تحيي الكنيسة القبطية الأرثوذكسية ذكرى نياحة القديس لونجينوس رئيس دير الزجاج، وعلى خلفية الاحتفالات أطلقت كنيسة القديس تكلا هيمانوت الحبشي بالإسكندرية، نشرة تعريفية عن دير الزجاج أوضحت خلالها أنه كان للدير شُهرة عند الآباء السريان، فجاءوا إليه من قديم الزمن وأقاموا فيه مع الأقباط بعد أن دُفِنَ فيه جسد بطريركهم القديس ساويرس. ومن هنا نجد من بين رهبانه السريان بطريركان لكرسي الإسكندرية: البابا سيمون الأول، البطريرك 42، والبابا سيمون الثاني، البطريرك 51.
كما اهتم قداسة البابا شنوده الثالث بالكشف عن آثار هذا الدير، الذي يضم بين خراباته كنائسه وقلاليه وأجساد القديسين وفي سبيل ذلك اختار البابا شنوده الأب القس لوكاس الأنبا بيشوي، وقد تم الكشف عن الكثير من آثار الدير على يديه.
وفي الساعة الحادية عشرة من صباح يوم الجمعة 4 يناير 2002، ذهب قداسة البابا شنوده الثالث إلى الدير، وبصحبته الدكتور جاب الله الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، ومعهما نيافة الأنبا ديمتريوس أسقف ملوي والأشمونين، ونيافة الأنبا يوأنس الأسقف العام، والقمص شاروبيم الباخومي وكيل البطريركية بالإسكندرية، والقمص أرميا آقا مينا سكرتير البابا، والمهندس رمزي نجيب بمصلحة الآثار. وذلك في وجود الاب لوكاس الأنبا بيشوي المشرف على تعمير الدير والمُعتمَد من المجلس الأعلى للآثار. وتفقَّد الجميع المكان الأثري.
وفي صباح الثلاثاء 15 يناير 2002، استقبل قداسة البابا القس لوكاس والمهندس رمزي نجيب، وذلك بخصوص الترميمات والإنشاءات التي ستعمل في دير الزجاج بشمال الإسكندرية تحت إشراف المجلس الأعلى للآثار
من هو القديس لونجينوس رئيس دير الزجاج؟
قال سنكسار الكنيسة عن القديس لونجينوس رئيس دير الزجاج، إنه كان من أهل قيليقية، ترهب في أحد الأديرة التي كان قد ترهب فيها والده لوقيانوس بعد وفاة زوجته، وحصل بعد نياحة رئيس هذا الدير، إن أراد الرهبان إقامة القديس لوقيانوس رئيسا عليهم فلم يقبل، لأنه كان يبغض مجد العالم واخذ ابنه لونجينوس وآتى به إلي الشام وأقاما هناك في كنيسة.
وأضاف أنه وقد أظهر الله فضائلهما بإجراء عدة آيات على أيديهما، وخوفا من مجد العالم، استأذن لونجينوس أباه في الذهاب إلى مصر، ولما وصل قصد دير الزجاج غرب الإسكندرية، فقبله الرهبان بفرح، إلى أن تنيح رئيس الدير، ونظرا لما رأوه في القديس لونجينوس من الفضائل والسلوك الحسن فقد أقاموه رئيسا خلفه، وبعد قليل أتى إليه أبوه لوقيانوس، وكانا يصنعان قلوع المراكب ويقتاتان من عملهما وأجرى الله على أيديهما آيات كثيرة، ثم تنيح الأب لوقيانوس بسلام ولحقه ابنه بعد ذلك.