لا شعور في هذه الحياة أصعب من شعور الفراق؛ بعدما يفقد الشخص أبًا أو أخًا أو أختًا أو صديقًا أو عزيزًا عليه، ولكن كيف يمكننا أن نصف شعور شخص فقد كل هؤلاء في نفس الوقت؟ ربما تقف الكلمات عاجزة عن وصفه أو حتى عن مواساته، ولكن هذا ما حدث مع أقارب وذوي ضحايا حادث حريق كنيسة أبوسيفين بمنطقة إمبابة والذي وقع صباح اليوم الأحد، والذين شيعت جثامينهم إلى مثواهم الأخير مساء اليوم من كنيسة العذراء والملاك بالوراق وكنيسة العذراء الأثرية.
عدسة “فيتو” حاولت أن تنقل المشهد من قلب الكنيسة، في فاجعة كبرى ومصاب جلل ألم بأسر أكثر من أربعين شخصًا من فئات عمرية مختلفة، جمعتهم أقدارهم ليتواجدوا في هذا المكان ليودعوا أحبابهم وذويهم، الصراخ والعويل والبكاء الذي لا يستطيع أن يطفئ نيران صدورهم، هذا كل ما يسود أجواء هذه الكنيسة أو تلك، الحزن يخيم على وجوه المصلين يسألون الله أن يشفي ما ألم بهم ويربط على قلوبهم في لحظة لم يتأهبوا ويتهيأوا لها.
الجميع يهرع إلى التوابيت بحثًا عن اسم أخ أو أخت أو ابنة أو أم، احتضان التابوت وتقبيله وترك بعض الدمعات عليه هذا آخر ما يمكنهم تقديمه في لحظات الوداع، هذه اللحظات التي تقف فيها عقارب الساعة ويتجمد عندها الوقت فتمضي على أهالي الضحايا وكأنها سنوات ثقيلة.
ضحايا حادث حريق كنيسة إمبابة
وكانت وزارة الصحة أعلنت عن إجمالي عدد الوفيات في حادث حريق كنيسة إمبابة حيث بلغت 41 وفاة.
وأكدت الوزارة أن سبب الوفيات يرجع إلى الدخان الكثيف الناتج عن الحريق والتدافع بسبب محاولات هروب الضحايا.
وزيرة التضامن الاجتماعي
وزارت نيفين القباج وزيرة التضامن الاجتماعي مصابي حادث كنيسة أبو سيفين بإمبابة والذين تم نقلهم لمستشفى العجوزة وإمبابة العام من أجل الاطمئنان على حالتهم الصحية.
ووجهت وزيرة التضامن الاجتماعي فور وقوع الحادث مدير مديرية التضامن الاجتماعى بالجيزة بسرعة التحرك وضرورة تكثيف الجهود نحو مساعدة الأهالي مقدمة التعازي لأسر المتوفين، وتقديم الدعم اللازم لأسر الضحايا والمصابين، كما وجهت فرق الهلال الأحمر المصري بالتواجد في الموقع لتقديم أوجه الرعاية.
وتقرر صرف مبلغ 50000 جنيه فى حالة وفاة رب الأسرة ومبلغ 25000 جنيه فى حالة وفاة أحد أفراد الأسرة ومبلغ 5000 جنيه لكل حالة إصابة ودعم أسر الضحايا لمدة عام مع صرف معاش شهري للأسر التي فقدت عائلها بالإضافة إلى تقديم كافة أوجه المساعدات التى تحتاجها الأسر المنكوبة، كما تقرر صرف ٥٠ ألف جنيه أخرى لأسر الضحايا من قبل الأزهر الشريف والجمعيات الأهلية أي 100 ألف جنيه لأسرة كل متوفي