جزء كبير من الشعب الإسرائيلي يطالب باستقالة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. ووفقاً لاستطلاعات الرأي الأخيرة، فإن نسبة مذهلة تبلغ 72% من الإسرائيليين يعتقدون أنه يجب عليه التنحي.
وفقا للجارديان، يسلط هذا السخط الواسع النطاق الضوء على خطورة الوضع، خاصة مع ظهور نتنياهو أمام الكونجرس الأمريكي.
خطاب نتنياهو أمام الكونجرس يثير الغضب
أعربت تمار جليسرمان، الناشطة الإسرائيلية في مجال السلام ومناهضة الاحتلال والمقيمة في نيويورك، عن انتقاداتها الشديدة لخطاب نتنياهو أمام الكونجرس. وفي تعليقها اللاذع، تصف جليسرمان نتنياهو بأنه “عدو” لكل من الإسرائيليين والفلسطينيين، وتتهمه بالمسؤولية الشخصية عن هجمات 7 أكتوبر والأزمة التي تلت ذلك. وتقول إن خطاب نتنياهو، بالنظر إلى العنف المستمر وعدم التوصل إلى صفقة رهائن، لم يكن غير مناسب فحسب، بل كان أيضًا فشلًا أخلاقيًا من جانب الكونجرس.
مسألة الأخلاق والتمثيل
يركز نقد جليسرمان على فكرة أن تصرفات نتنياهو وسياساته لا تتماشى بشكل كبير مع قيم العديد من الإسرائيليين. وهي تشبه الاستحسان والتصفيق الذي تلقاه في الكونجرس بـ "دروس متقدمة في الإضاءة الغازية"، مما يشير إلى أن التصفيق والدعم كانا في غير محلهما. ووفقا لها، فإن خطاب رئيس الوزراء فشل في معالجة الأزمة الإنسانية في غزة بشكل مناسب، وأدى إلى إدامة رواية بعيدة كل البعد عن الواقع الذي يواجهه الإسرائيليون.
السياق التاريخي والاتصال الشخصي
تعتبر الانتقادات شخصية للغاية بالنسبة لجليسرمان، الذي قُتلت عمته، هانا جليسرمان، على يد حماس خلال الصراع الأخير. تتأمل جليسرمان في معارضتها الطويلة الأمد لسياسات نتنياهو، وترجع انتقاداتها إلى انتخابه في عام 1996، والذي تعتبره بداية حقبة مثيرة للقلق للسياسة الإسرائيلية وعملية السلام. تعليقاتها مستمدة من تجربتها التي نشأت في أسرة يسارية ونشاطها الخاص من أجل السلام والمصالحة.
التوتر بين صورة نتنياهو الدولية والقبول المحلي يسلط الضوء على انقسام كبير. وبينما يواصل نتنياهو تقديم نفسه كزعيم قوي على الساحة العالمية، هناك تناقض صارخ مع آراء العديد من الإسرائيليين الذين يرونه مصدرا للصراع المستمر وعدم الاستقرار. تعكس الانتقادات الموجهة من شخصيات مثل جليسرمان استياءً أوسع نطاقًا من الطريقة التي تعاملت بها الحكومة الإسرائيلية مع الصراع في غزة وتأثيره على حياة الإسرائيليين والفلسطينيين.