أكدت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، أن بريطانيا تستعد لزلزال في المشهد السياسي، اليوم الخميس، حيث يبدو أن الناخبين يستعدون لانتخاب حزب العمال في الانتخابات العامة التي انطلقت اليوم بأغلبية كبرى، ما يضع حكومة ريشي سوناك وحزب المحافظين الذي يمثل اليسار الوسطي في مأزق كبير للمرة الأولى منذ 14 عامًا.
انهيار وشيك لليسار الوسطي في بريطانيا يعكس إحباط الناخبين
وتابعت الصحيفة، أن بعض استطلاعات الرأي تظهر أن زعيم حزب العمال كير ستارمر، المدعي العام السابق الذي تحول إلى سياسي، يمكن أن يحصل على أكبر أغلبية برلمانية في تاريخ بريطانيا الحديث، حيث يبحث الناخبون عن قيادة جديدة بعد فترة مضطربة من حكم حزب المحافظين شملت خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، فضلًا عن الاقتتال السياسي والفضيحة التي تسببت في رحيل 4 رؤساء وزراء في 5 سنوات، والوباء، والحرب في أوكرانيا، وأزمة تكلفة المعيشة.
وأضافت أنه من المرجح أن تكون النتيجة أحدث مثال على تزايد إحباط الناخبين من الأحزاب السياسية الحالية في العديد من الديمقراطيات، في وقت أدت فيه التداعيات الاقتصادية الناجمة عن الوباء والحرب إلى ارتفاع معدلات التضخم وإلحاق الضرر بالدخول، ومن جنوب إفريقيا إلى الهند إلى فرنسا، يقوم العديد من الناخبين المحبطين بمعاقبة الساسة الموجودين في السلطة.
وأشارت إلى أنه على عكس بعض الدول في أوروبا مثل فرنسا وألمانيا التي تشهد صعود الأحزاب اليمينية المتطرفة، فإن بريطانيا سوف تميل نحو اليسار، لا يعني ذلك أن المواطنين قد يلاحظون تحولًا كبيرًا، حيث قام ستارمر بتحريك الحزب بشكل حاد نحو الوسط في السنوات الأخيرة، وتخلى عن سياساته وأعضائه الأكثر تطرفًا، ووعد بمواصلة تأييد بريطانيا للولايات المتحدة والسياسة الخارجية، بما في ذلك الدعم المستمر لأوكرانيا وإسرائيل.
وأمضى ستارمر الأسابيع الستة الماضية يتنقل في جميع أنحاء البلاد مكررًا تعهده بـ"وقف الفوضى" في عهد المحافظين ورئيس الوزراء ريشي سوناك، وهو مصرفي سابق في بنك جولدمان ساكس تولى منصبه قبل أقل من عامين.
وأصبح سوناك زعيمًا للمملكة المتحدة بعد أن قامت سلفه ليز تروس بتخفيضات ضريبية ضخمة أثارت ذعر الأسواق المالية وأثارت تهافتًا على الجنيه الإسترليني، ما أجبرها على الاستقالة بعد أسابيع فقط من ولايتها.
وسيُدلي الناخبون بأصواتهم حتى إغلاق صناديق الاقتراع عند الساعة العاشرة مساء بتوقيت جرينتش، ثم سيتم الإعلان عن استطلاع لآراء الناخبين يشير إلى النتيجة المحتملة، وسيتم فرز الأصوات طوال الليل قبل صدور النتائج النهائية، على الأرجح خلال الساعات الأولى من صباح غدٍ الجمعة.
وأوضحت الصحيفة الأمريكية، أن المحافظين متأخرون بأكثر من 20 نقطة في معظم استطلاعات الرأي وقد يواجهون هزيمة تاريخية بعدد قياسي من المقاعد.
وأظهر أحد استطلاعات الرأي هذا الأسبوع، أن الحزب الذي ظل في السلطة لمدة 32 عامًا من أصل 45 عامًا ويفتخر بزعماء سابقين مثل ونستون تشرشل ومارجريت تاتشر، يخاطر باحتلال المركز الثالث، خلف حزب الديمقراطيين الليبراليين الأصغر بكثير.
وكان مسئولو حزب المحافظين يقومون هذا الأسبوع بحملات محمومة في المناطق التي كانت تعتبر لعقود من الزمن معاقل صلبة لحزب المحافظين، ويكافح سوناك، وهو نائب عن منطقة في يوركشاير، من أجل الاحتفاظ بمقعده.