برعاية نيافة الحبر الجليل أبينا الحبيب والمكرم الأنبا بولس -أسقف الرعاية والعمران- أسقف إيبارشية أوتاوا ومونتريال وشرق كندا، صلي أبونا الحبيب والغالي القمص الراهب موسي البراموسي، المشرف المسؤول عن ترينتي سنتر في فال دي بوا، وكاهن كنيسة رئيس الملائكة ميخائيل والقديس أبي سيفين في لافال، القداس الإلهي لعيد الميلاد المجيد في مدينة مونكوتون بإقليم نيو برونزويك Moncton – New Brunswick التي تقع ضمن أقاليم شرق كندا على المحيط الأطلسي، وسط فرحة كبيرة للأقباط هناك، لصلاة القداس الإلهي لعيد الميلاد المجيد، وتمت الصلاة في كنيسة مار جرجس St. George’s Anglican Church، حيث صلي الأقباط هناك قداس عيد الميلاد المجيد.
الله أعطانا نعمة التبني لنكون أبناء و”بنات” الله .. لندخل إلى النعمة والحقيقة
وقال أبونا الحبيب والغالي القمص الراهب موسي البراموسي، خلال عظته بعد قراءة الإنجيل المقدس: لقد خلق الله الإنسان على صورته ومثاله، حيث كانت الخليقة الأولي للبشر، من الأرض الطاهرة النقية، لكن وقوع الإنسان في الخطية حرمه من النعمة الإلهية، بسبب خطية العصيان، حيث لم يطع وصية الله. ولهذا طردنا من أرض الحياة ونعيم الفردوس، وحصلنا بسبب الخطية، على الحياة الزمنية كميراث لنا بالولادة الجسدية، ومعها بالتالي موت جنسنا وفساده، بسبب خطية عصيان الإنسان وصية الله
وبدأ الجميع يفضلون الأرض على الفردوس، بعد أن غرقوا في شهواتها وملاذتها الدنيوية الزائلة، حتى أنه لم يعد هناك أملا في الخلاص إلا بمساعدة إلهية. ولم يكن لشريعة الطبيعة، أو الشريعة المكتوبة، أو أقوال الأنبياء، أي قوة من أجل الخلاص من هذه الخطية. ولم يعرف أحد كيف تصحح الطبيعة البشرية، بأي وسيلة من الوسائل، لتعود إلى طبيعتها الأولي الطاهرة النقية. والله هو خالق الكل لم يتنازل عن خليقته، ليكشف لنا عن عالم آخر جديد ومرتب بدقه، بحيث يتم القضاء على الشكل القديم المنتشر للخطية، ومن أجل أن يمنحنا حياة عجيبة وحرة وهادئة، من خلال إعادة خلقنا بالولادة الإلهية في نفسه، حيث كان ميلاد الطفل يسوع المسيح
وعيد ميلاد السيد المسيح، هو بداية الأعياد، لأنه بمثابة مدخل إلى النعمة والحقيقة، لأنه كما كتب في رومية “لأن غاية الناموس، هي: المسيح للبر لكل من يومن” (رو 4:10)، حيث يرفعنا ميلاده إلى الروح
الخلاص من عبودية النص الحرفي للناموس وتحولنا من عبيد ومستعبدين إلي النور وأحرار في “النعمة
أضاف أبونا الحبيب والغالي القمص الراهب موسي البراموسي: وهنا كانت نهاية “الناموس”، حيث إن المشرع بعد أن صنع كل شيء، “لتدبير ملء الأزمنة، ليجمع كل شيء في المسيح، ما في السماوات وما على الأرض، في ذاك”، (أف 1:10)، محييا الناموس بالنعمة، التي أخذت الناموس تحت سلطانها، وقد خضع الناموس للنعمة، حتى أنه بالقدرة الإلهية يتحول العبيد والمستعبدون “في الناموس”، إلي النور وأحرار “في النعمة”، “هكذا نحن أيضا لما كنا أطفالا في العبودية” تحت أركان وشهوات هذا العالم. ولكن عندما جاء ملء الزمان، أرسل الله ابنه الوحيد، مولودا من امرأة، مولودا، تحت الناموس، ليفتدي من هم يتبعون الناموس، ولكي نتمكن من الحصول علي نعمة التبني كأبناء.
وبما أننا أبناءه، أرسل الله روح ابنه في قلوبكم صارخا “يا أبا الآب”. ” إذا لست بعد عبدا، بل ابنا وإن كنت ابنا فوارث لله بالمسيح” (غل 4:3)، حتى لا نكون مستعبدين لشهوات ومغريات هذا “العالم”، أو حتى تحت نير عبودية النص الحرفي للناموس. هنا تظهر لنا قمة نعمة السيد المسيح لنا، وهنا تبرز لنا أسرار البشارة وإعلان السر الإلهي “الله الظاهر في الجسد”، هو “التأله” المفترض على الجنس البشري من ناحية، والثمرة التي منحها الله للإنسان. وفي نهاية عظته، دعا أبونا الحبيب والغالي القمص الراهب موسي البراموسي، المشرف المسؤول عن ترينتي سنتر في فال دي بوا، وكاهن كنيسة رئيس الملائكة ميخائيل والقديس أبي سيفين في لافال، للجميع بأن تشملهم نعمة ميلاد رب المجد يسوع المسيح كأبناء وبنات له، يتمثلون بصورته ومثاله في حياتهم على مختلف المستويات
فرحة كبيرة للأقباط للمشاركة في قداس العيد .. والكثير قاد سيارته لأكثر من 3 أو 4 ساعات للمشاركة في القداس
هذا عبر الشعب المشارك في صلاة القداس الإلهي من مختلف الأعمار من شيوخ ورجال ونساء وأطفال عن فرحتهم بالمشاركة في قداس عيد الميلاد المجيد، واهتمام أبونا الأسقف المحبوب وجزيل الاحترام الأنبا بولس “أسقف الرعاية والعمران” بأن يوفد أبونا القمص الراهب موسي البراموسي، ليصلي القداس معهم، خاصة وأن إقليم نيو برونزويك من الأقاليم الأطلسية شرق كندا البعيدة نسبيا عن قلب كندا، و، وبعضهم إن لم يكن غالبتيهم جاءوا للمشاركة في القداس بعد أن قادوا سياراتهم لأكثر من 3 إلي 4 ساعات من مدن عديدة حول مونكتون للوصول إلي الكنيسة من أجل نوال بركة صلاة قداس عيد الميلاد المجيد، حيث أنه من المعروف أن كندا تعد ثاني أكبر دولة في العالم بعد روسيا من حيث المساحة، وهي كما يقال مجازا هنا وسط الكنديين، عبارة عن قارة وليست مجرد دولة.