ترأس قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية صلاة عشية إعلان إصعاد جسد العذراء مريم بكنيستها وببودابست بدولة المجر وذلك بمشاركة لفيف من الآباء الأساقفة.
وخلال الصلاة، ألقي قداسته عظة تحدث فيها عن فضيلة من فضائل العذراء مريم وهي “فضيلة الإحتواء”،
وفي بداية الكلمة أعرب قداسته عن سعادته بتلك الزيارة التي تتزامن مع إحتفال الكنيسة بختام صوم العذراء.
كما وجه قداسته التهنئة بمناسبة عيد العذراء.
وقال قداسته: إن العذراء مريم هي كنز الفضائل وهي كالبستان المملوء بالفضائل، فالعذراء مريم كانت تمتلك الكثير من الفضائل منها: ” فضيلة الصمت، فضيلة الإتضاع، فضيلة الهدوء، فضيلة الصلاة، فضيلة الحكمة” واليوم سأتحدث معكم عن “فضيلة الإحتواء”
وسرد قداستة أحد المواقف الخاصة بالعذراء التي توضح إحتوائها للمواقف للإستفادة منها في حياتنا العملية: موقف العذراء في قصة عرس قانا الجليل” ففي يوم ذهبت العذراء لحضور إكليل، وكان من عادة اليهود بأن يقوم أصحاب العُرس بتقديم مشروب العنب الطازج للمهنئيين لمدة ٦ آيام، وفي وسط الأسبوع لم يجد أصحاب العُرس ما يقدموه للمهنئيين؛ فذهبوا للعذراء مريم وقالوا لها المشكلة، ثم ذهبت العذراء إلى السيد المسيح وقالت له: “لَيسَ عِندَهم خَمْر”.
فقالَ لها يسوع: “ما لي وما لَكِ، أَيَّتُها المَرأَة؟ لَم تَأتِ ساعتي بَعْد”. فقالَت أُمُّه لِلخَدَم: “مَهما قالَ لَكم فافعَلوه”، وكانَ هُناكَ سِتَّةُ أَجْرانٍ مِن حَجَر لِما تَقْتَضيه الطَّهارةُ عِندَ اليَهود، يَسَعُ كُلُّ واحِدٍ مِنها مِقدارَ مِكيالَينِ أَو ثَلاثَة. فَقالَ يسوعُ لِلخَدَم: “اِمْلأُوا الأَجرانَ ماءً”. فمَلأُوها إِلى أَعْلاها. فقالَ لَهم: “اِغرِفوا الآنَ وناوِلوا وَكيلَ المائِدَة”. فناوَلوه، فلَمَّا ذاقَ الماءَ الَّذي صارَ خَمْراً.وهنا إحتوت العذراء الموقف بحكمتها.
وذكر قداسته: موقف نَابَالُ وَحكمة امْرَأَتِهِ “أَبِيجَايِلُ” في إحتواء الموقف. وَكَانَتِ الْمَرْأَةُ جَيِّدَةَ الْفَهْمِ وَجَمِيلَةَ الصُّورَةِ. وقال لها داود مُبَارَكٌ عَقْلُكِ وَمُبَارَكَةٌ أَنْتِ لأَنَّكِ مَنَعْتِنِي الْيَوْمَ مِنْ إِتْيَانِ الدِّمَاءِ وَانْتِقَامِ يَدِي لِنَفْسِي.
ثم وجه قداسته نصيحة للرجال والسيدات في تعلُم الإحتواء وحل المشكلات في أضيق الحدود دون أن يشعر بها أحد.
كما ذكر قداسته مثال “الابن الضال” الذي أخطأ وطلب نصيبه من المال وترك اباه، وحينما ندم؛ عاد إلى أبيه، وهنا قام الأب بالإحتواء وضمه إلى حضنه وقال: “إنَّ ابْنِي هذَا كَانَ مَيِّتًا فَعَاشَ، وَكَانَ ضَالاًّ فَوُجِدَ”.
كما تحدث قداسته عن حكمة القديسة مونيكا في إحتواء مشكلة إبنها أوغسطينوس وزوجها، فتزوجت القديسة مونيكا من رجلٍ وثنيٍ شريرٍ وكانت تقابل ثورات غضب زوجها بالحلم والصمت والصبر، و وضعت في قلبها أنها لابد أن تربح نفس زوجها،كانت الثمرة الأولى لصلاتها هي إيمان زوجها الوثني وهو على فراش الموت.
وظلت تصلي من أجل خلاص نفس إبنها أوغسطينوس.
وقال قداسته: توجد بعض الخطوات التي توضح كيفية إحتواء الموقف والمشكلات منها:
– أن تشعر بالآخر ولا تسخر منهم
– لا تقطع الود بين الآخرين ولا تطيل الخصام
– التفاهم
– الحكمة
– الإتضاع والخضوع
وفي ختام العشية قام آباء الكنيسة بتقديم هدية تذكارية لقداسة البابا عبارة عن صورة للسيد المسيح وصورة للعذراء مريم.