وسط تعثر المفاوضات بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي، بات من المقرر أن تخرج بريطانيا نهائيًا من الاتحاد بنهاية ديسمبر الجاري.
ومع تعثر المفاوضات وضرورة تنفيذ بريكست بعد فترة انتقالية بلغت عام منذ توقيع الملكة إليزابيث على تنفيذ الاتفاق فى يناير 2020، يخيم سيناريو عدم الاتفاق على الأزمة من جديد، وكذلك بالتزامن مع مواجهة بريطانيا أزمة السلالة الجديدة لفيروس كورونا، إلا إذا حد ث مخرج للأزمة خلال الـ7 أيام المقبلة قبل موعد الخروج النهائي، والمقرر في 31 ديسمبر الجاري، وإن كان من الصعب حدوث ذلك لضيق الوقت.
بريكست بدون اتفاق
ويستمر تعثر المفاوضات خاصة حول وصول الصيادين الأوروبيين إلى المياه البريطانية، وتجاوز المفاوضون الموعد النهائي الذي حدده البرلمان الأوروبي لتسلم نص الاتفاق الأحد الماضي.
وأوضح رئيس كتلة الحزب الشعبي في البرلمان الأوروبي مانفريد فيبر، إنه من المستحيل الآن على البرلمان مناقشة اتفاق قبل نهاية العام، قائلًا «لن نوافق على أي نص، المسالة التي نحن بصددها مهمة جداً».
وفى حال خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي دون اتفاق ستخضع المبادلات بين الاتحاد الأوروبي ولندن إلى قواعد منظمة التجارة العالمية، أي أنه سيتمّ فرض رسوم جمركية وحصص وذلك بالتزامن مع تأثر الاقتصاد العالمي بسبب جائحة كورونا، وهو ما تعاني منه دول العالم، وكذلك إجراءات إدارية قد تؤدي إلى اختناقات هائلة وتأخير في التسليم وانقطاع في سلاسل الإنتاج.
بريكست باتفاق
ومن الممكن تطبيق بريكست باتفاق يتم التوصل إليه في اللحظات الأخيرة بشكل مؤقت في الأول من يناير، على أن يصادق عليه البرلمان الأوروبي في وقت لاحق.
ولكن مثل هذا السيناريو غير ممكن من الناحية الإجرائية إلا إذا تم التوصل إلى تسوية قبل عيد الميلاد، وإلا فإن التعايش مع حالة عدم اتفاق، على الأقل لبضعة أيام، يبدو أمرًا لا مفر منه، وفقا لعدة مصادر أوروبية، بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء الفرنسية.
وأضافت المصادر أنه حال التوصل إلى اتفاق، ستكون هناك حاجة لعدة أيام لتحليل هذا المستند المؤلف من أكثر من 700 صفحة على المستوى القانوني.
وأكد مصدر أوروبي أنه بعد عيد الميلاد، يبدو من الصعب جدًا تجنب سيناريو عدم الاتفاق لفترة موقتة، موضحًا أن تمديد الفترة الانتقالية لما بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وهي فرضية سبق أن رفضتها لندن بشدة فى يونيو الماضي - أو دخول أجزاء فقط من نص محتمل حيز التنفيذ لفترة غير دائمة.
لكن الاتحاد الأوروبي اتخذ تدابير طارئة للحفاظ على أنشطة صيد الأسماك والحركة الجوية والنقل البري مع المملكة المتحدة، بشرط المعاملة بالمثل ،حال عدم التوصل إلى اتفاق.
واستبق البريطانيون والأوروبيون الفشل المحتمل لمفاوضات ما بعد بريكست في معاهدة سابقة، هي اتفاقية الانسحاب، التي توفر ضمانات للحفاظ على السلام في جزيرة إيرلندا وتحمي حقوق مواطني كلا الجانبين على الجانب الآخر من القناة.
وعلى الجانب الآخر، حدث تقارب فى المواقف فيما يخص الحوكمة في الاتفاق المستقبلي لحل النزاعات وشروط المنافسة العادلة،ويطالب الأوروبيون لندن بضمانات لحماية سوقهم الضخمة من اقتصاد بريطاني متحرر، بعد تنفيذ اتفاق بريكست.