
أعلنت الشركة المصرية القابضة للبتروكيماويات أنه جار العمل على تنفيذ عشرة مشروعات كبرى جديدة تضيف طاقات إنتاجية بواقع 7 ملايين طن سنويا، و20 منتجا صناعيا جديدا لأول مرة في السوق المحلي بدلا من استيرادها بعائدات تفوق 8 مليارات دولار.
وأكد المهندس كريم بدوي، وزير البترول والثروة المعدنية، خلال الجمعية العامة للشركة أهمية الالتزام بالجداول الزمنية في تنفيذ المشروعات التي يدخل بعضها مرحلة الإنتاج نهاية هذا العام والنصف الأول من العام القادم، وفق بيان لوزارة البترول اليوم الخميس.
وقال بدوي إن الوزارة، من خلال الشركة المصرية القابضة للبتروكيماويات، تنفذ حاليا حزمة من المشروعات الاستراتيجية في مجال تصنيع البتروكيماويات، والتي تمثل ركيزة أساسية لدعم الاقتصاد المصري والقطاع الصناعي، وتسهم بأثر ملموس في الحياة اليومية للمواطنين.
وأوضح أن هذه المشروعات تساهم في توفير المواد الخام اللازمة لتصنيع مئات المنتجات النهائية التي يعتمد عليها المواطن، كما تدعم القطاع الصناعي عبر توفير خامات ومدخلات الإنتاج محليا وتوطين صناعتها في مصر، مما يقلل الحاجة إلى الاستيراد ويخفف الأعباء المالية على الدولة.
وشدد الوزير على ضرورة تسليط الضوء على المشروعات القائمة والجديدة في هذا المجال، لما لها من مردود اقتصادي وبيئي كبير، سواء من خلال خفض فاتورة الاستيراد أو توفير منتجات خضراء صديقة للبيئة، تماشيا مع جهود الدولة لخفض الانبعاثات والحفاظ على البيئة.
وقال إن مشروعات قطاع البتروكيماويات صديقة للبيئة وتعطي الأولوية للاستدامة البيئية، وأنها استثمرت بقوة ولا تزال في تطبيق أحدث النظم والممارسات البيئية وفق إطار من التعاون مع وزارة البيئة وأجهزتها المعنية، لافتا إلى أن مراعاة البعد البيئي يعتبر من أهم أدوات إتاحة التمويل وجذب الاستثمار.
ولفت الوزير إلى أن مصر تمتلك القدرة والمقومات اللازمة لتصبح مركزا إقليميا لوقود الطائرات المستدام، الذي بدأت الشركة القابضة للبتروكيماويات التابعة للوزارة في تنفيذ أول مشروع لإنتاجه في مصر،
ونوه بأن هذا الهدف يتطلب تكاملا وتعاونا فعالًا بين الوزارة ووزارات الحكومة المعنية، وتشكيل فريق عمل مشترك لوضع وتنفيذ استراتيجية عمل في هذا الصدد.
من جانبه، أوضح المهندس إبراهيم مكي، رئيس الشركة المصرية القابضة للبتروكيماويات، أن قطاع البتروكيماويات، البالغ إجمالي طاقته الإنتاجية نحو 4.5 ملايين طن سنويا، ساهم بنسبة 3% في الناتج القومي خلال 2024، ومن المتوقع ارتفاع هذه المساهمة إلى 7.5% بحلول 2030 بفعل المشروعات الجديدة المشار إليها، كما يوفر منتجات للسوق المحلي، بالإضافة إلى تصدير منتجات بتروكيماوية مصرية لأسواق أكثر من 50 دولة في عام 2024.. وذلك بالتوازي مع تنفيذ مشروعات توسعة وزيادة الطاقة الإنتاجية للمجمعات الصناعية القائمة مثل مجمع موبكو وإيلاب والبتروكيماويات المصرية بالإسكندرية.
وأضاف مكي مستعرضا المشروعات الجديدة أنه تنفيذا للمحور الثاني من استراتيجية الوزارة لتعظيم الاستفادة من مشروعات البتروكيماويات، فإن مشروع السويس لمشتقات الميثانول الجاري تنفيذه سيدخل مرحلة الإنتاج نهاية العام الحالي، لتوفير مواد عالية القيمة تدخل في صناعة الأثاث والألواح الخشبية، بالإضافة إلى الخرسانة الجاهزة والعزل الحراري.
كما تعمل على مشروع سلاسل الإمداد بالإسكندرية كمشروع استراتيجي بالغ الأهمية من ٣ مراحل، يهدف لإمداد مصانع البتروكيماويات المعتمدة على غاز الإيثان باحتياجاتها اللازمة للعمل بكفاءة تشغيلية تصل إلى 100% ودعم التوسعات المستقبلية.
وبالنسبة لمجمع البتروكيماويات بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس المزمع إقامته بطاقة 4 ملايين طن، فلقد تم إنجاز الدراسات اللازمة، ونحن بصدد توقيع عقد التصميمات الهندسية الأولية.
وفي إطار المحور الثالث من استراتيجية الوزارة، يجري تنفيذ مشروعات لتعظيم الاستفادة من الثروات التعدينية، إذ تعمل الشركة على مجمع العلمين لإنتاج السيليكون المعدني بطاقة 45 ألف طن سنويا، وهو من المشروعات بالغة الأهمية أيضا في صناعة ألواح الطاقة الشمسية، وتم توقيع عقد المقاول العام لمرحلته الأولى.. إلى جانب مشروع المصرية للصودا آش، الذي يستهدف بإنتاجه البالغ 600 ألف طن قابلة للتوسع تلبية احتياجات السوق المحلي من هذه المادة الأساسية للصناعات الزجاجية والمنظفات.
ومشروع إنتاج سيانيد الصوديوم لأول مرة في مصر، في شركة سيدبك بالإسكندرية، باستثمارات مصرية نمساوية تشيكية، وهي من المنتجات التي يحتاج السوق لتصنيعها محليا لأهميتها في صناعات متعددة كالتعدين وغيرها.
وأكد مكي أن الشركة تضع الطاقة النظيفة والوقود الأخضر على رأس أولوياتها في إطار المحور الرابع من استراتيجية الوزارة، إذ يجري تنفيذ عدة مشروعات لدعم الاستدامة البيئية وخفض الانبعاثات، وفي مقدمتها مشروع إنتاج وقود الطائرات المستدام بطاقة 120 ألف طن سنويا، عبر المعالجة الهيدروجينية لزيت الطعام المستعمل..وهو ما يسهم في تلبية الطلب العالمي على الوقود النظيف في قطاع الطيران، مستعرضا في هذا الإطار ملامح استراتيجية أولية مقترحة لتحويل مصر لمركز إقليمي لوقود الطائرات المستدام، في ضوء توافر مقومات إنتاجه المتعددة من الزيوت المستعملة والمخلفات، والموقع الجغرافي كحلقة وصل بين إفريقيا وأوروبا والشرق الأوسط، والعنصر البشري المدرب.
كما تعمل على مشروع الإيثانول الحيوي اعتمادا على المولاس كمادة خام، ويدخل كمادة للخلط مع البنزين لخفض الانبعاثات الكربونية، وتم توقيع عقد المقاول العام وتوفير التمويل اللازم لتنفيذه..بالإضافة إلى مشروع دمياط للأمونيا الخضراء بطاقة إنتاجية 150 ألف طن سنويا، مستفيدا من البنية التحتية لمجمع موبكو، وتستخدم كوقود أخضر للسفن، ومشروع شمال أبو قير لإنشاء مجمع صناعي متكامل لإنتاج الأسمدة النيتروجينية الخضراء.
وتنفيذا للمحور الخامس من استراتيجية الوزارة لخفض الانبعاثات، أشار إلى أهمية مشروع إنتاج الألواح الخشبية من قش الأرز، الذي يعمل تجريبيا وسيدخل الإنتاج التجاري في غضون عدة أشهر.
ويعتبر أهم مشروع من حيث كمية الانبعاثات الكربونية التي سيسهم في تخفيضها بواقع 360 ألف طن سنويا، كما لفت إلى نجاح جهود خفض البصمة الكربونية في مشروعي موبكو وإيلاب عن المتوسط العالمي.
واستعرض مكي مشروعات التطوير وزيادة الطاقة الإنتاجية بمجمع موبكو، وخاصة مشروعي رفع الطاقة الإنتاجية من الأسمدة وإزالة ثاني أكسيد الكربون واستخدامه، الذي ينتهي العام القادم، بالإضافة إلى مشروع (AdBlue) الذي بدأ إنتاج مادة صديقة للبيئة لتخفيض انبعاثات محركات شاحنات النقل الثقيل.
وأشار إلى استهداف إقامة خط إنتاج ثان بمصانع شركة البتروكيماويات المصرية بالإسكندرية، للوفاء بالطلب المحلي المتزايد من مادة PVC المستخدمة في الصناعات البلاستيكية وكابلات الكهرباء وغيرها.
كما لفت إلى تقدم تنفيذ مشروعات زيادة الطاقة الإنتاجية بمجمع إيلاب بالإسكندرية، بعد نجاح تنفيذ مشروع تحويل المنتج الثانوي لمنتج نهائي وزيادة العائد الاقتصادي.