أكد  جبريلا هيما حميدو عضو اللجنة التنفيذية للاتحاد الأفريقي لكرة القدم (CAF) ورئيس إتحاد النيجر لكرة القدم أن إقامة كأس العالم كل عامين سيسهم في تحسين كرة القدم الأفريقية، وإعادة تقييم المنافسات وكذلك الإيرادات مشيرا إلى أن هذه البطولة العالمية تمثل ظاهرة عالمية وإجتماعية.

وأضاف حميدو خلال حوار أجراه معه موقع "بان أفريكان فوتبول " ،  أنه في حال الاستمرار في تبني منطق ما هي الأمور التي يجب أن يتم تطويرها فلن نستطيع من اتخاذ خطوات على طريق إحداث التغييرات الهامة التي من شأنها أن تؤثر بشكل حقيقي على تطور كرة القدم والتي نسعى أن يكون شاملا ، وفي الوقت الحالي المشاورات تجري وتم اتباع جميع الخطوات اللازمة  حتى الآن ولعل أهمها أن صوت أفريقيا يجب أن يعتد به فنحن لايمكننا الحديث عن تطوير كرة القدم دون الأفارقة الذين يشاركون بصورة نشطة ويقدمون الإستشارات وصوتهم مسموع  ، لذا فمن جانبنا هناك إجماع تقريبًا على أن تنظيم كأس العالم كل عامين سيكون مفيدًا لأفريقيا كما سيكون مفيدا للإتحادات القارية الأخرى. "

وفي رده على سؤال حول كيف يمكن أن يفيد هذا الإصلاح القارة الأفريقية ، أكد حميدو أنه قد تم دراسة إجراء الإصلاح من أعلى إلى أسفل وهو أمر مفيد لكرة القدم العالمية بشكل عام وكرة القدم الأفريقية بشكل خاص فنحن ندرك أنه منذ وجود هذه المسابقة قامت إفريقيا بتنظيمها مرة واحدة فقط، ومع ذلك تعد إفريقيا اليوم محوراً مهمًا لتطوير كرة القدم العالمية وتستحق بجدارة تنظيم هذه المسابقة على نفس الأساس مثل الآخرين فيما يتعلق بتطوير بنيتها التحتية.

وأوضح أنه عند إقامة هذه البطولة الرياضية كل عامين  ستشمل بالضرورة إفريقيا كمنظم محتمل لهذه المسابقة  وذلك بالإضافة إلى حقيقة أن أي بلد يمكن أن تنظم هذه المسابقة كما كان الحال بالنسبة لجنوب إفريقيا، وكما يمكن أن يكون الحال بالنسبة لدول أفريقية أخرى، يمكن أن تشترك معا وتنظم كأس العالم  ولعل بطولة اليورو الأخيرة خير مثال على ذلك.

كما أنه وعلى المستوى المحلي ، ستشهد الأندية الأفريقية  على المستوى المحلي إعادة تقييم لقيمتها السوقية من خلال آلية التضامن الخاصة بإعادة توزيع هذه المزايا وهو ما سيعزز مستوى البطولات الأفريقية التي سيتم إعادة تقييمها عبر إعادة توزيع هذه المزايا هذا بجانب الدفعة الكبيرة التي ستحصل عليها البطولات الأفريقية والتي ستصبح أكثر قدرة على التعامل مع الهجرة الجماعية للمواهب التي لديها ، 

هذا بجانب أن إجراء البطولة كل عامين سيعزز النمو الإقتصادي للبلدان الأفريقية خاصة إذا علمنا أن كرة القدم اليوم هي صناعة حقيقية لها تأثير اجتماعي واقتصادي حقيقي على تنمية أي بلد. 

وأضاف حميدو " لقد أصبحنا نرى مؤخرا  قيودًا تفرض على انضمام اللاعبين الأفارقة إلى منتخباتهم الوطنية من قبل أنديتهم الأوروبية وهو أمر لا يحتمل لأن كرة القدم هي للجميع ويجب اتخاذ القرارات بطريقة تحمي مصالح الجميع ، ومن هذا المنطلق وإدراكًا للتحديات التي تواجه تطوير كرة القدم الأفريقية من خلال هذا الإجراء، يجب أن تظل إفريقيا موحدة لتنظيم كأس العالم كل عامين".

كما رحب جبريلا هيما حميدو بما وصفه بالخطاب القوي لرئيس الإتحاد المغربي لكرة القدم فوزي لقجع الذي أكد خلاله صراحة أن المعارضين لإقامة كأس العالم كل عامين هم في الحقيقة أنانيون لأنهم يميزون بين المليارات من الناس فقط لحماية مصالحهم التجارية الخاصة ، وطالب بضرورة  إعطاء الأمل لمئات الملايين من الناس الذين يسكنون قارة أفريقيا. 

وحول رأيه عن التصريحات الأخيرة لـ نويل لو جرات رئيس الإتحاد الفرنسي لكرة القدم اتحاد فرنسا لكرة القدم حول إقامة بطولة كأس العالم كل عامين ، أشاد حميدو بتصريحات لو جرات مؤكدا أنه يحي شجاعته فهو يقول بصوت عالي ما لايقوم الآخرون بالإفصاح به علانية .

وأعرب حميدو عن إعتقاده بأن عدد آخر من رؤساء الإتحادات الأوروبية سيطلقون تصريحات بنفس النبرة خلال الأسابيع المقبلة وذلك لأن كل يدافع عن مصالح الإتحاد الخاص به في المقام الأول وسيسود المنطق العقلاني .

تعارض أوروبا هذا الإصلاح للدفاع عن امتيازاتها. إنها فكرة لتطوير كرة القدم ومشاركة إنجازاتها بطريقة معقولة ووسيلة حقيقية للاستفادة من المصعد الاجتماعي.

وأضاف حميدو أن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (اليوفا ) يخشى هذا الإجراء حال تم اتخاذه لما سيسفر عنه من خفض في الفجوات وتقليل الهيمنة الأوروبية على كرة القدم العالمية ، ولكن يجب أن يظهر الاتحاد الأوروبي لكرة القدم نضجًا لأن كرة القدم لا تقتصر على أوروبا فقط، ولا يمكنها أبدًا أن تحصل لنفسها على كل المكاسب دون غيرها كما لايحق لها أن تفرض قواعدها كما لو أن الاتحادات القارية الأخرى وجودها غير مؤثر.

إن إقامة كأس العالم كل عامين إذا تم اعتماده سيكون مفيدًا لأفريقيا وآسيا وأمريكا ومنطقة أوقيانوسيا وحتى لأوروبا ، و لحسن الحظ، بدأت المواقف تتغير تدريجياً مع ارتفاع الأصوات التي تبرأ نفسها عن الموقف الأوروبي الفرديو نتمنى أن يستعيد أصحاب المقاومة في هذا الجانب رشدهم وأن نتخذ معًا هذا القرار الذي سيحدث ثورة في كرة القدم العالمية الشاملة.