في زيارة تاريخية، زار ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، الهند، بعد زيارته لباكستان، في إطار جولته الأسيوية الهادفة إلى تثبيت مكانة الرياض على الساحة الدبلوماسية، وتشكل الهند المحطة الثانية من جولته في آسيا كما ينتظر أن يزور الصين، وقال بن سلمان في ختام حفل الاستقبال البروتوكولي في القصر الرئاسي إنه بإمكان السعودية والهند القيام بأمور جيدة معًا، مؤكدًا حرصه على الحفاظ على هذه العلاقة وتعزيزها بما فيه خير البلدين.
الوسيط بين الجارتين النوويتين
وتعهدت السعودية بلعب دور الوسيط في محاولة إنهاء الصراع الهندي الباكستاني، في ظل اهتمام الرياض بخفض التصعيد بين الجارتين النوويتين، وذلك خلال زيارة ولي العهد السعودي إلى باكستان، ليستكمل بعدها اليوم جولته الأسيوية بزيارة الهند، بعد أن تلقى ترحيبا بالغًا في الدولة النووية الإسلامية.
وأشاد الجانب السعودي بجهود باكستان لجلب السلام والاستقرار في المنطقة، وجدد الطرفان التزامهما بمواصلة الجهود للقضاء على ظاهرة الإرهاب والتطرف في المنطقة، ودعا الطرفان المجتمع الدولي إلى بذل الجهود المشتركة لاستئصال ظاهرة الإرهاب والتطرف من المنطقة.
وكما أشاد بتضحيات الشهداء في الحرب ضد الإرهاب، وخلال المحادثات الرسمية اعترف ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بجهود رئيس الوزراء عمران خان لإجراء الحوار مع الهند، مؤكدا بأن الحوار هو الحل الوحيد لحل كافة القضايا العالقة وضمان للسلام والاستقرار في المنطقة، واتفق الطرفان على ضرورة إيجاد الحل السياسي لقضية أفغانستان.
تعزيز العلاقات الاقتصادية
وقامت باكستان والمملكة العربية السعودية بالتوقيع على 7 مذكرات التفاهم والاتفاقيات بقيمة 20 مليار دولار أمريكي في مختلف المجالات بهدف توطيد المزيد من التعاون الثنائي بين البلدين.
وزيارة "بن سلمان"، للهند فرصة مناسبة لبحث العلاقات الاقتصادية بين السعودية ونيودلهي، وحاليا تزود السعودية الهند بنحو 20% من احتياجاتها من النفط الخام وترغب في استبعاد خصمها اللدود إيران كمصدر نفط للهند.
وفي مرحلة من المراحل، تجاوزت إيران السعودية العام الماضي في كميات النفط التي تحصل عليها الهند من المصدرين، إلا أن إعادة فرض العقوبات الأميركية على طهران يلحق بقطاع النفط الإيراني اضرارا كبيرة.
كما سعى رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي في السنوات الأخيرة إلى استقطاب الاستثمارات السعودية لمشاريع البنى التحتية الرئيسية.
وأكد الأمير محمد بن سلمان، أن العلاقات بين الخليج والهند تعود إلى أكثر من 2000 عام، منوهاً بمشاركة الشعبين في نهضة البلدين.
وأوضح ولي العهد السعودي أن زيارته للهند تأتي لبحث تطوير التعاون بين نيودلهي والرياض، ونقلها إلى مرحلة جديدة، مؤكداً عمق العلاقات الثنائية التي تربط بين البلدين.
الزيارة على خلفية الاعتداء الانتحاري في كشمير
وتأتي جولة محمد بن سلمان في المنطقة على خلفية أزمة بين الهند وباكستان بعد الاعتداء الانتحاري في كشمير الهندية الذي أسفر عن مقتل 41 من عناصر الأمن الهندية الأسبوع الماضي.
وصرح وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية عادل الجبير خلال زيارة باكستان: "هدفنا يتمثل بمحاولة خفض تصعيد التوتر بين البلدين الجارين والبحث عن مسار لحل هذه الخلافات سلميا".
مكافحة التطرف والإرهاب
وقال الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، إن الرياض ونيودلهي تواجهان تحديات متشابهة منها التطرف والإرهاب، وذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي.
وتوقع ولي العهد السعودي، في كلمته، أن تتجاوز الفرص الاستثمارية في الهند الـ100 مليار دولار.
ومن جانبه قال رئيس الوزراء الهندي إن السعودية ضمن الشركاء الاستراتيجيين الأكثر قيمة في الهند، موضحًا أنه ناقش مع ولي العهد السعودي "زيادة تعزيز الدفاعات"، مؤكدًا أن علاقات بلاده مع السعودية "أصبحت أقوى".
ورحب بالاستثمار السعودي في الهند، وكذلك انضمام السعودية إلى التحالف الدولي للطاقة الشمسية.
وتستضيف الهند في عاصمتها التحالف الدولي للطاقة الشمسية الذي أُطلقت دعواته من باريس عام 2015 من قِبل الرئيس الفرنسي السابق فرنسوا هولاند، ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي.
ووصل الأمير محمد بن سلمان، أمس الثلاثاء، إلى الهند، وهي المحطة الثانية في جولته الآسيوية بعد زيارته إلى باكستان التي بدأت الأحد.
وكان رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي في مقدمة مستقبلي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والوفد المرافق له لدى وصولهم إلى مطار نيودلهي.