تقيم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بكل إيبارشياتها احتفالات عديدة بمناسبة مرور 100 سنة على تأسيس مدارس الأحد التي تم تأسيسها بيد القديس المتنيح “الأرشيدياكون حبيب جرجس”.
ومن هذا المنطلق التقت “وطني نت” بنيافة الحبر الجليل الأنبا مارتيروس أسقف كنائس شرق السكة الحديد ليتحدث معنا عن الأرشيدياكون حبيب جرجس صاحب الفضل في نهضة الأنشطة الكنسية.
وجدير بالذكر أن نيافة الأنبا مارتيروس ونيافة الأنبا مكاريوس أسقف عام المنيا قد قاما بنقل جسد القديس الأرشيدياكون حبيب جرجس من مدافن العائلة بالجبل الأحمر إلى كنيسة العذراء مريم بمهمشة؛ ذلك بعد إعتراف المجمع المقدس بقداسته في 20 يونيو 2013م.
كما قام الأنبا مارتيروس بعمل متحف خاص يضم مقتنيات المتنيح حبيب جرجس، بجوار جسده الكائن بكنيسة العذراء مريم بمهمشة .
وقد انتقلت “وطني نت” لمهمشة لتأخذ جولة مع نيافة الأنبا مارتيروس لنتعرف سوياً على المقتنيات الخاصة بالقديس “الأرشيدياكون حبيب جرجس”.
بدأ الأنبا مارتيروس جولته داخل المتحف قائلاً : إحنا النهاردة بمتحف القديس العظيم الأرشيدياكون حبيب جرجس الذي قام بتأسيس مدارس الأحد والذي قام بنشر تعاليم الإنجيل المقدس بكنائس مصر والمهجر.
ونتذكر أن قداسة البابا شنودة الثالث قد قام بنشر مقالة شهيرة عن الأرشيدياكون حبيب جرجس في ذكرى الأربعين لنياحة القديس والتي كانت بعنوان “ليكن نور” وأعتبر أن الأرشيدياكون حبيب جرجس هو مصدر النور في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في العصر الحديث وعلى الأخص في بداية القرن العشرين وفي نهاية القرن التاسع عشر.
وإذا تأملنا في الصورة الموجودة في المتحف نجد أنه يرتدي الملابس الشمامسية لأنه رُسم ” أرشيدياكون” بيد البابا كيرلس الخامس وجعله تلميذاً خاصاً لقداسته.
كما يرتدي أيضاً الطاقية والتونة والبدرشيل الذي يرمز لأجنحة الملائكة، تلك الملابس الخاصة بالشمامسة؛ والتي بدأ إرتدائها في بداية القرن العشرين.
رسم أرشيدياكون على كنيسة مارمرقس بكلوت بيك بالقاهرة “البطريركيّة القديمة”
أما عن الزخارف التي تحيط بأيقونة القديس فهي زخارف قبطية.
نجد أيضاً دائرة ذهبية يتوسطها القديس وهي ترمز الأبدية؛ والفنان يقصد هنا بأنه من خلال تعاليم القديس المعلم حبيب جرجس تتجه أنظارنا إلى الأبدية وحياة السماء.
ونجد أن الفنان استخدم الزهرة المصرية المعروفة التي تشبه شكل صليب، والصليب الزهري يعتبر من الزخارف القبطية الشهيرة جداً.
كما توجد أيضاً عناقيد العنب التي تمثل السيد المسيح وذلك بحسب قول الكتاب المقدس”أنا هو الكرمة الحقيقية وأبي الكرام، كل غصن في لا يأتي بثمر يقطع، وكل ما يأتي بثمر ينقى لكي يأتي بثمر أكثر ”
نجد أيضاً أن خلفية الصورة ذهبية مضيئة” لأن الأيقونة هي مصدر النور “وهذا يعبر على أن القديس يعيش في مدينة النور الآن “أنظروا إلى نهاية سيرتهم فتمثلوا بإيمانهم”.
الأيقونة محاطة بزخارف لأغصان النخيل الذي يرمز للإنتصارات لأن القديس ذهب إلى عالم النصرة بعد أن حقق الإنتصارات في عصر مظلم وغرس تعاليم الأنجيل في العالم.
ويضم المتحف ثلاث مقصورات تضم العديد من المقتنيات الخاصة بالقديس منها:
– “البدرشيل” الذي دفن به القديس الأرشيدياكون حبيب جرجس وهو بدرشيل مزخرف بالصلبان المرسومة بالسلك الفضي وهو عبارة عن شريط طويل كان يرتديه القديس أثناء خدمته الشمامسية داخل الكنيسة.
– “صورة القديس” وهي أول صورة رسمت للأرشيدياكون حبيب جرجس. وهي من نيافة الأنبا سوريال، التي رسمت في ملبورن بأستراليا.
– “كتاب العهد الجديد” الذي ترجمه “حبيب جرجس” من اللغة العربية للغة القبطية وقد إستعان القديس بتلاميذه المهره في اللغة القبطية في أربعينات القرن الماضي. ومن تلاميذ الأرشيدياكون حبيب جرجس ( قداسة البابا المتنيح الأنبا شنودة الثالث ونيافة الأنبا ماركوس أسقف أبو تيج، الأستاذ وهيب عطالله” نيافة الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والثقافة”، الأستاذ راغب بك أسكندر، الأستاذ سليمان نسيم) .
“منديل” هذا المنديل لسيدة كانت تعاني من وجود حصوة بالمراره، فقامت المرأة بوضع المنديل على جسد القديس ثم وضعته على جسدها فشفيت ولم يكن للحصوة أي أثر بشفاعة القديس حبيب جرجس، ذلك بشهادة الطبيب الذي تعجب كثيراً لعدم وجود الحصوة.
“العصا” تلك العصا كانت تخص البابا يوأنس التاسع عشر، وغالبا كانت العصا هي عصا البشاوية وليست عصا الرعاية.
“بعض الكتب والمجلات التي أصدرها الأرشيدياكون حبيب جرجس” وقد ألف القديس حوالي 30 كتاب.
. كان القديس متقن قرض الشعر فقد أصدر ثلاثة كتب تراتيل حسب عقيدة الكنيسة الأرثوذكسية
. إهتم القديس بترجمة الأربع البشائر إلى القبطية.
.
. “كتاب ترانيم” وجدير بالذكر أن القديس هو أول من وضع كتب الدين بالمدارس.
” صور لبعض الخدام والطلبة والتلاميذ بمدارس الأحد مع القديس”
.”بعض شهادات طلبة الكلية الإكليريكية”.
. “أول كتاب لحبيب جرجس” تأليف الأنبا مارتيروس. الذي تم تقديمة كهدية لمكتبة الكونجرس بواشنطن لأنه يعتبر من التراث القبطي.
. “صليب خشب كبير” وهو الصليب الخشب الذي كان موضوع أعلى التابوت الخشب الذي كان يحوي جسد القديس.
. “وثيقة نقل جسد القديس الأرشيدياكون حبيب جرجس” بيد الأنبا مارتيروس أسقف كنائس شرق السكة الحديد ورئيس لجنة المصنفات الكنيسة. وبيد نيافة الأنبا مكاريوس أسقف عام المنيا”
. “التابوت” هو الصندوق الذي كان يحوي جسد القديس المتنيح وهو مصنوع من الخشب العادي ويظهر عليه بعض الكتابة المحفورة التي توضح موعد ميلاد في وانتقال القديس الذي قام بكتابها الأنبا ثيئودوثيوس. وكتب على الصندوق تاريخ ميلاد القديس 1876م، وموعد نياحته في 21 أغسطس 1951م وتحديداً في ليلة عيد العذراء مريم الذي كان يحبها كثيراً وقد أقام لها كنيسة بإسمها بمنطقة الشرابية بمهمشة .
من إنجازات الأرشيدياكون حبيب جرجس أنه:
. عين ناظراً للإكليريكية
. أنشأ مدارس الأحد وشجع الكثيرين على المساهمة في هذا المجال
رُشح لرتبة البابوية. بعد نياحة البابا كيرلس وبعد نياحة البابا يوأنس التاسع عشر ورشح لكرسي الجيزة.
. أنشأ جمعيات للوعظ والتعليم وأدخل الجمعيات في الإكليريكية
. أسس مجلة الكرمة ووصل عدد مجلداتها إلي سبعة عشر مجلداً. وظلت تعمل سبعة عشر عاماً. وأنفردت بالمقالات اللاهوتية. والتاريخية وقوانين الكنيسة ودراسة الكتاب المقدس والحكمة والفلسفة.
. قام بتأسيس وتنمية النشاط الكنسي والنشاط الروحي على مستوى الكرازة المرقسية.
. وضع كتباً دينية منهجية لكل المراحل حيث لم تكن هناك مناهج لتعليم الدين.
. أسس العديد من الكنائس منها:
. كنيسة مارمرقس كليوباترا بمصر الجديدة
. كنيسة مارجرجس بألماظة
. كنيسة مارجرجس عين شمس
. كنيسة مارجرجس بالقناطر الخيرية
. كنيسة الأنبا أنطونيوس بشبرا
. كنيسة مارجرجس الجيوشي
. كنيسة مارجرجس جزيرة بدران بشبرا مصر
. كنيسة الأقواز بالصف بالجيزة
. كنيسة العذراء مريم بمهمشة
كتب ومؤلفات القديس الأرشيدياكون حبيب: منها:
. كتاب سر التقوى 1900م
. كتاب سلم السماء ودرجات الفضائل
. كتاب أسرار الكنيسة السبعة
. كتب المبادئ المسيحية الأرثوذكسية للمدارس الابتدائية صدر عام 1937م( أربعة أجزاء )
. كتب المبادئ المسيحية الأرثوذكسية للمدارس الأولية ( جزء واحد )
. كتب المبادئ المسيحية الأرثوذكسية للمدارس الثانوية ( أربعة أجزاء )
. كتاب خلاصة الأصول الإيمانية صدر في عام 1898م
. كتاب عزاء المؤمنين
. أناشيد أرثوذكسية وترانيم عقائدية
. كتاب الكنز الأنفس في التاريخ الأقدس” أربعة أجزاء “1920م
. كتاب مارمرقس الإنجيلي (بالاشتراك مع الأستاذ كامل جرجس) صدر في عام 1937م
. كتاب المدرسة الإكليريكية بين الماضي والحاضر صدر في عام 1938م
. كتاب نظرات روحية في الحياة المسيحية صدر في عام 1946م
. كتاب الصخرة الأرثوذكسية صدر عام 1949م
. كتاب روح التضرعات والخولاجي المقدس 1949م
. كتاب الوسائل العلمية للإصلاحات القبطية 1942م
. كتاب إنعاش الضمير في ترانيم الصغير
. كتاب حياة القديسين أنطونيوس وبولا
. كتاب برلام ويواصف
. مجلدات مجلة الكرمة
. مجلة مدارس الأحد
. كتاب نظرات روحية في الحياة المسيحية
. كتاب ترانيم وأناشيد روحية
. مجموعة كتب الدراسات التربوية لمدارس الأحد القبطية (ستة أجزاء )
“ألقاب القديس الأرشيدياكون حبيب جرجس”:
” أستاذ الجميع، مستشار البطاركة والمطارنة، رسول السلام، سفير الكلية الإكليريكية، عميد التعليم اللاهوتي، الزعيم الروحي المبرور، أعظم خدام الكنيسة المصرية، قديس، إمام علماء الكنيسة المصرية، قائد مدارس الأحد، الكوكب اللامع، النجم الساطع، حصن العقائد الأرثوذكسية، الواعظ الموهوب، أبو الوعاظ، شيخ الوعاظ، أبو المُعلمين، الرجل الفاضل، الشاعر مرهف الحس، رئيس الشمامسة، المربي الكبير، الواعظ المحبوب، الأستاذ المدير، باعث النهضة الكنسية، المعلم الملتحف بالبراعة، الرجل الحكيم “.