قال الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال كلمته بالمؤتمر الصحفي المشترك مع الرئيس إسماعيل عمر جيلة، رئيس جمهورية جيبوتي الشقيقة: «إنه من دواعي سروري أن أرحب بكم اليوم في بلدكم الثاني مصر، وهي الزيارة التي تأتي استمراراً للتواصل والتنسيق المستمر بيننا على مختلف الأصعدة الثنائية والإقليمية، ومتابعة لنتائج مشاوراتنا الأخوية التي تمت خلال زيارتي التي أعتز بها كثيراً الى جيبوتي في شهر مايو 2021».
علاقات استراتيجية ممتدة
وأضاف الرئيس في كلمته اليوم إن هذا التواصل يؤكد على ما يجمع بلدينا من علاقات استراتيجية ممتدة على كافة الأصعدة، مدعومة بإرادة سياسية قوية ومتبادلة للارتقاء بها وتعزيزها، خاصة أن أوجه التعاون الثنائي خلال الفترة الأخيرة قد شهدت خطوات نوعية هامة في كافة المجالات السياسية والاقتصادية وغيرها.
وتابع الرئيس قائلا: «اتسمت محادثات اليوم مع الرئيس جيلة بالصراحة والشفافية، وعكست مدى تقارب وجهات النظر بيننا حول الكثير من الملفات والقضايا الثنائية والإقليمية محل الاهتمام المشترك، واستعرضنا كافة أوجه التعاون القائمة بين البلدين، خاصةً الاقتصادية والتجارية والاستثمارية، وكيفية تطويرها لترتقي إلى مستوى العلاقات السياسية المتميزة بين بلدينا».
وفي هذا الإطار، قال الرئيس: «تابعنا خلال المشاورات التقدم المحرز في مشروعات التعاون الثنائي بين بلدينا، واتفقنا على أهمية العمل المشترك نحو توفير الدعم اللازم لزيادة الاستثمارات المتبادلة، ومساهمة الشركات المصرية في جهود التنمية الاقتصادية في جيبوتي، وجهود افتتاح فرع بنك مصر هناك خلال الفترة المقبلة، وأكدنا على ضرورة الدفع قدماً لزيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين، وجهود إنشاء منطقة لوجستية مصرية في جيبوتي».
تعزيز التعاون في مجالات النقل والطيران
وأكد الرئيس أن محادثات اليوم ناقشت تعزيز التعاون في مجالات النقل وربط الموانئ، والجهود الرامية إلى تسيير خط طيران مباشر بين القاهرة وجيبوتي، بجانب التعاون المشترك في مجالات التعليم، والتعليم العالي، والصحة، لإضافة إلى التعاون في مجال مكافحة الفكر المتطرف وتأهيل الدعاة، عبر نشر قيم الإسلام الوسطية من خلال المؤسسات الدينية العريقة بالبلدين، وعلى رأسها الأزهر الشريف.
واشار «السيسي» إلى أنه تم التأكيد على التزام مصر بالاستمرار في دعمها لأشقائها في جيبوتي والعمل على توفير التدريب وبناء قدرات الكوادر في مختلف المجالات من خلال الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية بالتعاون مع مختلف الجهات المصرية.
تطورات ملف سد إثيوبيا
على جانب آخر؛ قال الرئيس إنه تطرقنا إلى تطورات ملف سد إثيوبيا، والتأكيد على ما تتحلى به مصر من إرادة سياسية تهدف إلى التوصل لاتفاق قانوني ملزم حول ملء وتشغيل سد النهضة في إطار زمني مناسب، بما يعزز من الأمن والاستقرار الإقليمي، استناداً إلى قواعد القانون الدولي ومقررات مجلس الأمن.
وأضاف أن المباحثات تناولت الأوضاع الإقليمية في منطقة القرن الأفريقي وأمن البحر الأحمر والتي حظت بأولوية كبيرة خلال مناقشاتنا اليوم، في ضوء ما تحتويه من بؤر توتر من الهام احتواؤها، فضلاً عن العمل على ترسيخ الأمن والاستقرار في تلك المنطقة الهامة من قارتنا، إضافة إلى تكثيف التعاون والتنسيق بين مصر وجيبوتي فيما يتصل بأمن البحر الأحمر، وأعدنا التأكيد على مسئولية الدول المشاطئة عن صياغة كافة السياسات الخاصة بذلك الممر المائي الحيوي من منظور متكامل يأخذ في الاعتبار مختلف الجوانب التنموية والاقتصادية والأمنية.
ولفت إلى أنه تم التباحث حول استضافة ورئاسة مصر للدورة السابعة والعشرين لمؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ في نوفمبر 2022، وحرص مصر على التعبير خلال تلك الرئاسة عن تطلعات دول قارتنا في هذا المجال.
وأعرب الرئيس عن امتنانه لتشريف الرئيس «جيله» وتقديره للمباحثات البناءة اليوم، التي أكدت الحرص المتبادل على دفع التعاون الثنائي بين بلدينا تحقيقا لمصالحنا المشتركة، متمنياً لكم ولشعب جيبوتي الشقيق مزيداً من التقدم والاستقرار.