“«الْمَجْدُ للهِ فِي الأَعَالِي، وَعَلَى الأَرْضِ السَّلاَمُ، وَبِالنَّاسِ الْمَسَرَّةُ».” (لو 2: 14).
قال القض فيلوباتير زكي، كاهن كنيسة العذراء بالخصوص: في عيد الميلاد المجيد نتذكر محبة الله للإنسان بتجسده وميلاده ليعطي لنا الخلاص والحياة الأبدية ونجد في ميلاد الرب يسوع المسيح أنه يحمل رسالة محبة وسلام للعالم اجمع كما يقول الكتاب المقدس.
“لأَنَّهُ هكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ.” (يو 3: 16).
والمحبة هي قمة الفضائل في المسيحية ونستطيع بالمحبة أن نقتني كل الفضائل الأخرىوكما كان السيد المسيح صانعَ سلامٍ، يدعونا أيضًا لنكون صناع سلام «طُوبَى لِصَانِعِى السَّلاَمِ، لأَنَّهُمْ أَبْنَاءَ اللهِ يُدْعَوْنَ» (إنجيل متى 5: 9). ويُؤسَّس هذا السلام على المحبة لكل الناس بصرف النظر عن انتماءاتهم أو معتقداتهم، ولقد مثلت حياة السيد المسيح وتعاليمه تجسيدًا حيًّا للمحبة، إذ أوصانا بمحبة الجميع حتى الأعداء: «أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ، وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ» (إنجيل متى 5: 44)، وهى التى أكد عليها الرسول بولس قائلًا: أَمَّا الآنَ فَيَثْبُتُ: الإِيمَانُ وَالرَّجَاءُ وَالْمَحَبَّةُ، هذِهِ الثَّلاَثَةُ وَلكِنَّ أَعْظَمَهُنَّ الْمَحَبَّةُ (رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 13: 13). حتى إن محبة الله مرتبطة بمحبتنا بعضنا لبعض وَلَنَا هذِهِ الْوَصِيَّةُ مِنْهُ: أَنَّ مَنْ يُحِبُّ اللهَ يُحِبُّ أَخَاهُ أَيْضًا (رسالة يوحنا الأولى 4: 20). المحبة إذًا هى الطريق الأهم لسلام المجتمعات ورخائها