شن الرئيس السورى بشار الأسد، هجومًا حادًّا على الدول الغربية، وفى مقدمتها فرنسا، منتقدًا فى الوقت نفسه منظمة العفو الدولية "أمنستى"، متّهمًا إياها بإطلاق تقارير دعائية كاذبة، بعد انتقادها أوضاع السجون السورية، ومشيرًا فى حوار لوسائل إعلام فرنسية، إلى أن فرنسا من الدول التى دعمت الإرهاب فى بلاده منذ البداية.
بشار الأسد: تقرير منظمة العفو الدولية مخجل للغاية.. ونحن نحارب الإرهاب
فى حوار مع إذاعة "أوروبا 1" و"تى أف 1" الفرنسيتين، قال الرئيس السورى بشار الأسد، إن تقرير منظمة العفو الدولية الذى انتقد الأوضاع داخل السجون السورية "مخجل للغاية"، وتابع موجهًا حديثه للدول الأوروبية: "بلادكم بها محاكم ونظام وقانون، هل محاكمكم تأخذ الادعاءات بعين الاعتبار؟ أم تدرس الحقائق الموثقة؟ هذا هو الحال مع منظمة العفو الدولية، وما أشارت إليه بشأن وجود 13 ألف شخص على الأقل فى السجون السورية، وأن كلهم من المعارضين، ومحتجزين دون تحقيقات، أو ما يطلق عليه الاحتجاز القسرى، وهى ادعاءات عارية عن الصحة".
وأضاف "الأسد" فى حواره: "نحن نحارب الإرهاب، ونرفع التأهب فى البلاد، وكل من فى السجون مدانون، وسجنهم يقوم على وجود أدلة إدانة ضدهم، وليس لمجرد أنهم معارضون، وتقرير منظمة العفو الدولية متحيز للغاية وكاذب، إذ شُيّد على أساس لقاءات مع 84 شخصا من المدنيين والمسلحين التابعين للمعارضة فقط، ومع هاربين من أحكام، ولم يشمل أعدادا كبيرة ومتنوعة الاتجاهات، ومن الواضح أن تقرير هذه المنظمة غير الحكومية ليس هدفه الشفافية".
الرئيس السورى: نرفض زيارة مراقبين دوليين.. وفرنسا أودت بحياة مدنيين فى ليبيا
على صعيد آخر، تحدث بشار الأسد عن رفضه لزيارة مراقبين دوليين لبلاده، والاطلاع على الأوضاع، ومتابعة أحوال الجيش السورى، قائلا: "لم ولن يحدث هذا، إن هذا العمل يتعلق بالسيادة السورية"، ووجه "الأسد" سؤالا للصحفيين قائلاً: "هل توافقون على أن أرسل لكم وفد خبراء عسكريين سوريين لتفقد الأوضاع بين صفوف جيشكم وإملاء بعض القرارات عليه؟ أو التحقيق معه فيما ارتكبه من عمليات عسكرية أودت بحياة المدنيين فى ليبيا تحت حكم نيكولا ساركوزى وفى ولاية فرنسوا هولاند؟ لهذا لن نسمح لمنظمة العفو الدولية بالمجىء إلى هنا، تحت أى ظرف أو لأى سبب من الأسباب".
الأسد: فرنسا دعمت الإرهاب منذ البداية.. وننوى استعادة كل شبر من أرضنا
وعن آخر تطورات العمليات العسكرية ضد التنظيمات الإرهابية، قال الرئيس السورى الأسد: "ننوى استعادة كل شبر من أراضينا من أيدى الإرهابيين، ولن نربح الحرب إلا بعد طردهم من سوريا، والغرب دعم مجموعات مسلحة ظنًّا منه أنها معتدلة، ولكنه بهذا كان يدعم القاعدة، وهو يدفع الآن ثمن سياساته فى سوريا".
كما كشف "الأسد" عن وقوع اتصالات مع أفراد من جهاز الاستخبارات الفرنسى، واعتبر أن السياسة الفرنسية حيال سوريا قامت على دعم الإرهاب منذ البداية، مقللا من أهمية الرئيس الفرنسى فرنسوا هولاند، "الذى أصبحت نسبة شعبيته فى الحضيض وبلغت 11% فقط"، حسبما قال الرئيس السورى.
واستطرد الأسد فى حواره: "قمنا باتصالات مع أعضاء من جهاز الاستخبارات الفرنسى، وذلك خلال زيارة آخر وفد فرنسى لسوريا مؤخّرًا، وسياسة فرنسا كانت تعتمد منذ اليوم الأول على دعم الإرهاب فى سوريا، والحقيقة لا أريد التحدث كثيرًا عن فرنسوا هولاند، الذى أصبحت نسبة شعبيته فى الحضيض، وبلغت 11% فقط".