
ترأس قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية، وبطريرك الكرازة المرقسية، قداس تدشين كنيسة القديس مارمرقس بأسيوط.
ويشاركه في طقوس صلوات القداس الإلهي عددًَا من أساقفة الكنيسة منهم الأنبا يؤانس أسقف أسيوط، وسكرتير المجمع المقدس، والأنبا بيجول أسقف ورئيس دير المحرق باسيوط، والأنبا توماس مطران القوصية والأنبا ديمتريوس مطران ملوي.
وقال البابا تواضروس الثاني في كلمته خلال عظة القداس اليوم: ونحن نحتفل بتدشين هذه الكنيسة ومذابحها المقدسة ونحتفل باليوبيل الفضي للتجليات الإلهية النورانية، هو تاريخ مجيد ومنير، ويظهر حضور السيدة العذراء مريم والقديسين، فهو حضور منير والقداسة مرتبطة بالنور، وعندما نتحدث عن النور نفرح، ولذا اريد ان اتأمل معكم عن حياة المسيح:
حياة المسيح نور
وتابع: أن المسيح عندما اتي إلى العالم اتي بحبه واتى لكي ما يشرق في القلوب، لان الذين كانوا يجلسون في الظلمة احتاجوا نور المسيح النور يشرق كل يوم ويضيء الدنيا، انما الجالسين في الظلمة هم جالسين بعيدًا عن الله جالسين في خطاياهم الكثيرة، الخطية تعمي قلب الإنسان. نحن لدينان عينان الخارجية التي نبصر بها ونسميها البصر، والعين الداخلية هي القلب ونسميه البصيرة، المسيح جاء لينير لكل انسان، ولذا قال "أنا نور العالم"، ولهذا السبب نحن نجلس في الكنيسة وننظر للشرق، لأن الشرق هو موطن النور، وايضًا لأن السيدالمسيح سيأتي من الشرق، فنحن نستعد لمجيئه، لذا نستخدم الشمع والأنوار في كنيستنا حياة المسيح كانت نورًا لكل انسان، وكل من هو بعيد عن المسيح هو في الظلمة، هناك فرق بين العهد القديم والجديد، العهد القديم كإنه غرفة بها نور ضعيف لا نفهم ولا نقدر ما فيها، ولكن عندما جاء المسيح في العهد الجديد، اضاء هذه الغرفة، فصارت منيرة، واصبحنا نعرف وندرك ما في الانجيل هذه الغرفة المقصود بها حياتنا علي الأرض وحياتنا في السماء.
اعمال المسيح نور
وتابع: عمل السيد المسيح معجزات كثيرة، عندما جعل الأعمى يبصر، وغيرها من المعجزات الكثيرة، وكلها معجزات نور، فالمفلوج المدلى من السقف والذي قام ومشى ورجع بيته، هذا نور، عندما مكث بطرس طول الليل ليصطاد السمك، ولم يصطاد، ولكنه بعدما التقي بالمسيح، تجمع السمك واصطاد صيدًا وفيرًا لدرجة ان الشباك كانت تتخرق. اعمال ومعجزات السيد المسيح كثيرة، سواء كانت لفرد او فردين، أو معجزات كبير لآلاف من الشعب
كلام المسيح نور
وأضاف: المسيح لم يكن يريد الفلسفة، لكنه كان بسيطًا جدًا، وكان كلامه وتعاليمه كلها ببساطة، مثل الموعظة على الجبل، كانت تعاليم بسيطة لكنها مؤثرة. غاندي الزعيم الهندي، لم يكن مسيحيًا، قال الكتاب المقدس هو تاج الكتب، والموعظة على الجبل هي درة هذا التاج"، فكلام المسيح نور، وكل كلمة قالها المسيح من اجل خلاص الانسان، وحياته النقية، فهو يريدك ان تعيش في النور حياتك واعمالك في النور، لكي تمجد اسم المسيح، مضيفًا: إن الانسان الذي يكذب او يثير الشائعات او غيره، يعيش في الظلمة، كلما تكون كلمة الله في قلبك ولسانك، فأنت تعيش في النور، الكنيسة تعلمنا ان نقرأ الانجيل كل يوم ونعيش فيه لكي ما نعيش في النور.
وتابع: ففي الاصوام نقرأ العهد القديم، وفي ايام الفطار نقرأ العهد الجديد، ففي فترة الصوم نزداد في حرارتنا الروحية، فمثلًا في صوم الميلاد نقرأ اسفار موسى الخمسة، في الصوم الكبير نقرأ اسفار الأنبياء الكبار مثل اشعياء، وارميا، او الأنبياء الصغار، في صوم العذراء مريم نقرأ الأسفار الشعرية مثل الأمثال ونشيد الأناشيد، في صوم الرسل نقرأ اخبار الأيام وصموئيل الأول والثاني.
مختتمًا: أنتم كنيسة تنفرد بهذه التجليات النورانية، فأنت تعيش في النور، اجعل بيتك وكنيستك وعملك، سواء كبير او صغير، اجعلهم منيرين بنور المسيح تشجيع اولادك هو نور، مساندة الآخرين هي نور، اجعل حياتك بأعمالك وابتسامتك هي نور.