لما يُسمى عيد الغطاس بعيد الظهور الإلهي؟
20.01.2024 13:01
اخبار الكنيسه في مصر Church news in Egypt
الدستور
لما يُسمى عيد الغطاس بعيد الظهور الإلهي؟
حجم الخط
الدستور

تمر الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، برئاسة قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، بفترة احتفالات عيد الغطاس المجيد، والذي يعتبر ثالث الأعياد السيدية في عام 2024، بعد احتفالات الكنيسة بعيدي الختان المجيد في 15 يناير، والميلاد المجيد يوم 7 من نفس الشهر، اذ تضع الكنيسة الميلاد والغطاس في قائمة الأعياد السيدية الكبرى، بينما الختان في قائمة الأعياد السيدية الصغرى.

لما يُسمى عيد الغطاس بعيد الظهور الالهي؟

قال الاب فيلبس ماهر، استاذ علم اللاهوت الطقسي في المعاهد ومراكز إعداد وتأهيل الخدام، قال في تصريح خاص لـ الدستور إن عيد الغطاس المجيد يحمل عدة أسماء غير لفظة (الغطاس) ولعل أبرز هذه الأسماء هو عيد الظهور الإلهي.

كما أوضح أنه سُمى الظهور الإلهي لانه فيه ظهرت الأقانيم الثلاثة لله الواحد الذي لا شريك له، ففي الابن وتحت يد يوحنا المعمدان، ظهر اقنوم الابن المتجسد، وسُمع صوت الاب في قوله "وَصَوْتٌ مِنَ السَّمَاوَاتِ قَائِلًا: «هذَا هُوَ ابْني الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ»." (مت 3: 17)، واخيرا شوهد الروح القدس في هيئة حمامة.

كما قال الانبا نيقولا انطونيو، مطران طنطا والغربية للروم الارثوذكس، ومتحدث الكنيسة الرسمي في مصر، ووكيلها للشؤون العربية، في تصريح له إن الغطاس يُسمى عيد الظهور الإلهي "(ثيوفانيا) θεοφάνεια"، حيث ظهر الثالوث القدوس في أيقونة ومشهد معمودية كلمة الله المُتجسد، حيث انطلق من السماء صوت الآب وظهر الروح القدس بهيئة حمامة وكان كلمة الله حاضرًا في نهر الأردن، ولم يكن هذا إلا أيقونة الظهور الإلهي. ومصطلح "(ثيوفانيا) θεοφάνεια" هو مصطلح يوناني وهو عبارة عن كلمتين مدغمتين معًا الأولى هي "(ثيوس) θεος" ومعناها "إله، الله" والثانية "(فانيا) φάνεια" ومعناها "ظهور".

ومن جانبه، قال المطران إيروثيوس فلاخوس مطران كنيسة الروم الارثوذكس في نافباكتوس، في تصريح له على خلفية الاحتفالات، إن وُسَمّى حدث معمودية المسيح على يد يوحنا السابق في نهر الأردن الظهور الإلهي في كنيسة العصور الأولى لأنه تأتي كلمة ظهور من المقطع الرسولي "اللهُ ظَهَرَ فِي الْجَسَدِ، تَبَرَّرَ فِي الرُّوحِ، تَرَاءَى لِمَلاَئِكَةٍ، كُرِزَ بِهِ بَيْنَ الأُمَمِ، أُومِنَ بِهِ فِي الْعَالَمِ، رُفِعَ فِي الْمَجْدِ." وهي مرتبطة بالأغلب بميلاد المسيح. وتأتي كلمة ظهور من المقطع الرسولي: "لأَنَّهُ قَدْ ظَهَرَتْ نِعْمَةُ اللهِ الْمُخَلِّصَةُ، لِجَمِيعِ النَّاسِ" وهي ترتبط بالدرجة الأولى بمعمودية المسيح إذ عندها أدرك البشر نعمة الميلاد. 

في مجمل الأحوال، الحقيقة هي أنّه في يوم معمودية المسيح، مع ظهور الثالوث القدوس واعتراف السابق الشريف، صار عندنا اعتراف رسمي بأن ابن الله وكلمته هو "أحد الثالوث" وقد صار إنساناً ليخلّص الجنس البشري من الخطيئة والشيطان والموت.

الجدير بالذكر أنه اعتاد باباوات الكنيسة القبطية الارثوذكسية، الراحل شنودة الثالث، والحالي تواضروس الثاني، على تقسيم فترات الأعياد بين القاهرة والإسكندرية، فيقضى بابا الكنيسة عيدي الميلاد المجيد، والقيامة المجيد في القاهرة، بينما يقضى احتفالات رأس السنة الميلادية وعيد الغطاس المجيد برفقة شعب الاسكندرية.

اترك تعليقا
تعليقات
Comments not found for this news.