما جنوب وغرب الإقليم، حيث تمكن الجيش السوداني من تحقيق تقدم ملحوظ، بالسيطرة على عدد من البلدات في شمال كردفان.
مليشيا الدعم السريع تستخدم سياسة التجويع كأسلوب لتحقيق مكاسب عسكرية
وأوضح أن هذا التقدم يهدف إلى فك الحصار عن المدن الرئيسية مثل الخوي والنهود وبابنوسة، التي تعرضت لحصار خانق منذ شهور، مع تكثيف مليشيا الدعم السريع عملياتها العسكرية في هذه المناطق.
وقال زاهر إن مليشيا الدعم السريع تستخدم سياسة التجويع كأسلوب لتحقيق مكاسب عسكرية، مستغلة ضعف المراقبة الدولية، ومشدداً على أن استمرار هذا الوضع يعرض المدنيين لمخاطر كبيرة تهدد حياتهم وصحتهم.
وأضاف أن هذه الممارسات تشكل خرقًا صارخًا للقوانين الإنسانية الدولية، وتدعو إلى تدخل عاجل من المجتمع الدولي لتوفير الحماية للمدنيين وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى المتضررين.
الحل الأمثل يكمن في الضغط الدولي لإنهاء الصراع وحماية المدنيين
وأكد أن الحل الأمثل يكمن في الضغط الدولي لإنهاء الصراع وحماية المدنيين، ووقف سياسة التجويع التي تمارسها المليشيات، والعمل على إعادة فتح الممرات الإنسانية لضمان وصول الغذاء والدواء إلى جميع المحتاجين، مع تعزيز الدعم للمجتمعات المحلية التي تعاني آثار الحرب المباشرة.