تستضيف جوبا عاصمة جنوب السودان، اليوم السبت، مراسم حفل التوقيع النهائي على اتفاق السلام السوداني الشامل بين الحكومة السودانية الانتقالية والجبهة الثورية السودانية.
وأعلنت دولة جنوب السودان، اكتمال التجهيزات للتوقيع على اتفاق السلام النهائي بين الأطراف السودانية في جوبا.
وقال رئيس لجنة الوساطة توت قلواك، إن التوقيع النهائي بين الحكومة السودانية والجبهة الثورية، سيحضره رؤساء دول وحكومات في الإقليم والعالم العربي وممثلون عن الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة.
كما يتوقع أن يلقي الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جورتيريش، كلمة بهذه المناسبة، عبر تقنية الفيديو، وذكر "قلواك"، في مؤتمر صحفي من جوبا، أمس الأول، أن الأطراف ستوقع على 6 بروتوكولات لإنهاء الصراع في السودان.
وكانت الأطراف السودانية قد وقعت على السلام بالأحرف الأولى في الثلاثين من أغسطس الماضي، بعد مفاوضات استمرت نحو عام.
المشاركون يصلون إلى جوبا لتوقيع اتفاق السلام
توجه رئيس مجلس السيادة الانتقالي بالسودان الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، إلى جوبا، أمس الجمعة؛ للمشاركة في مراسم التوقيع النهائي على اتفاق السلام الشامل، بين الحكومة السودانية ومكونات "الجبهة الثورية".
ويرافق "البرهان" إلى جوبا عضوا مجلس السيادة عائشة موسي ورجاء نيكولا، ومدير المخابرات العامة السوداني الفريق أول جمال عبدالمجيد، والأمين العام لمجلس السيادة الفريق الركن محمد الغالي علي، ووالي ولاية النيل الأبيض إسماعيل فتح الرحمن وراق.
4970838561601675234
كما وصل النائب الأول لرئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول محمد حمدان دقلو يرافقه وزير الطاقة والتعدين ووزيرة المالية، جوبا، أمس الأول، للمشاركة في مراسم التوقيع النهائي لاتفاق السلام في عاصمة جمهورية جنوب السودان.
كما وصل إلى مطار جوبا الدولي الفريق أول ركن شمس الدين كباشي عضو مجلس السيادة الانتقالي في إطار الترتيبات لمراسم التوقيع النهائي، لاتفاق السلام الشامل بجوبا في الثالث من أكتوبر.
وكان في استقبال الحضور المستشار توت قلواك مستشار الرئيس سلفاكير ميارديت للشؤون الأمنية ورئيس لجنة الوساطة الجنوبية، وعدد من أعضاء الجبهة الثورية وأعضاء البعثة الدبلوماسية السودانية بجوبا.
وأعلن المستشار توت قلواك، عن دخول السودانيين إلى دولة جنوب السودان بدون تأشيرة.
وقال، في تصريح في مطار جوبا، "حان الوقت لتعيش الخرطوم وجوبا في سلام واستقرار"، مشيدا بجهود الوفد الحكومي ورؤساء الحركات المسلحة في اتخاذ قرارات شجاعة من أجل الوصول إلى اتفاق سلام شامل يحقق الأمن والاستقرار في السودان.
من جانبه، قال النائب الأول لرئيس مجلس السيادة الانتقالي بالسودان رئيس وفد الحكومة لمفاوضات السلام في جوبا، الفريق أول محمد حمدان دقلو، إن المفاوضات نجحت لأن بدايتها كانت "موفقة"، حيث بدأنا التفاوض كأخوة وليس أعداء.
وأعرب دقلو، في تصريح لدى وصوله جوبا للمشاركة في حفل توقيع اتفاق السلام، عن شكره وتقديره لدولة جنوب السودان حكومة وشعباً لوقفتها التاريخية، ودعمها لتحقيق السلام في السودان رغم الظروف الصعبة التي تمر بها. وحيا جهود ومثابرة أطراف التفاوض وكل من أسهم في تحقيق السلام، مشيراً إلى أن مراسم التوقيع النهائي لاتفاق السلام ستحظى بحضور دولي وإقليمي.
وكان رئيس دولة جنوب السودان الفريق أول سلفاكير ميارديت، بحث في القصر الرئاسي بمدينة جوبا، مع رئيس مجلس الوزراء السوداني الدكتور عبدالله حمدوك، العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها بما يخدم مصلحة الشعبين.
وذكر مجلس الوزراء السوداني، في بيان أمس الجمعة، أن اللقاء تناول الترتيبات التي تمت للاحتفال بتوقيع اتفاق السلام بين الحكومة وأطراف عملية السلام من "حركات الكفاح المسلح" في جوبا.
وفي ختام اللقاء، تقدم رئيس الوزراء السوداني، بالشكر للرئيس سلفاكير وفريق الوساطة على جهودهم لإحلال السلام في السودان، ولدور دولة جنوب السودان في استضافة هذا الحوار السوداني.
احتفال رسمي وشعبي باتفاق السلام والحضور دولي وإقليمي
وأكد مقرر لجنة الوساطة في مفاوضات السلام السودانية من دولة جنوب السودان، ضيو مطوك، أنه سيكون هناك حضور دولي وإقليمي رفيع في التوقيع النهائي على اتفاق السلام بين الحكومة السودانية، و"الجبهة الثورية" (التي تضم قوى سياسية وحركات مسلحة)، في جوبا.
وذكر مجلس السيادة الانتقالي بالسودان، في بيان مساء أمس الجمعة، أن اجتماعا عقد في جوبا، ضم أعضاء الوفد الحكومي لمفاوضات السلام برئاسة الفريق أول ركن شمس الدين كباشي، وقادة "الجبهة الثورية السودانية"، وأعضاء من لجنة الوساطة الجنوبية برئاسة الدكتور ضيو مطوك، تم خلاله استعراض إجازة التفاصيل الأخيرة لبرنامج الاحتفال بالتوقيع النهائي على اتفاق السلام الشامل.
وأوضح "مطوك"، أنه سيقام احتفال رسمي وشعبي بساحة الحرية، مشيرا إلى أن البرنامج المصاحب للاحتفال سيقام مساء بساحة "الشهيد الدكتور جون جرنج"، ويحتوي على ليلة غنائية وشعرية يشارك فيها العديد من الشعراء والفنانين من السودان وجنوب السودان، لعرض ثقافات البلدين المتنوعة.
وأعلنت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، عن أن الجامعة سوف تشارك في مراسم التوقيع النهائي على اتفاق السلام بين حكومة جمهورية السودان وحركات الكفاح المسلح السودانية. وصرح مصدر مسؤول بالأمانة العامة، بأن أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية قد تلقى رسالة خطية من الرئيس سلفا كير رئيس جمهورية جنوب السودان، لدعوة الجامعة إلى المشاركة في احتفالات التوقيع النهائي على اتفاق جوبا للسلام مع بقية شركاء السودان الدوليين والإقليميين.
وأوضح أن الجامعة ستكون ممثلة في الاحتفالية من خلال السفير خالد عبدالرحيم عبدالغفار رئيس بعثة الجامعة العربية في جوبا، والذي كلفه أبو الغيط بالمشاركة في مراسم التوقيع نيابة عنه.
وأشاد أبوالغيط بهذه المناسبة بالشجاعة وروح الشراكة التي تحلت بها قيادات الدولة السودانية والحركات المسلحة في الوصول إلى اتفاق السلام، وجدد التزام الجامعة العربية بالوقوف مع السودان وأهله في سبيل تنفيذ استحقاقات السلام وكل ما يصب في دعم الأمن والاستقرار والتنمية في ربوع البلاد.
بنود اتفاق سلام السودان في جوبا
عالج اتفاق سلام بين الحكومة السودانية والجبهة الثورية وحركة تحرير السودان قضايا شملت الجوانب السياسية والترتيبات الأمنية والمسارات السياسية وتقاسم السلطة والثروة. وتلخصت أبرز بنود الاتفاق في وقف الحرب وجبر الضرر واحترام التعدد الديني والثقافي والتمييز الإيجابي لمناطق الحرب، وهي دارفور والنيل الأزرق وجنوب كردفان.
كما نص الاتفاق على تمديد الفترة الانتقالية إلى 39 شهرا ابتداء من تاريخ توقيع الاتفاق على أن تشارك الأطراف الموقعة في السلطة الانتقالية بثلاث مقاعد في مجلس السيادة ليرتفع عدد أعضاء المجلس إلى 14 عضوا، وسيحصل الموقعون أيضا على 5 مقاعد في مجلس الوزراء حيث يتوقع رفع عدد الحقائب الوزارية إلى 25 حقيبة، و 75 مقعدا في المجلس التشريعي الذي يتوقع تشكيله من 300 عضوا.
وتضمنت بنود تقاسم السلطة تمكين المناطق المتضررة من الاستفادة الكاملة من نحو 40 % من عوائد الضرائب والموارد والثروات المحلية، في حين تذهب نسبة الـ 60 % المتبقية للخزينة المركزية.
ونص الاتفاق كذلك على منح منطقتي النيل الأزرق وجنوب كردفان صيغة حكم ذاتي حددت من خلالها اختصاصات السلطات المحلية والفيدرالية، بما في ذلك سن القوانين والتشريعات التي اتفق على أن تستند لدستور 1973، إضافة إلى تشكيل مقتضيات أهمها مفوضية للحريات الدينية.