الضفة الغربية: الخطط الحدودية الجديدة لإسرائيل تترك الفلسطينيين في حالة يأس
27.06.2020 04:33
Middle East News انباء الشرق الاوسط
مصراوى
الضفة الغربية: الخطط الحدودية الجديدة لإسرائيل تترك الفلسطينيين في حالة يأس
Font Size
مصراوى

يمكن لرئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ضم أجزاء من الضفة الغربية المحتلة هذا الصيف. ويقول إن هذه الخطوة، النابعة من خطة السلام التي وضعها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ستكتب "فصلا مجيدا آخر في تاريخ الصهيونية".

ويتحدى الفلسطينيون هذه الخطوة، ويقولون إنهم سينسحبون من الاتفاقات السابقة، ويخاطرون بسلطتهم الحاكمة الهشة. فبالنسبة لهم فإن هذه الخطوة تعني فقدان الأرض الحيوية لدولة مستقبلية وضربة قاتلة لأحلام تقرير المصير.

وينظر أغلب المجتمع العالمي بقلق متزايد إلى ما يرونه انتهاكا واضحا للقانون الدولي.

فكيف تم وضع الأساس لما يحتمل أن يكون أحد أهم التحركات السياسية في المنطقة منذ سنوات؟

"افعلها بشكل صحيح"

تبدأ رحلتي على طول الطريق السريع الرئيسي متجها جنوبا خارج القدس.

سميت الطريق باسم مناحيم بيغن، الزعيم العسكري السابق الذي أصبح رئيس الوزراء السادس لإسرائيل. إنه رمز القومية اليمينية والذي أسس الحركة التي اندمجت فيما بعد لتصبح الليكود وهو الحزب الذي يقوده بنيامين نتنياهو الآن.

وينحدر الطريق السريع أمام مبنى مكون من 12 طابقا مغطى بملصق عملاق لنتنياهو والرئيس ترامب مكتوب عليه بالعبرية "لا لدولة فلسطينية، تريد السيادة افعلها بشكل صحيح".

إنها ليست رسالة من القادة الإسرائيليين والأمريكيين الحاليين بل لهم. وهي رسالة من مجموعة من رؤساء بلديات المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية وهي المنطقة التي يرون أنها في قلب أرضهم التي تنص عليها نصوصهم الدينية المقدسة.

ويريد رؤساء البلديات المطالبة بالسيادة الإسرائيلية على أكثر من 30 في المئة من مساحة الضفة الغربية التي طرحها ترامب. ومع قدرة نتنياهو قريبا على تقديم مقترحات إلى حكومته أو برلمانه لـ “تطبيق القانون الإسرائيلي" على أجزاء من المنطقة، فإن رؤساء البلديات من اليمين السياسي الذي ينتمي له يصيبونه بالصداع.

وذلك مؤشر على كيفية تحول الجدل في إسرائيل على مر السنين.

أقود سيارتي تاركا طريق بيغن السريع، مرورا بنقطة تفتيش عسكرية وادخل إلى طريق أصغر يمتد إلى الضفة الغربية حيث يعيش نحو ثلاثة ملايين فلسطيني، فضلا عن ما يقرب من نصف مليون إسرائيلي يعيشون في المستوطنات.

فنحن على سلسلة من التلال خارج قرية أرطاس الفلسطينية فتبدو بعض رموز الألوان المألوفة في الضفة الغربية. وتنحني أسطح المنازل البرتقالية عبر قمة تل إلى الجنوب الغربي حيث الضواحي الأنيقة لمستوطنة إفرات الإسرائيلية.

ووراء الحواف المسورة تمتد الأرض إلى واد، حيث تبدو الكتل الخرسانية الرمادية لمخيم الدهيشة، وهو مخيم اللاجئين الحضري المترامي الأطراف على حافة مدينة بيت لحم الفلسطينية.

ويواصل محمد يحي شرح وجهة نظره قائلا إن عائلته زرعت الأرض هنا لأجيال. وبعد تأسيس مستوطنة إفرات في الثمانينيات بدأت الأمور تتغير".

ويصف صراعا متكررا من أجل السيطرة على الأرض قائلا: "إذا وضعت 10 قرميديات هنا لأقيم مبنى، فإن السلطات الإسرائيلية تأتي وتزيلها".

ويضيف قائلا: "الإسرائيليون يقدمون اقتراحات ويستولون على مزيد من الأراضي بحجة أنها أراض الدولة، والحكومة تساعد المستوطنين".

وتخطط إسرائيل لمستوطنة جديدة تسمى "غيفات إيتام" تقع إلى شمال شرق المكان الذي أسير فيه مع محمد يحي، وتعتبر مجاورة لإفرات. وتقع أرض محمد يحي في منطقة بين المستوطنتين.

ويقول محمد يحي: "إذا بنيت تلك المستوطنة هناك بالقوة، فقد يركبون البوابات والأسوار ولا يسمحون لنا بعبور أراضينا، وسيقولون لنا أن نحصل على تصاريح وموافقات خاصة".

وتشير السلطات الإسرائيلية بشكل روتيني إلى أنه يمكن تغيير مسارات الطرق المسيجة في عملية التخطيط أو في المحاكم. وقد رفضت السلطات التعليق على المزاعم الخاصة بسبل الوصول إذا مضت مخططات غيفات إيتام قدما.

ومن المقرر أن يحكم القضاة في استئناف ضد تخصيص الأرض للمستوطنة نفسها.

وأقول لمحمد إن خطة ترامب ترى قيام دولة فلسطينية على 70 في المئة من الضفة الغربية وتجميد التوسع الاستيطاني لمدة أربع سنوات في أماكن خارج المناطق التي ضمتها إسرائيل.

كان يمسك بخوخ طازج قطفه للتو.

وتساءل: "من هو ترامب ليعد بشيء؟ هل يمتلك هذا العقار؟ يمكنني أن أعطيك هذا الخوخ لأنني أمتلكه. ولكن إذا لم أكن أمتلكه، فكيف يمكنني أن أقدمه لك؟".

بيد أن هذه الرحلة تظهر التناقضات الحادة في الضفة الغربية.

فليس بعيدا عن إفرات وقبل برج المراقبة، تكشف الآثار الخرسانية إلى جانب طريق يعلوه الغبار عن الخطة المستقبلية لتوسيع شبكة الجدران والأسوار ونقاط التفتيش الإسرائيلية فيما يعرف بالجدار العازل.

بدأ بناء هذا الجدار خلال الانتفاضة الفلسطينية الثانية، أو انتفاضة 2000-2005، عندما قتلت التفجيرات الانتحارية بشكل متكرر الإسرائيليين وشنت إسرائيل توغلات كاسحة في مدن الضفة الغربية.

وتقول إسرائيل إن الجدار ينقذ الأرواح. ويسميه منتقدوه بأداة الاستيلاء على الأرض.

وتعتبر المستوطنات غير قانونية بموجب القانون الدولي، وهو الأمر الذي يفرض حظرا على الدول ألا تنقل جزءا من سكانها إلى مناطق تحت الاحتلال العسكري.

وترفض إسرائيل ذلك، بحجة أن الأراضي "متنازع عليها" وليست محتلة.

ويلوح لي حارس مسلح عبر نقطة تفتيش في شوارع إفرات الهادئة.

وتعد خطة ترامب مختلفة إلى حد كبير عن مقترحات السلام السابقة. ويتكهن البعض بأن هذه الخطة يمكن أن تؤدي إلى حصول إسرائيل رسميا على الكتل الاستيطانية الكبيرة بما في ذلك الكتلة التي تحتوي على إفرات على سبيل المثال، كجزء من صفقة تفاوضية مع الفلسطينيين الذين يريدون الضفة الغربية كجزء من دولتهم المستقبلية.

وتقع معظم الكتل الاستيطانية الكبيرة مباشرة عبر الخط الأخضر، خط الهدنة قبل الحرب العربية الإسرائيلية عام 1967، عندما انتزعت إسرائيل السيطرة على الضفة الغربية من الأردن.

لكن خطة الرئيس ترامب منحت اعترافا أمريكيا لإسرائيل بجميع المستوطنات ووادي الأردن الحيوي الاستراتيجي قبل أي مفاوضات مع الفلسطينيين.

وقفت خارج حانة وافل متحدثا مع يديديا موسوي وشارون بارزاني، وكلاهما في العشرينات من العمر.

ويخبرني يديديا أنه يعمل في الأمن ويأتي من مستوطنة في الجنوب، بالقرب من الخليل.

ويقول عن الضفة الغربية أو يهودا والسامرة، وهو اسمها العبري في العهد القديم كما يشير إليها العديد من الإسرائيليين: "إنه مكان رائع ومهم جدا لإسرائيل".

أسأل عن خطط نتنياهو. فيجيب إنها لا تكفي.

ويقول: "يجب علينا تطبيق القانون الإسرائيلي على كل هذه الأرض. إنها لنا في التاريخ. بالنسبة للشعب اليهودي فهي الأهم إذ ليس لدينا بلد آخر نذهب إليه".

وتضيف شارون: "لا يمكنك أن تطلب من الناس ترك أرضهم ومنازلهم".

أصل إلى مكتب العمدة، وخارجه فسيفساء أرضية وجدت في الأردن في ثمانينيات القرن التاسع عشر.

وتُعرف تلك الفسيفساء باسم خريطة مادبا، وهي صورة للأرض المقدسة في القرن السادس. ويشير أحد نقوشها باللغة اليونانية إلى موقع إفرات في العهد الإنجيلي بجوار بيت لحم.

وتأسست مستوطنة إفرات الإسرائيلية عام 1983. ويدرك العمدة عوديد ريفيفي جيدا الروابط الدينية والأيديولوجية بالأرض، على الرغم من أنه يقول إنها ليست القوة الدافعة الرئيسية لمعظم المستوطنين.

وقد وصل الكثيرون، كما فعل هو نفسه في التسعينيات، إلى منازل أرخص تكلفة في مجتمع يهودي جاهز.

وقد تحدث ريفيفي مع نتنياهو، وهو يعرف أعضاء فريق رسم الخرائط الأمريكي الإسرائيلي المكلف بوضع الحدود الإقليمية للضم، وقد دعم خطة ترامب منذ البداية.

ويقول: "أعتقد أنها محاولة حقيقية للتفكير في طريقة أخرى لحل النزاع".

وماذا عن زملائه العمد الآخرين من اليمين الذين يهاجمون رئيس الوزراء مطالبين بحقوق لإسرائيل في المزيد من الضفة الغربية؟

ويجيب مشيرا إلى الآراء المضادة القوية للضم في معظم أنحاء العالم: "إن مثل هذا الموقف ينبع من عدم فهم القرية العالمية التي نعيش فيها تماما، بوسعنا أن نعتقد أننا أقوياء وقادرين، وأن الله إلى جانبنا، وأنه يمكننا أن نفعل ما نريد، ولكنك بحاجة إلى فهم صفقة ترامب على مراحل، وهذه هي المرحلة الأولى".

طفرة بناء

يرى المعارضون أن خطة ترامب ليست سوى طريقة لإضفاء الطابع الرسمي على الأمر الواقع الذي تم تطويره على الأرض على مدار نصف قرن من انتهاك للقانون الدولي.

وصلت لظل جسر ضخم يجري بناؤه، وهو يضاعف الطريق الممتد من طريق بيغن السريع الذي يشق طريقه إلى الضفة الغربية، ويربط القدس بإفرات والمستوطنات الأخرى جنوبا.

نقف على بعد أمتار قليلة من جزء من الجدار العازل، وهو جدار خرساني يبلغ ارتفاعه 8 أمتار فيخفي عن أنظارنا منازل الفلسطينيين على الجانب الآخر، فيما تسير السيارات التي تحمل لوحات أرقام إسرائيلية على الجسر فوقنا.

ويقول درور إتكس، الذي يدير منظمة غير حكومية إسرائيلية هي "كرم نافوت" (سميت على اسم شخصية إنجيلية قتلت من أجل أرضها) وهي منظمة تراقب أعمال البناء الاستيطاني: "هذه هي القصة الكاملة للضفة الغربية في السنوات الـ 53 الماضية".

ويقول: "الأمر يتعلق بالاستيلاء على الأراضي من الفلسطينيين ومنحها للإسرائيليين. والطريقة التي تقوم بها بذلك هي مصادرة الأراضي وتخصيصها للإسرائيليين فقط. هذا من جانب. ومن جانب آخر هو إغلاق ومنع توسع المجتمعات الفلسطينية".

ونشاهد عمالا من أوروبا الشرقية يحملون ألواحا فولاذية ضخمة.

ويقول إتكس إن هذه هي أكبر طفرة في مشاريع البنية التحتية التي نفذتها إسرائيل في الضفة الغربية منذ عقدين.

ويضيف أنه يتم بناء المزيد من الطرق وخطوط أنابيب المياه وأنظمة تنقية مياه الصرف الصحي للسماح بنمو كبير في المستقبل في أعداد المستوطنين.

"المواطنون الفلسطينيون في دولة فلسطينية مستقبلية"

ويحذر إتكس ومجموعات المراقبة الأخرى من أن الضم قد يترك أشخاصا مثل محمد يحي في جيوب إقليمية.

وتشير دراسة أجراها معهد واشنطن الأمريكي المعني بالأبحاث المستقبلية إلى أن "الضم الكامل" من قبل إسرائيل لما يصل إلى 30 في المئة من الضفة الغربية يمكن أن يؤثر على حوالي 110 ألف فلسطيني.

وعلى سبيل المثال، قال نتنياهو إن أولئك الموجودين في غور الأردن سيبقون "رعايا فلسطينيين". ويخشى منتقدو الضم أن ذلك يعني ذلك أنهم سيعيشون فعليا في جزر ذات سيطرة مدنية فلسطينية فقط، محاطة بأرض خاضعة للسلطة الإسرائيلية الكاملة.

وتقول القيادة الفلسطينية، إلى جانب ما يقرب من 50 خبيرا عينهم مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، إن ذلك سيضفي الطابع الرسمي على نظام "الفصل العنصري" في الضفة الغربية، فهناك شعبان تحكمهما دولة واحدة في نفس المساحة بحقوق غير متساوية.

وترى بعض الشخصيات الإسرائيلية المعارضة أن الخطة كابوس يتم تنفيذه بلا مبالاة. فهم لا يرون مكاسب كبيرة من الضم من جانب واحد، بينما تصبح صورة إسرائيل العالمية مشوهة.

لكن يعتقد الجنرال الإسرائيلي المتقاعد يوسي كوبرفاسر أن عدد الفلسطينيين الذين سيعلقون في حالة أي تطبيق للسيادة من جانب واحد سيكون "محدودا".

ويقول إن الكثيرين يمكن أن يحصلوا على إقامة إسرائيلية، ويقترح أن تتفاعل القيادة الفلسطينية مع إدارة ترامب.

ويضيف قائلا: "هذا هو منطق خطة السلام الأمريكية، أن يكون الفلسطينيون مواطنين في الدولة الفلسطينية المستقبلية".

"لن نلقي المفتاح وسنعود إلى منازلنا"

غالبا ما تكون الرحلة إلى مدينة رام الله الفلسطينية معقدة. ويوجد في المدينة عدد قليل من نقاط الدخول والخروج، وتعد الاختناقات المرورية الكبيرة سمة ثابتة.

وتعد مدينة رام الله هي مقر السلطة الفلسطينية.

لقد ولدت الهيئة الحاكمة نتيجة لاتفاقيات أوسلو في تسعينات القرن الماضي، وهي مؤشر كبير على السلام الإسرائيلي الفلسطيني.

وفي محاولة لزيادة الضغط الدولي لتجنب الضم حاليا، يقول الرئيس الفلسطيني محمود عباس إن السلطة الفلسطينية لم تعد ملزمة بأي اتفاقيات مع إسرائيل والولايات المتحدة، بما في ذلك ما يتعلق بالأمن.

ويخشى البعض من أن تعليق التنسيق الأمني يمكن أن يعجل بانهيار السلطة الفلسطينية واحتمال الانزلاق إلى الفوضى في الضفة الغربية.

فوسط الانقسامات السياسية الفلسطينية المريرة، يمكن لحركة حماس، المنافس الرئيسي لحركة فتح التي يتزعمها الرئيس عباس، استغلال الوضع فيما ينذر بمواجهة مع إسرائيل.

أصل إلى مؤتمر صحفي لرئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية. الأمن مشدد دائما. وهناك أيضا الآن معقمات مضادة لفيروس كورونا قبل أن تدخل المبنى، حيث أخطو إلى كشك ليمطرني سائل مطهر.

ويعمل الوباء على إبطاء الدخول إلى المبنى، لكنه لم يوقف سياسات المنطقة.

ويعتقد اشتية أن خطط إسرائيل تدفع النزاع إلى مفترق طرق جديد في التاريخ.

ويقول: "لقد وصلت عملية السلام هذه إلى طريق مسدود خطير، فنحن نواجه لحظة الحقيقة بالنسبة لنا كقيادة فلسطينية".

وأسأل عن آفاق مستقبل السلطة الفلسطينية.

فيجيب: "دعونا لا نخدع أنفسنا، إن السلطة الفلسطينية ليست هدية من أي شخص. لقد نشأت بسبب الشعب الفلسطيني، فلن نرمي المفاتيح وسنعود إلى بيوتنا".

ويتهم اشتية المجتمع الدولي بالفشل في التحرك.

وسُئل لماذا لا تشارك قيادته مع الولايات المتحدة وتتفاوض.

ويقول اشتية إن الضم سيكون بمثابة "تدمير" للدولة الفلسطينية المستقبلية، ويضيف قائلا إن قبول الضم يترك السلطة الفلسطينية كـ "حفنة من الخونة، ولن نكون كذلك".

"السير على حبل مشدود"

ماذا حدث بعد ذلك؟ يواصل نتنياهو الحديث عن خططه على الرغم من التكهنات بأنها كانت وسيلة للتحايل على حشد اليمين في ثلاث انتخابات غير حاسمة.

وقال رئيس الوزراء عن المستوطنات عندما كانت حكومته الائتلافية الجديدة على وشك أن تؤدي اليمين في مايو/أيار الماضي: "هذه الأراضي هي المكان الذي ولدت ونمت فيه الأمة اليهودية وتطبيق القانون الإسرائيلي عليها لن يبعدنا عن السلام بل سيقربنا أكثر".

وتسمح له اتفاقية الائتلاف الحكومي بتقديم مقترحات لمجلس الوزراء أو البرلمان الإسرائيلي اعتبارا من 1 يوليو المقبل.

وكانت الإدارة الأمريكية قد أشارت في مايو الماضي إلى أنها لا تتوقع أن تصبح وتيرة العملية أسرع، وهي قد تكون الآن مستعدة لدعم مقترحات نتنياهو بشكل عام بشأن الشروط التي يلتزم بها في خطة ترامب، مما يعني استمرار إمكانية المفاوضات الفلسطينية في السنوات الأربع المقبلة، كما أن هناك إجماعا بين اللاعبين الأساسيين في الائتلاف.

ويزيد ذلك من أهمية وجهات نظر بيني غانتس، وزير الدفاع ورئيس الوزراء المناوب المقرر توليه المنصب من نتنياهو في أواخر العام المقبل.

ويعتقد أن غانتس أقل استعدادا لدعم خطط الضم الشاملة من جانب واحد، ويريد التنسيق مع واشنطن والدول العربية التي لها علاقات مع إسرائيل.

وقد عبرت الدول العربية، وخاصة الأردن المجاور، عن معارضتها الشديدة لأي شكل من أشكال الضم، مما أثار المخاوف بشأن الاستقرار الإقليمي إذا مضت هذه الخطوة قدما.

وتقول لاهاف هاركوف، المراسلة الدبلوماسية في صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية، إن حزب الأزرق والأبيض، الذي ينتمي إليه غانتس والذي يرجع نجاحه في الانتخابات جزئيا إلى الأصوات اليسارية، "يسير على حبل مشدود" بشأن هذه القضية.

وأضافت هاركوف قائلة لي إنه في حين أن نتنياهو "يريد الدفع من أجل كل ذلك"، فإن غانتس ووزير الخارجية غابي أشكنازي، زميله في حزب "أزرق وأبيض"، أكثر تحفظًا بكثير.

ويبدو أن المزيد من الاجتماعات بين هؤلاء اللاعبين الرئيسيين أمر مؤكد.

وأعود مرة أخرى إلى طريق بيغن السريع، وهذه المرة متجها إلى القدس حيث مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي والبرلمان خارج مفترق يتجه شرقا حيث قد يكمن هناك المزيد في عملية صنع التاريخ.

Leave Comment
Comments
Comments not found for this news.