ما زالت التساؤلات تطرح من الجميع حول اختلاف موعد الاحتفال بـ"ميلاد المسيح" من طائفة لأخرى، وأسباب عدم الوصول إلى اتفاق لتوحيد موعد للحدث الأبرز في التاريخ الذي قسم صفحات السنوات إلى نصفين، فالكنائس الغربية بجانب بعض الكنائس الشرقيّة مثل السريان والأرمن واليونان الأرثوذكس قرّروا اتّباع التقويم الغربي فيعيدون يوم 25 ديسمبر من كل عام، بينما بعض الكنائس الشرقيّة الأخرى مثل الكنيسة القبطيّة والروسيّة والصربيّة متمسّكون بتقويمهم القديم ولذلك يعيّدون في يوم 7 يناير.
وأصدر القمص يوحنا نصيف راعي الكنيسة المرقسية بالإسكندرية والذي يخدم حاليا بولاية شيكاغو بالولايات المتحدة الأمريكية، بحثا عن أسباب وإمكانية توحيد موعِد الاحتفال بعيد الميلاد، وذلك بعدما رصد رغبة أقباط المهجر لإتباع موعد موحد للاحتفالات، يعد أبرزها الاستبيان الذي أجراه أحد الآباء بكندا في أبريل 2015م -بدون أي توعية أو شرح حول الموضوع- والتي جاءت نتيجته برغبة 60% الاحتفال يوم 25 ديسمبر بشرط أن تحتفل الكنيسة كلّها في يوم واحد.
وقال القمص يوحنا نصيف، إنه يعتقد زيادة النسبة بشكل أكبر بكثير في حال التوعية والشرح وإجراء هذا الاستبيان على نطاق أوسع، حيث إنه من الأفضل أن تلتزم الكنيسة القبطيّة الأرثوذكسيّة بكلّ إيبارشيّاتها في كلّ العالم بمواعيد احتفال موحَّدة بالأعياد والأصوام، لأن تغيير موعِد الاحتفال بين الكنائس الموجودة في مصر والكنائس خارجها، سيكون بدايةً لانقسام الكنيسة.
وأضاف "نصيف"، أن إمكانية التوحيد تتجلى من خلال ضبط التقويم القبطي فعندما نقوم بضبطه سيتوحّد بشكل تلقائي موعد الاحتفال بعيد الميلاد، ويعود 29 كيهك ليوافق 25 ديسمبر كما كان حادثًا قبل عام 1582م، والذي تغير عندما تمّ ضبط التقويم الغربي، حيث إن التغيير حدث مع تقدّم العِلم واكتشاف أنّ الأرض تكمل دورتها حول الشمس في مدّة أقلّ من المحسوبة، أي في مدّة أقل من 365 يومًا وستّ ساعات، فبحسب العلماء هذه المدّة بدقّة فوجدوها 11 دقيقة و14 ثانية.
وأوضح أن السنة أصبحت أقصر ممّا كان يُحتسَب من قبل، فوصل الفارق بين التقويمين حاليا إلى 13 يومًا وأكثر من سبع ساعات، ويزداد الفارق كلّ سنة 11 دقيقة و14 ثانية، مِمّا يُعني أنّ كلّ حوالي 128 سنة يزداد الفارق يومًا كاملاً، بل وبعد سبعة آلاف عام من الآن سيصل الفارق إلى حوالي 68 يومًا، أي سيكون عيد الميلاد "29 كيهك" موافقًا 3 مارس، ولك أن تتخيّل أنّ شهر هاتور القبطي سيأتي في أواخر شهر يناير، وبالطبع لن يكون مناسبًا للزراعة، وصوم الميلاد سيبدأ في أواخر يناير، وسيأتي عيد الغطاس في الصوم الكبير وغالبًا عيد الميلاد أيضًا، وستكون مدّة صوم الرسل بين 75 و100 يومًا، وسيأتي عيد النيروز في نوفمبر.
وأشار إلى ضرورة اقتطاع 13 يومًا من السنة القبطيّة كإجراء نقوم به لمرّة واحدة، ومع هذا الإجراء يتمّ وضع جدول دقيق لضبط حساب السنين في المستقبل مثل المعمول به في التقويم الحديث، وبهذا سيتطابق تمامًا التقويمان، مع السير بذات الآلية المتكاملة، لضبط السنوات على المدى القصير والمتوسِّط والطويل.
وأكد أن ضبط التقويم القبطي ليس له صِلة بالعقيدة الأرثوذكسيّة ولن يغيِّر من أي طقس كنسي، فالتقويم القبطي تقويم قديم وعظيم، ولكنّه يحتاج لضبط طفيف، وهذا أمرٌ ثابتٌ عِلميًا، وضبط التقويم أمرٌ ممكن إذا توفّرت الإرادة، منوها إلى أنه إذا تمّ العمل بجدّية فيها، بداية من المناقشة في المجمع المقدّس حتّى اتّخاذ القرار وتنفيذه، أعتقد أنّها يمكن أن تأخُذ أقلّ من خمس سنوات.
Christmas